تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مهلاً يا دعاة البنائية ...



عمر مغربي
01-20-2010, 09:58 AM
تأثّر الميدان التربوي عبر تاريخه الطويل – كغيره من الميادين الحياتية والمجتمعية - بالعديد من المدارس الفلسفية والنفسية قديماً وحديثاً، ابتداءً من المدرسة البنائية القديمة ( أواسط العقد الأخير من القرن التاسع عشر ) والتي ظهرت على يد فونت وأتباعه، وتبنّت الخبرة الشعورية والتأمّل الباطني للفرد، إلى عصرنا الحالي الذي ساد فيه الاتجاه المعرفي الذي يدعوا إلى دراسة العمليات العقلية التي تفعّل نشاط الفرد في محاولاته للتكيّف مع البيئة. هذا الاتجاه الذي كان من نتاجه وإفرازاته النظرية البنائية الحديثة التي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة في الأوساط التعليمية التربوية.

لقد بدا واضحاً عبر تلك السنوات الطوال، تأثّر التربويين بهذه المدارس سواءً على مستوى الفكر أو على مستوى الممارسة، وكان لكّل مدرسة واتجاه منها تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية، وقد انعكس ولا شكّ هذا التنوّع والتجديد في الفكر النفسي والفلسفي بشكلٍ عام إيجاباً على عمليات التربية والتعليم.

إنّ من أقوى المدارس تأثيراً في الميدان التربوي كما لا يخفى على المتابع، المدرسة السلوكية، المدرسة التي أولت السلوك الإنساني أهمّية قصوى، واعتبرت المثيرات البيئية المشكّل والمنظّم الأساسي للسلوك. وفي الوقت الذي يؤخذ على السلوكية إهمالها العمليات العقلية بحجّة عدم إمكانية دراستها بشكل علمي، إلاّ أنّ هناك قبولاً واسعاً للكثير من تطبيقاتها التي ثبت نجاحها، كضرورة تحديد الهدف، والتعزيز، والتعليم المبرمج، وغيرها.

وإنّ ممّا يُلحظ على بعض الإخوة التربويين في الفترة الأخيرة - وبالذات بعد البدء في تطبيق سلسلة المقرّرات الجديدة في العلوم والرياضيات - ارتماؤهم المندفع في أحضان النظرية البنائية، ونبذهم التام والمطلق لكلّ ما هو سلوكي، ومناداتهم بفرض الفكر والتطبيقات البنائية بطريقة أقلّ ما يُقال عنها بأنّها متسرّعة وغير محسوبة العواقب. فقد عايشت في أكثر من لقاء تربوي - وقرأت هنا في هذا المنتدى الموفّق - من ينادي بإلغاء الأهداف السلوكية، والتخطيط للتدريس، ويدعوا إلى عدم الاهتمام بالمعلّم وكفاياته وأدائه، بل وصل الحال لدى البعض إلى المطالبة بنبذ عملية التدريس نفسها!

إنّ التحوّل الرائع في الفكر التربوي الذي نعيشه حالياً، وشيوع الفكر البنائي الذي ينادي بالاهتمام بالطالب وجعله محوراً للعملية التعليمية، والتركيز على عملية التعلّم بصفتها العملية الأهمّ، وغيرها من الأفكار والإجراءات الجديرة بالتبنّي والتطبيق، لا يُلغي أو من المفترض أن لا يُلغي الاهتمام بالعمليات والممارسات التي تحقّق ذلك، فاهتمامنا بالتعلّم يجب أن يُلغي اهتمامنا بالتدريس، وتركيزنا على أداء الطالب يجب أن لا يؤدي بنا إلى إغفال أداء المعلّم، ومناداتنا بجودة تنفيذ الدرس وفق الأسس البنائية لا يقلّل من أهمّية التخطيط له.

فيا دعاة البنائية رويدكم رعاكم الله، نعم للفكر البنائي، نعم للممارسات البنائية، نعم للتطبيقات البنائية، نعم لإحلال الصواب محلّ الخطأ، ولكن ببصيرة وتعقّل، وبطريقة لا تجعلنا نندم مستقبلاً لاختفاء تطبيقات وممارسات صائبة ثبتت فعاليتها وجدواها في العمل التربوي التعليميّ.

كتبه: عمر مغربي في 8/2/1431هـ

فهد الرحيلي
01-20-2010, 01:10 PM
إنّ من أقوى المدارس تأثيراً في الميدان التربوي كما لا يخفى على المتابع، المدرسة السلوكية، المدرسة التي أولت السلوك الإنساني أهمّية قصوى، واعتبرت المثيرات البيئية المشكّل والمنظّم الأساسي للسلوك. وفي الوقت الذي يؤخذ على السلوكية إهمالها العمليات العقلية بحجّة عدم إمكانية دراستها بشكل علمي، إلاّ أنّ هناك قبولاً واسعاً للكثير من تطبيقاتها التي ثبت نجاحها، كضرورة تحديد الهدف، والتعزيز، والتعليم المبرمج، وغيرها.



مرحباً أستاذ عمر مغربي بك ، وبطرحك الراقي والمميز ، فلك كل التقدير والإحترام أستاذنا
أخي الكريم صحيح أن الفكر السلوكي ( وهو ليس فكراً لأنه يحارب العقل ولا يعترف به كمعمل للتعلم ) ساد فترة من الزمن ولحاجة كانت في ذلك الوقت ومنها قلت الإبحاث في مجال العقل البشري بصفة عامة ) ولكن أخي الكريم لم يدم هذا التوجه في التعلم طويلاً بل بدأ ينقرض في نهاية السبعينيات الميلادية في تلك المجتمعات التي هي من أتى بهذا الفكر .
أما بخصوص نجاحها ( السلوكية ) في تحديد الهدف والتعليم المبرمج
فلا خلاف على الهدف ولكن ليس الهدف السلوكي ( تفتيت الشيء إلى أجزاء صغيرة جداً يفقد معها قيمته ) وهذا أخي الكريم قال به " بنيامين بلوم في عام 1965م وكان منخوفاً من هذا الشيء ( فقدان الهدف إلى قيمته ) وفعلاً كان توقع بلوم في مكانه.
نعم الهدف الذي يأتي على شكل كفاية أو جزء منها مطلوب جداً وحتى في السلاسل المطورة تجد الدرس يسعى لتحقيقي هدف معين ولكن من خلال موقف تعليمي تعلمي متكامل، وليس من خلال مقولة ( عدد الأجزاء = الكل )
فإدراك الموقف متكامل هو من يقود المتعلم إلى ممارسة مهارات التفكير والعمليات العقلية كحل المشكلات وخلافه.

أما التعليم المبرمج فظهر نتيجة لأفكار " سكنر"في الستينيات الميلادية وأنقرض في تلك الفترة ، نظراً لأنه يصنع من المتعلم جهاز ترديد آلي لا يفهم ما يسمع ، بل يردد ما يسمع بطريقة ميكانيكية تجعل من العقل مستودع لحفظ المعلومات دون التفكير فيها ، وللأسف مازالت بعض المؤسسات التعليمية لدينا تتبنى هذا النوع من التعليم ، وظهرت بعض البرمجيات في هذا ، وفكرتها طرح سؤال على الطالب وعليه اختيار الاجابة ويمكنه التكرار حتى يحصل على الاجابة الصحيحة ، ثم يسمع صوت محفز أو خلاف (التعزيز) ، فهي مبنية على ( المثير - الاستجابة) من خلال التكرار و التعزيز.

وقرأت هنا في هذا المنتدى الموفّق - من ينادي بإلغاء الأهداف السلوكية، والتخطيط للتدريس، ويدعوا إلى عدم الاهتمام بالمعلّم وكفاياته وأدائه، بل وصل الحال لدى البعض إلى المطالبة بنبذ عملية التدريس نفسها!


أخي الكريم ليس للتخطيط دخل بالأهداف السلوكية نهائياً فإلغاء الأهداف السلوكية لا يعني إلغاء التخطيط ، فالتخطيط من واجبات المعلم المهمة ، وحق من حقوقه التي ينبغي أن يمارسه بما يحقق نجاح درسة ( حدوث التعلم ذا المعنى عند المتعلم )، ولكن التخطيط بمفهومة القديم لم يعد صالحاً في عصر التفكير وإعمال العقل ( الذي أمرنا به ديننا وحثنا عليه قبل ظهو التعلم المعرفي على الساحة العالمية ) .
ولم يطلب أحد بنبذ عملية التدريس ولكن المهم أن نتبنى عملية التدريس التي تحقق التعلم عند المتعلم ( التعلم المبني على ممارسات عقلية تقود المتعلم إلى فهم عميق لما يتعلمه ) وليس عملية التدريس التي تسطح عقول المتعلمين وتجعلها تكراراً للكتب المدرسية عن طريق حشو المعلومات في عقول المتعلمين دون فهم حقيقي لما يتعلمونه.
أما كفايات المعلم أخي الكريم فهي مطلب من المطالب التي ينبغي أن تتوفر في المعلم ، ولا يمكن أن يقوم المعلم بدوره الفعال دون توفر كفايات معينة، ولن يتحقق التعلم عند المتعلم إلا من خلال معلم يمتلك كفايات معينة تعينه على إدارة عملية التعلم وتصميم التدريس الفعال .
ولكن أية كفايات؟ هل هي كفايات تتعلق بقدرة المعلم على نقل المعرفة من الكتاب إلى عقل المتعلم ؟أم هي كفايات تجعل من المعلم ميسراً للتعلم قادراً على تصميم المواقف التعليمية التعلمية التي تثير التفكير وتفعل العقل ، وتجعل من المتعلم ممارساً حقيقاً نشطاً في عملية التعلم؟




إنّ التحوّل الرائع في الفكر التربوي الذي نعيشه حالياً، وشيوع الفكر البنائي الذي ينادي بالاهتمام بالطالب وجعله محوراً للعملية التعليمية، والتركيز على عملية التعلّم بصفتها العملية الأهمّ، وغيرها من الأفكار والإجراءات الجديرة بالتبنّي والتطبيق، لا يُلغي أو من المفترض أن لا يُلغي الاهتمام بالعمليات والممارسات التي تحقّق ذلك، فاهتمامنا بالتعلّم يجب أن يُلغي اهتمامنا بالتدريس، وتركيزنا على أداء الطالب يجب أن لا يؤدي بنا إلى إغفال أداء المعلّم، ومناداتنا بجودة تنفيذ الدرس وفق الأسس البنائية لا يقلّل من أهمّية التخطيط له.


نعم كلام أتفق معه 100%
ولكن منظور الأدوار الحقيقية لكل من المعلم والمتعلم والمشرف التربوي
أي الأدوار التي تحقق التعلم الفعال ذا المعنى عند المتعلم


فيا دعاة البنائية رويدكم رعاكم الله، نعم للفكر البنائي، نعم للممارسات البنائية، نعم للتطبيقات البنائية، نعم لإحلال الصواب محلّ الخطأ، ولكن ببصيرة وتعقّل، وبطريقة لا تجعلنا نندم مستقبلاً لاختفاء تطبيقات وممارسات صائبة ثبتت فعاليتها وجدواها في العمل التربوي التعليميّ.

كتبه: عمر مغربي في 8/2/1431هـ


أخي الكريم كما قلت إحلال الصواب محل الخطأ هو الهدف ، والتعقل هو فعلاً إحلال الصواب محل الخطأ ، وهذا لا يخلق ندماً إن شاءالله ، فما يخلق الندم هو البقاء على ممارسات حاربها أهلها وتبنيناها نحن من بعدهم ، وللأسف بعد فشل جدواها لدى من أتى بها قبل قرناً من الزمن تقريباً

أخي الكريم لن يبدع المعلم إلا أتيحت له الفرصة في ذلك ، والفرصة في إعطاء العقل حقه من حرية التفكيرالتي ستنعكس ايجاباً على المتعلم
أخي الكريم زمن حفظ المعلومات العلمية وحشوها في ذهن المتعلم لم يعد مناسباً اليوم مع وجود مصادر الحصول على المعرفة بيسر وسهولة.
ولكن المهم هو أن يمتلك الطالب القدرات اللازمة للتعامل مع المعرفة واستيعابها ومعالجتها للإفادة منها في شتى مناحي الحياة ، ولن يتم هذا إلا من خلال اكساب المتعلم مجموعة ضخمة ومتنوعة من القدرات العقلية ( حل المشكلات ، التفكير الناقد ، التفكير الإبداعي ، التفكير ماوراء المعرفي ، اتخاذ القررات ...........الخ من المهارات والعمليات العقلية المختلفة التي لا تقتنع بها المدرسة السلوكية.

لك تحياتي وتقديري

احمد عبد المتعالي
01-20-2010, 09:17 PM
الأستاذ عمر مغربي

أولا : اسعد الله جميع أوقاتك
ثانياً : قرأت موضوعك باهتمام بالغ وتركيز لمحاولة قراءة ما بين السطور بحثاً عن الفائدة وقد حصلت .
ثالثاً : دعنا نتفق على إن نظريات التعلم ليست مقدسة وما ثبت صلاحه اليوم قد لا يكون غداً كذلك .
رابعاً : المفكرون التربويون لا يقفون عن التفكير والمجتمعات الحية هي من يستفيد من إفرازات تلك العقول .
خامساً : جميع نظريات التعلم ( النظرية المعرفية ، والنظرية السلوكية ، ونظرية الخبرة ، ... والنظرية البنائية ) جميعها ليست إلا محاولات لتحسين أداء المتعلم وليست معنية بأداء المعلم والخلط بين أداء المعلم وأداء المتعلم عند الحديث عن نظريات التعلم ليس له أي مبرر . علماً بأن جميع نظريات التعلم ليس لها دخل بالتدريس ، نعم قد يكون هناك علاقة بين التعليم ونظريات التعلم إما التدريس فله حيثيات أخرى ومجال آخر .
سادساً : نظريات التعلم ( عند التربويون ) ذات بناء هرمي يجب إن تشمل النظرية اللاحقة النظرية السابقة .
سابعاً : السلوك عند التربويون ليس إلا مؤشر لعمليات عقلية ولهذا فالتربوي الحاذق لاقف عند محاكمة المؤشر ولكنه يحاول إن يصل إلى العمليات العقلية التي أفرزت ذلك المؤشر ( ومن أخطاء النظرية السلوكية أنها تقف عن السلوك ولا تتدخل في العمليات العقلية المعقدة )
ثامناً : المعرفة لا تكون السلوك ( نعم قد تعدل المعلومة السلوك ولكنها لا تكونه ) أما ما مكونات السلوك فهي الثقافة المجتمعية والقدوة أو الصدمات العاطفية أو .............. ومن هنا كان المدخل على النظرية السلوكية .
تاسعاً : مقررات الرياضيات والعلوم الجديدة تم بناؤها لتستوعب أحدث نظريات التعلم ( بغض النظر عن مصطلح النظرية ) ولكنها نظريات التعلم المتمحورة حول المتعلم . بمعنى أن دور المعلم أختلف عن ذي قبل ليكون دوره مخططاً للتدريس أكثر منه مزوداُ بالمعرفة . وكذلك فان دور المشرف يجب أن يتغير من راصداً لسلوك المعلم التدريسي ( على أهميته ) إلى التركيز على النتائج المتعلقة بأداء المتعلم ، فان كان أداء الطالب غير جيد فان المشرف التربوي يبحث عن الخلل ويعالجه ، ( بمعنى أن المؤشر على الانجاز من عدمه هو أداء المتعلم وليس أداء المعلم )

وأخيراً :
أيها التربوي الحاذق الحديث عن نظريات التعلم له ما يبرره فهذا عملنا ونحتاج الى مداولات ومشاورات وحوار لنستفيد ونفيد ، وانأ هنا استفدت من طرحك المتزن والجيد والدليل على ذلك هو مشاركتي معك .
ولكننا قد نحتاج إلى الفصل بين نظريات التعلم والتي تتحدث عن المتعلم وكيف يتعلم وبين طرائق التدريس التي يجب أن تتوافق مع نظريات التعلم وتخدمها .

تحياتي لشخصك الكريم
كتبه :
أحمد عبد المتعالي
5/ صفر / 1431هـ

رياض البطشان
01-20-2010, 10:10 PM
الحقيقة كلما أردت التعليق

وجدته في تعليق سابق

المنتدى يمتلك أشخاص عندهم

الفهم والإدراك والشمولية والشفافية

موضوع رائع ومميز

لكاتبه كل الشكر والعرفان

ولمن علق وأضاف

وافر التقدير والشكر والثناء

صالح الحديثي
01-21-2010, 02:40 PM
موضوع رائع وأكثر روعة منه أننا ولله الحمد وصلنا إلى وقت نتناقش ونتحاور حول كل ما يصدر لنا من نظريات تربوية قابلة للنقاش والحوار مما يجعلنا نصل بإذن الله إلى نظريات تتوافق مع مجتمعنا وطلابنا وقيمنا لان ما يصلح في الغرب في ظروف وبيئات مختلفة قد لا يصلح للشرق.
وهذا لا يعني أننا لا نأخذ بالجديد بل يجب أن نسعى خلف كل جديد لنفحصه وننقحه ونعدل فيه ونطوره حتى نساهم مع البشرية في مجالات التطوير ومنها التربية والتعليم لا نقف متفرجين ومستقبلين فقط بل يجب أن نكون متفاعلين ومؤثرين .
حفظ الله الجميع من كل سوء.

عمر مغربي
01-22-2010, 01:59 PM
حيّاكم الله أيّها الكرام، إخواني الأعزّاء .... نحن متّفقون في الجملة، أمّا الاختلاف في الجزئيات فأمرٌ وارد ومشروع ومقبول، أريد أن أقول بأنّني لست سلوكياً ولا أدافع عن السلوكية، وفي الوقت نفسه أحاول أن أدرس التطبيقات البنائية جيّداً قبل أن أنّفذها، مشكلتنا في التربية والتعليم - غالباً - تكمن في التنفيذ والتطبيق، ولو استعرضتم بعض البرامج والمشاريع الميدانية ستلحظون قصوراً في تحقيق أهدافها، والسبب كما يراه الكثير من المتابعين يرجع إلى التطبيق والتنفيذ، رغم جمال نظرياتها ومبادئها! هذا جانب، ومن جانبٍ آخر، أرى بأنّ الرويّة والتوازن مطلوبان في عملنا التربوي والتعليمي، فالنظريات والأفكار والتطبيقات التي تصلنا من المفكّرين والتربويين الغربيين وأنصارهم في العالم العربي إنّما هي من صنع البشر، وهي عرضة للخطأ والنقص والقصور، ولعلّكم تذكرون كيف حاربنا في السنوات السابقة ( مهارة الحفظ ) - على مستوى التنظير على الأقلّ - وقولبنا عملية التعلّم فقط في الفهم والاستيعاب! وفي الوقت الذي ما زلنا ندعوا فيه إلى القضاء على طريقة الإلقاء والمحاضرة والتلقين في التدريس - والتي تحقّق مهارة الحفظ لدى المتعلّمين - نجد في العالم الغربي من يعمل على تطوير وتفعيل إجراءات وممارسات وأدوات التدريس المباشر كطريقة فاعلة ومعتبرة في التدريس.

صالح الحديثي
01-23-2010, 06:57 PM
كلام في الصميم .
هناك طريقة في التدريس مخترعها دكتور سعودي اسم عائلته العسكر من أهل الدلم الكرام .
سمى طريقته بطريقة عسكر نقاش وهي معتمده كحقوق له في امريكا ، علما أنه يوجد كتاب في السوق يخص هذه الطريقة.
فبلادنا بلاد الخير استطاعت أن تخرج مثل هذا الدكتور الذي لم يكتفي بالنقل من الغرب بل أوجد له طريقة تضاف الى طرق التدريس الآخرى
حفظ الله الجميع من كل سوء.

فهد الرحيلي
01-23-2010, 10:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواني الكرام ، حبيت أتطرق لبعض النقاط الهامة
1- النظرية ليست طريقة تدريس ، وبإمكان أي شخص أن يصنع طريقته بنفسه ، والأدب التربوي يزخر بعشرات طرائق التدريس واستراتيجياته ، سواء مبنية على البنائية أو خليط من مبادئ نظريات التعلم الأخرى
لذلك ينبغي أن يصنع كل معلم طريقته أو استراتيجيته بنفسه ، وهذا جميل ورائع جداً
ودائماً يطالعنا البحث التربوي في مجال طرائق التدريس بعناوين شته ، ومنها " نموذج مقترح ، استراتيجيه مقترحة .............الخ

2- التدريس المباشر يختلف حسب وجه نظر النظرية التي يتبناها
فالتدريس المباشر من منظور السلوكية ليس كالتدريس المباشر من منظور نظريات التعلم المعرفي ( كنظرية التعلم اللفظي ذا المعنى لأوزوبل ) وهذه الأخيرة تركز على التدريس اللفظي ولكن الذي يهتم بفاعلية البنية المعرفية وترابط المفاهيم فيها ترابطاً منطقياً ذا معنى.

3- الفهم عند اصحاب التعلم المعرفي وخاصة البنائيين ليس كمفهوم الفهم عند بلوم وجماعته
فالفهم عند البنائيين = التفكير العميق
بل وذهب بعضهم بأن الفهم = الإبداعى
طبعاً هذا عند البنائيين
لذلك هم ينادون بالتعلم من أجل الفهم
كما نادت اليونسكو ( 96 م ) بأربع ومنها التعلم من أجل الفهم
4- أخواني الكرام أعتقد عن قريب ستظهر لنا نظريات تعلم جديدة بل وظهرت فعلاً كنظرية " العبء المعرفي"
وغيرها ، ونحن مازلنا عاجزين عن مواكبة التطور في مجال التربية والتعليم
فلماذا لا نحاول أن نواكب أحدث المستجدات في مجالي التعليم والتعلم وخاصة المستجدات التي فرضت نفسها على الساحة التعليمية التعلمية
صدقوني أخاف بعد عشر سنوات نتبنى نظريات التعلم المعرفي في المرحلة التي عندها العالم تخلى عن البنائية وأمثالها ، ويحصل لنا قصور ذاتي كبير جداً في مواصلة اللحاق بركب المستجدات العالمية في هذا المجال

على العموم : مفاد البنائية هو منحى التعلم النشط بكل طرائقه واستراتيجياته
فربما لو قلنا بالتعلم النشط الذي يفعل دور المتعلم ويجعل من المعلم ميسراً للتعلم ......الخ
لكان أنسب لنعجل في تطبيق استراتيجيات التعليم والتعلم الفعال

للجميع تحياتي وتقديري

منسق الجوف
01-24-2010, 12:43 PM
اشكرك على بسطك للموضوع وللاخ الرحيلي على تعقيبه الرائع ........
البنائية مدرسة لها مناصرين ومعارضين وكذلك المدارس الاخرى والعبرة بمن يطبقها بالطريقة الصحيحة التي تضمن ظهور نتائجها بالشكل الصحيح ... مشكلتنا في تطبيقنا للما نتبنى من مشاريع ولا نحسن تدبير وتخطيط تجربتها على ارض الواقع الميداني مما ينتج لنا مفاهيم عرجاء ومخرجات غير مرضية لنا

الشريف
01-24-2010, 10:56 PM
السلام عليكم


شكرا للأستاذ عمر المغربي على طرح الموضوع وللأستاذ القدير المبدع فهد الرحيلي على التعقيبات الموفقة والرائعة

نحن في الحقيقة مع التعلم الفعال والبنائية تقربنا أكثر من تحقيق التعلم الفعال

ولكننا كذلك لسنا مع التصنيف الذي ننساق إليه بسرعة في مجتمعاتنا

هناك متغيرات كثيرة في المعادلة لكن قناعة المعلم تبقى الركيزة

يكفي 30 سنة من السلوكية الجاثمة على تعليمنا ومن حقنا أن نواكب العالم بل ونصنع المعرفة ونقدم تجربتنا للعالم

يقول الخبير العالمي مارزانو ورفاقه في كتاب " Classroom Instruction that works"

one fairly stable findings in literature on goal sitting is that instructional goals stated in behavioral objective formats do not produce effect sizes as high as instructional goals stated in more general formats

يقول توصلت الابحاث إلى حقيقة ثابته وهي أن اوضع الاهداف بطريقة سلوكية لا تنتج تعلما فعالا مثل ما ينتجه وضع اهداف اكثر عمومية ( غير سلوكي)

تم التوصل إلى هذه النتيجة بعد تحليل 111 دراسة علمية حول الأهداف السلوكية

بالمناسبة الأهداف السلوكية اشتهرت عندما وضع روبرت ماقر في عام 1962 للمجتمع التربوي كتاب Preparing Instructional Objectives

يقول مازاروا عن الأهداف السلوكية They are simply too specific to accommodate individual and constructive nature of learning process

بمعنى أن الأهداف السلوكية من (التخصيص) بمكان بحيث لا تتلائم مع الطبيعة البنائية لعملية التعلم

الحقيقة أن البنائية تقترب من طبيعة الإنسان وتر كيبته المعقدة من خلال عمل الدماغ وتأثير البيئة والمشاعر والعواطف وتحسب حسابا "لشخصيته المتفردة وما فيها من سمات طبيعية مثل ميلنا للإبداع وقابليتنا للإصابة بالإكتئاب ومعارضة الآخرين وقدرتناعلى الاختيار الواعي"


ولذا يقول إيرك جنسن Eric Jensen في كتابه Teaching with the brain in mind وتحت عنوان هل عفا الزمان على المدرسة السلوكية

يمكننا القول أنه لم تعد هناك أهمية لهذا المصطلح لمن يدرس أو يعلم أو يدرب لقد انتهت فائدة نموذج سكنر العتيق للتعلم الذي اقترح أن افضل وسيلة لتعليم الافراد هي تكييف العقل (بالثواب والعقاب)

ويقول " مع الكم الكافي من الثواب والعقاب يمكنك الحصول على أي سلوك ترغبه في المتعلم"

ذلك النموذج يرى المتعلمين كفئران تجارب تعبث بها أهواء المؤسسات التعليمية

شكرا للكاتب وللمعلقين

عمر مغربي
01-25-2010, 12:07 AM
شكراً لك أيّها الشريف اللبيب الأستاذ القدير شاكر ... جميلٌ ما سطّرته في الأهداف السلوكية.
من أجل تلك المتغيرات التي أشرت إليها أطالب بالتأنّي في الانتقال، ليس من مصلحة العمل التربوي والتعليمي خوض العالم البنائي على عجل وبكلّ متغيّراته، ومحاولة فرضه ونحن لم نتهيّأ له بعد! الثلاثون سنة الماضية ولله الحمد يا أستاذ شاكر تخرّج منها رجالٌ مثلك، وأن تُعطي سيفاً صقيلاً لمن لا يُجيد الضرب به ضربٌ من المغامرة، وعسى أن لا يصير بنا الحال إلى حال الغراب الذي حاول تقليد الطاووس في مشيته فأضاع الاثنتين!
بارك الله فيك.

إبراهيم مرغوب
01-26-2010, 11:19 AM
أولا شكري لك أستاذي عمر مغربي
وثانياً شكري للمداخلات الممتعة والمفيدة

يمتاز العمل التربوي - وكلنا نخوضه- بالحيوية والتجديد
فحتى مع قناعات من يرى السلوكية أنها هي الأنسب
إلا أننا وفي عمليات التعلم والتعليم وفي الممارسات الإشرافية
كنا نحفز الطلاب على التفكير
وكنا نحفز المعلمين على مهارات التفكير والتعلم النشط والبعد عن التلقين...
ما أقصده سواء كانت المدرسة سلوكية أم بنائية أم غيرها
فإن دورنا أجمعين يجب ان يكون فاعلاً ذا معنى
هادفاً إلى الفهم وبناء التفكير والقيم
والله يرعاكم

حمدي العياضي
01-26-2010, 03:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع في غاية الاهميه الف شكر لكاتبه والشكر لكل من علق الموضوع وعلى راءسهم استاذي فهد الرحيلي


نعم لانكاد نحضر لقاء تربوي الا ونسمع وداعا النظريه السلوكيه


اخواني ان المناهج المطوره بنيت على النظريه البنائيه وهي رائعه جدا فى التسلسل والترابط المعرفي كما ان فيها تحريك لتفكير المعلم والمتعلم

ولكن ما المانع ان نأخذ حسنات السلوكيه ونبعد مانراه عيبا فيها

فأنا ومن وجهة نظر خاصه لا ارى اقصاءها نهائيا عند دراستها من جميع الجوانب نرى اننا نحتاج تغيير فقط في الهدف السلوكي

ثم اننا نعم اوجدنا مناهج مطوره ولكن التقويم الختامي لها هو سلوكي والتقويم الرسمي المعتمد مبني على النظريات السلوكيه التي تلزم المعلم بوضع اختبار نهائي مبني على اهداف سلوكيه .



ملخص القول انا ممن ينادي بالنظريه البنائيه ولكن يجب ان يكون التحول تدريجيا حتى لانصتدم بواقع او نتائج لم نتوقعها



دمتم مبدعين

الشريف
01-26-2010, 04:59 PM
أخي الكريم الاستاذ القدير عمر المغربي

من حقنا أن نتطلع للأفضل و(نجاهد) للوصول إليه

الوقت يمضي

ليس المهم أن نتقدم ولكن السرعة في التقدم و هي التي تصنع الفرق

إليك مثال كوريا الجنوبية ومصر التي بدأت قبل كوريا الجنوبية بزمن أين مصر وأين كوريا الجنوبية

يجب أن لا نطبطب على واقعنا ونقول الفترة السابقة خرجت فلان وفلان

الوضع نسبي

كما أن كثيرا من المبدعين المجدين وهم قليل في بلاد العرب نسبة إلى العالم هم نتاج بيئة خاصة وظروف خاصة وليسوا نتاج المدرسة الرسمية في الغالب


كم عدد من تخرج من مدارسنا خلال تلك السنين؟ ملايين.

كم نسبة المؤثرين في صناعة المعرفة العالمية؟ كم عدد العلماء؟ كم عدد المخترعين؟

وإليك الموقع الذي يحصى براءات الاختراع الممنوحة خلال السنوات وحسب ترتيب الدول في عدد براءات الإختراع للتأمل :
http://www.wipo.int/pressroom/en/articles/2009/article_0002.html

عمر مغربي
01-26-2010, 05:23 PM
جميلةٌ هذه اللفتة يا أستاذ إبراهيم، نعم أتّفق معك في أنّ الكثير من المبادئ والوظائف التي تنادي بها البنائية هي مبادئ ووظائف موجودة في تراثنا - كعرب ومسلمين - الثقافي والتربوي منذ القدم، خذ مثلاً:

اهتمام البنائية بالتعلّم السابق، وتأكيدها على أهمية الربط بينه وبين التعلّم الجديد.
التأكيد على الفهم والاستيعاب في عمليات التعلّم.
التأكيد على حدوث التعلّم في سياقات حياتية واجتماعية.
ضرورة مشاركة الطالب وإيجابيته في المواقف التعليمية.
الاهتمام بتقويم الأداء والمهارة.
لعلّك لاحظت يا أخي أنّ كلّ هذه النقاط وغيرها هي محلّ اهتمام في موروثنا التعليمي والتربوي منذ القدم.

إذن أين مكمن المشكلة !!!؟

المشكلة تكمن في أمرين كما يظهر لي:

الأوّل: قصور في الوعي - النابع عن التأمّل والتدبّر - بهذه المبادئ والوظائف لدى المعلّمين وغيرهم من التربويين.
الثاني: عدم الاهتمام بالإجراءات التنفيذية، أو ما يُعرف لدى الغربيين ( بالتكنيك ) وأقصد به "الأسلوب الدقيق الفني المتخصص في تأدية العمل"، وهو الجانب الذي برعوا فيه ولا شكّ، وجديرٌ أن نتعلّمه منهم من باب "الحكمة ضالة المؤمن".

شكراً لك.

عمر مغربي
01-26-2010, 05:39 PM
الأستاذ حمدي نظرتك الوسطية للموقف جديرة بالتوقّف عندها مليّاً، أشكر لك تواجدك ومشاركتك.

عمر مغربي
01-26-2010, 06:46 PM
مشرفنا العام الشريف شاكر ..
ونحن معكم ( مجاهدون ) بإذن الله، فالوطن يستحقّ منّا ذلك، ونحن جنودكم في الميدان ولن نخذلكم بحول الله.

غير أنّ هناك أمور نراها وتؤرقنا، ومن واجبنا أن ننبّه لها، ونحذّر من تبعاتها ...

أحدهم - ممّن حضر أحد اللقاءات الوزارية - يقول لا يهمّنا الآن إن خطّط المعلّم لدرسه أم لم يخطّط! المهمّ أن ينفّذ الدرس وفق دورة التعلّم (فدليل المعلّم ما ترك شيء)! - بزعمه - وليس من اللازم أن يكون لديه " كرّاس تحضير "! المهمّ أن يكون دليل المعلّم بين يديه في الفصل! ويعرّج قائلاً: هذه هي البنائية، وهذا ما نريده في تطبيق المقرّرات الجديدة!

قد تقول لي بأنّ هذا الفهم هو فهمه الخاص وقد جانب الصواب فيه، غير أنّي أؤكدّ على أنّ الكثير مثله! ليس في جانب التخطيط والتنفيذ فقط، بل في جوانب أخرى من العملية التعليمية.

ألا ترى معي أنّ ترك الأمورعائمة ومفتوحة - فيما يتعلّق بتدريس المقررات الجديدة - بحجّة فتح المجال للإبداع والانتاج مقلقلة بعض الشيء؟ أليس من الأنسب الاتفّاق على ثوابت خاصة بعمليات التدريس والتعلّم نرجع إليها مع ترك مساحة للاجتهاد الذاتي؟

الوضع مقلق يا أخي، هناك من يقرأ أفكار ومبادئ البنائية نظرياً ويروّج لها وبحماس فائق، وفي ظنّي لو طالبته بالتطبيق فلن يقدر! معلّمونا ينقصهم الوعي بالأسس النظرية، ويفتقدون المهارات اللازمة للتنفيذ. مجرد ترديد الشعارات، وافعل كذا ولا تفعل كذا لن يحقّق لنا الهدف.

أخي الشريف شاكر، مقرّرات العلوم الجديدة غاية في القوّة والجمال، ولا نقبل الجرح فيها أبداً، وإذا أردنا أن نكون مثل كوريا الجنوبية وبقية النمور الآسيوية، فعليكم بنا نحن معاشر المعلّمين. رجاءً لا تتركونا للمنظّرين والمجتهدين والمندفعين والمتحمّسين، فكثيراً ما يسيئون حيث أرادوا الإحسان.

رياض البطشان
01-26-2010, 10:52 PM
أخي الفاضل الكريم


المشرف التربوي : عمربن عبدالله مغربي (http://www.tabukedu.gov.sa/ol/members.php?action=info&userid=19)


كلام يكتب بماء الذهب


أحس أننا متفقون في الطرح


ولكن نختلف في الوقت والتدرج


من دخل الفصل ليس لزيارة عبارة


وإنما كل وقته


لابد أن يقول ويقول ويقول


لابد من تنمية المهارات الفكرية لدى الطلاب


ولكن لابد من التدرج وأخذ عامل الوقت

صالح الحديثي
01-26-2010, 11:16 PM
والله ممتعة مثل هذه النقاشات التربوية التي بإذن الله سوف تثري الميدان التربوي ،وأنا مع الذي يقول نأخذ من كل شئ أحسنه وأفوده وأكثره مناسبه لنا ولتعليمنا مع التركيز على الابداع والتجديد وعدم الجمود والوقوف عند نظرية معينة.
بارك الله في الجميع.

الشريف
01-30-2010, 09:58 PM
استاذي الفاضل عمر المغربي

ليس بيننا خلاف ولله الحمد

وعسى أن نصل بعون الله ثم بجهود المخلصين والمجدين أمثالكم إلى تحقيق أهدافنا الكبيرة

وفقكم الله وسددخطاكم