الدرع
09-13-2011, 11:01 AM
كتب: روبرت مارزانو
ترجمة: عمر خليفة – مكتب التربية العربي لدول الخليج
ليس غريباً إن قلنا إن الناس في زمان ماض غير بعيد كانوا يشككون في جدوى المدارس و المدرسين. ففي العام 1966م صدر تقرير عنوانه "المساواة في الفرص التعليمية" وشمل أكثر من 640.000 طالباً في المستويات الأول ، والثالث ، والسادس ، والتاسع و الثاني عشر ، واستنتج التقرير ما يأتي:
"وبأخذ كل تلك النتائج مع بعضها البعض، يبرز أحد المعاني الضمنية، وهو أن المدارس تقدم شيئاً ضئيلاً بالنسبة لتحصيل الأطفال بشكل مستقل عن خلفيتهم والسياق الاجتماعي الذي نشئوا فيه".
وقد كان لذلك التعليق وقع مدمر على أهمية المدارس والمدرسين في التأثير الإيجابي على تحصيل الطلاب. وعموماً، وقد فُسّرت تلك النتائج على أنها دليل قوي يثبت أن المدارس – مع وجود المعلمين فيها – تصنع فارقاً ضئيلاً في حياة الطالب الأكاديمية.
ومنذ ذلك الحين قدمت العديد من الدراسات أدلة لاستنتاجات مختلفة. والواقع أن تلك الدراسات قد أوضحت أن المدارس الفعالة يمكن أن تصنع فرقاً ملحوظاً في تحصيل الطالب. وفي العقد الأخير من القرن العشرين، أصبحت الصورة حول العوامل التي تصنع المدرسة الفعالة أكثر وضوحاً. ومن بين عناصر المدرسة – كالمناهج المصممة باتساق جيد والبيئة الآمنة – كان أبرز العناصر وأكثرها تأثيراً في تحصيل الطلاب هو المعلمين.
حددت كثير من الدراسات مقدار الأثر الذي يحدثه المعلم الفاعل في تحصيل الطلاب بشكل مستقل نسبياً عن أي شيئاً آخر داخل المدرسة.
ومن بين هذه الدراسات كانت الدراسة التي وضعها ناي وزملاءه هي الأكثر إقناعاً، لأنها تضمنت مسحاً عشوائياً لطلاب في فصول ذات عوامل متنوعة، تشمل الانجازات السابقة للطلاب، الحالة الاجتماعية والاقتصادية، العرق، الجنس، حجم الفصل، وما إذا كان هناك مساعد للمعلم موجوداً أو غير موجود داخل الفصل. وقد شملت الدراسة 79 مدرسة ابتدائية، في 42 منطقة تعليمية، في ولاية تينيسي الأمريكية.
ومن بين العديد من النتائج التي حصلت عليها، أجابت الدراسة عن سؤال عن مدى تأثير المعلم في تحصيل الطلاب، ولقد لخص ناي وزملاؤه النتائج كما يأتي: "تشير هذه النتائج إلى أن الفرق في تحصيل الطالب عند وجود معلم ذي نسبة مئوية قدرها 25% (معلم غير فاعل) ومعلم ذي نسبة مئوية قدرها 75% (معلم فاعل) كان أكثر من الثلث (0.35) في القراءة، وقرابة النصف (0.48) في مادة الرياضيات. وبالمثل كان الفرق في تحصيل الطالب عند وجود معلم ذي نسبة مئوية قدرها 50% (معلم متوسط) ومعلم آخر بنسبة مئوية قدرها 90% (معلم فاعل جداً) حوالي الثلث (0.33) في القراءة وإلى حد ما أقل من النصف (0.46) في مادة الرياضيات وهذه الآثار كبيرة بالتأكيد بما يكفي للدلالة على أهمية هذه السياسة.
وتشير الدراسة إلى أن الطلاب الذين لديهم معلم بنسبة مئوية قدرها 75% من حيث الكفاءة التربوية سيحرزون تقدماً ملحوظاً على الطلاب الذين لديهم معلم بكفاءة قدرها 25% بـ 14 نقطة مئوية في القراءة و18 نقطة مئوية في مادة الرياضيات .. أما الطلاب الذين لديهم معلم بنسبة مئوية قدرها 90% فسيتفوقون على الطلاب الذين لديهم معلم بنسبة مئوية قدرها 50% بـ 13 نقطة مئوية في القراءة و18 نقطة مئوية في مادة الرياضيات.. ومرة أخرى يكتب ناي وزملاؤه أن هذه الاختلافات مهمة جداً وتدل على الحاجة الملحة لتغيير السياسات التعليمية .. ومن المهم أن نتذكر أن دراسة ناي كانت قد أجريت في الصفوف الابتدائية الأولى ولكن نظراً للضوابط والقيود الإحصائية المستخدمة واتساق نتائجها مع نتائج دراسات أخرى على صفوف مختلفة يستطيع المرء أن يستنتج أن السؤال حول إذا كان المعلمون الفاعلون يحدثون فرقاً جوهريا في تحصيل الطلاب أم لا؟؟؟؟؟
و قد تمت الإجابة عنه
نعم إنهم يحدثون
ترجمة: عمر خليفة – مكتب التربية العربي لدول الخليج
ليس غريباً إن قلنا إن الناس في زمان ماض غير بعيد كانوا يشككون في جدوى المدارس و المدرسين. ففي العام 1966م صدر تقرير عنوانه "المساواة في الفرص التعليمية" وشمل أكثر من 640.000 طالباً في المستويات الأول ، والثالث ، والسادس ، والتاسع و الثاني عشر ، واستنتج التقرير ما يأتي:
"وبأخذ كل تلك النتائج مع بعضها البعض، يبرز أحد المعاني الضمنية، وهو أن المدارس تقدم شيئاً ضئيلاً بالنسبة لتحصيل الأطفال بشكل مستقل عن خلفيتهم والسياق الاجتماعي الذي نشئوا فيه".
وقد كان لذلك التعليق وقع مدمر على أهمية المدارس والمدرسين في التأثير الإيجابي على تحصيل الطلاب. وعموماً، وقد فُسّرت تلك النتائج على أنها دليل قوي يثبت أن المدارس – مع وجود المعلمين فيها – تصنع فارقاً ضئيلاً في حياة الطالب الأكاديمية.
ومنذ ذلك الحين قدمت العديد من الدراسات أدلة لاستنتاجات مختلفة. والواقع أن تلك الدراسات قد أوضحت أن المدارس الفعالة يمكن أن تصنع فرقاً ملحوظاً في تحصيل الطالب. وفي العقد الأخير من القرن العشرين، أصبحت الصورة حول العوامل التي تصنع المدرسة الفعالة أكثر وضوحاً. ومن بين عناصر المدرسة – كالمناهج المصممة باتساق جيد والبيئة الآمنة – كان أبرز العناصر وأكثرها تأثيراً في تحصيل الطلاب هو المعلمين.
حددت كثير من الدراسات مقدار الأثر الذي يحدثه المعلم الفاعل في تحصيل الطلاب بشكل مستقل نسبياً عن أي شيئاً آخر داخل المدرسة.
ومن بين هذه الدراسات كانت الدراسة التي وضعها ناي وزملاءه هي الأكثر إقناعاً، لأنها تضمنت مسحاً عشوائياً لطلاب في فصول ذات عوامل متنوعة، تشمل الانجازات السابقة للطلاب، الحالة الاجتماعية والاقتصادية، العرق، الجنس، حجم الفصل، وما إذا كان هناك مساعد للمعلم موجوداً أو غير موجود داخل الفصل. وقد شملت الدراسة 79 مدرسة ابتدائية، في 42 منطقة تعليمية، في ولاية تينيسي الأمريكية.
ومن بين العديد من النتائج التي حصلت عليها، أجابت الدراسة عن سؤال عن مدى تأثير المعلم في تحصيل الطلاب، ولقد لخص ناي وزملاؤه النتائج كما يأتي: "تشير هذه النتائج إلى أن الفرق في تحصيل الطالب عند وجود معلم ذي نسبة مئوية قدرها 25% (معلم غير فاعل) ومعلم ذي نسبة مئوية قدرها 75% (معلم فاعل) كان أكثر من الثلث (0.35) في القراءة، وقرابة النصف (0.48) في مادة الرياضيات. وبالمثل كان الفرق في تحصيل الطالب عند وجود معلم ذي نسبة مئوية قدرها 50% (معلم متوسط) ومعلم آخر بنسبة مئوية قدرها 90% (معلم فاعل جداً) حوالي الثلث (0.33) في القراءة وإلى حد ما أقل من النصف (0.46) في مادة الرياضيات وهذه الآثار كبيرة بالتأكيد بما يكفي للدلالة على أهمية هذه السياسة.
وتشير الدراسة إلى أن الطلاب الذين لديهم معلم بنسبة مئوية قدرها 75% من حيث الكفاءة التربوية سيحرزون تقدماً ملحوظاً على الطلاب الذين لديهم معلم بكفاءة قدرها 25% بـ 14 نقطة مئوية في القراءة و18 نقطة مئوية في مادة الرياضيات .. أما الطلاب الذين لديهم معلم بنسبة مئوية قدرها 90% فسيتفوقون على الطلاب الذين لديهم معلم بنسبة مئوية قدرها 50% بـ 13 نقطة مئوية في القراءة و18 نقطة مئوية في مادة الرياضيات.. ومرة أخرى يكتب ناي وزملاؤه أن هذه الاختلافات مهمة جداً وتدل على الحاجة الملحة لتغيير السياسات التعليمية .. ومن المهم أن نتذكر أن دراسة ناي كانت قد أجريت في الصفوف الابتدائية الأولى ولكن نظراً للضوابط والقيود الإحصائية المستخدمة واتساق نتائجها مع نتائج دراسات أخرى على صفوف مختلفة يستطيع المرء أن يستنتج أن السؤال حول إذا كان المعلمون الفاعلون يحدثون فرقاً جوهريا في تحصيل الطلاب أم لا؟؟؟؟؟
و قد تمت الإجابة عنه
نعم إنهم يحدثون