فهد الرحيلي
12-10-2011, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن يكون الجميع بصحة جيدة وآمل من المولى سبحانه أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والنفع
أعتذر عن انقطاعي الفترة الماضية عن المشاركة في المنتدى بسبب بعض الظروف الصحية والحمد لله كما سعدت جدا بسؤال الزملاء سواء في المنتدى أو بالتليفون فلهم مني جزيل الشكر وعظيم الامتنان والتقدير .....حفظهم الله.
حقيقة هموم التعليم كبيرة وكثيرة وإصلاح الوضع ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً واليوم سأكتب عن قضية أصبحت حديث الكل وخاصة من ينتسب إلى التربية والتعليم ودار حولها الجدل وكثرة الفتوى .....علنا نجد لها حلاً أو نقترب منه أو نعمق النقاش الشفاف في طرح الموضوع.
تعليمنا بين التطوير والتغيير ....
هل تعليمنا بحاجة إلى تطوير أم تغيير ؟ وهل التطوير يكفي أم التغيير حتمي من أجل التطوير ؟ ومن الذي يسبق الأخر التطوير أم التغيير ؟
تطوير ماذا ؟ وتغيير ماذا؟ وهل بينهما ( التطوير والتغيير ) اختلاف؟
أولاً: سأتحدث عن النظم وخاصة التقنية منها فهناك بيئة حاضنة للنظام والجزء الأخر أدوات النظام أو مكوناته فعندما نريد تطوير عمل النظام فالبداية دائماً تكون بتغيير في البيئة الحاضنة حتى يتسنى للجزء أو الأداة التي نريد تطويرها أن تحقق الفائدة القصوى من هذا التطوير.
وبتوضيح أكثر فإن محاولة تطوير أي أداة في النظام دون تغيير في الأنظمة الحاضنة لتلك الأداة يعتبر عمل غير مهني ولا يأتي بالنتائج المتوقعة.
وهل هذا ينطبق على التعليم ، بمعنى هل التعليم مجموعة من الأدوات ( محتوى ) تعمل في بيئة حاضنة ( محتوي )؟ أعتقد نعم . فالأدوات هي المناهج والمقررات والمباني المدرسية والتقنيات بشتى أنواعها والمعلمين أيضاً وتدريبهم ...الخ .
والبيئة الحاضنة ( المحتوي ) هي النظام التعليمي بكل أجزاءه المنظومية الذي تتفاعل وتعمل فيه الأدوات الأخرى ( المحتوى ).
والملاحظ والمتتبع للوضع يستقري بأن العمل والحديث والمشروعات تتجه صوب التطوير (تطوير الأدوات أو كما قلنا المحتوى ) ولكن لا مشروع ولا حديث عن التغيير ( تغيير في البيئة الحاضنة ) تغيير الأنظمة التعليمية إلا ما ندر . فهل من المنطقي أن يحدث تطوير بلا تغيير.
وهل الأنظمة التعليمية صالحة لكل زمان ومكان ؟ وهل التطوير في الأدوات لا يحتاج إلى تغيير في الأنظمة التعليمية.
أعتقد بأنه من العبث أن نتصور بأن التطوير سيؤتي ثماره في ظل ثبوت الأنظمة التعليمية القديمة ( وأقصد بالأنظمة التعليمية كل الأنظمة التي تعمل كبيئة حاضنة لتسيير العمل ) وعلى سبيل المثال لا الحصر فالنظام الثانوي الجديد يعتبر تغيير في النظم التعليمية أو في جزء من منظومة النظام التعليمي فهو تغيير( طبعاً رائع من وجهة نظري ) وليس تطوير ويمكن القول بأنه تغيير نتج عنه تطوير والتطوير دائماً ينبغي أن يكون عملية مستمرة لا تنتهي.
إذا لتطوير يتضح من مصطلحة بأنه تحسين في أداة أو مجموعة من أدوات النظام ، فنحن نحتاج التطوير وينبغي أن لا نفتخر كثيراً بأننا نطور لأن التطوير قضية حتمية وعملية مستمرة ينبغي أن لا تتوقف في كل الأنظمة الحياتية المادية منها والمعنوية.
وعلى سبيل المثال فالحاصل الآن في المناهج الجديدة هو تطوير وليس تغيير،نعم لم يتغير فيها علم الفيزياء أو الرياضيات فالتفاضل أو التكامل أو قوانين الحركة في خط مستقيم أو قوانين الكهرومغناطيسية والجهاز الهضمي هي نفسها علمياً كما في سابقها من المناهج وإنما تمت إضافات وتطبيقات وإجراءات وطرائق تجعل المحتوى العلمي يكون قريب من البيئة الحالية للمتعلم ويناسب قدراته وتطلعاته ويتناسب مع الحياة الراهنة....الخ . وأعتقد بأننا بعد عشر سنوات بل ربما سنوياً نحتاج أن نضيف ونحذف ونقدم ونؤخر في الإجراءات والاستراتيجيات والطرائق والمهارات وكذلك الموضوعات في مناهجنا ( نطور ) بما يتناسب مع الوضع والبيئة وخاصة في عصر التقنية المادية فيه سريعة التقدم.
هذا ما يخص تطوير المناهج الدراسية ونستنتج منه بأن الحاصل فيها عملية تطويرية حقيقية ليست معجزة أو شيء خارق وينبغي أن تستمر ونحن ليس وحدنا في هذا بل العالم يعمل بهذا الاتجاه ( تطوير مستمر للأدوات ).
ولكن أين التغيير ؟ وهل ما نمارسه من تطوير ناتج عن تغيير حقيقي في النظام التعليمي؟
ولكن هل كل أجزاء المنظومة تحتاج إلى تغيير؟
دعونا نفرق بين المحتوى والمحتوي إن صح التعبير ، فالمحتوى هو ما تحدثنا عنه سابقاً ويشمل المناهج والمعلمين وتدريبهم وتطويرهم ....الخ.
ولكن هذا المحتوى يندرج تحت ما يسمى بالمحتوي وهو الأنظمة الحاضنة لهذا المحتوى .
فهل من المعقول أن نطور في المحتوى دون تغيير في المحتوي ( الأنظمة التعليمية ) التي تعتبر البيئة الحاضنة التي يتفاعل ويعمل فيها المحتوى؟
علينا أن لا نتوقع بأن التطوير سيؤتي ثماره المرغوبة دون أن يحدث تغيير في بعض أجزاء النظام ( المحتوي ).
نعم ربما يكون هنا أو هناك ثمرة بسيطة ولكنها دون التطلعات والتوقعات بل أقل منها بكثير.
فيا ترى ماذا نغير في المحتوي ( الأنظمة التعليمية ) حتى يؤتي التطوير ثماره؟
الجواب ليس سهلاً بجرة قلم أو كتابة مقال ...الخ بل يحتاج درجة عالية من الشفافية في طرح المشكلات ( مشكلات التعليم ) تجعلنا نتأمل ونفكر من خلالها ونحدد الأجزاء في المنظومة التي تحتاج إلى تغيير حقيقي .
نريد أن يحدث التغيير في الأجزاء التي تجعل مهنة التعليم مهنة جاذبة يسعى ويطمح الكل للانخراط فيها ويرتفع الرضا الوظيفي لمن هم على رأس العمل.
فهل مهنة التعليم مطمح للمبدعين ؟ وهل مهنة التعليم جاذبة تتمنى كل أسرة أن ينخرط أبناءها فيها؟
حقيقة لا يكفي التطوير بل نحتاج إلى تغيير حقيقي في كل أو بعض أجزاء النظام التعليمي حتى تصبح مهنة جاذبة وبالتالي ستطور نفسها بنفسها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر : نحتاج أن يتغير نظام إسناد المهام إلى المعلمين في المدارس (وهذا يتطلب تشكيل مدرسي مختلف عن الحالي ) ، ونحتاج أن يتغير نظام تقويم ( المعلم ، والمتعلم ، المشرف ، المدير،...الخ ) بل ينبغي أن يختلف نظام التقويم من تخصص إلى أخر، ونحتاج أن يتغير نظام الحوافز والمكافآت جذرياً (هذا إن وجد نظام حوافز ومكافآت) ، ونحتاج أن يتغير نظام الأنصبة ونظام توزيع الحصص ...........الخ ، ونظام صلاحيات المعلم والمدير ونظام التطوير المهني ونظام ...ونظام .....والقائمة تطول إذا تحدثنا عن تغيير في النظام التعليمي أو بعض أجزاءه التي ربما تجعل من مهنة التعليم مهنة جاذبة للمبدعين والمميزين وترفع الرضا الوظيفي لمن هم على رأس العمل.
خلاصة القول: نحن نتحدث عن التطوير كثيراً وهو ردة فعل وليس فعل لأن كثيراً من الأنظمة تتحرك وتعمل بقانون الفعل ورد الفعل والتعليم مشابه لها في كثير من مكوناته ، فالتغيير هو الفعل ، ورد الفعل الناتج عنه ينبغي أن يكون هو التطوير وبالتالي يسير النظام التعليمي وفق قانون طبيعي يحدث فيه رد الفعل ( التطوير ) بناء على الفعل ( التغيير ).
نحن نحتاج إلى تغيير حقيقي في الأنظمة التعليمية ينتج عنه التطوير وإلا سيظل مصطلح التطوير يراوح في ذات المكان بل أجزم أنه سيولد تيار تأثيري (مقاوم ) يرفض التطوير لأنه يعتبره هدراً دون نتيجة ( وهذا طبيعي إذا كان يرى النتائج دون مستوى هالة التطوير) .
وهناك الكثير من الأسئلة المفتاحية التي تجعلنا نتعرف على أجزاء النظام التي بحاجة إلى تغيير وليس تطوير ، وعندما نجيب عنها بصراحة وشفافية عالية أجزم بأن المؤسسة أو النظام سيكون قادراً على تطوير نفسه بنفسه بشرط أن يحدث تغيير في النظام التعليمي يجبر الأدوات على التطوير ، ومن تلك الأسئلة المفتاحية:
- هل التعليم مهنة جاذبة ، وما الأسباب ( سلباً أو إيجاباً )؟
- هل الرضا الوظيفي لدى العاملين بمهنة التعليم مرتفع أم دون المستوى ؟ وما الأسباب؟
- وهل وهل وهل.....الخ ، هي أسئلة إن وجدت إجابة حقيقية وتم العمل أو الانطلاق منها بعد ذلك سيحدث التطوير الحقيقي قسراً لأنه يصبح أحد متطلبات التغيير ومن صفات المهنة الجديدة (مهنة التعليم بعد إدخال بعض التغييرات عليها).
ملاحظات بسيطة على بعض النظم التعليمية:
- هناك إدارات تعليم مازال نظام إعداد جداول الاختبارات للمدارس يعد مركزياً في الإدارة ثم يرسل للمدارس وما عليها سوى التنفيذ!!!!
- مازال نظام التطوير المهني يتصور بأن تطوير المعلمين يأتي من الخارج وليس من داخل المدرسة!!!
- مازال نظام الأنصبة ( 24 ) من أكثر من ربع قرن!!!
- مازال نظام مهام المعلم في المدرسة هو التدريس والإشراف على الطابور والفسح والصلاة والانصراف منذ أكثر من ربع قرن!!!
- مازال نظام تقويم المعلم نفسه منذ أكثر من ...... جميع المعلمين بأداة واحدة ولكل المواد وكل المراحل الدراسية!!!
- مازال نظام الإدارة المدرسية هو نفسه لم يتغير!!!
- مازال نظام عمل المعلم هو نفسه حتى يتقاعد .. نفس المهام ونفس النصاب ونفس الأدوار في المدرسة ....
- ومازال وما زال ومازال ..............................................الخ
أين التغيير في الأنظمة الحاضنة حتى يحدث تطوير حقيقي................!!!!!
صدقوني العمل على التغيير في النظم التعليمية هو من سيطور التعليم وليس تطوير الأدوات (المناهج وخلافه ) هو من يغير النظم التعليمية.
والحديث يطول عن التغيير والتطوير ولكن أعتقد نحن بحاجة إلى تغيير يسبق التطوير.
( عندما يحدث التغيير فسترون نتائج التطوير )
أتمنى أن تصل رسالتي بوضوح
تحياتي وتقديري لكم أعضاء المنتدى وأكرر اعتذاري
الأخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن يكون الجميع بصحة جيدة وآمل من المولى سبحانه أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والنفع
أعتذر عن انقطاعي الفترة الماضية عن المشاركة في المنتدى بسبب بعض الظروف الصحية والحمد لله كما سعدت جدا بسؤال الزملاء سواء في المنتدى أو بالتليفون فلهم مني جزيل الشكر وعظيم الامتنان والتقدير .....حفظهم الله.
حقيقة هموم التعليم كبيرة وكثيرة وإصلاح الوضع ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً واليوم سأكتب عن قضية أصبحت حديث الكل وخاصة من ينتسب إلى التربية والتعليم ودار حولها الجدل وكثرة الفتوى .....علنا نجد لها حلاً أو نقترب منه أو نعمق النقاش الشفاف في طرح الموضوع.
تعليمنا بين التطوير والتغيير ....
هل تعليمنا بحاجة إلى تطوير أم تغيير ؟ وهل التطوير يكفي أم التغيير حتمي من أجل التطوير ؟ ومن الذي يسبق الأخر التطوير أم التغيير ؟
تطوير ماذا ؟ وتغيير ماذا؟ وهل بينهما ( التطوير والتغيير ) اختلاف؟
أولاً: سأتحدث عن النظم وخاصة التقنية منها فهناك بيئة حاضنة للنظام والجزء الأخر أدوات النظام أو مكوناته فعندما نريد تطوير عمل النظام فالبداية دائماً تكون بتغيير في البيئة الحاضنة حتى يتسنى للجزء أو الأداة التي نريد تطويرها أن تحقق الفائدة القصوى من هذا التطوير.
وبتوضيح أكثر فإن محاولة تطوير أي أداة في النظام دون تغيير في الأنظمة الحاضنة لتلك الأداة يعتبر عمل غير مهني ولا يأتي بالنتائج المتوقعة.
وهل هذا ينطبق على التعليم ، بمعنى هل التعليم مجموعة من الأدوات ( محتوى ) تعمل في بيئة حاضنة ( محتوي )؟ أعتقد نعم . فالأدوات هي المناهج والمقررات والمباني المدرسية والتقنيات بشتى أنواعها والمعلمين أيضاً وتدريبهم ...الخ .
والبيئة الحاضنة ( المحتوي ) هي النظام التعليمي بكل أجزاءه المنظومية الذي تتفاعل وتعمل فيه الأدوات الأخرى ( المحتوى ).
والملاحظ والمتتبع للوضع يستقري بأن العمل والحديث والمشروعات تتجه صوب التطوير (تطوير الأدوات أو كما قلنا المحتوى ) ولكن لا مشروع ولا حديث عن التغيير ( تغيير في البيئة الحاضنة ) تغيير الأنظمة التعليمية إلا ما ندر . فهل من المنطقي أن يحدث تطوير بلا تغيير.
وهل الأنظمة التعليمية صالحة لكل زمان ومكان ؟ وهل التطوير في الأدوات لا يحتاج إلى تغيير في الأنظمة التعليمية.
أعتقد بأنه من العبث أن نتصور بأن التطوير سيؤتي ثماره في ظل ثبوت الأنظمة التعليمية القديمة ( وأقصد بالأنظمة التعليمية كل الأنظمة التي تعمل كبيئة حاضنة لتسيير العمل ) وعلى سبيل المثال لا الحصر فالنظام الثانوي الجديد يعتبر تغيير في النظم التعليمية أو في جزء من منظومة النظام التعليمي فهو تغيير( طبعاً رائع من وجهة نظري ) وليس تطوير ويمكن القول بأنه تغيير نتج عنه تطوير والتطوير دائماً ينبغي أن يكون عملية مستمرة لا تنتهي.
إذا لتطوير يتضح من مصطلحة بأنه تحسين في أداة أو مجموعة من أدوات النظام ، فنحن نحتاج التطوير وينبغي أن لا نفتخر كثيراً بأننا نطور لأن التطوير قضية حتمية وعملية مستمرة ينبغي أن لا تتوقف في كل الأنظمة الحياتية المادية منها والمعنوية.
وعلى سبيل المثال فالحاصل الآن في المناهج الجديدة هو تطوير وليس تغيير،نعم لم يتغير فيها علم الفيزياء أو الرياضيات فالتفاضل أو التكامل أو قوانين الحركة في خط مستقيم أو قوانين الكهرومغناطيسية والجهاز الهضمي هي نفسها علمياً كما في سابقها من المناهج وإنما تمت إضافات وتطبيقات وإجراءات وطرائق تجعل المحتوى العلمي يكون قريب من البيئة الحالية للمتعلم ويناسب قدراته وتطلعاته ويتناسب مع الحياة الراهنة....الخ . وأعتقد بأننا بعد عشر سنوات بل ربما سنوياً نحتاج أن نضيف ونحذف ونقدم ونؤخر في الإجراءات والاستراتيجيات والطرائق والمهارات وكذلك الموضوعات في مناهجنا ( نطور ) بما يتناسب مع الوضع والبيئة وخاصة في عصر التقنية المادية فيه سريعة التقدم.
هذا ما يخص تطوير المناهج الدراسية ونستنتج منه بأن الحاصل فيها عملية تطويرية حقيقية ليست معجزة أو شيء خارق وينبغي أن تستمر ونحن ليس وحدنا في هذا بل العالم يعمل بهذا الاتجاه ( تطوير مستمر للأدوات ).
ولكن أين التغيير ؟ وهل ما نمارسه من تطوير ناتج عن تغيير حقيقي في النظام التعليمي؟
ولكن هل كل أجزاء المنظومة تحتاج إلى تغيير؟
دعونا نفرق بين المحتوى والمحتوي إن صح التعبير ، فالمحتوى هو ما تحدثنا عنه سابقاً ويشمل المناهج والمعلمين وتدريبهم وتطويرهم ....الخ.
ولكن هذا المحتوى يندرج تحت ما يسمى بالمحتوي وهو الأنظمة الحاضنة لهذا المحتوى .
فهل من المعقول أن نطور في المحتوى دون تغيير في المحتوي ( الأنظمة التعليمية ) التي تعتبر البيئة الحاضنة التي يتفاعل ويعمل فيها المحتوى؟
علينا أن لا نتوقع بأن التطوير سيؤتي ثماره المرغوبة دون أن يحدث تغيير في بعض أجزاء النظام ( المحتوي ).
نعم ربما يكون هنا أو هناك ثمرة بسيطة ولكنها دون التطلعات والتوقعات بل أقل منها بكثير.
فيا ترى ماذا نغير في المحتوي ( الأنظمة التعليمية ) حتى يؤتي التطوير ثماره؟
الجواب ليس سهلاً بجرة قلم أو كتابة مقال ...الخ بل يحتاج درجة عالية من الشفافية في طرح المشكلات ( مشكلات التعليم ) تجعلنا نتأمل ونفكر من خلالها ونحدد الأجزاء في المنظومة التي تحتاج إلى تغيير حقيقي .
نريد أن يحدث التغيير في الأجزاء التي تجعل مهنة التعليم مهنة جاذبة يسعى ويطمح الكل للانخراط فيها ويرتفع الرضا الوظيفي لمن هم على رأس العمل.
فهل مهنة التعليم مطمح للمبدعين ؟ وهل مهنة التعليم جاذبة تتمنى كل أسرة أن ينخرط أبناءها فيها؟
حقيقة لا يكفي التطوير بل نحتاج إلى تغيير حقيقي في كل أو بعض أجزاء النظام التعليمي حتى تصبح مهنة جاذبة وبالتالي ستطور نفسها بنفسها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر : نحتاج أن يتغير نظام إسناد المهام إلى المعلمين في المدارس (وهذا يتطلب تشكيل مدرسي مختلف عن الحالي ) ، ونحتاج أن يتغير نظام تقويم ( المعلم ، والمتعلم ، المشرف ، المدير،...الخ ) بل ينبغي أن يختلف نظام التقويم من تخصص إلى أخر، ونحتاج أن يتغير نظام الحوافز والمكافآت جذرياً (هذا إن وجد نظام حوافز ومكافآت) ، ونحتاج أن يتغير نظام الأنصبة ونظام توزيع الحصص ...........الخ ، ونظام صلاحيات المعلم والمدير ونظام التطوير المهني ونظام ...ونظام .....والقائمة تطول إذا تحدثنا عن تغيير في النظام التعليمي أو بعض أجزاءه التي ربما تجعل من مهنة التعليم مهنة جاذبة للمبدعين والمميزين وترفع الرضا الوظيفي لمن هم على رأس العمل.
خلاصة القول: نحن نتحدث عن التطوير كثيراً وهو ردة فعل وليس فعل لأن كثيراً من الأنظمة تتحرك وتعمل بقانون الفعل ورد الفعل والتعليم مشابه لها في كثير من مكوناته ، فالتغيير هو الفعل ، ورد الفعل الناتج عنه ينبغي أن يكون هو التطوير وبالتالي يسير النظام التعليمي وفق قانون طبيعي يحدث فيه رد الفعل ( التطوير ) بناء على الفعل ( التغيير ).
نحن نحتاج إلى تغيير حقيقي في الأنظمة التعليمية ينتج عنه التطوير وإلا سيظل مصطلح التطوير يراوح في ذات المكان بل أجزم أنه سيولد تيار تأثيري (مقاوم ) يرفض التطوير لأنه يعتبره هدراً دون نتيجة ( وهذا طبيعي إذا كان يرى النتائج دون مستوى هالة التطوير) .
وهناك الكثير من الأسئلة المفتاحية التي تجعلنا نتعرف على أجزاء النظام التي بحاجة إلى تغيير وليس تطوير ، وعندما نجيب عنها بصراحة وشفافية عالية أجزم بأن المؤسسة أو النظام سيكون قادراً على تطوير نفسه بنفسه بشرط أن يحدث تغيير في النظام التعليمي يجبر الأدوات على التطوير ، ومن تلك الأسئلة المفتاحية:
- هل التعليم مهنة جاذبة ، وما الأسباب ( سلباً أو إيجاباً )؟
- هل الرضا الوظيفي لدى العاملين بمهنة التعليم مرتفع أم دون المستوى ؟ وما الأسباب؟
- وهل وهل وهل.....الخ ، هي أسئلة إن وجدت إجابة حقيقية وتم العمل أو الانطلاق منها بعد ذلك سيحدث التطوير الحقيقي قسراً لأنه يصبح أحد متطلبات التغيير ومن صفات المهنة الجديدة (مهنة التعليم بعد إدخال بعض التغييرات عليها).
ملاحظات بسيطة على بعض النظم التعليمية:
- هناك إدارات تعليم مازال نظام إعداد جداول الاختبارات للمدارس يعد مركزياً في الإدارة ثم يرسل للمدارس وما عليها سوى التنفيذ!!!!
- مازال نظام التطوير المهني يتصور بأن تطوير المعلمين يأتي من الخارج وليس من داخل المدرسة!!!
- مازال نظام الأنصبة ( 24 ) من أكثر من ربع قرن!!!
- مازال نظام مهام المعلم في المدرسة هو التدريس والإشراف على الطابور والفسح والصلاة والانصراف منذ أكثر من ربع قرن!!!
- مازال نظام تقويم المعلم نفسه منذ أكثر من ...... جميع المعلمين بأداة واحدة ولكل المواد وكل المراحل الدراسية!!!
- مازال نظام الإدارة المدرسية هو نفسه لم يتغير!!!
- مازال نظام عمل المعلم هو نفسه حتى يتقاعد .. نفس المهام ونفس النصاب ونفس الأدوار في المدرسة ....
- ومازال وما زال ومازال ..............................................الخ
أين التغيير في الأنظمة الحاضنة حتى يحدث تطوير حقيقي................!!!!!
صدقوني العمل على التغيير في النظم التعليمية هو من سيطور التعليم وليس تطوير الأدوات (المناهج وخلافه ) هو من يغير النظم التعليمية.
والحديث يطول عن التغيير والتطوير ولكن أعتقد نحن بحاجة إلى تغيير يسبق التطوير.
( عندما يحدث التغيير فسترون نتائج التطوير )
أتمنى أن تصل رسالتي بوضوح
تحياتي وتقديري لكم أعضاء المنتدى وأكرر اعتذاري