فهد الرحيلي
02-17-2010, 03:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الملاحظ للساحة التربوية التعليمية في العشر سنوات الأخيرة، اتجه التركيز على طرق وأساليب واستراتيجيات التدريس الحديثة ووصل الأمر إلى ما وصل إليه الآن وأصبح الحكم على التدريس الفعال من خلال ملاحظة بعض الشكليات التي تمارس داخل الصف .
لنوضح بمثال : فعندما يدخل مسئول أو مشرف أو مدير المدرسة على المعلم ويشاهدونه موزع الطلاب في مجموعات ، أو عارض كم شريحة بوربوينت ، ..........الخ
فيحكمون بأن الوضع تمام وأن المعلم يمارس التدريس الحديث ...وتقدم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة
كل هذا جميل جداً ..............................ولكن
لو كنت طالباً ماذا أريد عندما أتعلم الفيزياء ؟
ما الهدف الأساس عندما نُدرس الفيزياء أو العلوم للطلاب؟
أعتقد بأننا ابتعدنا عن الهدف الأساس من تعلم الفيزياء أو العلوم الطبيعية بصفة عامة .
نعم أعترف بأن الأهداف كثيرة ..........ولكن سأكتفي بالتحدث عن الهدف الأهم من وجهة نظري ، وهو
فهم الفيزياء ( فهم المحتوى المعرفي في ذلك المقرر مع القدرة على استخدام العلم في مواقف مختلفة....
وتحقيق هذا الهدف ليس قريب المنال بالنسبة لوضع التعليم الحالي.......فالتركيز على الطرق والاستراتيجيات جعلنا نبتعد عن هدفنا الأساس وهو فهم المحتوى المعرفي ( نواتج العلم )
فأين مكمن الخلل ؟
حقيقية أنا لا أعرف ، ولكن أعتقد بأننا نتحرك في اتجاه معاكس لاتجاه الهدف الأساس من تعلم العلوم الطبيعية ( وهو فهم المعرفة وتطبيقها والاستفادة منها في مواقف الحياة المختلفة.
لنفصل في الموضوع قليلاً
دائماً في مجال التربية والتعليم عندما نتحدث عن المادة الدراسية لدينا اتجاهين وكلاهما مهم ، وهما:
1- التركيز على المحتوى المعرفي للمادة ( موضوعات علمية )
2- التركيز على الطرق والأساليب والاستراتيجيات والوسائل .........الخ
فالتربويون اتجهوا وبكل ثقلهم للتركيز على المكون الثاني .............ونتج عن هذا إهمال أو عدم اهتمام بالعلم والتحصيل العلمي الحقيقي ، وأصبح المقياس الوحيد للحكم على جودة التعليم والتعلم من خلال ممارسة تلك الطرق والأساليب ( استراتيجيات التعليم ) ، دون أن نعي بأننا أهملنا الجانب المهم والذي من أجله أخذنا نتفنن في اختيار الطرق والأساليب وهو الجانب العلمي والاهتمام بالعلم كعلم ، والنتيجة سنظل نتخبط في هذا الجانب ( الطرق والأساليب والاستراتيجيات .........الخ ) حتى نصل لمرحلة يتخرج الطالب من الثانوية العامة وهو لا يفرق بين السرعة والتسارع .، ولا يعرف لماذا يدرس التفاضل والتكامل
حتى في المنتديات تجد المناقشة في جانب العلم بسيطة جداً مع ما يطرح حول الطرق والأساليب والاستراتيجيات وتطبيقها وو.............الخ
فكأننا وصلنا إلى درجة عميقة من الفهم العلمي في الموضوعات التي نُدرسها لطلابنا سواء في الفيزياء أو العلوم أو الرياضيات ......الخ ولم يبقى لنا سوى الطرق والأساليب.
دعونا نعود للوراء قليلاً ( عشرون عاماً مثلاً ) الفيزياء هي فيزياء اليوم ، ولكن أعتقد بأن الطلاب أكثر فهماً لموضوعات الفيزياء من طلاب اليوم ( طبعاً ليس لدي دراسة مقارنة ولكن من خلال متابعة الوضع العام بحكم تخصصي ) أو على الأقل عندما أقارن نفسي مع أخواني اليوم ، فأجد الفرق كبير جداً من حيث الفهم للمحتوى المعرفي لموضوعات الفيزياء
مع العلم بأن معلم الفيزياء في ذلك الوقت ربما لم يتلقى دورة واحدة في طرق أو أساليب أو استراتيجيات التدريس الحديثة ( وللعلم كل الاستراتيجيات التي عمرها ثلاثون عاماً يطلق عليها حديثة ) ، المهم ما الذي صنع الفرق ؟
أعتقد كانت الفيزياء تُدرس من أجل أن يفهم الطلاب الفيزياء أما اليوم فلا................
خلاصة القول " يقول بعض المهتمين بالتربية والتعليم بأن مشكلة التعليم نبعت من التربويين أنفسهم بسبب حصول هذا الخلل ، وهو تركيزهم على الطرق والأساليب والاستراتيجيات والانغماس فيها والذي بدورة أدى إلى إهمال الاهتمام بالعلم الحقيقي أو التعلم من أجل فهم العلم وتطبيقه ( أي إهمال الجانب المعرفي ).
أتمنى أن ينصب الاهتمام عند تدريس الفيزياء أو العلوم بصفة عامة على كيف يفهم الطلاب محتواها فهماً حقيقاً
فالطالب عندما يدرس الفيزياء مثلاً ، ينبغي أن يفهم القوة والحركة والكهرباء والمغناطيسية والضوء والصوت...الخ
فهل نحن نقترب من تطبيق تعليم يركز على التعلم من أجل فهم العلم وممارسته أم تعليم يركز على الطرق والأساليب بغض النظر عن التحصيل الحقيقي للعلم ؟
مع العلم بأن التركيز على فهم العلم فهماً حقيقياً سيجلب معه استخدام أفضل الطرق والأساليب
ولكم تحياتي وتقديري
الملاحظ للساحة التربوية التعليمية في العشر سنوات الأخيرة، اتجه التركيز على طرق وأساليب واستراتيجيات التدريس الحديثة ووصل الأمر إلى ما وصل إليه الآن وأصبح الحكم على التدريس الفعال من خلال ملاحظة بعض الشكليات التي تمارس داخل الصف .
لنوضح بمثال : فعندما يدخل مسئول أو مشرف أو مدير المدرسة على المعلم ويشاهدونه موزع الطلاب في مجموعات ، أو عارض كم شريحة بوربوينت ، ..........الخ
فيحكمون بأن الوضع تمام وأن المعلم يمارس التدريس الحديث ...وتقدم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة
كل هذا جميل جداً ..............................ولكن
لو كنت طالباً ماذا أريد عندما أتعلم الفيزياء ؟
ما الهدف الأساس عندما نُدرس الفيزياء أو العلوم للطلاب؟
أعتقد بأننا ابتعدنا عن الهدف الأساس من تعلم الفيزياء أو العلوم الطبيعية بصفة عامة .
نعم أعترف بأن الأهداف كثيرة ..........ولكن سأكتفي بالتحدث عن الهدف الأهم من وجهة نظري ، وهو
فهم الفيزياء ( فهم المحتوى المعرفي في ذلك المقرر مع القدرة على استخدام العلم في مواقف مختلفة....
وتحقيق هذا الهدف ليس قريب المنال بالنسبة لوضع التعليم الحالي.......فالتركيز على الطرق والاستراتيجيات جعلنا نبتعد عن هدفنا الأساس وهو فهم المحتوى المعرفي ( نواتج العلم )
فأين مكمن الخلل ؟
حقيقية أنا لا أعرف ، ولكن أعتقد بأننا نتحرك في اتجاه معاكس لاتجاه الهدف الأساس من تعلم العلوم الطبيعية ( وهو فهم المعرفة وتطبيقها والاستفادة منها في مواقف الحياة المختلفة.
لنفصل في الموضوع قليلاً
دائماً في مجال التربية والتعليم عندما نتحدث عن المادة الدراسية لدينا اتجاهين وكلاهما مهم ، وهما:
1- التركيز على المحتوى المعرفي للمادة ( موضوعات علمية )
2- التركيز على الطرق والأساليب والاستراتيجيات والوسائل .........الخ
فالتربويون اتجهوا وبكل ثقلهم للتركيز على المكون الثاني .............ونتج عن هذا إهمال أو عدم اهتمام بالعلم والتحصيل العلمي الحقيقي ، وأصبح المقياس الوحيد للحكم على جودة التعليم والتعلم من خلال ممارسة تلك الطرق والأساليب ( استراتيجيات التعليم ) ، دون أن نعي بأننا أهملنا الجانب المهم والذي من أجله أخذنا نتفنن في اختيار الطرق والأساليب وهو الجانب العلمي والاهتمام بالعلم كعلم ، والنتيجة سنظل نتخبط في هذا الجانب ( الطرق والأساليب والاستراتيجيات .........الخ ) حتى نصل لمرحلة يتخرج الطالب من الثانوية العامة وهو لا يفرق بين السرعة والتسارع .، ولا يعرف لماذا يدرس التفاضل والتكامل
حتى في المنتديات تجد المناقشة في جانب العلم بسيطة جداً مع ما يطرح حول الطرق والأساليب والاستراتيجيات وتطبيقها وو.............الخ
فكأننا وصلنا إلى درجة عميقة من الفهم العلمي في الموضوعات التي نُدرسها لطلابنا سواء في الفيزياء أو العلوم أو الرياضيات ......الخ ولم يبقى لنا سوى الطرق والأساليب.
دعونا نعود للوراء قليلاً ( عشرون عاماً مثلاً ) الفيزياء هي فيزياء اليوم ، ولكن أعتقد بأن الطلاب أكثر فهماً لموضوعات الفيزياء من طلاب اليوم ( طبعاً ليس لدي دراسة مقارنة ولكن من خلال متابعة الوضع العام بحكم تخصصي ) أو على الأقل عندما أقارن نفسي مع أخواني اليوم ، فأجد الفرق كبير جداً من حيث الفهم للمحتوى المعرفي لموضوعات الفيزياء
مع العلم بأن معلم الفيزياء في ذلك الوقت ربما لم يتلقى دورة واحدة في طرق أو أساليب أو استراتيجيات التدريس الحديثة ( وللعلم كل الاستراتيجيات التي عمرها ثلاثون عاماً يطلق عليها حديثة ) ، المهم ما الذي صنع الفرق ؟
أعتقد كانت الفيزياء تُدرس من أجل أن يفهم الطلاب الفيزياء أما اليوم فلا................
خلاصة القول " يقول بعض المهتمين بالتربية والتعليم بأن مشكلة التعليم نبعت من التربويين أنفسهم بسبب حصول هذا الخلل ، وهو تركيزهم على الطرق والأساليب والاستراتيجيات والانغماس فيها والذي بدورة أدى إلى إهمال الاهتمام بالعلم الحقيقي أو التعلم من أجل فهم العلم وتطبيقه ( أي إهمال الجانب المعرفي ).
أتمنى أن ينصب الاهتمام عند تدريس الفيزياء أو العلوم بصفة عامة على كيف يفهم الطلاب محتواها فهماً حقيقاً
فالطالب عندما يدرس الفيزياء مثلاً ، ينبغي أن يفهم القوة والحركة والكهرباء والمغناطيسية والضوء والصوت...الخ
فهل نحن نقترب من تطبيق تعليم يركز على التعلم من أجل فهم العلم وممارسته أم تعليم يركز على الطرق والأساليب بغض النظر عن التحصيل الحقيقي للعلم ؟
مع العلم بأن التركيز على فهم العلم فهماً حقيقياً سيجلب معه استخدام أفضل الطرق والأساليب
ولكم تحياتي وتقديري