صالح الحديثي
05-07-2010, 02:14 PM
قال إن التطوير مهم لتحديث القوالب النمطية الجاهزة د. الحربي:
الإفادة من المناهج الأمريكية فكرة ذكية تدل على الجدية
قال الدكتور حمود بن حامد الحربي المشرف على المركز الوطني للرياضيات والفيزياء بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية: أحيي وزارة التربية والتعليم على الخطوات الجريئة المتمثلة في هذا المشروع الطموح، مؤكداً على أهمية التطوير والتحديث للقوالب النمطية الجاهزة في البيئة السعودية، وعلى رأسها التعليم، أنا متحمس جداً لهذه الروح التي تبحث عن الجديد ليس لحل المشكلات بالضرورة -وإن كانت موجودة- بل أيضاً لأن التطور والتطوير سمة للمجتمعات الحية لا الميتة، مضيفاً القول: إن الذين يقومون بعملية التطوير بحاجة لمد يد المساعدة من النخب العلمية والثقافية من خلال النقد الرشيد الذي يعي طبيعة التجربة، مشيراً إلى أن حداثة انطلاقة التعليم في بلادنا مقارنة بالبلدان المتقدمة تجعلنا شئنا أم أبينا نجعلهم معياراً لمستوى التقدم العلمي ومناهجنا العلمية في مراحل التعليم المختلفة يجب أن تواكب أحد التوجهات العلمية العالمية، وهذه التجربة تتيح لنا مقارنة ما حققناه في مخرجاتنا التعليمة مع ما حققته تلك البلاد المتقدمة ومن ثم اكتشاف عوامل الضعف وتصحيحها في وقتها، ونحن حينما نتحدث عن الاقتباس من المناهج الأمريكية نتحدث عن دولة في موقع الريادة في شتى المجالات العلمية والصناعية وعلى رأسها التعليم وهي قبلة للطلاب من شتى دول العالم لما تتميز به من مستوى تعليمي راقٍ وبيئة تعليمية متكاملة، وهذا الذي جعل الولايات المتحدة تتربع على عرش التقدم العلمي في العصر الحديث، حيث تتفوق على جميع دول العالم في البحث العلمي وعدد براءات الاختراع الممنوحة منذ عقود (قريب من خمسمئة ألف براءة اختراع سنوياً)، وهي قبلة للطلاب من دول العالم ومن ضمنها بلادنا، فليس هناك مشكلة -في نظري- من الإفادة من هذه المناهج التي قادت الولايات المتحدة إلى هذه المكانة العالمية؛ بل هي فكرة إيجابية ذكية تدل على مدى جدية القادة التربويين على النهوض بمستوى التعليم لدينا، وبالمثل فإن جامعاتنا وجامعات عالمية أخرى تُفيد من المناهج المعتمدة في الجامعات الأمريكية، كما أن عدد طلابنا المبتعثين في الجامعات الأمريكية حالياً قد وصل إلى أرقام قياسية مع مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وأردف الدكتور حمود من المبكر الحكم على نتائج المشروع حالياً إلا أننا نستطيع أن نلحظ الجوانب الإيجابية فيما يتعلق بالمنهج والنقاط السلبية في تطبيقاتنا له، ومع تلافينا لجوانب الضعف هذه، لابد أن تكون النتائج في مستوى المؤمل إن شاء الله.
وأبرز ما أود الإشارة إليه من ملحوظات هو حاجة المناهج إلى مواءمة أكثر مع البيئة الثقافية واللغوية والمعرفية للمجتمع السعودي، وذلك بصورة أكبر من الاقتصار على المواءمة من خلال الصور التوضيحية داخل الكتاب فقط.
ويحضرني هنا مثال يعطي صورة أوضح لهذه الفكرة، حيث يشرح كتاب العلوم للصف الأول الابتدائي منهج الاستقصاء لدى العلماء؛ بالتالي: (أنهم يضعون خطة عمل ويتبعونها). فإن كان مصطلح خطة العمل لدى الطالب الأمريكي ذي الست سنوات مفهوماً من لغة الشارع والمجتمع في الثقافة الأمريكية، فبالمقابل فإنه لا يرد على مثيله من أبنائنا في المجتمع السعودي، لذلك وجب توضيحه بشكل أكبر.كما أن كتاب العلوم والنشاط للصف الأول الابتدائي أيضاً يفترض قدرة الطالب على القراءة والكتابة منذ الأسبوع الأول، كما لو كان في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، حيث نلاحظ غزارة النصوص القرائية التي يحتاج الطالب لقراءتها أو كتابتها بينما هو يكافح لكي يتعلم كتابة حرف الألف!.. وتتضح الصورة أكثر حينما نقارن بين كتاب القراءة وكتاب العلوم من حيث النصوص المكتوبة.ومضى الدكتور الحربي: لا يمكن أن نتوقع كل ما نرجوه من المنهج الجديد بدون أن نهيئ لهذا المنهج أدواته التي يعمل من خلالها، فلضمان نجاح التجربة لابد من الاهتمام بشكل أكبر بالوسائل التعليمية، التي هي جزء رئيسي من المنهج الجديد، وبرمجتها بطريقة صحيحة، وعدم تركها للاجتهادات شخصية، وكذلك الاهتمام بالمعلم، فلابد من التدريب الكافي للمعلمين لكيفية التعامل مع المنهج الجديد.
وكنت أتمنى أنه كما تم الاستعانة بهذا المنهج، أن تتم الاستعانة بخبراء في هذا المنهج وعلى مستوى عال ليشرفوا على تطبيقه أو التدريب عليه ولو في مستويات تربوية عليا، ومن ثمَ يتم تقييم النتائج بواسطة جهات عالمية حيادية متخصصة، ربما يكون لدى الوزارة برامج من هذا النوع.
وتابع المشرف على مركز الرياضيات والفيزياء: المشروع في مجمله نقطة مضيئة تحتاج مزيداً من الدعم والمساندة والتقويم، من خلال جهات تربوية وعلمية وثقافية متنوعة، مع عدم إغفال العاملين في الميدان التربوي من المعلمين.
المصدر جريدة الجزيرة يوم الخميس 22/5/1431هـ
الإفادة من المناهج الأمريكية فكرة ذكية تدل على الجدية
قال الدكتور حمود بن حامد الحربي المشرف على المركز الوطني للرياضيات والفيزياء بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية: أحيي وزارة التربية والتعليم على الخطوات الجريئة المتمثلة في هذا المشروع الطموح، مؤكداً على أهمية التطوير والتحديث للقوالب النمطية الجاهزة في البيئة السعودية، وعلى رأسها التعليم، أنا متحمس جداً لهذه الروح التي تبحث عن الجديد ليس لحل المشكلات بالضرورة -وإن كانت موجودة- بل أيضاً لأن التطور والتطوير سمة للمجتمعات الحية لا الميتة، مضيفاً القول: إن الذين يقومون بعملية التطوير بحاجة لمد يد المساعدة من النخب العلمية والثقافية من خلال النقد الرشيد الذي يعي طبيعة التجربة، مشيراً إلى أن حداثة انطلاقة التعليم في بلادنا مقارنة بالبلدان المتقدمة تجعلنا شئنا أم أبينا نجعلهم معياراً لمستوى التقدم العلمي ومناهجنا العلمية في مراحل التعليم المختلفة يجب أن تواكب أحد التوجهات العلمية العالمية، وهذه التجربة تتيح لنا مقارنة ما حققناه في مخرجاتنا التعليمة مع ما حققته تلك البلاد المتقدمة ومن ثم اكتشاف عوامل الضعف وتصحيحها في وقتها، ونحن حينما نتحدث عن الاقتباس من المناهج الأمريكية نتحدث عن دولة في موقع الريادة في شتى المجالات العلمية والصناعية وعلى رأسها التعليم وهي قبلة للطلاب من شتى دول العالم لما تتميز به من مستوى تعليمي راقٍ وبيئة تعليمية متكاملة، وهذا الذي جعل الولايات المتحدة تتربع على عرش التقدم العلمي في العصر الحديث، حيث تتفوق على جميع دول العالم في البحث العلمي وعدد براءات الاختراع الممنوحة منذ عقود (قريب من خمسمئة ألف براءة اختراع سنوياً)، وهي قبلة للطلاب من دول العالم ومن ضمنها بلادنا، فليس هناك مشكلة -في نظري- من الإفادة من هذه المناهج التي قادت الولايات المتحدة إلى هذه المكانة العالمية؛ بل هي فكرة إيجابية ذكية تدل على مدى جدية القادة التربويين على النهوض بمستوى التعليم لدينا، وبالمثل فإن جامعاتنا وجامعات عالمية أخرى تُفيد من المناهج المعتمدة في الجامعات الأمريكية، كما أن عدد طلابنا المبتعثين في الجامعات الأمريكية حالياً قد وصل إلى أرقام قياسية مع مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وأردف الدكتور حمود من المبكر الحكم على نتائج المشروع حالياً إلا أننا نستطيع أن نلحظ الجوانب الإيجابية فيما يتعلق بالمنهج والنقاط السلبية في تطبيقاتنا له، ومع تلافينا لجوانب الضعف هذه، لابد أن تكون النتائج في مستوى المؤمل إن شاء الله.
وأبرز ما أود الإشارة إليه من ملحوظات هو حاجة المناهج إلى مواءمة أكثر مع البيئة الثقافية واللغوية والمعرفية للمجتمع السعودي، وذلك بصورة أكبر من الاقتصار على المواءمة من خلال الصور التوضيحية داخل الكتاب فقط.
ويحضرني هنا مثال يعطي صورة أوضح لهذه الفكرة، حيث يشرح كتاب العلوم للصف الأول الابتدائي منهج الاستقصاء لدى العلماء؛ بالتالي: (أنهم يضعون خطة عمل ويتبعونها). فإن كان مصطلح خطة العمل لدى الطالب الأمريكي ذي الست سنوات مفهوماً من لغة الشارع والمجتمع في الثقافة الأمريكية، فبالمقابل فإنه لا يرد على مثيله من أبنائنا في المجتمع السعودي، لذلك وجب توضيحه بشكل أكبر.كما أن كتاب العلوم والنشاط للصف الأول الابتدائي أيضاً يفترض قدرة الطالب على القراءة والكتابة منذ الأسبوع الأول، كما لو كان في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، حيث نلاحظ غزارة النصوص القرائية التي يحتاج الطالب لقراءتها أو كتابتها بينما هو يكافح لكي يتعلم كتابة حرف الألف!.. وتتضح الصورة أكثر حينما نقارن بين كتاب القراءة وكتاب العلوم من حيث النصوص المكتوبة.ومضى الدكتور الحربي: لا يمكن أن نتوقع كل ما نرجوه من المنهج الجديد بدون أن نهيئ لهذا المنهج أدواته التي يعمل من خلالها، فلضمان نجاح التجربة لابد من الاهتمام بشكل أكبر بالوسائل التعليمية، التي هي جزء رئيسي من المنهج الجديد، وبرمجتها بطريقة صحيحة، وعدم تركها للاجتهادات شخصية، وكذلك الاهتمام بالمعلم، فلابد من التدريب الكافي للمعلمين لكيفية التعامل مع المنهج الجديد.
وكنت أتمنى أنه كما تم الاستعانة بهذا المنهج، أن تتم الاستعانة بخبراء في هذا المنهج وعلى مستوى عال ليشرفوا على تطبيقه أو التدريب عليه ولو في مستويات تربوية عليا، ومن ثمَ يتم تقييم النتائج بواسطة جهات عالمية حيادية متخصصة، ربما يكون لدى الوزارة برامج من هذا النوع.
وتابع المشرف على مركز الرياضيات والفيزياء: المشروع في مجمله نقطة مضيئة تحتاج مزيداً من الدعم والمساندة والتقويم، من خلال جهات تربوية وعلمية وثقافية متنوعة، مع عدم إغفال العاملين في الميدان التربوي من المعلمين.
المصدر جريدة الجزيرة يوم الخميس 22/5/1431هـ