رياض البطشان
11-05-2009, 02:39 PM
الأسئلة الصفية
أغراضها وكيفية صياغتها واستخدامها
أهمية الأسئلة الصفية
تعتبر الأسئلة الصفية من الأهمية بمكان ، بحيث لايستطيع أحد أن ينكر أو يحجم الدور الذي تقوم به الأسئلة في التربية الحديثة داخل غرفة الدراسة. فهي تمثل عادة قسما كبيرا من وقت التدريس ، وتعتبر وسيلة هامة لتهيئة مرحلة التعلم وبدئها ، كما ترعى النشاط التعليمي ، وترفع من فعاليته ، وتزود التلاميذ بتوجيهات بناءة ضرورية ، ومحفزات مباشرة لتعلمهم .
أغراض الأسئلة الصفية
مما لاشك فيه أن لكل سؤال يطرحه المعلم غرضا معينا يريد من تلاميذه أن يحققوه أو ، يقوموا بإنجازه .
وقد حصر بعض التربويين الأغراض التي ترمي إليها أسئلة المعلم وهى كالتالي :
1 ـ حث تلميذ معين على الاشتراك في التعليم الصفي ونشاطاته .
2 ـ جذب انتباه التلاميذ .
3 ـ تشجيع التلاميذ وحثهم على المناقشة .
4 ـ إعطاء توضيح لمشكلة معينة ( تنظيمية أو تعليمية ) .
5 ـ الاستفسار عن أعمال وواجبات التلاميذ الغائبين والمقصرين .
6 ـ تشجيع التلاميذ على الإجابة الصحيحة وتوجيههم إليها .
7 ـ التعرف على نشاطات التلاميذ الخاصة ، وعلى حاجاتهم أو مشاكلهم .
8 ـ التأكد من فهم التلاميذ .
9 ـ تحليل نقاط الضعف عند التلاميذ .
10 ـ اختبار معرفة التلاميذ للموضوع .
خصائص تقليدية للأسئلة الصفية
عُنى التربويون منذ مطلع العصر الحديث بالتعرف على أسئلة المعلم الصفية ، واهتموا بها وبخصائصها ، وأنواعها واستعمالاتها اهتماما كبيرا . وتوصلوا بعد دراسات تربوية جادة إلى أن أسئلة المعلم الصفية تتميز في الغالب بالصفات التالية :
1 ـ إن معظم أسئلة المعلم موجهة عادة لحفظ النظام في غرفة الدراسة . فالمعلم بدلا من أن يوفر جوا طبيعيا يشجع التلاميذ على الفهم والاستيعاب والمشاركة الصفية ، يضفى عليه جوا مشدودا يكون التلاميذ خلاله متوتري الأعصاب .
2 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم يقصد منها إجابات قصيرة جدا من التلاميذ . وهذا يعنى أن المعلم يقوم بمعظم العمل أو الحديث الصفي بدلا من قضائه معظم الوقت فى توجيه التلاميذ ليعملوا شيئا مفيدا ، أو ليفكروا لأنفسهم .
3 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم موجهة عادة لأغراض التذكر اللفظي ، والحكم السريع غير الناضج من قبل التلاميذ لرأى أو حقيقة معينة . وبذلك فإن وقتا قليلا جدا يتوفر لديهم في مثل هذه الحالات للتفكير .
4 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم لا ينمى في التلاميذ حسن التعبير ولا يهتم بصقله ، خصوصا عندما يقوم المعلم بتوجيه عدد كبير من الأسئلة التي تحتاج لإجابة سريعة منهم في وقت محدد وقصير . ومثل هذا الظرف التعليمي لا يعطى التلاميذ الفرصة لصقل أساليب إجاباتهم ، ولا يسمح للمعلم أن يلاحظ بعناية الأخطاء اللفظية لهم .
5 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم تتجاهل التلميذ كإنسان مفكر له اعتباره واستقلاله وحقه في أن يبادر ويسأل ويستفسر .
6 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم يشير إلى أنها تزداد يوما بعد يوم فى تركيزها على المعرفة لذاتها ، واستعمال غرف الدراسة لعرضها والتباهي بها ، بدلا من أن يكون الهدف وراء المعرفة هو كيفية استعمالها والاستفادة منها .
7 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم يشير إلى أن محاولاتنا التعليمية الرسمية غالبا ما تتجاهل تعليم التلاميذ الاعتماد على النفس والتفكير المستقل .
سباب اتسام أسئلة المعلم بالصفات السلبية السابقة :
يعود السبب في اتصاف أسئلة المعلم بالسلبيات السابقة إلى الآتي :
1 ـ عدم الكفاية التدريبية للمعلم في كيفية صياغة الأسئلة ، وتوجيهها ، وملاءمة أنواعها المختلفة لحاجات التلاميذ التعليمية والنفسية .
2 ـ الكثرة العددية للأسئلة " دون مراعاة لنوعها " التي يوجهها المعلم لتلاميذه خلال الحصة الواحدة ، والتي تؤدى إلى نتائج عكسية من أهمها :
أ ـ استبداد المعلم بمعظم وقت الحصة .
ب ـ مشاركة التلاميذ الروتينية والشكلية في عملية التعلم ، والتي ينتج عنها في الغالب تعليم أو تذكر عابر للحقائق والمعلومات الصغيرة الهامشية .
كيفية المعالجة :
لكي يتخلص المعلم من السلبيات السابقة المتعلقة بالأسئلة الصفية المطروحة على التلاميذ يجب مراعاة الآتي :
تقليل المعلم لعدد الأسئلة التي يمكن أن يوجهها لتلاميذه خلال فترة محددة ، بحيث يسمح هذا التقليل بتوفر وقت مناسب يتيح لهم التفكير المستقل ، والصقل اللغوي وحسن التعبير لأدائهم .
ما يمكن أن تؤديه محدودية الأسئلة الموجهة للتلاميذ من فوائد :
1 ـ تزيد من استجابات ومشاركة التلاميذ الصفية .
2 ـ تزيد من عدد الإجابات الصحيحة المناسبة للتلاميذ .
3 ـ تقلل من الإجابات الخاطئة ، أو فرص فشل التلاميذ في الإجابة .
4 ـ تزيد من فرصة التفكير التأملي والاستنتاجي للتلاميذ .
5 ـ تقلل من دكتاتورية وتسلط المعلم على أكبر جزء من وقت الحصة ، ونشاطات عملية التعلم .
6 ـ تزيد من عدد الأسئلة التي يمكن أن يوجهها التلاميذ للمعلم .
7 ـ تزيد من عدد استجابات ومشاركة التلاميذ بطيئي التعلم في النشاطات الصفية .
كما أن عملية تقليل الأسئلة ، وتحلى المعلم بالصبر والأناة في إعطائها قد تؤدى إلى الفوائد التالية :
1 ـ تساعده في أن يكون مرنا مؤثرا في تدريسه وأسئلته .
2 ـ تمنحه الفرصة لتوجيه أسئلة مفيدة ومتنوعة .
3 ـ توفر له وقتا لتفهم مشاكل التلاميذ ونفسياتهم .
الأسئلة الصفية اختبارية أم تعليمية ؟
مهما بلغت الأسئلة الصفية وأنواعها المختلفة من الأهمية ، فإن غالبية المعلمين تركز بقصد أو بدونه على أسئلة التذكر التي تهدف عادة إلى استرجاع أو استعادة التلاميذ لمعلومات وحقائق متفرقة . يتجاهل عادة هذا النوع من الأسئلة الذي يخص نفسه بالمراحل الدنيا من تفكير الفرد وقدرته الإدراكية " الاسترجاع والاستعادة " شعور المتعلم وعواطفه وقيمه وحاجاته ، والاستفسار عنها ومحاولة علاجها . ومع اختلاف الأسئلة الصفية وتنوعها فإنها لا تخرج عن نوعين رئيسين هما :
1 ـ الأسئلة الاختبارية التقويمية . وتركز على نهاية التدريس والتحقق من مدى فاعليته ، بالتأكد من توفر المعارف والقدرات الجديدة عند التلاميذ " نتيجة التدريس " .
2 ـ الأسئلة التعليمية التدريسية . تهتم بعملية تعلم التلاميذ ، والتركيز عليها ، ومحاولة إحداث المعارف والقدرات الجديدة من خلالها .
خصائص كل من الأسئلة التعليمية والتقويمية : ـ
خصائص الأسئلة التعليمية :
1 ـ تستعمل خلال عملية التعليم لزيادة العمل وتقدمه .
2ـ تقود المتعلم لاكتشاف المبادئ والقواعد ذات التطبيقات والتضمينات الواسعة العامة .
3 ـ يمكن تعديلها وتكييفها لحاجات التلميذ واستعداداته ، بمعنى أنها يمكن أن تختلف من تلميذ إلى آخر .
4 ـ تساعد المعلم على تحليل أخطاء ونقاط ضعف التلميذ لمحاولة علاجها وتصحيحها .
5 ـ تتصف بقيمة كبيرة في البرامج الموجهة لخدمة الفروق الفردية خلال عملية التعلم .
6 ـ ليست لها صفة تهديدية للتلميذ ، كالخوف أو الفشل أو الرهبة .
7 ـ تعطى للتلميذ بشكل غير رسمي ، ودون تجهيز أو تقنين مكتوب مسبق .
خصائص الأسئلة التقويمية
1 ـ تستعمل في نهاية عملية التعليم لقياس مدى ما تحقق من أهداف وقدرات .
2 ـ ترمى إلى التحقق من تعلم المبادئ والحقائق للتلميذ .
3 ـ تتخذ صيغة موحدة ، وهي في الغالب واحدة لجميع التلاميذ في التعليم الجماعي التقليدي
4 ـ تساعد المعلم على معرفة مجموع الأخطاء لدى التلميذ لتقرير قدرته ومعدله العام .
5 ـ تتصف بقيمة كبيرة في البرامج الموجهة لمعرفة حاجات التلميذ المختلفة ، ومعرفة مدى براعته طبقا لمقاييس اختبارية ثابتة .
6 ـ تتصف عادة بدرجة عالية من الخوف ، والتهديد بالفشل للتلميذ .
7 ـ تعطى للتلميذ بشكل مقنن ، وجاهز .
الأسس العامة لصياغة واستعمال الأسئلة الصفية :
لاشك أن المعلم ينفق في كثير من الأحوال العادية للتدريس جزءا كبيرا من وقت الحصة في توجيه الأسئلة لتلاميذه واستخلاص إجاباتهم عليها . وبقدر ما تكون هذه الأسئلة واضحة مناسبة في صياغتها واستعمالها ، بقدر ماتحقق الفائدة المرجوة منها ، وحتى تستطيع الأسئلة الصفية إحداث التغييرات والتأثيرات الإيجابية المطلوبة بالقدر الكافي ، يتوجب على المعلم عند صياغتها واستعمالها في التعليم مراعاة الأسس التالية :
1 ـ ارتباط الأسئلة بموضوع التدريس والخبرات الواقعية للتلاميذ .
2 ـ توقيت الأسئلة السليم لمجريات الحصة ومناسبتها . فعلى المعلم أن يتعرف على ماهية ما يجرى في الفصل ، ثم يسأل بما يتلاءم معه .فإذا كان ما يجرى في الحصة ـ على سبيل المثال ـ تشكيل التلاميذ لمفهوم معين عندئذ تكون الأسئلة في هذه الحالة استقرائية تختص بالتذكر والتعرف والتمييز ، وقس على ذلك .
3 ـ وضوح الأسئلة لغويا وصحتها البنائية . يجب على المعلم أن يراعى في أسئلته استعمال مفردات عامة يفهمها كافة أفراد التلاميذ متجنبا الألفاظ الصعبة والغريبة ، كما ينبغي عليه استخدام اللغة العربية الفصحى ، الخالية من الأخطاء النحوية والصرفية ، ومبتعدا ما أمكن عن الألفاظ والمصطلحات العامية .
4 ـ وضوح وسهولة فهم الأسئلة من الناحية الفنية .
5 ـ تنوع مستوى الأسئلة الإدراكي والشعوري والحركي . بحيث لاتقتصر أسئلة المعلم على نوع واحد أو مستوى سلوكي منفرد ، لأن هذا يميت الفكر ، ويقولب التلاميذ في إطارات ونماذج سلوكية ومفاهيم محددة لا تصلح للاستعمال في المواقف المدرسية والحياتية المتجددة، ولا تستطيع الاستجابة لها بفاعلية . ومن هنا يراعى المعلم في صياغة أسئلته أن تكون متنوعة شاملة للنواحي الآتية :
* الأسئلة الإدراكية : معرفة ، استيعاب ، تطبيق ، تحليل ، ربط ، تقويم .
* الأسئلة الشعورية : الوعي ، الانتباه ، القبول ، الاستجابة ، الارتضاء والتفضيل ، التنظيم والدمج والتبني القيمي .
* الأسئلة الحركية : وتتدرج هذه الأسئلة في اختصاصها من الحركات البسيطة إلى المركبة ، مثل الحركات الجسمية ، الحركات المتناسقة ، الإيماءات وتعابير الوجه ثم الكلام أو التحدث .
6 ـ تنوع اختصاص الأسئلة . بمعنى أن تكون الأسئلة خليطا متنوعا ومناسبا من الإدراك والشعور والحركة خلال الحصة الواحدة .
7 ـ تنوع متطلبات الأسئلة الإنجازية . بحيث تكون الأسئلة شفوية حينا ومكتوبة حينا آخر، وعملية تطبيقية أحيانا ثالثة .
8 ـ تدرج الأسئلة من السهل إلى الصعب ، ومن البسيط إلى المركب . بمعنى أن يتبع المعلم في أسئلته المنهج الاستقرائي ، لأنه يساعد التلاميذ على تجميع أفكارهم وإجاباتهم ، وبناء إدراكهم خطوة بخطوة .
9 ـ اختصاص الأسئلة بإجابة واحدة محدودة . بحيث يستطيع التلميذ من خلال السؤال أن يجيب في المرة الواحدة بجزء صغير من المعلومات أو الخبرات ، يسهل معها لأفراد تلاميذ الفصل إبداءها والمشاركة بها .
تم بحمد الله
إعـــــداد
المشرف والمطور التربوي
الدكتور : مسعد محمد زياد
أغراضها وكيفية صياغتها واستخدامها
أهمية الأسئلة الصفية
تعتبر الأسئلة الصفية من الأهمية بمكان ، بحيث لايستطيع أحد أن ينكر أو يحجم الدور الذي تقوم به الأسئلة في التربية الحديثة داخل غرفة الدراسة. فهي تمثل عادة قسما كبيرا من وقت التدريس ، وتعتبر وسيلة هامة لتهيئة مرحلة التعلم وبدئها ، كما ترعى النشاط التعليمي ، وترفع من فعاليته ، وتزود التلاميذ بتوجيهات بناءة ضرورية ، ومحفزات مباشرة لتعلمهم .
أغراض الأسئلة الصفية
مما لاشك فيه أن لكل سؤال يطرحه المعلم غرضا معينا يريد من تلاميذه أن يحققوه أو ، يقوموا بإنجازه .
وقد حصر بعض التربويين الأغراض التي ترمي إليها أسئلة المعلم وهى كالتالي :
1 ـ حث تلميذ معين على الاشتراك في التعليم الصفي ونشاطاته .
2 ـ جذب انتباه التلاميذ .
3 ـ تشجيع التلاميذ وحثهم على المناقشة .
4 ـ إعطاء توضيح لمشكلة معينة ( تنظيمية أو تعليمية ) .
5 ـ الاستفسار عن أعمال وواجبات التلاميذ الغائبين والمقصرين .
6 ـ تشجيع التلاميذ على الإجابة الصحيحة وتوجيههم إليها .
7 ـ التعرف على نشاطات التلاميذ الخاصة ، وعلى حاجاتهم أو مشاكلهم .
8 ـ التأكد من فهم التلاميذ .
9 ـ تحليل نقاط الضعف عند التلاميذ .
10 ـ اختبار معرفة التلاميذ للموضوع .
خصائص تقليدية للأسئلة الصفية
عُنى التربويون منذ مطلع العصر الحديث بالتعرف على أسئلة المعلم الصفية ، واهتموا بها وبخصائصها ، وأنواعها واستعمالاتها اهتماما كبيرا . وتوصلوا بعد دراسات تربوية جادة إلى أن أسئلة المعلم الصفية تتميز في الغالب بالصفات التالية :
1 ـ إن معظم أسئلة المعلم موجهة عادة لحفظ النظام في غرفة الدراسة . فالمعلم بدلا من أن يوفر جوا طبيعيا يشجع التلاميذ على الفهم والاستيعاب والمشاركة الصفية ، يضفى عليه جوا مشدودا يكون التلاميذ خلاله متوتري الأعصاب .
2 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم يقصد منها إجابات قصيرة جدا من التلاميذ . وهذا يعنى أن المعلم يقوم بمعظم العمل أو الحديث الصفي بدلا من قضائه معظم الوقت فى توجيه التلاميذ ليعملوا شيئا مفيدا ، أو ليفكروا لأنفسهم .
3 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم موجهة عادة لأغراض التذكر اللفظي ، والحكم السريع غير الناضج من قبل التلاميذ لرأى أو حقيقة معينة . وبذلك فإن وقتا قليلا جدا يتوفر لديهم في مثل هذه الحالات للتفكير .
4 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم لا ينمى في التلاميذ حسن التعبير ولا يهتم بصقله ، خصوصا عندما يقوم المعلم بتوجيه عدد كبير من الأسئلة التي تحتاج لإجابة سريعة منهم في وقت محدد وقصير . ومثل هذا الظرف التعليمي لا يعطى التلاميذ الفرصة لصقل أساليب إجاباتهم ، ولا يسمح للمعلم أن يلاحظ بعناية الأخطاء اللفظية لهم .
5 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم تتجاهل التلميذ كإنسان مفكر له اعتباره واستقلاله وحقه في أن يبادر ويسأل ويستفسر .
6 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم يشير إلى أنها تزداد يوما بعد يوم فى تركيزها على المعرفة لذاتها ، واستعمال غرف الدراسة لعرضها والتباهي بها ، بدلا من أن يكون الهدف وراء المعرفة هو كيفية استعمالها والاستفادة منها .
7 ـ إن عددا كبيرا من أسئلة المعلم يشير إلى أن محاولاتنا التعليمية الرسمية غالبا ما تتجاهل تعليم التلاميذ الاعتماد على النفس والتفكير المستقل .
سباب اتسام أسئلة المعلم بالصفات السلبية السابقة :
يعود السبب في اتصاف أسئلة المعلم بالسلبيات السابقة إلى الآتي :
1 ـ عدم الكفاية التدريبية للمعلم في كيفية صياغة الأسئلة ، وتوجيهها ، وملاءمة أنواعها المختلفة لحاجات التلاميذ التعليمية والنفسية .
2 ـ الكثرة العددية للأسئلة " دون مراعاة لنوعها " التي يوجهها المعلم لتلاميذه خلال الحصة الواحدة ، والتي تؤدى إلى نتائج عكسية من أهمها :
أ ـ استبداد المعلم بمعظم وقت الحصة .
ب ـ مشاركة التلاميذ الروتينية والشكلية في عملية التعلم ، والتي ينتج عنها في الغالب تعليم أو تذكر عابر للحقائق والمعلومات الصغيرة الهامشية .
كيفية المعالجة :
لكي يتخلص المعلم من السلبيات السابقة المتعلقة بالأسئلة الصفية المطروحة على التلاميذ يجب مراعاة الآتي :
تقليل المعلم لعدد الأسئلة التي يمكن أن يوجهها لتلاميذه خلال فترة محددة ، بحيث يسمح هذا التقليل بتوفر وقت مناسب يتيح لهم التفكير المستقل ، والصقل اللغوي وحسن التعبير لأدائهم .
ما يمكن أن تؤديه محدودية الأسئلة الموجهة للتلاميذ من فوائد :
1 ـ تزيد من استجابات ومشاركة التلاميذ الصفية .
2 ـ تزيد من عدد الإجابات الصحيحة المناسبة للتلاميذ .
3 ـ تقلل من الإجابات الخاطئة ، أو فرص فشل التلاميذ في الإجابة .
4 ـ تزيد من فرصة التفكير التأملي والاستنتاجي للتلاميذ .
5 ـ تقلل من دكتاتورية وتسلط المعلم على أكبر جزء من وقت الحصة ، ونشاطات عملية التعلم .
6 ـ تزيد من عدد الأسئلة التي يمكن أن يوجهها التلاميذ للمعلم .
7 ـ تزيد من عدد استجابات ومشاركة التلاميذ بطيئي التعلم في النشاطات الصفية .
كما أن عملية تقليل الأسئلة ، وتحلى المعلم بالصبر والأناة في إعطائها قد تؤدى إلى الفوائد التالية :
1 ـ تساعده في أن يكون مرنا مؤثرا في تدريسه وأسئلته .
2 ـ تمنحه الفرصة لتوجيه أسئلة مفيدة ومتنوعة .
3 ـ توفر له وقتا لتفهم مشاكل التلاميذ ونفسياتهم .
الأسئلة الصفية اختبارية أم تعليمية ؟
مهما بلغت الأسئلة الصفية وأنواعها المختلفة من الأهمية ، فإن غالبية المعلمين تركز بقصد أو بدونه على أسئلة التذكر التي تهدف عادة إلى استرجاع أو استعادة التلاميذ لمعلومات وحقائق متفرقة . يتجاهل عادة هذا النوع من الأسئلة الذي يخص نفسه بالمراحل الدنيا من تفكير الفرد وقدرته الإدراكية " الاسترجاع والاستعادة " شعور المتعلم وعواطفه وقيمه وحاجاته ، والاستفسار عنها ومحاولة علاجها . ومع اختلاف الأسئلة الصفية وتنوعها فإنها لا تخرج عن نوعين رئيسين هما :
1 ـ الأسئلة الاختبارية التقويمية . وتركز على نهاية التدريس والتحقق من مدى فاعليته ، بالتأكد من توفر المعارف والقدرات الجديدة عند التلاميذ " نتيجة التدريس " .
2 ـ الأسئلة التعليمية التدريسية . تهتم بعملية تعلم التلاميذ ، والتركيز عليها ، ومحاولة إحداث المعارف والقدرات الجديدة من خلالها .
خصائص كل من الأسئلة التعليمية والتقويمية : ـ
خصائص الأسئلة التعليمية :
1 ـ تستعمل خلال عملية التعليم لزيادة العمل وتقدمه .
2ـ تقود المتعلم لاكتشاف المبادئ والقواعد ذات التطبيقات والتضمينات الواسعة العامة .
3 ـ يمكن تعديلها وتكييفها لحاجات التلميذ واستعداداته ، بمعنى أنها يمكن أن تختلف من تلميذ إلى آخر .
4 ـ تساعد المعلم على تحليل أخطاء ونقاط ضعف التلميذ لمحاولة علاجها وتصحيحها .
5 ـ تتصف بقيمة كبيرة في البرامج الموجهة لخدمة الفروق الفردية خلال عملية التعلم .
6 ـ ليست لها صفة تهديدية للتلميذ ، كالخوف أو الفشل أو الرهبة .
7 ـ تعطى للتلميذ بشكل غير رسمي ، ودون تجهيز أو تقنين مكتوب مسبق .
خصائص الأسئلة التقويمية
1 ـ تستعمل في نهاية عملية التعليم لقياس مدى ما تحقق من أهداف وقدرات .
2 ـ ترمى إلى التحقق من تعلم المبادئ والحقائق للتلميذ .
3 ـ تتخذ صيغة موحدة ، وهي في الغالب واحدة لجميع التلاميذ في التعليم الجماعي التقليدي
4 ـ تساعد المعلم على معرفة مجموع الأخطاء لدى التلميذ لتقرير قدرته ومعدله العام .
5 ـ تتصف بقيمة كبيرة في البرامج الموجهة لمعرفة حاجات التلميذ المختلفة ، ومعرفة مدى براعته طبقا لمقاييس اختبارية ثابتة .
6 ـ تتصف عادة بدرجة عالية من الخوف ، والتهديد بالفشل للتلميذ .
7 ـ تعطى للتلميذ بشكل مقنن ، وجاهز .
الأسس العامة لصياغة واستعمال الأسئلة الصفية :
لاشك أن المعلم ينفق في كثير من الأحوال العادية للتدريس جزءا كبيرا من وقت الحصة في توجيه الأسئلة لتلاميذه واستخلاص إجاباتهم عليها . وبقدر ما تكون هذه الأسئلة واضحة مناسبة في صياغتها واستعمالها ، بقدر ماتحقق الفائدة المرجوة منها ، وحتى تستطيع الأسئلة الصفية إحداث التغييرات والتأثيرات الإيجابية المطلوبة بالقدر الكافي ، يتوجب على المعلم عند صياغتها واستعمالها في التعليم مراعاة الأسس التالية :
1 ـ ارتباط الأسئلة بموضوع التدريس والخبرات الواقعية للتلاميذ .
2 ـ توقيت الأسئلة السليم لمجريات الحصة ومناسبتها . فعلى المعلم أن يتعرف على ماهية ما يجرى في الفصل ، ثم يسأل بما يتلاءم معه .فإذا كان ما يجرى في الحصة ـ على سبيل المثال ـ تشكيل التلاميذ لمفهوم معين عندئذ تكون الأسئلة في هذه الحالة استقرائية تختص بالتذكر والتعرف والتمييز ، وقس على ذلك .
3 ـ وضوح الأسئلة لغويا وصحتها البنائية . يجب على المعلم أن يراعى في أسئلته استعمال مفردات عامة يفهمها كافة أفراد التلاميذ متجنبا الألفاظ الصعبة والغريبة ، كما ينبغي عليه استخدام اللغة العربية الفصحى ، الخالية من الأخطاء النحوية والصرفية ، ومبتعدا ما أمكن عن الألفاظ والمصطلحات العامية .
4 ـ وضوح وسهولة فهم الأسئلة من الناحية الفنية .
5 ـ تنوع مستوى الأسئلة الإدراكي والشعوري والحركي . بحيث لاتقتصر أسئلة المعلم على نوع واحد أو مستوى سلوكي منفرد ، لأن هذا يميت الفكر ، ويقولب التلاميذ في إطارات ونماذج سلوكية ومفاهيم محددة لا تصلح للاستعمال في المواقف المدرسية والحياتية المتجددة، ولا تستطيع الاستجابة لها بفاعلية . ومن هنا يراعى المعلم في صياغة أسئلته أن تكون متنوعة شاملة للنواحي الآتية :
* الأسئلة الإدراكية : معرفة ، استيعاب ، تطبيق ، تحليل ، ربط ، تقويم .
* الأسئلة الشعورية : الوعي ، الانتباه ، القبول ، الاستجابة ، الارتضاء والتفضيل ، التنظيم والدمج والتبني القيمي .
* الأسئلة الحركية : وتتدرج هذه الأسئلة في اختصاصها من الحركات البسيطة إلى المركبة ، مثل الحركات الجسمية ، الحركات المتناسقة ، الإيماءات وتعابير الوجه ثم الكلام أو التحدث .
6 ـ تنوع اختصاص الأسئلة . بمعنى أن تكون الأسئلة خليطا متنوعا ومناسبا من الإدراك والشعور والحركة خلال الحصة الواحدة .
7 ـ تنوع متطلبات الأسئلة الإنجازية . بحيث تكون الأسئلة شفوية حينا ومكتوبة حينا آخر، وعملية تطبيقية أحيانا ثالثة .
8 ـ تدرج الأسئلة من السهل إلى الصعب ، ومن البسيط إلى المركب . بمعنى أن يتبع المعلم في أسئلته المنهج الاستقرائي ، لأنه يساعد التلاميذ على تجميع أفكارهم وإجاباتهم ، وبناء إدراكهم خطوة بخطوة .
9 ـ اختصاص الأسئلة بإجابة واحدة محدودة . بحيث يستطيع التلميذ من خلال السؤال أن يجيب في المرة الواحدة بجزء صغير من المعلومات أو الخبرات ، يسهل معها لأفراد تلاميذ الفصل إبداءها والمشاركة بها .
تم بحمد الله
إعـــــداد
المشرف والمطور التربوي
الدكتور : مسعد محمد زياد