الدكتور ناصر العويشق
12-24-2009, 01:44 PM
أخواني وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد...
إخوتي...
أسعدني كثيرًا النقاش الذي تتناوله العديد من المنتديات التعليمية ومنها هذا المنتدى الرائد.. حيث تناولت عدة موضوعات منشورة نقاشات مستفيضة حول المنهج الجديد للرياضيات.. مما يدل على الحرص والاهتمام لديكم على إنجاح هذا المشروع لإيمانكم التام بأهميته في تطوير التعليم لدينا في المملكة.. وهذاالاهتمام يوليه قادة هذه البلاد.. حيث نبعت فكرة هذا المشروع من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حينما طرح هذه الفكرة على قادة دول مجلس التعاون في مؤتمرالدوحة عام 2003م..
أقصد بهذه المقدمة أن مشاريع تطوير التعليم في دول العالم لا يكتب لها النجاح دون إرادة سياسية تدعم هذه المشاريع، حيث يسمى هذا التوجه(Top-Down)، فتجارب تطوير التعليم في ماليزياوأستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية انطلقت بدايتها بمشاريع وخطط تقدمها الأحزاب السياسية المتنافسة..
ومن خلال خبرتي المتواضعة السابقة سواءً كمعلم أو مشرف، كانت المشاريع التطويرية التي تقوم بها الوزارة تنطلق على مستوى قيادات الوزارة فقط، ويسمى هذا التوجه (Bottom-Up)، فما تلبث جذوة تلك المشاريع أن تنطفئ لعدم وجود الدعم السياسي المطلوب،، مما كان يسبب لنا في ذلك الوقت إحباطًا كبيرًا...
لذا، فإننا الآن في رأيي نشهد نقلة نوعية في تبني المشروعات في المملكة لم تشهدها من قبل... وهذا الحماس من القيادة يجب أن يقابله حماس من العاملين في الميدان التربوي كي تتضافر الجهود ويكتب لتلك المشروعات النجاح، وهذا الحماس ألحظه ويلحظه كل من يتابع الحراك التربوي بين معلمينا ومعلماتنا ومشرفينا ومشرفاتنا التربويين..
ولمّا كان هذا المشروع يعني تغييرًا في التعليم وأهدافه في المملكة، فلابد من مروره بمراحل التغيير المتوقعة، فيبدأ بالمقاومة، حتى ينتهي بالتفاعل..
إخوتي..
أعرف ويعرف زملائي الذين عملوا في هذا المنهج، والزملاء الذين ناقشوه وأقروه من وزارة التربية والتعليم أن العاملين في الميدان سيواجهون بعض العقبات والصعوبات في تنفيذه لأسباب مختلفة، ولكن هل هذا يعني أن نتوقف و لا نطوّر تعليمنا!!؟؟.. لذا أود أن أورد بعض القضايا حول تنفيذ هذا المشروع..
أولاً: إن هذه السلسلة تم اختيارها من قبل خبراء وزارة التربية بعناية فائقة، كما أننا في شركة العبيكان وبالتعاون مع شركة ماجروهيل McGraw-Hill نبذل جهدًا كبيرًا في مواءمتها لتناسب نظامنا التعليمي وبيئتنا وثقافتنا..
ثانيًا: إنه لا يمكن الحكم على هذه السلسلة إلا بعد تطبيقها متكاملة على جميع المراحل، لأنكم ستلاحظون عند اكتمال بقية الصفوف، أنها تعتمد المنهج الحلزوني فتجد المفهوم يتكرر من صف لآخر ولكن ببعض التوسع.. مما سيقلل آنذاك الوقت الذي يصرفه المعلم حاليًا في تقديم المفاهيم الجديدة..
ثالثًا: إن خيار تطبيق المشروع بهذاالشكل هو خيار متبع في كثير من دول العالم حتى تكتمل دورة التطوير في غضون 3 سنوات بدلاً من 12 سنة. كما يرى كثير من خبراء تطوير التعليم في مختلف دول العالم المتقدمة الذين التقيت بهم شخصيًا، أنه من المهم تقديم المنتجات تجريبيًا لفترة ثم تطويرها بعد التجريب.. لأنه لايمكنك معرفة جوانب القصور في تلك المنتجات من دون تجريبها تجريبًا معممًا..
رابعًا: تدركون جميعكم أن هناك نقصًا في التجهيزات والوسائل التعليمية في المدارس بشكل عام، كما تدركون نقص برامج التطوير المهني للمعلمين خلال السنوات الماضية, ولكن هل هذا يعني أن عجلة التطوير تتوقف!!؟؟ فعلينا أن نتكاتف سويًا حتى تكتمل مكونات هذا المشروع من جميع النواحي...
خامسًا: نحتاج لإنجاح هذا المشروع التغيير في أنفسنا من حيث التطوير المهني ذاتيًا، ومن حيث التعامل بمرونة وكفاءة مع الكتاب المقرر.. وقبل هذا وذاك تعويد أنفسنا على القراءة والتوسع... ونصيحتي لزملائي في الميدان التمعن في أدلة المعلم وقراءتها جيدًا فسيجدون إجابات كثير من تساؤلاتهم حول التطبيق الأمثل لهذه السلسلة..
سادسًا: إن أهم أركان تنفيذ هذه السلسلة هو التحول في العملية التعليمية، حيث تعتمد على جعل المتعلم هو محور العملية التعليمية، الأمر الذي يتطلب ألا يكون دور المعلم هو نقل المعرفة دون التفاعل الكامل من قبل المتعلمين.. وهذا التغيير في أداء المعلمين سيقلل من الجهد الذي يبذله المعلم حيث يكون المتعلم شريكًا في مسؤولية تعلمه..
سابعًا: هذا العمل هو عمل بشري.. ولذا فهو لا يخلو منالنقص والعيب.. ولكن أتمنى من الجميع النظر إلى الجزء المملوء من الكأس...
إخوتي..
كانت هذه خواطر أحببت مشاركتكم إياها... قد نتفق أو نختلف... ولكن لا تنسوا هدفنا الأسمى.. وهو تقديم ما يرضي ربنا، ثم يرضي من استأمنونا على تعليم أبنائهم..
ولكم أعطر تحياتي،،
أخوكم
ناصر العويشق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد...
إخوتي...
أسعدني كثيرًا النقاش الذي تتناوله العديد من المنتديات التعليمية ومنها هذا المنتدى الرائد.. حيث تناولت عدة موضوعات منشورة نقاشات مستفيضة حول المنهج الجديد للرياضيات.. مما يدل على الحرص والاهتمام لديكم على إنجاح هذا المشروع لإيمانكم التام بأهميته في تطوير التعليم لدينا في المملكة.. وهذاالاهتمام يوليه قادة هذه البلاد.. حيث نبعت فكرة هذا المشروع من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حينما طرح هذه الفكرة على قادة دول مجلس التعاون في مؤتمرالدوحة عام 2003م..
أقصد بهذه المقدمة أن مشاريع تطوير التعليم في دول العالم لا يكتب لها النجاح دون إرادة سياسية تدعم هذه المشاريع، حيث يسمى هذا التوجه(Top-Down)، فتجارب تطوير التعليم في ماليزياوأستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية انطلقت بدايتها بمشاريع وخطط تقدمها الأحزاب السياسية المتنافسة..
ومن خلال خبرتي المتواضعة السابقة سواءً كمعلم أو مشرف، كانت المشاريع التطويرية التي تقوم بها الوزارة تنطلق على مستوى قيادات الوزارة فقط، ويسمى هذا التوجه (Bottom-Up)، فما تلبث جذوة تلك المشاريع أن تنطفئ لعدم وجود الدعم السياسي المطلوب،، مما كان يسبب لنا في ذلك الوقت إحباطًا كبيرًا...
لذا، فإننا الآن في رأيي نشهد نقلة نوعية في تبني المشروعات في المملكة لم تشهدها من قبل... وهذا الحماس من القيادة يجب أن يقابله حماس من العاملين في الميدان التربوي كي تتضافر الجهود ويكتب لتلك المشروعات النجاح، وهذا الحماس ألحظه ويلحظه كل من يتابع الحراك التربوي بين معلمينا ومعلماتنا ومشرفينا ومشرفاتنا التربويين..
ولمّا كان هذا المشروع يعني تغييرًا في التعليم وأهدافه في المملكة، فلابد من مروره بمراحل التغيير المتوقعة، فيبدأ بالمقاومة، حتى ينتهي بالتفاعل..
إخوتي..
أعرف ويعرف زملائي الذين عملوا في هذا المنهج، والزملاء الذين ناقشوه وأقروه من وزارة التربية والتعليم أن العاملين في الميدان سيواجهون بعض العقبات والصعوبات في تنفيذه لأسباب مختلفة، ولكن هل هذا يعني أن نتوقف و لا نطوّر تعليمنا!!؟؟.. لذا أود أن أورد بعض القضايا حول تنفيذ هذا المشروع..
أولاً: إن هذه السلسلة تم اختيارها من قبل خبراء وزارة التربية بعناية فائقة، كما أننا في شركة العبيكان وبالتعاون مع شركة ماجروهيل McGraw-Hill نبذل جهدًا كبيرًا في مواءمتها لتناسب نظامنا التعليمي وبيئتنا وثقافتنا..
ثانيًا: إنه لا يمكن الحكم على هذه السلسلة إلا بعد تطبيقها متكاملة على جميع المراحل، لأنكم ستلاحظون عند اكتمال بقية الصفوف، أنها تعتمد المنهج الحلزوني فتجد المفهوم يتكرر من صف لآخر ولكن ببعض التوسع.. مما سيقلل آنذاك الوقت الذي يصرفه المعلم حاليًا في تقديم المفاهيم الجديدة..
ثالثًا: إن خيار تطبيق المشروع بهذاالشكل هو خيار متبع في كثير من دول العالم حتى تكتمل دورة التطوير في غضون 3 سنوات بدلاً من 12 سنة. كما يرى كثير من خبراء تطوير التعليم في مختلف دول العالم المتقدمة الذين التقيت بهم شخصيًا، أنه من المهم تقديم المنتجات تجريبيًا لفترة ثم تطويرها بعد التجريب.. لأنه لايمكنك معرفة جوانب القصور في تلك المنتجات من دون تجريبها تجريبًا معممًا..
رابعًا: تدركون جميعكم أن هناك نقصًا في التجهيزات والوسائل التعليمية في المدارس بشكل عام، كما تدركون نقص برامج التطوير المهني للمعلمين خلال السنوات الماضية, ولكن هل هذا يعني أن عجلة التطوير تتوقف!!؟؟ فعلينا أن نتكاتف سويًا حتى تكتمل مكونات هذا المشروع من جميع النواحي...
خامسًا: نحتاج لإنجاح هذا المشروع التغيير في أنفسنا من حيث التطوير المهني ذاتيًا، ومن حيث التعامل بمرونة وكفاءة مع الكتاب المقرر.. وقبل هذا وذاك تعويد أنفسنا على القراءة والتوسع... ونصيحتي لزملائي في الميدان التمعن في أدلة المعلم وقراءتها جيدًا فسيجدون إجابات كثير من تساؤلاتهم حول التطبيق الأمثل لهذه السلسلة..
سادسًا: إن أهم أركان تنفيذ هذه السلسلة هو التحول في العملية التعليمية، حيث تعتمد على جعل المتعلم هو محور العملية التعليمية، الأمر الذي يتطلب ألا يكون دور المعلم هو نقل المعرفة دون التفاعل الكامل من قبل المتعلمين.. وهذا التغيير في أداء المعلمين سيقلل من الجهد الذي يبذله المعلم حيث يكون المتعلم شريكًا في مسؤولية تعلمه..
سابعًا: هذا العمل هو عمل بشري.. ولذا فهو لا يخلو منالنقص والعيب.. ولكن أتمنى من الجميع النظر إلى الجزء المملوء من الكأس...
إخوتي..
كانت هذه خواطر أحببت مشاركتكم إياها... قد نتفق أو نختلف... ولكن لا تنسوا هدفنا الأسمى.. وهو تقديم ما يرضي ربنا، ثم يرضي من استأمنونا على تعليم أبنائهم..
ولكم أعطر تحياتي،،
أخوكم
ناصر العويشق