جاب الله
05-10-2010, 09:30 PM
بين التنظير وممارسة الأنشطة التدريبية
يقع المدرب التربوي دائما أمام خيار صعب عندما يصمم برنامجا تدريبيا للمعلمين أو المشرفين وذلك بسبب محتوى البرنامج التدريبي من حيث المادة العلمية والأنشطة فهل التأصيل النظري لكل ما سيقدمه أهم أم الأنشطة التي تساعد كل من المعلم أو المشرف في الحصول على رؤية واضحة لما يراد منهم أداءه فعلاً عند الانتهاء من البرنامج والنزول للميدان ؟
أرى أن الوسطية التي هي سنة ديننا الحنيف في كل أمورنا هي الحل ، وكما قيل أن الفضيلة وسط بين رذيلتين ، فإن ذلك ينطبق على موضوعنا المطروح للمناقشة
فأرى أن المتدرب من حقه أن يطلع على الأساس النظري بشكل وافٍ بعيد عن القصور على ألا يكون رؤوس أقلام وفقط بحجة أن المتدربين درسوا هذه الأمور وأكثر في الجامعة أو أنهم يطلعون على الكتب والمقالات وخلافه وأن بعضهم قد يعطي المدرب نفسه محاضرات في هذا الموضوع وما إلى ذلك من أسباب ولعل خلاصتها أن المتدربين يشعرون بالملل من تكرار مثل هذه المعلومات ويطلبون شيئاً واضحاً يمكن تنفيذه في الميدان (وأرى أن ذلك هروباً من المسئولية ليقال بعد ذلك إذا تعرض أحدهم للنقد...هذا ما تدربنا عليه ولا نعلم شيئاً غيره )
كما أنه يجب أن يمارس ذلك بنفسه في أنشطة أمام المدرب وزملاءه لتقديم النقد البناء الذي يصقل الخبرات ويعززها لدى المتدرب لكن أيضاً يجب أن يتم ذلك دون إسراف وذلك لما يلي
1. أن شرح الأساس النظري للمادة العلمية _بشكل غير ممل_ يتيح للمتدرب أن يكون له وجهة نظر في النظرية نفسها قد تختلف عن المدرب وبالتالي قد يصل لشكل آخر من أشكال التطبيق والأداء من خلال الأنشطة يختلف عن ما هو مقرر أن يراه أثناء التدريب وبالتالي إتاحة الفرصة لإبداع المتدرب الجيد والنشيط.
2. كما أن كثرة الأنشطة بنفس الفكر المقدم من المدرب قد يدخلنا في أزمة القولبة والتنميط للمتدربين ويقتل فيهم الإبداع حيث يرى معظمهم وقتها أن ما أداه المدرب أو أثنى عليه في أداء أحدهم هو الشكل الأمثل المطلوب وتتلاشى لديه الجرأة على تقديم أي جديد خوفاً من أن يكون قد خرج بتفكيره عن النص، وبالتأكيد سوف ينعكس ذلك على طلابنا في المدارس فنجد أنفسنا مع كل هذه الجهود المبذولة ننتج نفس النوعية من الطلاب ويحدث القصور في أبنائنا المبدعين في كثير من المجالات.
وقد يشبه الموضوع قيادة السيارة فالمدرب إذا علم المتدرب آلية القيادة وفقط دون أن يعطيه فكرة وافية عن كيف صنعت هذه السيارة وما يميزها تقنيا وميكانيكيا عن غيرها من السيارات وكيف يتعامل معها إذا حدث عطل ما في أحد أجزائها فسنجد أن المتدرب يقود بنفس الشكل والنمط الذي تعلمه ولن تتوفر لديه أية فكرة عن مواجهة مواقف صعبة أو أزمات لم تمر بها حصته التدريبية ، وقد يشكل ذلك عبئاً على المدرب الذي لن يرتاح من كثرة الأسئلة التي سترد إليه من المتدربين كلما مر أحدهم بموقف خاص.
لذلك نريد أن نمكن المتدرب لدينا _ وهو المعلم أو المشرف _ بعد مروره ببرنامجه التدريبي من قيادة العمل التربوي _الذي يجد فيه جديد مع كل موقف تعليمي_ بحيث يكون قادراً على توجيه دفة الأمور دائماً للوجهة الصحيحة معتمداً في ذلك بعد الله على نفسه وحصيلة الخبرات النظرية والعملية مجتمعةً لأن السير على أحدها دون الآخر هو شكل من أشكال الإعاقة والعرج ودرب من دروب إهدار الوقت والمجهود دون تحصيل فائدة قيمة .
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى من القول النافع والعمل الصالح.
يقع المدرب التربوي دائما أمام خيار صعب عندما يصمم برنامجا تدريبيا للمعلمين أو المشرفين وذلك بسبب محتوى البرنامج التدريبي من حيث المادة العلمية والأنشطة فهل التأصيل النظري لكل ما سيقدمه أهم أم الأنشطة التي تساعد كل من المعلم أو المشرف في الحصول على رؤية واضحة لما يراد منهم أداءه فعلاً عند الانتهاء من البرنامج والنزول للميدان ؟
أرى أن الوسطية التي هي سنة ديننا الحنيف في كل أمورنا هي الحل ، وكما قيل أن الفضيلة وسط بين رذيلتين ، فإن ذلك ينطبق على موضوعنا المطروح للمناقشة
فأرى أن المتدرب من حقه أن يطلع على الأساس النظري بشكل وافٍ بعيد عن القصور على ألا يكون رؤوس أقلام وفقط بحجة أن المتدربين درسوا هذه الأمور وأكثر في الجامعة أو أنهم يطلعون على الكتب والمقالات وخلافه وأن بعضهم قد يعطي المدرب نفسه محاضرات في هذا الموضوع وما إلى ذلك من أسباب ولعل خلاصتها أن المتدربين يشعرون بالملل من تكرار مثل هذه المعلومات ويطلبون شيئاً واضحاً يمكن تنفيذه في الميدان (وأرى أن ذلك هروباً من المسئولية ليقال بعد ذلك إذا تعرض أحدهم للنقد...هذا ما تدربنا عليه ولا نعلم شيئاً غيره )
كما أنه يجب أن يمارس ذلك بنفسه في أنشطة أمام المدرب وزملاءه لتقديم النقد البناء الذي يصقل الخبرات ويعززها لدى المتدرب لكن أيضاً يجب أن يتم ذلك دون إسراف وذلك لما يلي
1. أن شرح الأساس النظري للمادة العلمية _بشكل غير ممل_ يتيح للمتدرب أن يكون له وجهة نظر في النظرية نفسها قد تختلف عن المدرب وبالتالي قد يصل لشكل آخر من أشكال التطبيق والأداء من خلال الأنشطة يختلف عن ما هو مقرر أن يراه أثناء التدريب وبالتالي إتاحة الفرصة لإبداع المتدرب الجيد والنشيط.
2. كما أن كثرة الأنشطة بنفس الفكر المقدم من المدرب قد يدخلنا في أزمة القولبة والتنميط للمتدربين ويقتل فيهم الإبداع حيث يرى معظمهم وقتها أن ما أداه المدرب أو أثنى عليه في أداء أحدهم هو الشكل الأمثل المطلوب وتتلاشى لديه الجرأة على تقديم أي جديد خوفاً من أن يكون قد خرج بتفكيره عن النص، وبالتأكيد سوف ينعكس ذلك على طلابنا في المدارس فنجد أنفسنا مع كل هذه الجهود المبذولة ننتج نفس النوعية من الطلاب ويحدث القصور في أبنائنا المبدعين في كثير من المجالات.
وقد يشبه الموضوع قيادة السيارة فالمدرب إذا علم المتدرب آلية القيادة وفقط دون أن يعطيه فكرة وافية عن كيف صنعت هذه السيارة وما يميزها تقنيا وميكانيكيا عن غيرها من السيارات وكيف يتعامل معها إذا حدث عطل ما في أحد أجزائها فسنجد أن المتدرب يقود بنفس الشكل والنمط الذي تعلمه ولن تتوفر لديه أية فكرة عن مواجهة مواقف صعبة أو أزمات لم تمر بها حصته التدريبية ، وقد يشكل ذلك عبئاً على المدرب الذي لن يرتاح من كثرة الأسئلة التي سترد إليه من المتدربين كلما مر أحدهم بموقف خاص.
لذلك نريد أن نمكن المتدرب لدينا _ وهو المعلم أو المشرف _ بعد مروره ببرنامجه التدريبي من قيادة العمل التربوي _الذي يجد فيه جديد مع كل موقف تعليمي_ بحيث يكون قادراً على توجيه دفة الأمور دائماً للوجهة الصحيحة معتمداً في ذلك بعد الله على نفسه وحصيلة الخبرات النظرية والعملية مجتمعةً لأن السير على أحدها دون الآخر هو شكل من أشكال الإعاقة والعرج ودرب من دروب إهدار الوقت والمجهود دون تحصيل فائدة قيمة .
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى من القول النافع والعمل الصالح.