عندما يسحرك الاسلوب يجب ان ترد
اسلوب ر ائع جذاب مشوق رائعة الحياة عندما نتعامل معها بهذه الطريقة كاتبه مذهله بحق
بين أحضان الجبال ( 9) العنوان غير واضح
بسم الله الرحمن الرحيم .
اليوم: الأحد .
التاريخ : 9 / 11/ 1432 هـ .
الصف : الخامس .
موضوع الدرس : لا أعلم بالضبط , لكنه يتعلق بالنباتات .
معنوياتي ليلة ذاك اليوم كانت عالية جدا , فكانت دافعيتي للعمل كبيرة .
بدأت تدوين أهدافي , ثم غرقت في آلية تحقيق ما أريد .
أريد الأفضل , وأجهل السبيل , فوقعت في دوامة التردد والتفكير , في ظل محدودية الدراية , وأزمة الموارد , والخشية من انقضاء الوقت .
قلقت من النشاط الاستقصائي , لخشيتي من عدم وضوح النتائج للطالبات وعدم توافر النبات المناسب للمشاهدة , ولكن لا مناص من إجرائه .
ضخامة المحتوى توقعني في هاجس آخر , أما التقويم فما زال غصة لم تندفع .
أدركني الوقت وأنا لم أصنع شيئا بعد , فكسرت حاجز القلق والتردد , عزمت أمري فتوكلت على الله .
بدأت في العمل , جهزت صورا احتاجها , وأعددت أوراق العمل , حاولت أن تفي بالغرض مع تمام اقتناعي بعيوب فيها , ولكن ضاق بي الوقت فلم أتمكن من تداركها .
اطمأننت , شعرت بأن دائرتي أصبحت أكثر وضوحا واكتمالا .
(حينما تغزوك لا يمكن باستمرار , فإنك ستصبح أسيرا في المستحيل )
صبيحة يوم الأحد كانت مختلفة عن سائر الأيام التي شهدتها في عامنا الدراسي هذا .
كالعادة وصولنا كان متأخرا, ولكن تفاجأت برؤية طابور الصباح فشككت في زمن الوصول , ودهشت باجتماع زميلاتي في غرفتي ( حيث سجل التوقيع ) فأيقنت أن هنالك أمر .
اجتماع المديرة بالطالبات في طابور الصباح تعقيبا لأحداث جرت في نهاية دوام يوم السبت .
وكان لنا اجتماع آخر , في غرفة المديرة كالعادة , ولكنه مفاجئ وفي توقيت مبكر .
ليس مستغربا ما ستقول , كنت أنتظر أن تسند إلينا بقية أعمالنا , لنكون على بصيرة أكثر بمهماتنا .
خرجت من تلك الغرفة مستاءة , فكنت في موقف اللامسؤل ذلك اليوم , لا لأجل ما أسند إلي , ولكن لأمر آخر .
تحينت وقتا لأحادث المديرة بأمري , وجود زميلة أخرى بذات المكان منعني التقدم , فمازدت أن قلت لها ( لم استطع عمل شيء اليوم ) .فهذا سيثيرها لتنتبه إلي .
في غرفتي , تسللت إلي بعض طالباتي من الصف الخامس , كانت الحصة الرابعة , وكن يستعجلنني بالحضور , وخاصة ممن لا أجد لها اهتماما .
قاطعتني سميرة في طريقي , لم تجد أكوابا لتجربتنا ,كانت تحمل قنينة ماء فارغة فسألتني إن كان بإمكانها قطعها عرضيا لتصبح كوبا , فأعطيتها الجواب .
انتظام في بيئة فوضوية , اهتمام لا معقول , وجدية في الأداء.
صورة أخطأت حين لم ألتقطها .
المجموعات انتظمت , على كل طاولة وجدت الملفات رتبت لتصبح في متناول اليد , الأدوات مجهزة , وكذلك الأوراق والأقلام للتدوين . شعرت بالارتياح والسرور , لأن هناك من يرغب في العمل بدافعية شخصية , وليس بإيعاز .
البيئة الرائعة التي صنعتها طالباتي , هذه المرة كانت هي المشجعة للأداء والعمل ولست أنا .
بأريحية تامة بدأنا نعمل ونتفاعل جميعا .
كان على المجموعات أداء مهمة , وهي اكتشاف مدى تأثير عدد الأوراق في طريقة نقل الماء للنبات ؟
لم تكن هناك إشكالية في التنفيذ , سوى الدقة في العمل , والإنصات الجيد للتعليمات .بمعنى آخر الطالبات كن مهتمات فقط بوضع الصبغة في الماء , ثم وضع النباتات في كل كوب دون دراية وفهم بالهدف المراد من تلك التجربة . فكنت أقوم كل مجموعة أثناء مروري بينهن وأصحح لهن ما وقعن فيه من خطا .
بداخلي اقتناع تام بالخلل العظيم الذي سيظهر في النتائج , لأن الطالبات العدد الأعظم منهن لم يكن لديهن فهم بالمراد ولا التوقع بما يمكن أن يحدث ( في إحدى المجموعات اكتفين بوضع أوراق النبات في الماء فقط ) .
انتهت فترة النشاط , وانتقلت بهن لموضوع آخر بالدرس متعلق بتصنيف النباتات .
وزعت عليهن أوراق العمل وعرضت بعض الصور المناسبة للموضوع , كنت قلقة في البداية , ولكن اطمأننت حين وجدت العمل يسير كما يجب .
عصافير الأحلام في توقعي كانت الأسوأ في المستوى والأداء ,
وفي الواقع : كن الأهدأ , الأشد انتظاما , الأسرع إنجازا , والأكثر تعاونا . ( فكان اختياري لسميرة قائدة لهن اختيارا موفقا ) .
فراشات الربيع , وزهور الربيع لم يخرجن عما هو مأمول منهن سوى في بعض العثرات البسيطة , ولا يكفر لهن تعاونهن وانسجامهن .
أما النجوم اللامعة ففي ظني ستأخذ نجوما عدة في سوء الأداء وسوء الانتظام والوفوضوية , وعدم احترام الغير .
كنت في حلم جميل , أفاقتني منه زميلتي ( معلمة الرياضيات ) بسرعة خاطفة .
انتهى الوقت .
بين أحضان الجبال (10) المشتل المدرسي
بسم الله الرحمن الرحيم
جودي لنا مثل ذا اليوم ( خطاب صغيرتي فاطمة من الصف الثالث بعيد نهاية حصة العلوم )
المشتل المدرسي ( حالات طرد , أداء غير مرغوب )
(نجودها في البيت ؟ ) استفهام للهروب .
اليوم : الأربعاء
التاريخ : 25 /12 /1431هـ.
كان الضيف مسترسلا في حديثه عبر إذاعة القرآن الكريم , حاولت ألا أصغي لكثرة ما أسمع من تلك الأقوال , أدرت وجهي نحو النافذة , ولكن فشلت في السيطرة على أذني حين كانت تسترق السمع للمذياع :
الاعتزاز بالمنجزات الصغيرة , أكثر ما تغلغل إلى أعماقي من مقولة ذاك الضيف , تركت عقلي يتشربها وكأني في حال خدر لا أشعر بشيء حيال دخول هذا الغريب جسمي .
الصغيرة ( العنود ) تتهرب بذكاء حين تعرض لها مشكلة لا تستطيع حلها في مادة الرياضيات , فلا تتوانى أن تقول :
( إحنا نجودها في البيت ؟ ) تريد أن تخبرني أنها تعرف الحل ولكن تريد تأجيله لحين عودتها من المدرسة . إنها تتكاذى على مدرستها .
بشرى , عقبة كؤود بالنسبة لي , حين أجد وجهها تعلوه علامات استفهمام واستغراب تجاه ما ألقيه عليها من أسئلة , غير أنها ذات حس فني أراه في جودة تلوينها وتركيزها لدرجة الألوان .
نورة , أحبها حيث أرى جمال الطفولة فيها , لكنها أتعبتني بلامبالاتها , وشغفها الشديد للعلب , والأكل , وهي تحب الهدايا والجوائز .
صالحة , الطالبة العدائية , اشتكت منها تلك وتلك ,رغم هدوئها , لكني اعتقد أن ذلك ناشئ عن عدم إعارتهن إياها الأقلام والألوان.
سعيدة باللحظات التي أقضيها عند الصف الأول , لقد نجحت بفضل الله في السيطرة على النظام عندهن , حين يرين أصابع يدي تعد , وإذ بكل واحدة تعود مسرعة لمكانها ليعم الهدوء والنظام من جديد . قبل سنتين , لو عددت حتى الألف ما كنت أظن أن هذا الهدوء سيسود أبدا .
على السور في الطابق الثاني كنت أقف , خرجت الأختان من الصف الثاني يردن دورة الماء , شدني منظر الملابس المتسخة التي كانتا ترتديانها , استوقفت الصغيرة استفهمها :
_ لم ملابسك متسخة ؟
أجابتني : ليس عندنا صابون .
_ أين أبوك لم لا لا يشتري لكم ؟
_ أبي مات .
_ أليس لديك إخوة ؟
_ بلى ولكنهم صغار .
تركتها تذهب , دون تعليق .
كنت رائعة هذا اليوم , في مصالحة مع ذاتي ولحظات انسجام رائعة قضيتها معها .
هل السر في يوم الأربعاء ؟أو حديث المذياع ؟ أو فترة النشاط ؟ أم أنها باقة الورد ؟
كنت أتأهب للذهاب نحو درسي بعد حفل المعايدة الذي أقامته المديرة للمدرسة صباح هذا اليوم , لمحت طرقات خفيفة على باب غرفتي , فتحته لأجد باقة جميلة صغيرة من الورد بانتظاري , ليس هناك محلات للورد بهذا المكان , لقد جمعنها بأياديهن الطيبة , طوت بين أوراقها حبا , وفاح عبيرها صدقا , وحملت في رسالتها أعذب ما يكون من جميل المعاني , فكانت أجمل وأروع وأول باقة ورد تهدى إلي في حياتي من طالباتي (سابقا ) في الصف الأول متوسط ( تحفيظ) .
http://up.arab-x.com/Nov10/VsV80317.jpg
المشتل المدرسي :
قصة بدأت , ولم تنتهي .
فمن سيكون الغالب فيها , ومن سيفوز ؟
بين أحضان الجبال 12 (أنا مسلمة نظيفة )
بسم الله الرحمن الرحيم .
جمال الورد لا يكمن في شكله فقط , فبين طيات أوراقه عبير أخاذ يسلب الألباب .
فكن كالورد جميلا ظاهرا وباطنا .
.................................................. ........
أنظر دائما إلى منصة الإذاعة , أرى مكبر الصوت بيد الطالبات , وألحظه بيد المديرة أحايين كثيرة ,
ولكن أن يقع بيدي , وأحدث الجمهور به فذاك من المستحيل بالنسبة لي .
جمهوري صغير , محصور بين جدران أربعة ولا أتجاوز ذلك .
وقع الاختيار علي كمرشدة صحية , وبحق أقول لست أهلا لذلك أبدا , ولكن وبعد أن وقع الفأس بالرأس فلا مناص من العمل .
الطريف في الأمر, بعد تسلمي المهمة بدأت تنهال على غرفتي الحالات المرضية , فأقف حائرة لا أدري ما أصنع , ولكن أحاول تقديم ولو البسيط تجاه تلك المريضة .
في محاولة مني للنجاح في مهمتي الجديدة ,بدأت بأول خطوة :
وضع خطة للعمل .
فكان أول مشروع هو ( النظافة ) .
جعلت له هدفا عاما :
الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المرافق العامة .
وضمن ذلك الهدف كانت الأهداف الخاصة التالية :
* أن تستشعر الطالبة أهمية النظافة من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية .
* أن تعتني الطالبة بنظافتها الشخصية ( الجسم والأسنان والملابس ) .
* أن تحافظ الطالبة على نظافة بيتها ومدرستها والمرافق العامة .
ولتحقيق تلك الأهداف فكرت بطريقة للتنفيذ كالتالي :
_ تقديم برنامج عن أهمية النظافة .
_ تقديم فلاشات أو أفلام عن النظافة.
_ توزيع منشورات عن النظافة .
_ إعداد حقائب للطالبات تخص موضوع النظافة .
وقمت بعدها بتحديد احتياجات العمل من أجهزة وأدوات .
ثم جاء وقت التنفيذ .
فبدأت بالبحث عما أريد هنا وهناك , وحين يطول بي المقام أشعر ببعض الانهزام وعدم القدرة على المواصلة أو حتى نجاح المهمة , فتفتر الهمة , ولكنها ما تلبث أن تعود .
جمعت ما قدرت على جمعه , ثم أخذت في تنظيم العمل وهنا بدأ القلق يتسرب إلي , فهذه أول مرة يكون لي مشروع بهذا الحجم , فوجدت نفسي عاجزة عن المضي قدما فيه وبدأت الصورة السوداوية تخيم علي , بل إني طلبت من المديرة أن تعفيني من المهمة كاملة
وكعادتها ما بخلت علي بكلماتها الطيبة , فعزمت على المضي مجددا .
كنت أحاول التركيز في برنامجي على مخرجاته ونتائجه , فيدفعني ليكون أجمل .
سهرت الليل لأكمل إعداد العرض .
وكنت قد جهزت بمساعدة بعض الطالبات الحقائب .
كل أدواتي جاهزة للعمل , وبقي علي أن أهيء نفسي لتقديم البرنامج , فعزمت أمري وتوكلت على الله .
ونظرا للإمكانات المتاحة كنت اقتصر الأمر على طالبات الصفوف الدنيا .
ولآخر لحظة , ولأني سأضطر الوقوف أمام جمهور كبير , وسأمسك بمكبر الصوت , كنت أتمنى لو قامت المديرة بتأجيله ,ولكن لا مناص .
وجاء وقت البدء , وما زلت أهرب من مكبر الصوت , فناولته المديرة واحتججت بأنه لا بد أن تبدأ هي , ولكنها ما فهمت مرادي فناولتني إياه بسرعة .
أعميت بصري عن البقية , ونظرت إلى جمهوري , فإذا هن صغيراتي,
من كنت :
أتشاكس معهن , أحنو عليهن , أغضب منهن , أضحك معهن, , يفتقدنني إن غبت ,
يودعنني إن رحلت , استقبالهم فرحة , ووداعهم لي بسمة .
هن بسمتي , وهن دمعتي .
فبدأت ,واسترسلت الحديث واسمتعت , فكان مما قلت :
http://net.arabsh.com/images/download.gif
وأخيرا لا أنسى تقويم البرنامج :
فمن خلال الملاحظة :
تريني الطالبات أظفارهن بأنها مقصوصة نظيفة .
لم يعد فناء المدرسة مكبا للنفايات كالسابق .
والطالبات مرتبات نظيفات .
وهذه المحصلة ليست نتاج مجهود فردي , بل جهود جماعية تكللت بفضل الله بالنجاح .
بين أحضان الجبال ( العرض الأخير ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
بين أحضان الجبال
الرواية التي لم تنته .
وكأن فصولها للتو بدأت كما الفصول الأربعة .
تغرد الطيور , وتصدح بالنشيد في صبح الربيع .
الزهور أزهرت , والأشجار أورقت ,
وها هو قوس المطر .
بقدومك يا ربيع ,
تطوي عهدا أفل ,
فيغيب الصوت للأبد ,
عن تلك الأرجاء العالية ,
حيث تعانق السحاب,
وتسقط حبات المطر .
والآن
لنفتح الستار ,
لنقدم العرض الأخير,
من مسرحيتنا ,
عنوانه :
قوس المطر , وألوان الحياة .
تقدمت وردة الصباح نحو صفها, ألقت السلام , ثم انتظرت انقضاء ترانيم القدوم لتبدا الدرس الأخير .
ـ أتعلمن ما سندرس اليوم ؟
بدونه لا نرى جمال الكون ؟
ـ إنه الضياء .
ـ فماذا يكون يا ترى ؟.
رفرفت علامات الاستفهام بأجنحتها على رؤوس الصغيرات , وكدن أن يغرقن في بحور الأفهام , فأبين إلا الوقوف على شواطئ الأمان .
ورغما عن الجميع , تلاطمت الأمواج وأرغمت السفينة على الغوص في الأعماق .
ـ معلمتي ,
جبال متعامدة !!!!! كيف هذا ؟
- انظرن جميعا لذلك المغرور كيف صدته المرآة ؟
- ويلي , لم رجلي مكسورة في الماء ؟
- تعالين شاهدن , صورة عملاقة !!!
- بل انظرن هنا , صرت ’ من الأقزام .
تعالت الضحكات , بينما أخرى لم تبارح مكانها , تريد حلا للغز المرآة .
وفجأة, ضج المكان بذاك الخبر :
الأجسام ليس لها ألوان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ كـيف ؟
ـ متى
ـ بلى !
ـ كيف ؟
ـ كذب !
ـ جنون .
_ ما هذا الهراء ؟
ـ مهلا صغيراتي مهلا .
ما هكذا نقد الخبر .
ولنبحث عن الرأي السديد على قوس المطر .
ـ قوس المطر.
ـ قوس المطر .
أجبنا :
هل صحيح ذاك الخبر ؟
هل صحيح ذاك الخبر ؟
ـ قوس المطر .
ـ قوس المطر .
ـ قوس المطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــر.
ـ رحل .
ـ لم يجبنا .
ـ لماذا ؟
ـ يا لخبيبة الأمل .
ـ أين الجواب ؟ حار عقلي وأصابني الوجل .
ـ كيف الوصول إلى صدق الخبر ؟
ـ معلمتي ,
هل لوني كذب ؟
حمرة أزهاري , بهاء أشجاري , صرير أقلامي سراب, وهم , كذب .
ـ ليس حقا , كذب , كذب , كذب .
ـ سأجن . أين اليقين ؟
صمت رهيب , وحزن خيم بظلامه على الجميع .
وسرت الأنباء كنار في الهشيم .
ولكن بعد حين ,
همست وردة الصباح :
بنياتي ,هل نظل حبيسات للهم والحزن الدفين ؟
ـ وما الصنيع وغابت بهجة الحياة عنا ؟ هذا مستحيل .
ـ لن يعود السعد إلينا , .لن يعود .
ـ إن نحن إلا ظلام في ظلام .
ـ أطفئن هذه الأضواء ,كفى خداعا , ظلامنا أصدق إنباء من نورنا .
قالت :
ـ كما تردن . سأغادر الآن .
ولكن ,
الشمس ضوء واحد تفرقت ألوانه على بساط أرضنا .
حارت العقول بالأفهام , واستسلم العديد بلا حراك , وظلت أنفس مضطربة تريد الجواب ؛
فغاصت البحور وصعدت الجبال , جالت الحقول والسهول والهضاب .
حلقت مع الباز في الأعالي ,
ورفرفت مع الفراشات في البراري .
وراحت تسأل الغادي والآت , وما وجدت راحة لذاك البال .
فأصابت النفس سآمة , وتلاشت الآمال في بلوغ المراد .
فتوقفت عن سيرها ,
وفي استراحة الطريق ,
رأت لوحة للبشر ,
تأملت ألوانها ,
وتعجبت لحالها ,
ـ هذا سيء وذاك حسن .
ثم انتبهت , وللتو أسرعت
جريا تريد اللحاق .
ما أدركت ,
فصاحت بأعلى صوتها :
ـ معلمتي انتظري .
لا ترحلي ؛
لقد جئتك بالصواب ,
فاستدارت وردة الصباح نحوها ,
فقالتا :
ذواتنا تعكس ألواننا .
ذواتنا تعكس ألواننا .
فأسدل الستار ,
وانتهى العرض الأخير من مسرحية
قدمت
بين أحضان الجبال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
يا للأسف , انتهت أوراق مذكرتي .
ما كانت أوراقها كثيرة ,
في المرة القادمة بإذن الله سأبحث عن واحدة أغنى .
إلى اللقاء ................