المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا الرسائل النصية العربية محدودة ب70 حرفا؟



بدر العنزي
05-14-2009, 04:43 PM
نشرت في صحيفة لوس أنجلوس تايمز قصة تحكي فيها سبب محدودية الرسائل النصية اللاتينية. ففي عام 1985م وبينما كان فريدهلم هيلبراند (Hillebrand Friedhelm ) جالسا وحده في مكتبه في بون، في ألمانيا، يقوم بكتابة جمل عشوائية وبعض الأسئلة على الآلة الكاتبة لمقطع إعلاني صغير، لاحظ أنه عندما يحصي عدد الحروف والأرقام وعلامات الترقيم والفراغات في مقطع إعلاني يحتوي على سطر أو سطرين، فإن عدد الأحرف المكونة للمقطع تؤول دائما إلى 160 حرفا تقريبا. بعدها أصبح الرقم 160 هو الرقم السحري لفريدهلم.

وقبل تجربة الآلة الكاتبة، كان فريدهلم في نقاش مع أحد أصدقائه حول كون ال 160 حرفا كافية لتكوين رسالة مفيدة يمكن تبادلها بين طرفين، حيث لم يقتنع صديقه بأن حصر الرسالة بمئة وستين حرفا كاف، على العكس من فريدهلم الذي كان متفائلا في ذلك الوقت، إلى أن أثبتتها تجربة الآلة الكاتبة.

وفي عام 1986 م كان فريدهلم يشغل منصب رئيس للجنة الخدمات في شركة (nonvoice) التابعة للنظام العالمي للاتصالات المتنقلة، والتي تضع معايير للغالبية العظمى من سوق الهواتف المحمولة العالمية، وقد ساهم في إصدار مرسوم يلزم شركات الاتصالات بدعم خدمة الرسائل القصيرة. واستخدم لإرسال الرسائل النصية قناة راديو ثانوية (Radio Channel) في شبكة الهواتف المحمولة، ولكن المشكلة التي واجهها هو أن هذه القناة لا تستوعب إلا ل128 حرفا. وبعد محاولات عديدة للاستفادة القصوى من القناة (ذات الطاقة الاستيعابية 1120 بت) وذلك بتقصير تمثيل الحروف (إلى 7 بت) تمكنوا من إرسال 160 حرفا في الرسالة الواحدة.

القصة لا تنتهي هنا بل هناك أسباب أخرى لإصرار فريدهلم لجعل أحرف الرسالة محدودة ب160 حرفا، منها أن كتابة رسالة تحتوي على أكثر من 160 حرفا تعتبر عملية شاقة للمرسل خصوصا أن الأحرف لا تأتي مباشرة بل يجب الضغط عليها تتاليا للوصول للحرف المطلوب. أيضا معظم بطاقات التهنئة التقليدية تأتي محدودة في مساحتها وغيرها من الأسباب التي ذكرها فريدهلم.

بهذا تعرفنا على قصة محدودية الأحرف اللاتينية في الرسائل النصية، وبالتالي نستطيع أن نعرف سبب محدودية الرسائل العربية إلى 70 حرفا فقط، ويرجع ذلك إلى أن الحرف العربي يمثل ب16 بت (يونيكود) وبقسمته على 1120 بت (الطاقة الاستيعابية للقناة) سيصبح لدينا 70 حرفا.

المصدر
http://www.alriyadh.com/2009/05/14/article429256.html

بدر العنزي
05-14-2009, 04:46 PM
وتعرف الشفرة الموحدة

ما هي الشفرة الموحدة "يونِكود" ؟

أساسًا، تتعامل الحواسيب فقط مع الأرقام، وتقوم بتخزين الأحرف والمحارف الأخرى بعد أن تُعطي رقما معينا لكل واحد منها. وقبل اختراع "يونِكود"، كان هناك مئات الأنظمة للتشفير وتخصيص هذه الأرقام للمحارف، ولم يوجد نظام تشفير واحد يحتوي على جميع المحارف الضرورية. وعلى سبيل المثال، فإن الاتحاد الأوروبي لوحده، احتوى العديد من الشفرات المختلفة ليغطي جميع اللغات المستخدمة في الاتحاد. وحتى لو اعتبرنا لغة واحدة، كاللغة الإنجليزية، فإن جدول شفرة واحد لم يكف لاستيعاب جميع الأحرف وعلامات الترقيم والرموز الفنية والعلمية الشائعة الاستعمال.



وتجدر الملاحظة أن أنظمة التشفير المختلفة تتعارض مع بعضها البعض. وبعبارة أخرى، يمكن أن يستخدِم جدولي شفرة نفس الرقم لتمثيل محرفين مختلفين، أو رقمين مختلفين لتمثيل نفس المحرف. ولو أخذنا أي جهاز حاسوب، وبخاصة جهاز النادل (server)، فيجب أن تكون لديه القدرة على التعامل مع عدد كبير من الشفرات المختلفة، ويتم تصميمه على هذا الأساس. ومع ذلك، فعندما تمر البيانات عبر أنظمة مختلفة، توجد هناك خطورة لضياع أو تحريف بعض هذه البيانات.



"يونِكود" تغير هذا كليـا !

تخصص الشفرة الموحدة "يونِكود" رقما وحيدا لكل محرف في جميع اللغات العالمية، وذلك بغض النظر عن نوع الحاسوب أو البرامج المستخدمة. وقد تـم تبني مواصفة "يونِكود" مــن قبـل قادة الصانعين لأنظمة الحواسيب فـي العالم، مثل شركات آي.بي.إم. (IBM)، أبـل (APPLE)، هِيـْولِـت بـاكـرد (Hewlett-Packard) ، مايكروسوفت (Microsoft)، أوراكِـل (Oracle) ، صن (Sun) وغيرها. كما أن المواصفات والمقاييس الحديثة (مثل لغة البرمجة "جافا" "JAVA" ولغة "إكس إم إل" "XML" التي تستخدم لبرمجة الانترنيت) تتطلب استخدام "يونِكود". علاوة على ذلك ، فإن "يونِكود" هي الطـريـقـة الرسـمية لتطبيق المقيـاس الـعـالـمي إيزو ١٠٦٤٦ (ISO 10646) .



إن بزوغ مواصفة "يونِكود" وتوفُّر الأنظمة التي تستخدمه وتدعمه، يعتبر من أهم الاختراعات الحديثة في عولمة البرمجيات لجميع اللغات في العالم. وإن استخدام "يونِكود" في عالم الانترنيت سيؤدي إلى توفير كبير مقارنة مع استخدام المجموعات التقليدية للمحارف المشفرة. كما أن استخدام "يونِكود" سيُمكِّن المبرمج من كتابة البرنامج مرة واحدة، واستخدامه على أي نوع من الأجهزة أو الأنظمة، ولأي لغة أو دولة في العالم أينما كانت، دون الحاجة لإعادة البرمجة أو إجراء أي تعديل. وأخيرا، فإن استخدام "يونِكود" سيمكن البيانات من الانتقال عبر الأنظمة والأجهزة المختلفة دون أي خطورة لتحريفها، مهما تعددت الشركات الصانعة للأنظمة واللغات، والدول التي تمر من خلالها هذه البيانات.

http://www.unicode.org