المهارة والنشاطات

[رياض البطشان]

بسم الله الرحمن الرحيم
يشعر بعض المعلمين أنه كلما زاد إنصات المتعلمين وإصغاؤهم ، وكلما زاد الهدوء في الفصل ولم يعد يسمع غير صوت المعلم فإن هذا دليل على فاعلية العملية التعليمية .
ولاشك أن الإنصات والإصغاء له أهميته ، لكن من الضروري تعويد المتعلمين النشاط والتفاعل والحيوية ، وأن يبذلوا جهداً في التعلم ، وألا يكونوا متلقين سلبيين .
وكلما أدت عملية التعلم إلى أن ينهمك المتعلمون في قراءة أو كتابة أو مناقشة أو حل مشكلة تتعلق بما يتعلمونه أو عمل تجريبي صار التعلم نشطاً وفعالاً .
وهذه النشاطات تدعم وبشكل قوي هذا التوجه في التعليم فالقراءة والكتابة ... وغيرها كلها أنواع من النشاطات تساهم في جعل التعلم نشطاً وفعالاً .
إذن فالنشاطات لها دورها المهم والفاعل في تعويد المتعلمين النشاط والتفاعل والحيوية ، وأن يبذلوا الجهد في التعلم ، ويبحثوا ويحاوروا وينقدوا ويشاركوا المعلم في الوصول إلى الحلول والنتائج .
ومن هنا تبرز أهمية طرح مثل هذا البرنامج ( مهارات تنفيذ النشاطات التعليمية ) لكي نجعل المتعلم أكثر نشاطاً وفاعليةً ، ونستطيع تنفيذ النشاطات التعليمية بكل مهارة ودقة .
مصطلحات :
قبل الدخول في صلب هذا البرنامج ، من الأفضل أن نعرف مفهوم بعض المصطلحات :
المهارة : هي العمل المتقن الاقتصادي .
النشاط : كل سلوك تربوي يخطط أن يؤديه الطالب داخل الفصل أو خارجه ، منفرداً أو ضمن مجموعة ، يستهدف به واحد فأكثر من أغراض النشاط .
أنواع النشاطات :
يمكن تقسيم النشاط حسب طريقة النظر إليه والغرض منه ، وهذا التقسيم من قبيل توسيع قاعدة الفهم للنشاط ، ومن ذلك :
1ــ كونه فردياً أو جماعياً .
2ــ مكان التنفيذ ، داخل المدرسة ( في الفصل ، خارج الفصل ) خارج المدرسة ( في المنزل ، خارج المنزل ) .
3ــ علاقته بموضوع المادة ( نشاط تعلمي للموضوع ، اندماج مع الموضوع ) .
4ــ طريقة التنفيذ ( كتابي ، لفظي ، فني ، حركي ، عقلي ) .

[رياض البطشان]

مواصفات النشاطات :
من أهم المواصفات التي ينبغي أن تكون متوفرة في النشاطات ما يلي :
1ــ أن تكون مثيرة للتفكير .
2ــ أن تتيح للطالب حرية الاختيار بين عدد من النشاطات في جو آمن خال من الإجبار أو التهديد .
3ــ أن تراعي الفروق الفردية ، وتسمح للمتعلم بالتقدم حسب طاقته .
4ــ أن تساعد على تنمية الخيال وتشجع على الانتقال من الخيال إلى الواقع .
5ــ أن تحمل شيئاً من الغموض الذي يثير الدافعية للتعلم .
6ــ أن تتيح الفرصة للمتعلم للمشاركة الاجتماعية والمشاركة في مرحلتي التخطيط والتنفيذ .
7ــ أن تكون متنوعة ومشجعة على المبادرة الفردية .
8ــ ألا تكون محصورة في غرفة الصف .
أغراض النشاطات :
هناك أغراض عديدة للنشاطات ، ولعل من أبرزها :
1ــ الأغراض التربوية :
يأتي في مقدمة أغراض النشاط تحقيق أهداف المادة وأهداف الدرس بشكل رئيس ، ولذا فمن المتعين تذكر المجالات التربوية التي يشكل مجموعها الأهداف التربوية ، وهي المجال المعرفي ، والمجال الوجداني ، والمجال المهاري .
ويؤكد علماء النفس على أنه لا سلوك دون دافع ، ولا تعلم دون نشاط يؤديه المتعلم ؛ فالتفاعل مع مكونات النشاط يسهم في تعلم المعارف والمعلومات التي تحتاج إلى خبرات حسية .
2ــ الأغراض العلمية :
ويراد منها تحقيق نوع من التعلم بطريقة غير مباشرة ، فالطالب من أجل إعداده للحياة ، يحتاج إلى تعليمه أشياء متعددة قد لا تكون متوفرة في مادة بعينها .
3ــ الأغراض النفسية :
للمتعلم نوعان من المتطلبات النفسية :
أ‌) حاجات ، كالحاجة إلى تقدير الذات والحاجة إلى المعرفة والحاجة إلى الاستقرار النفسي ...
ب‌) رغبات وميول ، رغبات في نوع الشيء المتعلم ، رغبات في طريقة تلقيه .
والنشاط حاجة من حاجات المتعلمين النفسية ، ولذا فهو يسهم ــ بتوفيق الله ــ بصورة مباشرة في تلبية حاجاتهم النفسية الأخرى ، بالإضافة إلى إشباع ميولهم ورغباتهم بتلقائية ودون تردد .
ومن ناحية أخرى فالنشاط يساعد على التعبير عن الشعور ؛ وبهذا تتدنى مشاعر القلق والإحباط والضغوط النفسية ، فتتحقق الصحة النفسية ، ويثير الدافعية .

4ــ الأغراض الاجتماعية :
النشاط من أهم الطرق التي يمكن التعبير بها عن تحقيق الهدف من الموضوع الاجتماعي ، فإن قيمة المفهوم الاجتماعي إذا لم تتح للطالب الفرصة لممارسة المفهوم وتطبيقه مباشرة فإنه يتضاءل ويتحول إلى مفهوم مجرد يعرف ولا يطبق ككثير من المفاهيم الاجتماعية . كما أن طريقة تنفيذ النشاط تدعم الاتجاهات الاجتماعية بين الطلاب ، وتعزز مهارة العمل الاجتماعي ، وقيادة الفريق ، وتخفيف حدة السباق بين الطلاب ، وعلاج بعض المشكلات الشخصية الاجتماعية ؛ كالخجل والانطواء والتعصب والظواهر الاجتماعية .