المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطة مستر هانج للفتاة الصينية...



منيرة
01-03-2010, 01:27 AM
لي لي .. فتاة صينة تزوجت وانتقلت للعيش مع زوجها ووالدته ..
في زمن قصير اكتشفت لي لي بان شخصيتها مختلفة تماما مع شخصية حماتها
كانت لي لي مغتاظة من طبائع حماتها المتعجرفة والتي لم تتوقف يوما عن انتقادها
مرت الأيام والأسابيع والأشهر ولم يتوقف الخلاف المستمر بين لي لي وحماتها
وكثرت مشاكلهما ونزاعاتهما
ومما عقد المشكلة أكثر كان التقليد الصيني الملزم بوجوب الانحناء للحماة وطاعتها في كل أمر
وكان كل هذا سبب حزن وتكدر زوج لي لي المسكين
وبلغ السيل الزبي ولم تعد لي لي قادرة على الاستمرار
بتحمل طبائع حماتها السيئة وديكتاتوريتها المتزايدة
وقررت أن تعمل شيئا إزاء ذلك..
::
ذهبت لي لي إلى صديق حميم لوالدها السيد هانج والذي كان تاجر أعشاب طبية
وأخبرته بالحالة التي هي علية وطلبت منه أن يعطيها سما تتخلص به
من حماتها إلى الأبد وتستريح مما تعانيه
فكر السيد هانج لوهلة
ثم قال
لي لي لقد قررت أن أساعدك
ولكن عليك أن تستمعي لي وتطيعيني تماما
أجابت لي لي
سيد هانج أنا تحت أمرك وسوف لن أخالفك مطلقا
ذهب مستر هانج للمعمل خلف محله وعاد بعد بضعة دقائق يحمل
بعض الأعشاب بيده قائلا للفتاة لي لي
اسمعيني جيدا
لا يمكنك استعمال سما قويا يقتل في الحال للتخلص من حماتك ويجعل الآخرين يشكون في الأمر
لذا سوف أعطيك مجموعة من الأعشاب المختلفة التي وبالتدريج
سوف تنشر السم في جسم حماتك وتقضي عليها في النهاية
وعليك في كل يوم أن تحضري لها وجبة دسمة وتضعي قليلا من الأعشاب فيها
ولعدم لفت الانتباه إليك عندما تموت عليك أن تمثلي بكل صدق وإخلاص بأنك ودودة ومحبة لها
لا تشاكسيها ولا تعانديها ولا تدخلي معها في مجادلات كلامية
بل بالعكس امتثلي لأوامرها في كل ما تحتاجه
عامليها كملكة
كانت الفتاة لي لي في غاية السعادة وشكرت مستر هانج على مساعدته
للتخلص من حماتها والى الأبد
أسرعت الفتاة لي لي إلى المنزل للبدء في تنفيذ خطة قتل حماتها
مرت الأسابيع والأشهر وكل يوم كانت الفتاة لي لي تقدم الوجبة الشهية المطعمة بالأعشاب لحماتها
وكانت في كل مرة تذكر تعليمات السيد هانج بوجوب التعتيم على الخطة وتمويه الآخرين
لذا سيطرت على أعصابها وبدأت في التمثيل بطاعة حماتها وعاملتها كأنها تعامل أمها
بعد مرور ستة أشهر تغير المنزل تماما عما كان عليه
حيث استمرت الفتاة لي لي في السيطرة على أعصابها ولم تفقده ولم تتكدر يوما
أو تجادل حماتها مطلقا حسب خطة السيد هانج
تغير بالتالي طبع حماتها وبدأت تحب الفتاة لي لي كثيرا وكأنها ابنتها
وبدأت في إخبار جميع أصدقائها ومعارفها قائلة
محظوظا من يحظي بزوجة ابن كمثل الفتاة الصالحة لي لي
وأصبحت العلاقة بينهما كالعلاقة بين أي أم وابنتها
زوج لي لي كان الأكثر سعادة من الجميع
::
.:.
في احد الأيام ذهبت الفتاة لي لي إلى السيد هانج لطلب المساعدة منه كالعادة
قالت الفتاة لي لي للسيد هانج
عزيزي السيد هانج أرجوك ساعدني بان تعطيني علاج يبطل مفعول السم الذي سيقتل حماتي
أنت لا تتصور كيف آلت إليه الأمور فلقد تغيرت حماتي كثيرا وأصبحت
ارق إنسانه في الوجود لدرجة إنني أحبها كأنها أمي الحقيقية
إنني لا أريدها أن تموت بسبب السم الذي كنت اسقيها إياه دون علمها
ابتسم السيد هانج وهو يهز برأسه وقال للفتاة لي لي
لا تقلقي يا ابنتي العزيزة لي لي...
أنا لم أعطيك سما أبدا..
وكل ما أعطيتك إياه كان فيتامينات مقوية للصحة
السم الوحيد كان في تفكيرك وتصرفاتك حيالها في ذلك الوقت من الزمن
ولقد زال الآن كل ذلك بفعل ا لحب الذي منحتيها إياه
هل أدركت الآن بان طريقة معاملتك للآخرين هي نفس المعاملة التي سوف تلقينها منهم؟
\
|
\
لنبدأ بأنفسنا ونغوص في أعماقنا لنرى ونجيب على هذه التساؤلات :
هل أنا مهيأ أن أكون كذلك ؟
هل أنا صادق مخلص للآخرين ؟
هل لدي مساحه للاستماع للآخر ؟
هل جوهري نظيف ؟
هل أنا الإنسان الذي أعطي دون أن امن ؟
هل .. وهل ...؟
بعد ذلك ليعلم كلٌ منا انه لو بحث عن هذه الصفات التي نبحث عنها عند الآخرين بداخله قبل أن يبحث عنها لدى المحيطين به لصلح كل شيء ولتحسنت علاقاتنا كلنا بالآخر فلنبدأ بإصلاح جوهرنا من الداخل ولا نرمي بمساوئنا على الآخرين ونحملهم فشلنا في التأقلم مع من يشاركني محيطي وبيئتي ..
.
:
.:.
"عامل الناس كما تريد منهم ان يعاملونك "

حامد العلوني
01-03-2010, 09:51 AM
نعم اختي الفاضلة منيرة
نحن بحاجة ان نغوص في داخل اعماقنا لنسقي بذور الخير وزهور العطاء التى تزين بساتين حياتنا
ونشذب الحشائش الطفيلية التي تنمو داخل تلك الحدائق فتكدر منظرها الرحيب
لك فائق التحية على هذه الرسالة التي اتمنى ان نستوعبها جميعا

موسى الصبحي
01-03-2010, 05:28 PM
حفظك الله اختنا الفاضلة على هذة القصة المفيدة

نعم كم نحن في حاجة الى معالجة ما بداخل قلوبنا

وكم هي حاجة الاخرين لنا عندما نلاحظ عليهم مرض القلوب

المشتاق الي الجنة
01-03-2010, 07:19 PM
ليعلم كلٌ منا انه لو بحث عن هذه الصفات التي نبحث عنها عند الآخرين بداخله قبل أن يبحث عنها لدى المحيطين به لصلح كل شيء ولتحسنت علاقاتنا كلنا بالآخر فلنبدأ بإصلاح جوهرنا من الداخل ولا نرمي بمساوئنا على الآخرين ونحملهم فشلنا في التأقلم مع من يشاركني محيطي وبيئتي ..
.

:
.:.


"عامل الناس كما تريد منهم ان يعاملونك "

اسأل الله لك الجنة أختي منيره ،وان ينير قلبك بالإيمان



في الأثر من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن أصلح ما بينه وبين الله عز وجل أصلح الله ما بينه وبين الناس . قال سفيان بن عيينة (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16008)" كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات " فذكر ذلك وفي آخره ومن عمل لآخرته كفاه الله عز وجل أمر دنياه رواه أبو بكر بن أبي الدنيا (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12455)في كتاب الإخلاص وقال { ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=63&idto=63&bk_no=43&ID=38#docu)}

منيرة
01-06-2010, 05:58 PM
أ. حامد العلوني .. أ. موسى الصبحي .. أ. أبو عبد الرحمن
شكراً لتواجدكم واضافتكم القيمة..
تحياتــي
أختكم منيرة

عبدالعزيز العصيمي
01-06-2010, 06:12 PM
لنبدأ بأنفسنا ونغوص في أعماقنا لنرى ونجيب على هذه التساؤلات :
هل أنا مهيأ أن أكون كذلك ؟
هل أنا صادق مخلص للآخرين ؟
هل لدي مساحه للاستماع للآخر ؟
هل جوهري نظيف ؟
هل أنا الإنسان الذي أعطي دون أن امن ؟
هل .. وهل ...؟



تساؤلات لا بد منها لكي نبني علاقات إنسانية قوية مع الاخر ونكون قادر على التواصل معه
الموضوع أكثر من قيم


بوركـــتي أختي وجزيتي خيرآ....

الركن الهادئ
01-11-2010, 12:16 PM
:
.:.

"عامل الناس كما تريد منهم ان يعاملونك "
نعم والله وهل سدنا بين الأمم الا بالأخلاق
ونتذكر وصية المصطفى اقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا

منيرة
01-14-2010, 07:00 AM
أ. عبدالعزيز العصيمي ..
.:: الركن الهادئ ::.
شكراً لتواجدكم النير وإضافتكم القيمة..
دمـــتم بخـــير.

رياض البطشان
01-14-2010, 12:07 PM
في البداية تقدير وشكر وثناء


للأستاذة والمشرفة


منيرة


يقول المؤلف دايل كارنيجي:"من هواياتي أن اصطاد السمك, وبمقدوري أن أجعل الطُعم الذي أثبته في السنارة أفخر أنواع الأطعمة, لكني أفضل استعمالي طعوم الديدان على الدوام, ذلك أنني لا أخضع في انتقاء الطعوم إلى رغبتي الخاصة, فالسمك هو الذي سيلتهم الطُعم... وهو يفضل الديدان فإذا أردت اصطياده قدَّمت له مايرغب فيه .


والآن. لماذا لا نجرب الطُعُومَ مع الناس ؟


لقد سئل لويد جورج السياسي البريطاني الداهية, عما أبقاه في دفَّة الحكم مع أن معاصريه من رجال الدول الأوربية الأخرى لم يستطيعوا الصمود مثله, فقال: ( إنني أُلائم بين ما أضعه في السنارة وبين نوع السمك ).

والواقع أن "الطُعم" هذا مهمٌ للغاية... ذلك أن علاقتك مع الآخرين تُهمهم أيضا بقدر ما تهمك أنت, فحين تتحدث إليهم حاول أن تنظر بعيونهم, وتعبر عما في نفسك من زاويتهم وبمعنى آخر أبدِ لهم اهتمامك بهم , أكثر من اهتمامك بمصلحتك الشخصية, اجعلهم يتحمسون لما تريد منهم أن يفعلوه عن طريق اتخاذ الموقف من جانبهم "









( كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس(ص: 19)من الطائف عن هذا الكتاب: أني سمعت الشيخ عبدالله بن عقيل حفظه الله ينقل عن شيخه الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله أنه مدحه وأثنى عليه)

صالح الحديثي
01-17-2010, 10:41 PM
جزاك الله خيرآ على هذه القصة المعبرة.
اقتراح وهو لنتخيل المناهج الجديدة هي الحماة وكل من يرفض التغيير هو أوهي الفتاة لي لي
وكيف نستطيع بهذه القصة أن نستوعب ونطبق ما فعلة صديق والد الفتاة لي حتى نجعلهم يقبلون بالتغيير بل ويستمتعون به .
وفق الله الجميع لكل خير في الدنيا والآخرة.