عبدالعزيز العصيمي
11-04-2009, 08:20 PM
لتوضيح مفهوم التقويم يتم تناوله فى إطار علاقته بالمفاهيم الأخرى ذات الصلة وهى:
القياس ـ الاختبار ـ التقييم، لتوضيح دور كلٍ منها فى عملية التقويم.
فالقياس Measurement هو عملية تعيين أرقام أو مستويات مختلفة للصفة المقاسة باختلاف الأفراد، (صلاح مراد، 2000 : 18).
والقياس كما عرفه Nannaly هو قواعد استخدام الأعداد بحيث تدل على الأشياء بطريقة تشير إلى كميات من صفة أو خاصية، فى (فؤاد أبو حطب وآخرون، 1997: 6-7). كما أن القياس هو العملية التى تحدد بواسطتها كمية ما يوجد فى الشئ من الخاصية أو السمة التى نقيسها، (محمود غانم، 1997: 19).
وتجدر الإشارة إلى أن القياس عملية لها أدواتها والتى تستخدم لمعرفة مقدار ما يوجد فى الشئ من خاصية، والتى تعتبر أثراً دالاً على وجود هذه الخاصية، أى أن القياس عملية غير مباشرة بمعنى أنه يستدل على الصفة موضوع القياس من خلال عينة السلوك (الأداء) والتى تكون فى صورة كمية. والاختبار أحد أدوات القياس عبارة عن مجموعة من الأسئلة المقننة والمراد الإجابة عليها مما يؤدى إلى عملية قياس تكون فى صورة رقمية، (عبد الرحمن الطريرى، 1997: 5).
والدرجة التى يتم التوصل إليها من القياس تسند إلى معيار لاتخاذ قرار تفسر من خلاله هذه الدرجة فيما يعرف بالتقييم Assessment .
ويستخدم التقييم ليعنى اختبار تحصيل الطلاب باستخدام أدوات معيارية مع التركيز على أهداف أداء الطالب، حتى تكون عملية الاختبار أكثر تحديداً، للوقوف على نوعية أو جودة التدريس ومدى ملائمة المنهج لقدرات الطلاب وتقدم حركة الإصلاح، ( Stake, 1998, p2).
كما أن التقييم هو عملية الحصول على معلومات تستخدم فى اتخاذ قرارات تربوية حول الطالب، وفى تقديم تغذية راجعة توضح مدى تقدم الطلاب ونواحى الضعف والقوة والحكم على الفاعلية Effectiveness التدريسية والكفاية المنهجية والدلالة على حكمتها أو شرعيتها العلمية، ( Sanders et al., 1990).
وتجدر ملاحظة أن التقييم عملية تالية للقياس ومترتبة عليه، فهو عملية تشخيص تتم فى ضوء المعلومات التى يتم الحصول عليها من عملية القياس ـ فيما يخص التحصيل الدراسى ـ والتى يترتب عليها إصدار أحكام فى ضوء معايير محددة مسبقاً ومتفق عليها.
والتقويم مصطلح جاء من الفعل "قوم" بمعنى عدل الشئ أو أصلح ما فيه من إعوجاج، وقد ورد فى الأثر عن "عمر بن الخطاب"(*) رضى الله عنه وأرضاه، عندما كان يخطب المسلمين ذات يوم قال: .. إن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى .. رد أحد المسلمين قائلاً والله لو رأينا فيك إعوجاجاً لقومناه بسيوفنا ـ وهذا يؤكد أن التقويم يعنى تعديل ما أعوج من الأشياء.
ولذلك فالتقويم هو الخطوة التى تأتى بعد تنفيذ أى برنامج تربوى للحكم على مدى تحقيق الأهداف المنشودة، وعليه فإن التقويم هو الحكم على مدى تحقيق الهدف من عدمه، (مصرى حنورة، 1998 : 10).
والتقويم هو العملية المنهجية التى تتضمن جمع المعلومات عن سمة معينة ـ بالقياس الكمى أو غيره ـ واستخدام المعلومات فى إصدار الحكم على هذه السمة فى ضوء أهداف محددة سلفاً لمعرفة مدى كفايتها، (محمود غانم، 1997 : 9).
كما أن التقويم هو عملية اتخاذ القرار التربوى على أساس من القياس والملاحظات بهدف التطوير، (السيد وهبى، 2001: 223). وإذا كان القياس هو عملية تقدير كمى للأشياء أو خصائصها فى صورة درجات أو أرقام، فإن التقويم وفقاً للتعريف السابق يبدأ من هذه الدرجات ويفسرها.
ومن ثم فإن التقويم هو عملية إصدار حكم على الشئ أو الشخص فى ضوء درجة القياس وفى ضوء الأهداف المحددة وفى ضوء المعلومات الأخرى التى يتم الحصول عليها من مصادر مختلفة، (رجاء أبو علام، 2001 : 96).
يتضح من العرض السابق أن التقويم عملية اتخاذ قرار بشأن الحكم على قيمة موضوع ما فى ضوء نتيجة عملية القياس وفى ضوء معايير متفق عليها مثل: (مدى تحقيق الأهداف ـ مستوى الاتقان ـ المتطلبات المهنية .. الخ)، وذلك بهدف تقديم تغذية راجعة فورية تسهم فى تطوير العملية التعليمية بكامل عناصرها، ويقترح الباحث الشكل التالى الذى يوضح العلاقة بين التقويم والمحتوى الدراسى والأهداف المعرفية.
الأهداف التعليمية -----> المحتوى -----> طرق التدريس ---> القياس ---> التقييم ------> التقويم
<-------------------------- التغذية الراجعة ------------------------------------------------->
عن بحث من إعداد
د. محمد أحمد محمد إبراهيم غنيم
الأستاذ المساعد بقسم علم النفس التربوى
جامعة الزقازيق
القياس ـ الاختبار ـ التقييم، لتوضيح دور كلٍ منها فى عملية التقويم.
فالقياس Measurement هو عملية تعيين أرقام أو مستويات مختلفة للصفة المقاسة باختلاف الأفراد، (صلاح مراد، 2000 : 18).
والقياس كما عرفه Nannaly هو قواعد استخدام الأعداد بحيث تدل على الأشياء بطريقة تشير إلى كميات من صفة أو خاصية، فى (فؤاد أبو حطب وآخرون، 1997: 6-7). كما أن القياس هو العملية التى تحدد بواسطتها كمية ما يوجد فى الشئ من الخاصية أو السمة التى نقيسها، (محمود غانم، 1997: 19).
وتجدر الإشارة إلى أن القياس عملية لها أدواتها والتى تستخدم لمعرفة مقدار ما يوجد فى الشئ من خاصية، والتى تعتبر أثراً دالاً على وجود هذه الخاصية، أى أن القياس عملية غير مباشرة بمعنى أنه يستدل على الصفة موضوع القياس من خلال عينة السلوك (الأداء) والتى تكون فى صورة كمية. والاختبار أحد أدوات القياس عبارة عن مجموعة من الأسئلة المقننة والمراد الإجابة عليها مما يؤدى إلى عملية قياس تكون فى صورة رقمية، (عبد الرحمن الطريرى، 1997: 5).
والدرجة التى يتم التوصل إليها من القياس تسند إلى معيار لاتخاذ قرار تفسر من خلاله هذه الدرجة فيما يعرف بالتقييم Assessment .
ويستخدم التقييم ليعنى اختبار تحصيل الطلاب باستخدام أدوات معيارية مع التركيز على أهداف أداء الطالب، حتى تكون عملية الاختبار أكثر تحديداً، للوقوف على نوعية أو جودة التدريس ومدى ملائمة المنهج لقدرات الطلاب وتقدم حركة الإصلاح، ( Stake, 1998, p2).
كما أن التقييم هو عملية الحصول على معلومات تستخدم فى اتخاذ قرارات تربوية حول الطالب، وفى تقديم تغذية راجعة توضح مدى تقدم الطلاب ونواحى الضعف والقوة والحكم على الفاعلية Effectiveness التدريسية والكفاية المنهجية والدلالة على حكمتها أو شرعيتها العلمية، ( Sanders et al., 1990).
وتجدر ملاحظة أن التقييم عملية تالية للقياس ومترتبة عليه، فهو عملية تشخيص تتم فى ضوء المعلومات التى يتم الحصول عليها من عملية القياس ـ فيما يخص التحصيل الدراسى ـ والتى يترتب عليها إصدار أحكام فى ضوء معايير محددة مسبقاً ومتفق عليها.
والتقويم مصطلح جاء من الفعل "قوم" بمعنى عدل الشئ أو أصلح ما فيه من إعوجاج، وقد ورد فى الأثر عن "عمر بن الخطاب"(*) رضى الله عنه وأرضاه، عندما كان يخطب المسلمين ذات يوم قال: .. إن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى .. رد أحد المسلمين قائلاً والله لو رأينا فيك إعوجاجاً لقومناه بسيوفنا ـ وهذا يؤكد أن التقويم يعنى تعديل ما أعوج من الأشياء.
ولذلك فالتقويم هو الخطوة التى تأتى بعد تنفيذ أى برنامج تربوى للحكم على مدى تحقيق الأهداف المنشودة، وعليه فإن التقويم هو الحكم على مدى تحقيق الهدف من عدمه، (مصرى حنورة، 1998 : 10).
والتقويم هو العملية المنهجية التى تتضمن جمع المعلومات عن سمة معينة ـ بالقياس الكمى أو غيره ـ واستخدام المعلومات فى إصدار الحكم على هذه السمة فى ضوء أهداف محددة سلفاً لمعرفة مدى كفايتها، (محمود غانم، 1997 : 9).
كما أن التقويم هو عملية اتخاذ القرار التربوى على أساس من القياس والملاحظات بهدف التطوير، (السيد وهبى، 2001: 223). وإذا كان القياس هو عملية تقدير كمى للأشياء أو خصائصها فى صورة درجات أو أرقام، فإن التقويم وفقاً للتعريف السابق يبدأ من هذه الدرجات ويفسرها.
ومن ثم فإن التقويم هو عملية إصدار حكم على الشئ أو الشخص فى ضوء درجة القياس وفى ضوء الأهداف المحددة وفى ضوء المعلومات الأخرى التى يتم الحصول عليها من مصادر مختلفة، (رجاء أبو علام، 2001 : 96).
يتضح من العرض السابق أن التقويم عملية اتخاذ قرار بشأن الحكم على قيمة موضوع ما فى ضوء نتيجة عملية القياس وفى ضوء معايير متفق عليها مثل: (مدى تحقيق الأهداف ـ مستوى الاتقان ـ المتطلبات المهنية .. الخ)، وذلك بهدف تقديم تغذية راجعة فورية تسهم فى تطوير العملية التعليمية بكامل عناصرها، ويقترح الباحث الشكل التالى الذى يوضح العلاقة بين التقويم والمحتوى الدراسى والأهداف المعرفية.
الأهداف التعليمية -----> المحتوى -----> طرق التدريس ---> القياس ---> التقييم ------> التقويم
<-------------------------- التغذية الراجعة ------------------------------------------------->
عن بحث من إعداد
د. محمد أحمد محمد إبراهيم غنيم
الأستاذ المساعد بقسم علم النفس التربوى
جامعة الزقازيق