الشريف
12-27-2009, 09:05 PM
من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل
"إن مما ينبغي أن يكون مصدرا لإلهام أجيالكم هو إنجازات أسلافكم "
هذه الكلمات ليست لمسلم معتز بحضارته التي أضاءت الدنيا تلك كانت كلمات عالم أمريكي ومسئول عن أحد أكبر المتاحف العلمية في أمريكا قابلته في أحد المؤتمرات العالميةNSTA
لقد أشعت حضارة الإسلام يوما وملأت الدنيا نورا وهداية وإبداعا يعرف ذلك المنصفون من علماء الغرب مثل العالمة الألمانية الشهيرة زغريد هونكة وسجلت ذلك في كتابها الشهير شمس العرب تسطع على الغرب بل إن بعض الجمعيات في أمريكا وأظنها جمعية في الرياضيات قررت أن يكون تصميم مبنى الجمعية مشابها لتصميم قصر الحمراء ذلك المنجز الحضارى العجيب الذي ألهم علماء الرياضيات أكثر مما ألهم علماء المعمار
حضارة الإسلام كانت حضارة نور وهداية ورحمة وإبداع وليست حضارة آلة فقط
إن البعث الحضاري الذي ننشده لابد أن نستلهم جذوره من أسس حضارتنا الاسلامية العظيمة
إن الأخذ بناصية العلم والتقنية وتفجير مكامن الإبداع في الأجيال المسلمة هو واجب مستحق وأمل منتظر لابد أن يسعى إلى تحقيقه القادرون
إن العاكف في محراب العلم يبتغي عزة الأمة ورفع إصر التخلف عنها وتمكينها من أسباب القوة والمنعة... يحمي العاكف في محراب الصلاة
كم هو مؤلم أن يعيرنا أعداؤنا بالتخلف العلمي ويستخدموا القوة العلمية و التقنية للدعاية إلى باطلهم باعتبارها من منتجات الحضارة المسيحية ويقول قائلهم من غير المنصفين " we owe arab nothing" :أيها العرب لاندين لكم بشيء
في الصيف الماضي أطلقت قناة RTL الألمانية فلما وثائقيا رائعا بعنوان " علوم الإسلام الدفينه"
وعرضته قناة الجزيرة الوثائقية وهنا مراجعة للفلم منقولا من موقع القناة على النت
"علوم الاسلام الدفينة" و أسرار تفوق علماء المسلمين
القيصر الألماني فريدرش الثاني كان مولعا باللغة العربية وعلوم واختراعات المسلمين وقد رحب في بلاطه بنابغتهم ابن الأثير
ألمانيا - مرسل الكسيبي
"علوم الاسلام الدفينة" هو عنوان لفلم وثائقي ألماني يعد من أعظم الانتاجات الألمانية المنصفة لتاريخ العلماء المسلمين وواحد من أبرز قادتهم عبر التاريخ ..
هكذا يقف الشريط على تاريخ اسلامي مشرق يعود بالذاكرة الانسانية الى رصد تحولات هامة عرفها العالم قبل حوالي ألف سنة ..
انه ظهور لنظام عالمي جديد في ظل ظهور القائد الاسلامي البارز السلطان صلاح الدين..
الشريط ينطلق من الحديث عما كان يمتلكه المسلمون انطلاقا من القرن العاشر ميلادي من تقنيات ومهارات حرفية متقدمة عن الأوروبيين , ويذكر أمثلة لساعات صالحة ودقيقة وعدسات مكبرة تشبه النظارات وأجهزة تقنية استخدمت في علوم الفلك أو الجراحة الطبية وعلوم التشريح..
وبالمقابل يقول منتجوه الألمان بأن المسيحيين كانوا يمارسون التجسس الصناعي على نطاق واسع , وكانت الكنيسة ترى في تقدم المسلمين صنيعة شيطانية , بل انها كانت تمقت ممارسة الطب الاسلامي وقام رؤساؤها باخفاء علوم اسلامية لمئات السنين بل حتى يوم الناس هذا ..
الشريط يستجوب في الغرض المؤرخ الألماني توماس شوتز الذي يقر بدوره بأن التاريخ يكتب من المنتصر , وبأن كتابته تمت في القرون الوسطى بواسطة رهبان متعصبين للديانة المسيحية نظروا الى الاسلام كعدو وشيطان.
http://doc.aljazeera.net/DocGallery/Media/Images//2009/8/26/2009826918114907344.jpg
تواريخ مفصلية :
كانت سنة 1187 ميلادية سنة فاصلة في تاريخ دحر الصليبية , واستعد القائد المتحضر بحسب وصف الشريط الألماني السلطان صلاح الدين للمعركة , وكان مقتنعا بأن الانتصار لايكون بالايمان فقط , وانما أيضا بالتخطيط وبراعة العلوم وهو ماشكل وقتها نظرة شائعة لدى قادة المسلمين.
كلام أيدته شهادة المستشرق التركي "فؤاد سازغين" الذي قال بأن هذا الدين الجديد يدفع الناس الى الابتكار والابداع والنتيجة هي وجود أناس مبدعين , فالنجار أو راعي الابل يستطيعان أيضا أن يكونا من العلماء..
ويمضي الفلم في بيان الأجواء التي سبقت تحرير مدينة القدس , فالمحاربون المسلمون كانوا متأكدين من النصر , وايمانهم بقدراتهم كان كبيرا وثقتهم في أنفسهم كانت كافية لمواجهة القوة الصليبية الضخمة , معتمدين على الخطط والنظام في المعركة ..
وبالمقابل كان الفرنجة يؤمنون بفكرة سموهم على الملائكة وكان القادة الصليبيون يدربون جنودهم على القساوة البشعة في القتال .
أوائل شهر يوليو من سنة 1187 م كانت المعركة الكبرى , فالصليبيون عند صفوريا والمسلمون عند طبريا على طريق الناصرة , وعند حطين بين المخيمين كانت المنازلة الفاصلة .
منازلة سبقها اعداد وتفوق علمي اسلامي , اذ يبرز الفلم نموذج العالم المسلم ابن الأثير وأستاذه بهاء الدين الجزري ..
خزانة مشفرة أم كنز ثمين ? :
ففي القرن 12 م اخترع الجزري العديد من الأجهزة الميكانيكية , وكان من بينها أول قفل خزانة محكم بأربع مفاتيح مشفرة باثني عشر حرفا ..وقد وضع لذلك رسما علميا مازال محفوظا في واحد من أهم مخطوطاته .
كان الجزري يخبئ داخل خزانته المشفرة كتابا عظيما يشرح فيه نتاج معرفة الثقافة الاسلامية من خلال تضمين مخطوطه اختراعات مثيرة لعلماء مسلمين لم يتعرفها أحد من قبل .
المؤرخ الألماني "توماس شوتز" رأى معلقا في الشريط بأن العلوم استخدمت من أجل أن يكون الاسلام ذي مكانة عالية ومن أجل ممارسة العبادات على أحسن وجه..
عبقرية سابقة لزمانها :
ويمضي الشريط في سرد ومحاكاة تصويرية لشغف المسلمين بالعلوم , وهو ماجعلهم يطورون أجهزة دقيقة لقياس الزمن من مثل الساعة التي اخترعها الجزري , وهي شبيهة بالساعة الرملية المعاصرة , غير أن ساعته كانت تعمل بالماء ويجلس أعلاها كاتب مسلم في هندام بديع يؤشر بدواته بدقة متناهية الى التوقيت المناسب .
الساعات التي اخترعها المسلمون في تلك الحقبة كانت فخمة ومزخرفة وهدفت الى الحفاظ الدقيق على مواعيد الصلاة كما رمزت أيضا الى مظاهر تقوى وخشية حكام تلك الحقبة الاسلامية .
الفلم يمضي أيضا في بيان فضل العالم المسلم ابن الهيثم , وهو الذي طور الدراسات اليونانية في القرن الحادي عشر ميلادي واستنتج بأن الزجاج المصقول له وظيفة التكبير وتحسين قوة نظر العين .
وفي ومضة ورائية يصور لنا الفلم ابن الأثير موضحا لأسباب هزيمة المسلمين بحسب شروحات أستاذه بهاء الدين , فيذكر بأن النزاعات الداخلية وعدم وحدة الشعوب الاسلامية هي سر عدم الانتصار..
حطين تصنع الانتصار :
وضع تغير على عهد صلاح الدين الأيوبي الذي نجح في توحيد الصف الاسلامي ليجمع جيشا تحت امرته بتعداد ثلاثين ألف جندي .
ويشرح الشريط على لسان ابن الأثير تصور أستاذه الجزري لعوامل الانتصار , ليؤكد على أهمية استعمال القوة واستغلال نقاط ضعف العدو , ليعرض لاحقا الى تقنيات القتال المعتمدة لدى المسلمين انذاك , حيث وقع تدريب الجيش على القتال عن بعد وعلى استعمال تقنية الرماح وعلى فنون الخيالة , في حين اعتمد الصليبيون على فنون القتال الشخصي المباشر واستعملوا قمصان مزنجرة وزن الواحد منها 40 كلغا..
وقعت معركة حطين في الرابع من يوليو سنة 1187 م , وشارك فيها 25 ألف جندي عن الفرنجة , وقابلهم 30 الف مقاتل عن المسلمين .
ويعرض المنتجون الألمان لخطة المنازلة , اذ كون المشاة المسلمون نواة المعركة , واحتل الرماة على الجياد جوانب الجيش ..
أما الفرنجة فقد تمركزوا كتلة قوية بالوسط , لتحاصرهم رماح وسهام المسلمين على شكل دائري ..
وقد فوجئ الصليبيون بهذا التكتيك الحربي ولم يستطيعوا فك الحصار ومن ثمة استسلموا بسرعة وخسروا المعركة , ليكون اندحارهم في حطين مقدمة لاستعادة القدس بعد أن فشلت بقية جيشهم في الدفاع عنها .
مايبرزه الفلم هو استعادة صلاح الدين الأيوبي للمدينة المقدسة بعد مائة عام من الاحتلال , مع قراره بالسماح للسكان المسيحيين وبقايا المحاربين بمغادرة المدينة سالمين .
ويذهب منتجو الفلم الألماني الى أن انتصار حطين كان بداية لعملية تهريب للعلوم العربية وتقنياتها الى بلاد الغرب ...
أطماع صليبية تتجدد :
http://doc.aljazeera.net/DocGallery/Media/Images//2009/8/26/2009826918114907345.jpg
بعد بضع سنوات على انتصار حطين , بدأ أحد الحكام النصارى بالتحرك نحو القدس رغبة في استرجاعها ..
انه ريتشارد قلب الأسد الذي تحرك بجيشه باتجاه جنوب ايطاليا بعيد وفاة القيصر الألماني "فريدرش بارباروسه" الذي خطط هو الاخر قبل وفاته لاحتلال القدس .
ففي سنة 1990 م أبحر أسطول ريتشارد من صقلية باتجاه قبرص , ثم من قبرص باتجاه ميناء عكا , التي حاصرها جيشه أشهرا طويلة ثم اقتحمها ليحدث مقتلته العظيمة ويأسر 3 الاف مسلم ...
ساوم قلب الأسد صلاح الدين على رقاب الأسرى فدية , وأمر السلطان الأيوبي بتعزيز دفاعات القدس والاستعداد للمواجهة ..
صناعة حربية متقدمة :
بدى صلاح الدين من خلال الشريط رجل حرب وأمر ابن الأثير وأستاذه بهاء الدين بتحضير سائل حارق حمل اسم النار اليونانية ..
كانت الاستعدادات المذكورة ضمن خطة واضحة لتعزيز دفاعات المدينة , اذ لم يتحرج المسلمون في تطوير علوم من سبقهم من الفرس واليونانيين والهنود , وقام الخبراء المسلمون بتعبئة السائل المذكور في أوعية فخارية خاصة موصولة بفتائل ..
قام منتجو الفلم باستجواب عالم الحراريات الألماني "بيتر روتر" حول فاعلية السائل المذكور , فانتهى به الاقرار الى صعوبة اطفاء خلطته الكيميائية باستعمال المياه بعد أن قام شخصيا باعادة تصنيعه في مخبره بمدينة ميونيخ الألمانية ..
ويمر الفلم على تقنية حربية أخرى أعدها الجزري , حين قام بتحضير ماسمي بالمسحوق الأسود , وهو ماكان بمثابة المادة المتفجرة بحسب تجارب محاكاة قام بها العالم الألماني "بيتر روتر" .
الأستاذ بهاء الدين الجزري صنع على تلك الحقبة صواريخ قصيرة المدى لاطلاق المادة المذكورة , وقد عرفت لاحقا باسم الصواريخ العثمانية ..
صواريخ قصيرة المدى قام عالم الحراريات روتير باعادة تصنيع نموذج مصغر منها , ليشرح لمشاهدي الشريط ذكاء وعبقرية صانعيها ..
طور المهندسون المسلمون بموازاة كل ذلك دبابات لدك الحصون وحماية المحاربين بداخلها من الحراب والسهام والأوعية الحارقة .., وقد عرض الفلم لنموذج مصمم يكشف ذكاء اسلاميا سابقا في القرن الثاني عشر ميلادي !
انتصار ديبلوماسي اسلامي بنكهة طبية ! :
وعلى بعد كلمترات قليلة من حصون مدينة القدس حدثت المفاجأة حين مرض ريتشارد قلب الأسد وأشرف على الموت , وفشل طبيبه الفرنجي في مداواته ..
وفي الوقت الذي كان الأوروبيون على تلك الحقبة يعالجون مرضاهم عن طريق السحر والصلوات , ويذهب بعضهم الى حلق رأس المريض النفسي واستزراع صليب تحت جلده كما يرد في مادة الفلم , في الوقت ذاته برع الأطباء المسلمون في اجراء العمليات المعقدة على العظام والأعضاء الداخلية , اذ طوروا أجهزة لفحص المرضى وقيس كميات الدم المفصود , حتى أن الخبير الألماني Lutz Kottbad أعاد تصنيع جهاز طبي استخدمه المسلمون قبل أكثر من ثمانية قرون ...
أمر السلطان صلاح الدين بمعالجة العدو اللدود , واحتار ابن الأثير في طلب السلطان حين توجه برفقة أستاذه الجزري الى خيمة قلب الأسد ...
وفي مشهد تمثيلي يعرض "علوم الاسلام الدفينة" الى فحص قائد الفرنجة وخجل الطبيب النصراني , حين أمر الأستاذ بهاء الدين بفواكه طازجة ل"قلب الأسد" , ويوصي بالعناية به في مكان صحي ونظيف ..
ويعزز المؤرخ الألماني Thomas Schuetz حيثيات المشهد التمثيلي بالحديث عما وصل له المسلمون في القرن العاشر ميلادي , اذ يذكر بأن المسلمين حازوا انذاك على دورات مياه وتصريف صحي في البيوت , وعرفوا بترددهم يوميا على الحمامات العامة , فيما كان الأوروبيون وفي نفس القرن يجوبون مدنهم بأحذية خشبية عالية من فرط انتشار البراز في شوارعها ..!
لم يكتف المسلمون انذاك بايصال الماء الى البيوت السكنية في المدن , بل قاموا أيضا بايصاله الى الحقول الزراعية عن طريق سواقي ومضخات لولبية , وقد عرض الشريط الى نموذج تمت اعادة تصنيعه لأغراض بيانية ..
http://doc.aljazeera.net/DocGallery/Media/Images//2009/8/26/200982692051826211.jpg
يعود "علوم الاسلام الدفينة" الى شخصية صلاح الدين الأيوبي , فيذكر بأنه كان سياسيا لايشق له غبار , وهو مايكتشفه ابن الأثير حين يتفطن لاحقا الى السر الكامن وراء أمره بمعالجة قائد الفرنجة ....
لقد أراد صلاح الدين انهاء الصراع بطرق ديبلوماسية ..., حين استبقى القدس بأيدي المسلمين وسمح للنصارى بالاحتفاظ بمدن يافا وعكا وصور..
"إن مما ينبغي أن يكون مصدرا لإلهام أجيالكم هو إنجازات أسلافكم "
هذه الكلمات ليست لمسلم معتز بحضارته التي أضاءت الدنيا تلك كانت كلمات عالم أمريكي ومسئول عن أحد أكبر المتاحف العلمية في أمريكا قابلته في أحد المؤتمرات العالميةNSTA
لقد أشعت حضارة الإسلام يوما وملأت الدنيا نورا وهداية وإبداعا يعرف ذلك المنصفون من علماء الغرب مثل العالمة الألمانية الشهيرة زغريد هونكة وسجلت ذلك في كتابها الشهير شمس العرب تسطع على الغرب بل إن بعض الجمعيات في أمريكا وأظنها جمعية في الرياضيات قررت أن يكون تصميم مبنى الجمعية مشابها لتصميم قصر الحمراء ذلك المنجز الحضارى العجيب الذي ألهم علماء الرياضيات أكثر مما ألهم علماء المعمار
حضارة الإسلام كانت حضارة نور وهداية ورحمة وإبداع وليست حضارة آلة فقط
إن البعث الحضاري الذي ننشده لابد أن نستلهم جذوره من أسس حضارتنا الاسلامية العظيمة
إن الأخذ بناصية العلم والتقنية وتفجير مكامن الإبداع في الأجيال المسلمة هو واجب مستحق وأمل منتظر لابد أن يسعى إلى تحقيقه القادرون
إن العاكف في محراب العلم يبتغي عزة الأمة ورفع إصر التخلف عنها وتمكينها من أسباب القوة والمنعة... يحمي العاكف في محراب الصلاة
كم هو مؤلم أن يعيرنا أعداؤنا بالتخلف العلمي ويستخدموا القوة العلمية و التقنية للدعاية إلى باطلهم باعتبارها من منتجات الحضارة المسيحية ويقول قائلهم من غير المنصفين " we owe arab nothing" :أيها العرب لاندين لكم بشيء
في الصيف الماضي أطلقت قناة RTL الألمانية فلما وثائقيا رائعا بعنوان " علوم الإسلام الدفينه"
وعرضته قناة الجزيرة الوثائقية وهنا مراجعة للفلم منقولا من موقع القناة على النت
"علوم الاسلام الدفينة" و أسرار تفوق علماء المسلمين
القيصر الألماني فريدرش الثاني كان مولعا باللغة العربية وعلوم واختراعات المسلمين وقد رحب في بلاطه بنابغتهم ابن الأثير
ألمانيا - مرسل الكسيبي
"علوم الاسلام الدفينة" هو عنوان لفلم وثائقي ألماني يعد من أعظم الانتاجات الألمانية المنصفة لتاريخ العلماء المسلمين وواحد من أبرز قادتهم عبر التاريخ ..
هكذا يقف الشريط على تاريخ اسلامي مشرق يعود بالذاكرة الانسانية الى رصد تحولات هامة عرفها العالم قبل حوالي ألف سنة ..
انه ظهور لنظام عالمي جديد في ظل ظهور القائد الاسلامي البارز السلطان صلاح الدين..
الشريط ينطلق من الحديث عما كان يمتلكه المسلمون انطلاقا من القرن العاشر ميلادي من تقنيات ومهارات حرفية متقدمة عن الأوروبيين , ويذكر أمثلة لساعات صالحة ودقيقة وعدسات مكبرة تشبه النظارات وأجهزة تقنية استخدمت في علوم الفلك أو الجراحة الطبية وعلوم التشريح..
وبالمقابل يقول منتجوه الألمان بأن المسيحيين كانوا يمارسون التجسس الصناعي على نطاق واسع , وكانت الكنيسة ترى في تقدم المسلمين صنيعة شيطانية , بل انها كانت تمقت ممارسة الطب الاسلامي وقام رؤساؤها باخفاء علوم اسلامية لمئات السنين بل حتى يوم الناس هذا ..
الشريط يستجوب في الغرض المؤرخ الألماني توماس شوتز الذي يقر بدوره بأن التاريخ يكتب من المنتصر , وبأن كتابته تمت في القرون الوسطى بواسطة رهبان متعصبين للديانة المسيحية نظروا الى الاسلام كعدو وشيطان.
http://doc.aljazeera.net/DocGallery/Media/Images//2009/8/26/2009826918114907344.jpg
تواريخ مفصلية :
كانت سنة 1187 ميلادية سنة فاصلة في تاريخ دحر الصليبية , واستعد القائد المتحضر بحسب وصف الشريط الألماني السلطان صلاح الدين للمعركة , وكان مقتنعا بأن الانتصار لايكون بالايمان فقط , وانما أيضا بالتخطيط وبراعة العلوم وهو ماشكل وقتها نظرة شائعة لدى قادة المسلمين.
كلام أيدته شهادة المستشرق التركي "فؤاد سازغين" الذي قال بأن هذا الدين الجديد يدفع الناس الى الابتكار والابداع والنتيجة هي وجود أناس مبدعين , فالنجار أو راعي الابل يستطيعان أيضا أن يكونا من العلماء..
ويمضي الفلم في بيان الأجواء التي سبقت تحرير مدينة القدس , فالمحاربون المسلمون كانوا متأكدين من النصر , وايمانهم بقدراتهم كان كبيرا وثقتهم في أنفسهم كانت كافية لمواجهة القوة الصليبية الضخمة , معتمدين على الخطط والنظام في المعركة ..
وبالمقابل كان الفرنجة يؤمنون بفكرة سموهم على الملائكة وكان القادة الصليبيون يدربون جنودهم على القساوة البشعة في القتال .
أوائل شهر يوليو من سنة 1187 م كانت المعركة الكبرى , فالصليبيون عند صفوريا والمسلمون عند طبريا على طريق الناصرة , وعند حطين بين المخيمين كانت المنازلة الفاصلة .
منازلة سبقها اعداد وتفوق علمي اسلامي , اذ يبرز الفلم نموذج العالم المسلم ابن الأثير وأستاذه بهاء الدين الجزري ..
خزانة مشفرة أم كنز ثمين ? :
ففي القرن 12 م اخترع الجزري العديد من الأجهزة الميكانيكية , وكان من بينها أول قفل خزانة محكم بأربع مفاتيح مشفرة باثني عشر حرفا ..وقد وضع لذلك رسما علميا مازال محفوظا في واحد من أهم مخطوطاته .
كان الجزري يخبئ داخل خزانته المشفرة كتابا عظيما يشرح فيه نتاج معرفة الثقافة الاسلامية من خلال تضمين مخطوطه اختراعات مثيرة لعلماء مسلمين لم يتعرفها أحد من قبل .
المؤرخ الألماني "توماس شوتز" رأى معلقا في الشريط بأن العلوم استخدمت من أجل أن يكون الاسلام ذي مكانة عالية ومن أجل ممارسة العبادات على أحسن وجه..
عبقرية سابقة لزمانها :
ويمضي الشريط في سرد ومحاكاة تصويرية لشغف المسلمين بالعلوم , وهو ماجعلهم يطورون أجهزة دقيقة لقياس الزمن من مثل الساعة التي اخترعها الجزري , وهي شبيهة بالساعة الرملية المعاصرة , غير أن ساعته كانت تعمل بالماء ويجلس أعلاها كاتب مسلم في هندام بديع يؤشر بدواته بدقة متناهية الى التوقيت المناسب .
الساعات التي اخترعها المسلمون في تلك الحقبة كانت فخمة ومزخرفة وهدفت الى الحفاظ الدقيق على مواعيد الصلاة كما رمزت أيضا الى مظاهر تقوى وخشية حكام تلك الحقبة الاسلامية .
الفلم يمضي أيضا في بيان فضل العالم المسلم ابن الهيثم , وهو الذي طور الدراسات اليونانية في القرن الحادي عشر ميلادي واستنتج بأن الزجاج المصقول له وظيفة التكبير وتحسين قوة نظر العين .
وفي ومضة ورائية يصور لنا الفلم ابن الأثير موضحا لأسباب هزيمة المسلمين بحسب شروحات أستاذه بهاء الدين , فيذكر بأن النزاعات الداخلية وعدم وحدة الشعوب الاسلامية هي سر عدم الانتصار..
حطين تصنع الانتصار :
وضع تغير على عهد صلاح الدين الأيوبي الذي نجح في توحيد الصف الاسلامي ليجمع جيشا تحت امرته بتعداد ثلاثين ألف جندي .
ويشرح الشريط على لسان ابن الأثير تصور أستاذه الجزري لعوامل الانتصار , ليؤكد على أهمية استعمال القوة واستغلال نقاط ضعف العدو , ليعرض لاحقا الى تقنيات القتال المعتمدة لدى المسلمين انذاك , حيث وقع تدريب الجيش على القتال عن بعد وعلى استعمال تقنية الرماح وعلى فنون الخيالة , في حين اعتمد الصليبيون على فنون القتال الشخصي المباشر واستعملوا قمصان مزنجرة وزن الواحد منها 40 كلغا..
وقعت معركة حطين في الرابع من يوليو سنة 1187 م , وشارك فيها 25 ألف جندي عن الفرنجة , وقابلهم 30 الف مقاتل عن المسلمين .
ويعرض المنتجون الألمان لخطة المنازلة , اذ كون المشاة المسلمون نواة المعركة , واحتل الرماة على الجياد جوانب الجيش ..
أما الفرنجة فقد تمركزوا كتلة قوية بالوسط , لتحاصرهم رماح وسهام المسلمين على شكل دائري ..
وقد فوجئ الصليبيون بهذا التكتيك الحربي ولم يستطيعوا فك الحصار ومن ثمة استسلموا بسرعة وخسروا المعركة , ليكون اندحارهم في حطين مقدمة لاستعادة القدس بعد أن فشلت بقية جيشهم في الدفاع عنها .
مايبرزه الفلم هو استعادة صلاح الدين الأيوبي للمدينة المقدسة بعد مائة عام من الاحتلال , مع قراره بالسماح للسكان المسيحيين وبقايا المحاربين بمغادرة المدينة سالمين .
ويذهب منتجو الفلم الألماني الى أن انتصار حطين كان بداية لعملية تهريب للعلوم العربية وتقنياتها الى بلاد الغرب ...
أطماع صليبية تتجدد :
http://doc.aljazeera.net/DocGallery/Media/Images//2009/8/26/2009826918114907345.jpg
بعد بضع سنوات على انتصار حطين , بدأ أحد الحكام النصارى بالتحرك نحو القدس رغبة في استرجاعها ..
انه ريتشارد قلب الأسد الذي تحرك بجيشه باتجاه جنوب ايطاليا بعيد وفاة القيصر الألماني "فريدرش بارباروسه" الذي خطط هو الاخر قبل وفاته لاحتلال القدس .
ففي سنة 1990 م أبحر أسطول ريتشارد من صقلية باتجاه قبرص , ثم من قبرص باتجاه ميناء عكا , التي حاصرها جيشه أشهرا طويلة ثم اقتحمها ليحدث مقتلته العظيمة ويأسر 3 الاف مسلم ...
ساوم قلب الأسد صلاح الدين على رقاب الأسرى فدية , وأمر السلطان الأيوبي بتعزيز دفاعات القدس والاستعداد للمواجهة ..
صناعة حربية متقدمة :
بدى صلاح الدين من خلال الشريط رجل حرب وأمر ابن الأثير وأستاذه بهاء الدين بتحضير سائل حارق حمل اسم النار اليونانية ..
كانت الاستعدادات المذكورة ضمن خطة واضحة لتعزيز دفاعات المدينة , اذ لم يتحرج المسلمون في تطوير علوم من سبقهم من الفرس واليونانيين والهنود , وقام الخبراء المسلمون بتعبئة السائل المذكور في أوعية فخارية خاصة موصولة بفتائل ..
قام منتجو الفلم باستجواب عالم الحراريات الألماني "بيتر روتر" حول فاعلية السائل المذكور , فانتهى به الاقرار الى صعوبة اطفاء خلطته الكيميائية باستعمال المياه بعد أن قام شخصيا باعادة تصنيعه في مخبره بمدينة ميونيخ الألمانية ..
ويمر الفلم على تقنية حربية أخرى أعدها الجزري , حين قام بتحضير ماسمي بالمسحوق الأسود , وهو ماكان بمثابة المادة المتفجرة بحسب تجارب محاكاة قام بها العالم الألماني "بيتر روتر" .
الأستاذ بهاء الدين الجزري صنع على تلك الحقبة صواريخ قصيرة المدى لاطلاق المادة المذكورة , وقد عرفت لاحقا باسم الصواريخ العثمانية ..
صواريخ قصيرة المدى قام عالم الحراريات روتير باعادة تصنيع نموذج مصغر منها , ليشرح لمشاهدي الشريط ذكاء وعبقرية صانعيها ..
طور المهندسون المسلمون بموازاة كل ذلك دبابات لدك الحصون وحماية المحاربين بداخلها من الحراب والسهام والأوعية الحارقة .., وقد عرض الفلم لنموذج مصمم يكشف ذكاء اسلاميا سابقا في القرن الثاني عشر ميلادي !
انتصار ديبلوماسي اسلامي بنكهة طبية ! :
وعلى بعد كلمترات قليلة من حصون مدينة القدس حدثت المفاجأة حين مرض ريتشارد قلب الأسد وأشرف على الموت , وفشل طبيبه الفرنجي في مداواته ..
وفي الوقت الذي كان الأوروبيون على تلك الحقبة يعالجون مرضاهم عن طريق السحر والصلوات , ويذهب بعضهم الى حلق رأس المريض النفسي واستزراع صليب تحت جلده كما يرد في مادة الفلم , في الوقت ذاته برع الأطباء المسلمون في اجراء العمليات المعقدة على العظام والأعضاء الداخلية , اذ طوروا أجهزة لفحص المرضى وقيس كميات الدم المفصود , حتى أن الخبير الألماني Lutz Kottbad أعاد تصنيع جهاز طبي استخدمه المسلمون قبل أكثر من ثمانية قرون ...
أمر السلطان صلاح الدين بمعالجة العدو اللدود , واحتار ابن الأثير في طلب السلطان حين توجه برفقة أستاذه الجزري الى خيمة قلب الأسد ...
وفي مشهد تمثيلي يعرض "علوم الاسلام الدفينة" الى فحص قائد الفرنجة وخجل الطبيب النصراني , حين أمر الأستاذ بهاء الدين بفواكه طازجة ل"قلب الأسد" , ويوصي بالعناية به في مكان صحي ونظيف ..
ويعزز المؤرخ الألماني Thomas Schuetz حيثيات المشهد التمثيلي بالحديث عما وصل له المسلمون في القرن العاشر ميلادي , اذ يذكر بأن المسلمين حازوا انذاك على دورات مياه وتصريف صحي في البيوت , وعرفوا بترددهم يوميا على الحمامات العامة , فيما كان الأوروبيون وفي نفس القرن يجوبون مدنهم بأحذية خشبية عالية من فرط انتشار البراز في شوارعها ..!
لم يكتف المسلمون انذاك بايصال الماء الى البيوت السكنية في المدن , بل قاموا أيضا بايصاله الى الحقول الزراعية عن طريق سواقي ومضخات لولبية , وقد عرض الشريط الى نموذج تمت اعادة تصنيعه لأغراض بيانية ..
http://doc.aljazeera.net/DocGallery/Media/Images//2009/8/26/200982692051826211.jpg
يعود "علوم الاسلام الدفينة" الى شخصية صلاح الدين الأيوبي , فيذكر بأنه كان سياسيا لايشق له غبار , وهو مايكتشفه ابن الأثير حين يتفطن لاحقا الى السر الكامن وراء أمره بمعالجة قائد الفرنجة ....
لقد أراد صلاح الدين انهاء الصراع بطرق ديبلوماسية ..., حين استبقى القدس بأيدي المسلمين وسمح للنصارى بالاحتفاظ بمدن يافا وعكا وصور..