المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمة في خطر



زاوية مستقيمة
06-30-2010, 02:45 AM
من المسلم به أن الإدارة هي صانعة الحضارة وأن التخطيط السليم يقود إلى نجاح مؤكد أما الفشل في التخطيط فهو تخطيط للفشل ولا استيقاظ لأمة بعد سباتها إلا بالتحلق حول العلم والتخطيط السليم والإدارة الملهمة ..وفي عصرنا هذا كما قال رينيه ديكارت: ( لا يكفي أن يكون لك عقل جيد , المهم هو أن تستخدمه بشكل جيد )


من هذا المنطلق كانت حاجتنا الماسة إلى أن نعيد ترتيب سلم أولوياتنا بغية تحديد نقطة بداية ننطلق منها نحو المستقبل على اعتبار إن الإنسان هو المسئول عن إنجاح خطته أو إفشالها ولا نتائج من دون تطبيق. وغاية العجز هي قعود المرء متأسفا على ما ناله الغير مع قصوره في الاجتهاد


ومن المعلوم أن الأسباب طرق ولابد من سلوكها وأن العوارض لا تشغل صاحب الطريق وأنه لا سبيل لنهضة الأمم إلا بالعلم والإدارة الجيدة والأخلاقيات فنحن لابد أن نقف وقفة جادة مع النفس لا للمحاسبة ولكن لتصحيح المسار


والمتأمل للهوة الشاسعة بين واقعنا المعاش ومدنية الغرب التي فاقت سقف توقعاتنا يجد أننا مازلنا نقبع في قاع مستنقع عميق من الجهل والتخلف والفساد الإداري والانحلال الأخلاقي والانحدار الفكري والثقافي وكلها عوامل فشل لا نجاح


ومن أقبح الظواهر السلبية المتغلغلة في مجتمعاتنا العربية والتي تدمر أية محاولات للتنمية هي الفوضى الإدارية المتمثلة في عدة صور أبرزها عدم وجود رؤية إستراتجية مستقبلية وعدم وجود مشروع حضاري للتنمية واختيار القيادات الإدارية على أسس ومعايير غير موضوعية كالواسطة والرشوة والمحسوبية فضلا عن تفشي سرطان الفساد الإداري وسيطرة الروتين والبيروقراطية على كافة التعاملات اليومية وانعدام الرقابة والمحاسبة والمسؤولية والمركزية والأحادية في اتخاذ القرار دون تبني استراتجيات العمل في مجموعات أو الأخذ برأي الكفاءات وأصحاب الخبرات


ومما هو مشين ويندى له الجبين هو وضع الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب وهذه آفة تخلفنا وانتكاستنا حضاريا وإداريا فالعشوائية في اختيار القرار هي أكثر خطورة حتى من أسلحة الدمار لأنها لا تدمر الجسد بل تدمر العقل والروح والشعب الذي يفقد الثقة في رؤسائه لن يشارك أبدا في صنع حضارته أو بناء نهضته


إن بيئة العمل في مجتمعاتنا العربية هي بيئة مريضة خانقة محبطة تقوم على الرياء والنفاق والقيل والقال بيئة معيقة للنجاح تقتل الابتكار وتودي إلى الانهيار لأنها مازالت قائمة على نظرية الفرد الواحد الذي يتوهم أنه يحتكر الصواب فيتفرد في اتخاذ القرار إنها بيئة قائمة على الفساد والإفساد ووضع العراقيل بل واضطهاد المخلصين والمخلصات


طامتنا الكبرى في الإدارة هي عدم وجود قائد ملهم لديه رؤية ملهمه لمن حوله طامتنا الكبرى في القيادات التي تخنق أصحاب الكفاءات والمخلصين والمخلصات وتصل بهم إلى حد اليأس وفقدان الأمل توهما منهم بأن في ذلك سبب في البقاء في مناصبهم أطول وقت ممكن فهذا ما وجدنا عليه أباءنا ولا مجال لقدرات ابتكاريه أو أفكار غير تقليدية في القيادات الفاشلة التي تدمر ولا تعمر

إن التعليم الجيد والتخطيط الجيد والإدارة الجيدة والحلم القومي والإتقان في العمل هي أهم ركائز أي نهضة وما من دولة نحّت دوي الهمم العالية جانبا إلا وركنت إلى السفوح


أتمنى من الله أن نكون دول مؤسسات لا دول أشخاص وأن نكون أمه لها قضية ولها هوية وأن نفسح المجال لمن هو قادر على صنع التغيير إلى الأفضل ويكفينا أن الدنيا كلها تتقدم ونحن نتأخر وحتى وأن كان الأمل في إصلاح قريب بعيد إلا أنه ممكن المهم أن نبدأ وصدق عبدالرحمن الكواكبي إذ يقول قد تبدو اليوم صرخة في وادي ولكنها غدا ستكون ثابتة كالأوتاد

بقلم زاوية مستقيمة

المشتاق الي الجنة
07-02-2010, 06:32 PM
بارك الله فيك يازاوية مستقيمة0
كلام في الصميم 000 ولو انه فيه بعض القسوة0
و هذا التشخيص لواقع حالنا وحال تعليمنا 0
عسى ان يبدل الله هذا الحال0