احمدعطية
12-02-2011, 09:15 PM
إخواني الاعزاء أهدي اليكم إحدى مشاركاتي والتي تلخص رحلتي مع تفعيل تقنية TI-nspire tech.في مدرستي من خلال القصة القصيرة التالية :
أنا و الأستاذ / ص و TI-nspire tech.:
في يوم من الأيام أتاني المشرف التربوي الأستاذ / ص كعادته لزيارتي .... حينها بدأت أستعد لمواجهة عيونه الناقدة والتي عادة لا تترك شيئا في دفاتري ولا دفاتر طلابي ولا شرحي ولا حتى أقلامي إلا واطلعت عليه وجهزت دفاتري ووسائلي التعليمية كأنني أشحن نفسي لمواجهة هذا الموقف الذي لا يتمناه معلم !!!!
ولكن.... وجدته يقول لي دعك من هذا كله الآن ... فانا أريدك في موضوع أخر .... الموضوع الذي اريدك فية يتعلق باستخدام أحدث اساليب التقنية الموجودة على مستوى العالم الان ... هذه التقنية اذا نجحنا في تطبيقها سنكون أول من طبقها في الشرق الاوسط ..... صراحة نزلت كلماته على أذني كنزول المطر على ارض صحراء بعد طول جفاف . ووجدتني احدث نفسي مستغربا!..تقنية !... متطورة! ...كلمات كثيرا ما سمعنا عنها ... لكن أن نكون أول من يطبقها في الشرق الأوسط هذا ما جعل الشرر يتطاير في رأسي ووجدت نفسي كجائع ينتظر الطعام ويريد المزيد ... وبدا الرجل يسترسل في عرض أفكاره واحدة تلو الأخرى وأنا اسمع ولا أريده أن يتوقف ... وبعد أن أنهى كلامه قال لي وهو ينصرف سأعطيك فرصة لتفكر في أن نتعاون معا لإنجاح هذا المشروع ....... جميل ! ... بدا الرجل كلامه بفكرة ثم تحول الأمر في نهاية الكلام الى مشروع .... ومرت الأيام وانا أدير أفكاري في كل مكان واطلع على الفكرة من كل أوجهها ومصادرها العربية والإنجليزية والفرنسية .... فكم حمدت الله عز وجل أن جعلني اتقن هذه اللغات الثلاث ... وبعد طول انتظار اذا بالجوال يدق واذا بالمتصل الأستاذ / ص قائلا لى تم اختيار مدرستك لتكون اول مدرسة يطبق فيها هذه المشروع في الشرق الاوسط وانت المسئول أمامي في مدرستك عن هذا المشروع من الآن وكأن الرجل ألقاني في بحر لا قرار له وقال لى إياك ان تضل الطريق ... حينها قلت لنفسي لماذا لا ترفض ...ولماذا أنت بالذات دون باقي المعلمين .... ماذا ستفعل لو فشلت الفكرة ... كيف ستواجه عيون الآخرين ... كيف ستواجه تعليقاتهم التي لا ترحم الناجحين فما بالك بالفاشلين !..... وما هي إلا أيام قليلة و بدأت الشركة في تركيب هذه التقنية في المدرسة وقامت بإعطاء بعض المعلمين فكرة عن المشروع على سبيل التدريب و الآن أصبح أمامي مهمة كبرى وهي أن اصمم معمل ليتم الاستفادة من هذه التقنية من خلاله وبالفعل بدأت في تنفيذ الفكرة وتصميم المعمل وحين بدأت في العمل انطلقت أعين والسن بعض المعلمين علي بأنواع من التعليقات لا ادري أيهم اشد وانكي من الأخر فمنهم من قال
(( ليش تضيعوا الوقت والمال في هذا الشئ الذي لا يفيد طلابنا))
ومنهم من قال
(( هم طلابنا فهموا عربي !! لما تبيهم يفهموا انجليزي ويش الخرابيط هذه ))
ومنهم من قال
(( كل هذا عشان تنافق المشرف والمدير .... ممكن تنافقهم بشئ ابسط من هذا))
ومنهم من قال
(( انتم دايما كدا تدوروا أشياء جديدة عشان تلفتوا الأنظار بس ))
...كل ما أقوله الآن غيض من فيض كثير .... أقواها على الإطلاق بعض الزملاء الذين كانوا يعلقون تعليقات بوجوههم ....لا يستطيع أن يكتبها قلم ولكن من الممكن ان يصفها احد ممثلي الكوميديا الساخرين من أنفسهم ..
وفي يوم من الايام أتاني احد المعلمين قائلا لي ((يا أستاذ ممكن اخذ فكرة عن هذا المشروع اللي انت قاعد تسويه )) بسرعة رحبت بالفكرة وعرضت عليه الجلوس لأعطية فكرة عن هذا المشروع .... وبالفعل بدأت أعرض افكارى بترتيب عجيب عله يقتنع بهذه الفائدة وبمجرد ان اعطيته أول جهاز ليطبق به ما عرضته عليه إذا به واقفا على عجل والذهول يتصارع في وجهه وهو يقول انجليزي !! انجليزي !! يعني الاجهزه بتشتغل بالإنجليزي !!! وانطلق خارجا من المعمل قائلا ! لا ...لا ....لا .... حينها عجبت من أمر هذا المعلم ألأن ؟ الأجهزة تعمل بالإنجليزي يصاب بكل هذا الزعر ..فماذا سيفعل لو علم أن هناك مجموعة من الخبراء الأمريكان سيأتون لتدريبنا على استخدام هذه التقنية لماذا تكون اللغة عقبة في تطور كثير من المعلمين لماذا ؟.... لماذا ؟... وبعد أيام هبط علينا مجموعة من الخبراء الامريكان ليعلمونا ويدربونا على كيفية تفعيل هذه التقنية بأعلى مستوياتها ومرت علي الأسابيع الثلاثة التي تدربت فيها كانها حلم ... كأنها ساعة ... أو أقل شعرت خلالها أن هذه التقنية إن فعّلت بدقة سوف تخرج طلابنا من رتابة التعليم الى روعته .... سوف تختصر الوقت والجهد .... سوف تنقلنا من المجرد الى المحسوس في لحظات .... سوف تربط كل طالب بالمعلم فورا بدون إضاعة للأوقات .... سوف تمكن الطالب في أي مكان في العالم أن يرى شرح الحصة وقتما شاء بدون أدنى مجهود إضافي من المعلم ..... سوف !.... سوف! ....... الف ... سوف! ...... إن أردت ان اعرض فوائد هذه التقنية سأحتاج إلى عام كامل من الكلام المستمر .......وبعد ان ذهب الأمريكان بدأت أنا وزملائي في تطبيق هذه التقنية داخل الفصول ورأينا الفرق أنا الآن وبلا فخر أستطيع أن أشرح خمسة دروس لستين طابا وأختبرهم في هذه الدروس في 40دقيقة هذه ليست مبالغة ومن لا يصدقني ما علية إلا أن يزورني في مدرستي ليرى بعينيه ... ويعيش معنا التجربة كما عشناها نحن ..
.......... عادة ما تكون القصص العربية لها نهاية سعيدة ولكن قصتي هذه لا أود أن يكون لها نهاية بل أود أن تكون هي البداية .... وبعدما أطَلّت عليكم أُحب أن أخبركم أن التجربة الآن نضجت وأصبحت تثير فضول المعلمين .... وأصبحوا هم الآن من يريدون أن يتعلموا وهم من يطلبوا مني ان أدربهم.... كم أنا سعيد الآن حينما أرى في العيون التي كثيرا ما أنذرتني بالفشل وأطلقت علي أسهم الإحباط واتهمتني بالنفاق الإداري .. أرى عبارات الاعتذار .. وأرى الفضول القاتل الذي يدفعهم لان يتعلموا ما تعلمتاه ويفعلوا ما نفعله الآن من تفعيل لهذه التقنية في المدرسة مع طلابهم ناهيك عن أن الطلاب أنفسهم ماتركوا مجالا إلا وسألوا معلمهم لماذا لا نستخدم هذه التقنية يا أستاذ ...كما استخدمها الأستاذ /فلان في شرح دروسه !!طبعا المعلم لن يستطيع ان يقول لطلابه ((انا لا أعرف!!! )) استخدام هذه التقنية ومن هنا تشعر بالدهشه حينما تعلم أن الطالب هوا لذي دفع المعلم دفعا لان يتعلم ... أمرٌ عجيب حقاً... .. والأمر الأخر الذي جعلني أمتلئ فخراً كان.. حينما أخذت أولادي الى المدرسة ليروا هذه التقنية ..ففي عصر يوم من الأيام أخذت أولادي للمدرسة لأريهم هذه التقنية وأقول لهم إن أول معمل صمم في مدارس الشرق الأوسط لهذه التقنية أنا من صممته !!! كم أنا سعيد حينما أرى في عيون أبنائي نظرات الفخر بأبيهم وما يجعل سعادتي تزيد أني استطعت أن أهزم كل نواعيق الفشل والإحباط التي طالما طاردتني ............ومازالت !!!!!.
أحمد عطية
معلم رياضيات
ثانوية الشيخ محمد بن عثيمين
انتظروني في ...
القصة القادمة بعنوان :
((مدرستي في عيون الأمريكان ))
أنا و الأستاذ / ص و TI-nspire tech.:
في يوم من الأيام أتاني المشرف التربوي الأستاذ / ص كعادته لزيارتي .... حينها بدأت أستعد لمواجهة عيونه الناقدة والتي عادة لا تترك شيئا في دفاتري ولا دفاتر طلابي ولا شرحي ولا حتى أقلامي إلا واطلعت عليه وجهزت دفاتري ووسائلي التعليمية كأنني أشحن نفسي لمواجهة هذا الموقف الذي لا يتمناه معلم !!!!
ولكن.... وجدته يقول لي دعك من هذا كله الآن ... فانا أريدك في موضوع أخر .... الموضوع الذي اريدك فية يتعلق باستخدام أحدث اساليب التقنية الموجودة على مستوى العالم الان ... هذه التقنية اذا نجحنا في تطبيقها سنكون أول من طبقها في الشرق الاوسط ..... صراحة نزلت كلماته على أذني كنزول المطر على ارض صحراء بعد طول جفاف . ووجدتني احدث نفسي مستغربا!..تقنية !... متطورة! ...كلمات كثيرا ما سمعنا عنها ... لكن أن نكون أول من يطبقها في الشرق الأوسط هذا ما جعل الشرر يتطاير في رأسي ووجدت نفسي كجائع ينتظر الطعام ويريد المزيد ... وبدا الرجل يسترسل في عرض أفكاره واحدة تلو الأخرى وأنا اسمع ولا أريده أن يتوقف ... وبعد أن أنهى كلامه قال لي وهو ينصرف سأعطيك فرصة لتفكر في أن نتعاون معا لإنجاح هذا المشروع ....... جميل ! ... بدا الرجل كلامه بفكرة ثم تحول الأمر في نهاية الكلام الى مشروع .... ومرت الأيام وانا أدير أفكاري في كل مكان واطلع على الفكرة من كل أوجهها ومصادرها العربية والإنجليزية والفرنسية .... فكم حمدت الله عز وجل أن جعلني اتقن هذه اللغات الثلاث ... وبعد طول انتظار اذا بالجوال يدق واذا بالمتصل الأستاذ / ص قائلا لى تم اختيار مدرستك لتكون اول مدرسة يطبق فيها هذه المشروع في الشرق الاوسط وانت المسئول أمامي في مدرستك عن هذا المشروع من الآن وكأن الرجل ألقاني في بحر لا قرار له وقال لى إياك ان تضل الطريق ... حينها قلت لنفسي لماذا لا ترفض ...ولماذا أنت بالذات دون باقي المعلمين .... ماذا ستفعل لو فشلت الفكرة ... كيف ستواجه عيون الآخرين ... كيف ستواجه تعليقاتهم التي لا ترحم الناجحين فما بالك بالفاشلين !..... وما هي إلا أيام قليلة و بدأت الشركة في تركيب هذه التقنية في المدرسة وقامت بإعطاء بعض المعلمين فكرة عن المشروع على سبيل التدريب و الآن أصبح أمامي مهمة كبرى وهي أن اصمم معمل ليتم الاستفادة من هذه التقنية من خلاله وبالفعل بدأت في تنفيذ الفكرة وتصميم المعمل وحين بدأت في العمل انطلقت أعين والسن بعض المعلمين علي بأنواع من التعليقات لا ادري أيهم اشد وانكي من الأخر فمنهم من قال
(( ليش تضيعوا الوقت والمال في هذا الشئ الذي لا يفيد طلابنا))
ومنهم من قال
(( هم طلابنا فهموا عربي !! لما تبيهم يفهموا انجليزي ويش الخرابيط هذه ))
ومنهم من قال
(( كل هذا عشان تنافق المشرف والمدير .... ممكن تنافقهم بشئ ابسط من هذا))
ومنهم من قال
(( انتم دايما كدا تدوروا أشياء جديدة عشان تلفتوا الأنظار بس ))
...كل ما أقوله الآن غيض من فيض كثير .... أقواها على الإطلاق بعض الزملاء الذين كانوا يعلقون تعليقات بوجوههم ....لا يستطيع أن يكتبها قلم ولكن من الممكن ان يصفها احد ممثلي الكوميديا الساخرين من أنفسهم ..
وفي يوم من الايام أتاني احد المعلمين قائلا لي ((يا أستاذ ممكن اخذ فكرة عن هذا المشروع اللي انت قاعد تسويه )) بسرعة رحبت بالفكرة وعرضت عليه الجلوس لأعطية فكرة عن هذا المشروع .... وبالفعل بدأت أعرض افكارى بترتيب عجيب عله يقتنع بهذه الفائدة وبمجرد ان اعطيته أول جهاز ليطبق به ما عرضته عليه إذا به واقفا على عجل والذهول يتصارع في وجهه وهو يقول انجليزي !! انجليزي !! يعني الاجهزه بتشتغل بالإنجليزي !!! وانطلق خارجا من المعمل قائلا ! لا ...لا ....لا .... حينها عجبت من أمر هذا المعلم ألأن ؟ الأجهزة تعمل بالإنجليزي يصاب بكل هذا الزعر ..فماذا سيفعل لو علم أن هناك مجموعة من الخبراء الأمريكان سيأتون لتدريبنا على استخدام هذه التقنية لماذا تكون اللغة عقبة في تطور كثير من المعلمين لماذا ؟.... لماذا ؟... وبعد أيام هبط علينا مجموعة من الخبراء الامريكان ليعلمونا ويدربونا على كيفية تفعيل هذه التقنية بأعلى مستوياتها ومرت علي الأسابيع الثلاثة التي تدربت فيها كانها حلم ... كأنها ساعة ... أو أقل شعرت خلالها أن هذه التقنية إن فعّلت بدقة سوف تخرج طلابنا من رتابة التعليم الى روعته .... سوف تختصر الوقت والجهد .... سوف تنقلنا من المجرد الى المحسوس في لحظات .... سوف تربط كل طالب بالمعلم فورا بدون إضاعة للأوقات .... سوف تمكن الطالب في أي مكان في العالم أن يرى شرح الحصة وقتما شاء بدون أدنى مجهود إضافي من المعلم ..... سوف !.... سوف! ....... الف ... سوف! ...... إن أردت ان اعرض فوائد هذه التقنية سأحتاج إلى عام كامل من الكلام المستمر .......وبعد ان ذهب الأمريكان بدأت أنا وزملائي في تطبيق هذه التقنية داخل الفصول ورأينا الفرق أنا الآن وبلا فخر أستطيع أن أشرح خمسة دروس لستين طابا وأختبرهم في هذه الدروس في 40دقيقة هذه ليست مبالغة ومن لا يصدقني ما علية إلا أن يزورني في مدرستي ليرى بعينيه ... ويعيش معنا التجربة كما عشناها نحن ..
.......... عادة ما تكون القصص العربية لها نهاية سعيدة ولكن قصتي هذه لا أود أن يكون لها نهاية بل أود أن تكون هي البداية .... وبعدما أطَلّت عليكم أُحب أن أخبركم أن التجربة الآن نضجت وأصبحت تثير فضول المعلمين .... وأصبحوا هم الآن من يريدون أن يتعلموا وهم من يطلبوا مني ان أدربهم.... كم أنا سعيد الآن حينما أرى في العيون التي كثيرا ما أنذرتني بالفشل وأطلقت علي أسهم الإحباط واتهمتني بالنفاق الإداري .. أرى عبارات الاعتذار .. وأرى الفضول القاتل الذي يدفعهم لان يتعلموا ما تعلمتاه ويفعلوا ما نفعله الآن من تفعيل لهذه التقنية في المدرسة مع طلابهم ناهيك عن أن الطلاب أنفسهم ماتركوا مجالا إلا وسألوا معلمهم لماذا لا نستخدم هذه التقنية يا أستاذ ...كما استخدمها الأستاذ /فلان في شرح دروسه !!طبعا المعلم لن يستطيع ان يقول لطلابه ((انا لا أعرف!!! )) استخدام هذه التقنية ومن هنا تشعر بالدهشه حينما تعلم أن الطالب هوا لذي دفع المعلم دفعا لان يتعلم ... أمرٌ عجيب حقاً... .. والأمر الأخر الذي جعلني أمتلئ فخراً كان.. حينما أخذت أولادي الى المدرسة ليروا هذه التقنية ..ففي عصر يوم من الأيام أخذت أولادي للمدرسة لأريهم هذه التقنية وأقول لهم إن أول معمل صمم في مدارس الشرق الأوسط لهذه التقنية أنا من صممته !!! كم أنا سعيد حينما أرى في عيون أبنائي نظرات الفخر بأبيهم وما يجعل سعادتي تزيد أني استطعت أن أهزم كل نواعيق الفشل والإحباط التي طالما طاردتني ............ومازالت !!!!!.
أحمد عطية
معلم رياضيات
ثانوية الشيخ محمد بن عثيمين
انتظروني في ...
القصة القادمة بعنوان :
((مدرستي في عيون الأمريكان ))