المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كم باباً فتحت؟؟؟؟؟



اناهيد
10-18-2010, 12:25 AM
كم بابا فتحت؟ قصص لها مغزى لعلنا نفهمه
دون أن أقصد تسببت في جريمة بأمريكا. فلم أفتح الباب لسيدة كبيرة في السن كانت تسير خلفي وأنا أهم بالخروج من باب مجمع تجاري. ارتطمت السيدة بالباب وتعثرت وتبعثرت أغراضها على الأرض دون أن تصاب بأي أذى. لكن خلال محاولتي مساعدتها في جمع أشلاء أكياسها سألني رجل أمن أن أرافقه إلى مكتب الإدارة في المجمع بصوت عال كالذي ينادي به اللصوص. ذهبت معه مرددا في نفسي: "اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه". وفور أن دخلت المكتب دار بيننا الحوار التالي، والذي بدأه بسؤال فظ: "هل لديك مشاعر؟". أجبته باقتضاب: "بالتأكيد". فرد ووجهه يفيض غضبا: "لماذا إذاً لم تفتح الباب للسيدة التي وراءك؟". رددت عليه قائلا: "لم أرها. فلا أملك عينين في مؤخرة رأسي". فقال وهو يبحث عن قارورة الماء التي أمامه ليطفئ النار التي تشتعل في أعماقه إثر إجابتي التي لم ترق له: "عندما تقود سيارتك يتوجب عليك أن تراقب من هو أمامك ومن خلفك وعن شمالك ويمينك. فمن الأحرى أن تكون أكثر حرصا عندما تقود قدميك في المرة المقبلة". شكرته على النصيحة، فأخلى سبيلي معتذرا عن قسوته، مؤكدا أن تصرفه نابع من واجبه تجاه أي شخص يبدر منه سلوكا يراه غير مناسب.خرجت من مكتبه وأنا أهطل عرقا رغم أن درجة الحرارة كانت تحت الصفر وقتئذ في ولاية يوتاه بغرب أمريكا. كان درسا مهما تعلمته في سنتي الأولى في أمريكا عام 2000. فأصبحت منذ ذلك الحين أفتح الأبواب لمن أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي. ومن فرط حرصي أمسكه لمن يلوح طيفه من بعيد في مشهد كوميدي تسيل على إثره الضحكات.فتح الأبواب في المجمعات التجارية والمستشفيات والجامعات يعد سلوكا حضاريا ويعكس ثقافة تجيدها دول العالم الأول مما جعلها تقطن الصدارة، فيما نقبع في المؤخرة. لا أقصد فقط الأبواب الفعلية التي نعبرها في أماكننا العامة بل أيضا الأبواب الافتراضية التي تقطننا وتشغلنا. في يقظتنا وأحلامنا. باب الوظيفة وباب الترقية وباب الفرصة. هذه الأبواب التي يملك بعضنا مفاتيحها ومقابضها بيد أنها للأسف لا تفتح إلا لمن نحب ونهوى. لمن له منزلة في نفوسنا وقلوبنا، مما أدى إلى ارتطام وسقوط الكثير من الموهوبين، ممن لا حول لهم ولا قوة، أمام هذه الأبواب، متأثرين بجراحهم ومعاناتهم. فأبوابنا موصدة ومغلقة إلا أمام قلة قليلة لهم الحظوة والشفاعة وربما ليس لديهم أدنى الإمكانات للحصول على وظيفة معينة أو فرصة تتطلب مواصفات ومعايير محددة.


في حفل تخرج صديقي من جامعة مانشستر ببريطانيا العام الماضي تأثرت بكلمة الخريجين التي ارتجلها طالب سوداني حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة. سحرتني كلمته القصيرة التي قال فيها: "لن أفسد فرحتكم بكلمة طويلة مملة. سأختزلها في جملتين. دكتور جون فرانك، شكرا لأنك فتحت باب مكتبك وعقلك لي. هذا الباب هو الذي جعلني أصعد هذه المنصة اليوم وأزرع حقول الفرح في صدر جدتي مريم".

قطعا، لا يرتبط السوداني صلاح كامل وأستاذه جون فرانك بوشائج قرابة وروابط دم. لكن الأخير آمن بمشروع طالبه فشرع له أبواب طالما اصطدم بها في وطنه وعدد من الدول العربية. يقول صلاح وهو يدفع عربة جدته التي جاءت إلى بريطانيا خصيصا لتتقاسم مع حفيدها الوحيد فرحته بالحصول على الشهادة الكبيرة: "الدكتور فرانك الوحيد الذي أصغى إلي. طفت دولا عربية كثيرة وجامعات عديدة ولم أجد أذنا صاغية".

إن مجتمعاتنا العربية تحفل بالأنانية وحب الذات. فتكاتفنا وتعاوننا وفتح الأبواب لبعضنا البعض سيثمر نجاحا غفيرا. يقول المفكر الفرنسي، لاروشفوكو: "الأنانية كريح الصحراء.. إنها تجفف كل شيء".
ثمة حل واحد يقودنا لإفشاء الإبداع وإشاعة النجاح وهو نكران الذات وإعلاء محبة الإنسان عاليا وتطبيقه في كل معاملاتنا. وليبدأ كل واحد منا بسؤال نفسه قبل أن يخلد إلى النوم: "كم بابا فتحت اليوم". إجاباتنا ستحدد إلى أين نتجه. فماذا ننتظر من مجتمعات مغلقة لا تفتح الأبواب... لاشك أنها تركض وراء السراب؟
هذا ماكتبه السيد
عبدالله المغلوث

المشتاق الي الجنة
10-18-2010, 11:19 AM
بارك الله في هذا النقل الهادف والنافع أختنا الفاضلة اناهيد0

كل المواقف التي تعترض الانسان (سلباً -او- ايجاباً ) هي دروس في عالم الحياة وتجارب تصحح بعض مانقع فيها من أخطاء والعبرة بالإتعاض0
فالتعاون والمعاونة المظاهرة على الشيء ويعني ذلك كأنك تجد ظهراً لك يسندك عند وجود الحاجات ، وعند حلول الكربات ، والله سبحانه وتعالى أمرنا بالتعاون فقال : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } .
ولنتأمل في هذه الكلمات الربانية في شطر آية قرآنية : الأمر للوجوب والصيغة فيها ذلك الأمر ذلك التوجيه الذي يدفع الناس ويحثهم حثاً والصيغة بالجمع ؛ لأنه أمر لكل المسلمين والمؤمنين والصيغة الاشتقاقية صيغة التفاعل التي تكون من هذا لهذا ومن ذاك لذاك ؛ فإنني لا ينبغي أن أكون معيناً ولا يعينني غيري أو أن أكون منتظراً لعون الناس دون أن أتقدم لعونهم بل هو تعاون من هذا لهذا ومن ذاك لذاك وهذه صيغة في كلمة واحدة تدل على كل هذه المعاني تعاونوا على البر والقوى ، والبر اسم جامع لكل خصال الخير ؛ فليكن بين أهل الإيمان تعاون في كل ميدان من ميادين الخير ، وما أكثرها ! ولا يحتاج الخير إلى دليل وليس فيه آراء ومذاهب0
ولننظر - أحبتي الكرام - إلى أنه لا يمكن أن يتحقق ذلك التعاون إلا بوجود الأخوة ، وللنظر إلى أن هذا التعاون سمة عظيمة من سمات الإنسان ، وخُلة فريدة ، وخصلة مجيدة من خصاله .
هذه خديجة رضي الله عنها أم المؤمنين - فيما روته عائشة أم المؤمنين في شأن خبر الوحي - لما نزل أول ما نزل على رسول الهدى عليه الصلاة والسلام ، فجاء إليها - وقد أصابه شيءٌ من الخوف - فقالت :
" كلا ! والله لا يُخزيك الله أبداً ! إنك لتصل الرحم ، وتكسب المعدوم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق .. فوالله لا يخزيك الله أبداً " .

إنها المعاونة يجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوضة عن الأعمال العظيمة التي لا ينالها الناس إلا بنفائس الأموال وكثرتها .

موسى الصبحي
10-18-2010, 08:54 PM
هذه الأبواب التي يملك بعضنا مفاتيحها ومقابضها بيد أنها للأسف لا تفتح إلا لمن نحب ونهوى. لمن له منزلة في نفوسنا وقلوبنا، مما أدى إلى ارتطام وسقوط الكثير من الموهوبين، ممن لا حول لهم ولا قوة، أمام هذه الأبواب، متأثرين بجراحهم ومعاناتهم. فأبوابنا موصدة ومغلقة إلا أمام قلة قليلة لهم الحظوة والشفاعة وربما ليس لديهم أدنى الإمكانات للحصول على وظيفة معينة أو فرصة تتطلب مواصفات ومعايير محددة.



عندما نفهم هذه الكلمات العظيمة يمكن ان نتغير ونتطور .


جزاك الله خيرا ,,,,,,,,,, المشرفة الفاضلة اناهيد .


منذ زمن بعيد لم نقرأ مثل هذه المواضيع القيمة .

شهدان
10-20-2010, 12:30 AM
مشكور على هذا الطرح

اناهيد
10-20-2010, 07:42 PM
الأخ / أبوعبد الرحمن .... الأخ / موسى الصبحي

أقدر تفاعلكما مع الموضوع فهو بحق يحتاج لوقفة تأمل ..........حيث الأنانية وحب الذات بعيداً عن المصلحة العامة مانلاحظه حولنا ..الله المستعان

أشكركم

فهد الرحيلي
10-21-2010, 08:49 PM
موضوع جميل أستاذة أناهيد
ويبغالنا وقت طويل حتى نتعلم كثيراً من السلوكيات الجميلة والتي تنم عن التحضر واحترام الأخرين
تحياتي

الأفق
10-21-2010, 10:48 PM
موضوع رائع استاذة اناهيد

خصوصا هذه الفقرة



لا أقصد فقط الأبواب الفعلية التي نعبرها في أماكننا العامة بل أيضا الأبواب الافتراضية التي تقطننا وتشغلنا. في يقظتنا وأحلامنا. باب الوظيفة وباب الترقية وباب الفرصة. هذه الأبواب التي يملك بعضنا مفاتيحها ومقابضها بيد أنها للأسف لا تفتح إلا لمن نحب ونهوى. لمن له منزلة في نفوسنا وقلوبنا، مما أدى إلى ارتطام وسقوط الكثير من الموهوبين، ممن لا حول لهم ولا قوة، أمام هذه الأبواب، متأثرين بجراحهم ومعاناتهم. فأبوابنا موصدة ومغلقة إلا أمام قلة قليلة لهم الحظوة والشفاعة وربما ليس لديهم أدنى الإمكانات للحصول على وظيفة معينة أو فرصة تتطلب مواصفات ومعايير محددة.


شكرا لك

بسمة
10-24-2010, 03:11 PM
الأبواب أحيانا تكون مفتوحة

ولكننا للأسف نجد من يوصدها لنا

ولكن علينا فعلا مراعاة الاخرين

لأننا لو فتحنا بابا لأحد وساعدناه في غير مضرة للأخرين يسر الله لنا بقية أمورنا

وربما نجد ما يقدم المعروف لنا غدا

يعطيكِ العافية على اختياراتك الجميلة

الركن الهادئ
10-25-2010, 09:27 AM
http://abeermahmoud07.jeeran.com/663-WAITING-AbeerMahmoud.gif