فاتن البهكلي
01-22-2010, 11:50 PM
Timss تيمز. . وقفة للمراجعة
د. عبد الإله عبد الله فهد المشرّف
من واقع نتائج اختبارات التيمز Timss اختبارات عالمية في بعض العلوم الطبيعية والرياضيات تطبق بشكل دوري عالمي عام على الدول الراغبة في المشاركة ببعض الصفوف الدراسية التي شارك فيها طلاب الصف الثامن (الثاني متوسط) من طلاب المملكة العربية السعودية في مادتي العلوم والرياضيات، كانت نتيجة طلاب المملكة في كلتا المادتين موجعة....
.....حيث كانت في ذيل القائمة على المستوى العالمي، ولم تكن أحسن حالاً على المستوى العربي، حيث كانت في المرتبة الأخيرة وقبل الأخيرة على المستوى العربي، فقد احتلت المملكة المرتبة الحادية عشرة في مادة العلوم، والمرتبة الثانية عشرة في مادة الرياضيات بين ثلاث عشرة دولة عربية مشاركة. وهنا ما يحملنا على عدد من التساؤلات:
هل التعليم لدينا ضعيف إلى حد تذيل القائمة عالمياً وعربيا...؟
هل مثل تلك النتائج تؤكد ما يتهمنا به بعض الغربيين من أن تعليمنا جامد، ولا ينمي التفكير؟
كيف نوفق بين هذه النتائج وبين تميز المملكة في مجالات أخرى كما جاء في تقارير التنمية العربية والدولية من قبيل ارتفاع نسبة براءات الاختراع، ونسبة حملة المؤهلات العليا في المملكة العربية السعودية مقارنة بالدول العربية الأخرى؟
ولكي تتضح الصورة ينبغي أن نستعرض بعض المتغيرات ذات التأثير المباشر على مثل هذه النتائج، ولعل من أبرز العوامل المؤثرة هو اعتماد اختبارات Timss على قياس المهارات في زمن محدد، فقد صممت اختبارات التيمزTimss) ) لتقيس مهارتين في الوقت نفسه وهما مهارة القدرة ومهارة السرعة، فالاختبار لا يقيس مقدرتك على الحل فقط، بل يجب أن تكون قادراً على الحل وفي وقت محدد. وهذا مطلب مهم جداً للتفوق في مثل هذه الاختبارات، ومن المعروف أن نظامنا التقويمي التعليمي بشكل عام يقيس قدرة الطالب على الحل ولا يركز على مهارة السرعة في الإنجاز، فالاختبارات التحصيلية على سبيل المثال تمنح للإجابة وقتاً يمثل ضعف الوقت المخصص للطالب متوسط الذكاء للإجابة عن الأسئلة، ولذا قلما يعتاد طلابنا على تنظيم وقت الإجابة أثناء الاختبار، أما في اختبارات التيمز Timss
فقد خصص لكل سؤال مدة زمنية محددة، وإذا أفقدت دقيقة فقد خسرت سؤالاً أو أكثر، وقد دهش كثير من مصححي اختبارات التيمز Timss في الرياض من ارتفاع نسبة أوراق الإجابات التي سلمت دون إجابات، فالتجربة جديدة على طلابنا، وقد كانوا يعتقدون أن في الوقت فسحة كالعادة، ولا شك أن تعويد الفرد منذ الصغر على تقدير أهمية الوقت، وضرورة التعامل معه بكل جدية، وربط قيمة المنجز بقيمة المدة الزمنية للإنجاز مطلب أساس لبناء مجتمع يحرص على استثمار كل دقيقة وعلى تنظيم وقته، وعلى التخطيط للمستقبل، فتأخرنا في اختبارات التيمز هو صورة مصغرة قد تتكرر على كل المستويات إذا كنّا نتعامل مع متغيرات العصر دونما تقدير فعلي لأهمية الوقت وحتميته في تحقيق السبق لمن يختصر الزمن في الإنجاز.
ويأتي عامل ثقافة الدرجات التي يقوم عليها نظام التعليم لدينا ليلقي بظلاله بقوة على مستوى جدّية وتفاعل الطلاب مع نتائج الاختبارات. فكما هو معلوم يفتقر النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية إلى الاختبارات الوطنية التي تقيس مهارات الطلاب الأساسية والأكاديمية في بعض المراحل الدراسية المفصلية لعدد من المواد الدراسية، هذه الاختبارات - الوطنية - عادة تستخدم لقياس مستوى أداء المدرسة من خلال قياس مستوى تحصيل الطلاب، ولا يترتب عليها نجاح أو رسوب، بل يترتب عليها تقويم ومساءلة للعاملين في الميدان، وقد انعكس غياب مثل هذه الاختبارات في نظامنا التعليمي على علاقة الطالب السعودي بالاختبار ونظرته لطبيعة التعامل معه، فالطالب السعودي لا يلقي بالاً للاختبار الذي لا يؤثر ولا تترتب عليه نتائج معتبرة في النجاح والرسوب، ولذا لم يتفاعل الطلاب السعوديون مع أسئلة الاختبار التفاعل المطلوب ولسان حالهم، (لماذا أجتهد في الإجابة والاختبار ليس له تأثير في درجاتي الصفية؟!) وقد تجلى ذلك في تسليم عدد كبير من أوراق إجابات الطلاب بلا إجابات، وبلا شك فإن السلبية من الطلاب في التفاعل الجاد مع الاختبارات أثرت في مصداقية النتائج، كما أنها عكست خللاً في النظام التعليمي المبنى على ثقافة الدرجات.
أما العامل الثالث، فهو مرتبط بمحتوى اختبارات التيمز Timss، فالمتأمل لطبيعة محتوى اختبارات التيمز Timss في العلوم والرياضيات يجد اختلافاً كبيراً بين الأسئلة التي تضمنها الاختبار، والأسئلة المعتادة في اختباراتنا، فجميع الأسئلة في اختبارات التيمز Timss تقيس عمليات التعلم ومهارات التفكير، فالتحليل والاستنتاج والاستقصاء والمقارنة والاستقراء.. وغيرها من عمليات التعلم هي محور الأسئلة، كما أن مهارات التفكير بمختلف مستوياتها ومهارات الكتابة والتعبير الشامل عن الفكرة، والتعريف العلمي للمفاهيم والمصطلحات بلغة علمية غير تقليدية كلها متضمنة في اختبارات التيمز، وهذا ما تفتقده أساليب التقويم في كثير من اختباراتنا، ولذا فقد كانت الأسئلة جديدة على طلابنا الذين اعتاد كثير منهم على أساليب الحفظ والتلقين، وكانت النتيجة الحيرة تارة والسلبية تارة أخرى، كيف يجيبون ومن أين يبدؤون؟! واستقر رأي كثير منهم على أن السلامة لا يعدلها شيء، فترك الأوراق فارغة ولم يحاول إجهاد ذهنه في التفكير والبحث عن إجابة، والنتيجة سقوط مريع في نتائج اختبارات تيمز Timss للنظام التعليمي في المملكة العربية السعودية.
ولكي نجيب عن الأسئلة السابقة، ومن منطلق موضوعي، لا بد من وضع النقاط على الحروف، نعم تلك حقيقة نعترف بها، فمستوى تحقق أهداف التعليم لدينا بشكل عام ضعيف، وهذا الضعف يتضح من طبيعة المخرجات، غير أن مستوى الضعف ليس كما أظهرت النتائج في ذيل القائمة، فالمتغيرات التي أشرنا لها سلفاً تقدح في المنهجية العلمية للمقارنة، وربما لو توافر لطلابنا ما توافر لأقرانهم من تدريب على هذا النمط من الاختبارات في الدول التي حققت نتائج عالية في اختبارات التيمز لكنا حققنا نتائج متميزة.
هل تعليمنا جامد؟ ليس من اليسير الإجابة عن مثل هذا التساؤل، غير أن العزلة التي تعيشها المدرسة عن المجتمع تشير إلى نوع من مظاهر الجمود.
وفيما يتعلق بتفسير تفوق المملكة في عدد براءات الاختراع، وعدد حملة المؤهلات العليا على المستوى العربي وتأخرها في اختبارات التيمز Timss، فإن الطالب السعودي ذو انتماء قوي لوطنه ولديه رغبة جارفة في الاستزادة من العلم، علاوة على ما يتميز به أبناء الجزيرة العربية من صفاء الذهن وحدّة التفكير، تلك كلها وغيرها عوامل أدت إلى تفوق الشعب السعودي في مجالات متعددة على المستويين العربي والعالمي، ولنا أن نتصور لو أن أساليب تعليمنا تنمي مهارات التفكير ودافعية التعلم لدى طلابنا، كم من المبدعين ستفخر بهم بلادنا.
إن مشاركة المملكة العربية السعودية في منافسات عالمية يجب أن ينال من الإعداد والتهيئة ما يتناسب وأهمية المشاركة، فالأبعاد السياسية والثقافية لمثل هذه المشاركات قد تؤثر في مكانة المملكة العربية السعودية وسمعتها في العالم، وهذا ما حدث بالفعل حيث استغل بعض المغرضين نتائج اختبارات التيمز Timss ليتهم العقل العربي بالتخلف، ويتهم النظام التعليمي في المملكة بالجمود والرجعية، كل ذلك بناء على أساليب تقويمية لا يمكن اعتمادها في ظل عدم التكافؤ في المتغيرات المحيطة بالطلاب المشاركين مما يقدح في موضوعية التقويم ومصداقية النتائج.
ومهما يكن من أمر، فإن المشاركة وإن كانت آثارها السلبية أكثر من آثارها الإيجابية كما نعتقد، إلا أننا نرى حتمية الاستفادة منها في تقويم المعوج في نظامنا التعليمي وفي تطويره، ولذا فإن على وزارة التربية والتعليم أن تضيف معيار السرعة مع القدرة في الاختبارات التحصيلية، وأن تعتمد الاختبارات الوطنية الشاملة التي تقيس أداء المدرسة من خلال قياس مستوى الطلاب، وأن تؤكد تطوير طرائق التدريس وأساليب التقويم لكي نتجاوز أساليب الإلقاء والتلقين والأنماط التقليدية الأخرى. ويبدو أن وزارة التربية والتعليم لم تستوعب الدرس الأول (2004م)، فأخفقت في الدرس الثاني (2006م)، ولنا أمل ألا تشارك المملكة مستقبلاً في هذا النوع من الاختبارات ما لم تتحقق العدالة والموضوعية في مثل هذه المنافسات العالمية.
د. عبد الإله عبد الله فهد المشرّف
من واقع نتائج اختبارات التيمز Timss اختبارات عالمية في بعض العلوم الطبيعية والرياضيات تطبق بشكل دوري عالمي عام على الدول الراغبة في المشاركة ببعض الصفوف الدراسية التي شارك فيها طلاب الصف الثامن (الثاني متوسط) من طلاب المملكة العربية السعودية في مادتي العلوم والرياضيات، كانت نتيجة طلاب المملكة في كلتا المادتين موجعة....
.....حيث كانت في ذيل القائمة على المستوى العالمي، ولم تكن أحسن حالاً على المستوى العربي، حيث كانت في المرتبة الأخيرة وقبل الأخيرة على المستوى العربي، فقد احتلت المملكة المرتبة الحادية عشرة في مادة العلوم، والمرتبة الثانية عشرة في مادة الرياضيات بين ثلاث عشرة دولة عربية مشاركة. وهنا ما يحملنا على عدد من التساؤلات:
هل التعليم لدينا ضعيف إلى حد تذيل القائمة عالمياً وعربيا...؟
هل مثل تلك النتائج تؤكد ما يتهمنا به بعض الغربيين من أن تعليمنا جامد، ولا ينمي التفكير؟
كيف نوفق بين هذه النتائج وبين تميز المملكة في مجالات أخرى كما جاء في تقارير التنمية العربية والدولية من قبيل ارتفاع نسبة براءات الاختراع، ونسبة حملة المؤهلات العليا في المملكة العربية السعودية مقارنة بالدول العربية الأخرى؟
ولكي تتضح الصورة ينبغي أن نستعرض بعض المتغيرات ذات التأثير المباشر على مثل هذه النتائج، ولعل من أبرز العوامل المؤثرة هو اعتماد اختبارات Timss على قياس المهارات في زمن محدد، فقد صممت اختبارات التيمزTimss) ) لتقيس مهارتين في الوقت نفسه وهما مهارة القدرة ومهارة السرعة، فالاختبار لا يقيس مقدرتك على الحل فقط، بل يجب أن تكون قادراً على الحل وفي وقت محدد. وهذا مطلب مهم جداً للتفوق في مثل هذه الاختبارات، ومن المعروف أن نظامنا التقويمي التعليمي بشكل عام يقيس قدرة الطالب على الحل ولا يركز على مهارة السرعة في الإنجاز، فالاختبارات التحصيلية على سبيل المثال تمنح للإجابة وقتاً يمثل ضعف الوقت المخصص للطالب متوسط الذكاء للإجابة عن الأسئلة، ولذا قلما يعتاد طلابنا على تنظيم وقت الإجابة أثناء الاختبار، أما في اختبارات التيمز Timss
فقد خصص لكل سؤال مدة زمنية محددة، وإذا أفقدت دقيقة فقد خسرت سؤالاً أو أكثر، وقد دهش كثير من مصححي اختبارات التيمز Timss في الرياض من ارتفاع نسبة أوراق الإجابات التي سلمت دون إجابات، فالتجربة جديدة على طلابنا، وقد كانوا يعتقدون أن في الوقت فسحة كالعادة، ولا شك أن تعويد الفرد منذ الصغر على تقدير أهمية الوقت، وضرورة التعامل معه بكل جدية، وربط قيمة المنجز بقيمة المدة الزمنية للإنجاز مطلب أساس لبناء مجتمع يحرص على استثمار كل دقيقة وعلى تنظيم وقته، وعلى التخطيط للمستقبل، فتأخرنا في اختبارات التيمز هو صورة مصغرة قد تتكرر على كل المستويات إذا كنّا نتعامل مع متغيرات العصر دونما تقدير فعلي لأهمية الوقت وحتميته في تحقيق السبق لمن يختصر الزمن في الإنجاز.
ويأتي عامل ثقافة الدرجات التي يقوم عليها نظام التعليم لدينا ليلقي بظلاله بقوة على مستوى جدّية وتفاعل الطلاب مع نتائج الاختبارات. فكما هو معلوم يفتقر النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية إلى الاختبارات الوطنية التي تقيس مهارات الطلاب الأساسية والأكاديمية في بعض المراحل الدراسية المفصلية لعدد من المواد الدراسية، هذه الاختبارات - الوطنية - عادة تستخدم لقياس مستوى أداء المدرسة من خلال قياس مستوى تحصيل الطلاب، ولا يترتب عليها نجاح أو رسوب، بل يترتب عليها تقويم ومساءلة للعاملين في الميدان، وقد انعكس غياب مثل هذه الاختبارات في نظامنا التعليمي على علاقة الطالب السعودي بالاختبار ونظرته لطبيعة التعامل معه، فالطالب السعودي لا يلقي بالاً للاختبار الذي لا يؤثر ولا تترتب عليه نتائج معتبرة في النجاح والرسوب، ولذا لم يتفاعل الطلاب السعوديون مع أسئلة الاختبار التفاعل المطلوب ولسان حالهم، (لماذا أجتهد في الإجابة والاختبار ليس له تأثير في درجاتي الصفية؟!) وقد تجلى ذلك في تسليم عدد كبير من أوراق إجابات الطلاب بلا إجابات، وبلا شك فإن السلبية من الطلاب في التفاعل الجاد مع الاختبارات أثرت في مصداقية النتائج، كما أنها عكست خللاً في النظام التعليمي المبنى على ثقافة الدرجات.
أما العامل الثالث، فهو مرتبط بمحتوى اختبارات التيمز Timss، فالمتأمل لطبيعة محتوى اختبارات التيمز Timss في العلوم والرياضيات يجد اختلافاً كبيراً بين الأسئلة التي تضمنها الاختبار، والأسئلة المعتادة في اختباراتنا، فجميع الأسئلة في اختبارات التيمز Timss تقيس عمليات التعلم ومهارات التفكير، فالتحليل والاستنتاج والاستقصاء والمقارنة والاستقراء.. وغيرها من عمليات التعلم هي محور الأسئلة، كما أن مهارات التفكير بمختلف مستوياتها ومهارات الكتابة والتعبير الشامل عن الفكرة، والتعريف العلمي للمفاهيم والمصطلحات بلغة علمية غير تقليدية كلها متضمنة في اختبارات التيمز، وهذا ما تفتقده أساليب التقويم في كثير من اختباراتنا، ولذا فقد كانت الأسئلة جديدة على طلابنا الذين اعتاد كثير منهم على أساليب الحفظ والتلقين، وكانت النتيجة الحيرة تارة والسلبية تارة أخرى، كيف يجيبون ومن أين يبدؤون؟! واستقر رأي كثير منهم على أن السلامة لا يعدلها شيء، فترك الأوراق فارغة ولم يحاول إجهاد ذهنه في التفكير والبحث عن إجابة، والنتيجة سقوط مريع في نتائج اختبارات تيمز Timss للنظام التعليمي في المملكة العربية السعودية.
ولكي نجيب عن الأسئلة السابقة، ومن منطلق موضوعي، لا بد من وضع النقاط على الحروف، نعم تلك حقيقة نعترف بها، فمستوى تحقق أهداف التعليم لدينا بشكل عام ضعيف، وهذا الضعف يتضح من طبيعة المخرجات، غير أن مستوى الضعف ليس كما أظهرت النتائج في ذيل القائمة، فالمتغيرات التي أشرنا لها سلفاً تقدح في المنهجية العلمية للمقارنة، وربما لو توافر لطلابنا ما توافر لأقرانهم من تدريب على هذا النمط من الاختبارات في الدول التي حققت نتائج عالية في اختبارات التيمز لكنا حققنا نتائج متميزة.
هل تعليمنا جامد؟ ليس من اليسير الإجابة عن مثل هذا التساؤل، غير أن العزلة التي تعيشها المدرسة عن المجتمع تشير إلى نوع من مظاهر الجمود.
وفيما يتعلق بتفسير تفوق المملكة في عدد براءات الاختراع، وعدد حملة المؤهلات العليا على المستوى العربي وتأخرها في اختبارات التيمز Timss، فإن الطالب السعودي ذو انتماء قوي لوطنه ولديه رغبة جارفة في الاستزادة من العلم، علاوة على ما يتميز به أبناء الجزيرة العربية من صفاء الذهن وحدّة التفكير، تلك كلها وغيرها عوامل أدت إلى تفوق الشعب السعودي في مجالات متعددة على المستويين العربي والعالمي، ولنا أن نتصور لو أن أساليب تعليمنا تنمي مهارات التفكير ودافعية التعلم لدى طلابنا، كم من المبدعين ستفخر بهم بلادنا.
إن مشاركة المملكة العربية السعودية في منافسات عالمية يجب أن ينال من الإعداد والتهيئة ما يتناسب وأهمية المشاركة، فالأبعاد السياسية والثقافية لمثل هذه المشاركات قد تؤثر في مكانة المملكة العربية السعودية وسمعتها في العالم، وهذا ما حدث بالفعل حيث استغل بعض المغرضين نتائج اختبارات التيمز Timss ليتهم العقل العربي بالتخلف، ويتهم النظام التعليمي في المملكة بالجمود والرجعية، كل ذلك بناء على أساليب تقويمية لا يمكن اعتمادها في ظل عدم التكافؤ في المتغيرات المحيطة بالطلاب المشاركين مما يقدح في موضوعية التقويم ومصداقية النتائج.
ومهما يكن من أمر، فإن المشاركة وإن كانت آثارها السلبية أكثر من آثارها الإيجابية كما نعتقد، إلا أننا نرى حتمية الاستفادة منها في تقويم المعوج في نظامنا التعليمي وفي تطويره، ولذا فإن على وزارة التربية والتعليم أن تضيف معيار السرعة مع القدرة في الاختبارات التحصيلية، وأن تعتمد الاختبارات الوطنية الشاملة التي تقيس أداء المدرسة من خلال قياس مستوى الطلاب، وأن تؤكد تطوير طرائق التدريس وأساليب التقويم لكي نتجاوز أساليب الإلقاء والتلقين والأنماط التقليدية الأخرى. ويبدو أن وزارة التربية والتعليم لم تستوعب الدرس الأول (2004م)، فأخفقت في الدرس الثاني (2006م)، ولنا أمل ألا تشارك المملكة مستقبلاً في هذا النوع من الاختبارات ما لم تتحقق العدالة والموضوعية في مثل هذه المنافسات العالمية.