الزاحمي
12-08-2009, 01:24 AM
المفاهيم الخاطئة و التصورات البديلة
المتأمل في واقع تدريس العلوم و المهتم بشؤونها لا يخفى عليه وجود العديد من التحديات التي تعوق تحقيق أهداف المادة ولعل من أبرز تلك التحديات تعلم المفاهيم العلمية وتعديل التصورات الخاطئة الموجودة في بنية الطلاب المعرفية وعلى الرغم من ارتباط ذلك بعديد من العوامل كالمنهج و المعلم و مصادر التعلم المختلفة و الإمكانات المادية و البيئة المحيطة ..ألخ إلى أن المعلم يظل حجر الزاوية , و العنصر الأكثر تأثيراً في العملية التعليمية بما يملكه من الخبرة و القدرة على التغلب على الكثير من المعوقات ,
ولكن هل لدى ذلك المعلم المعرفة النظرية -ناهيك عن الممارسة العملية –لبعض المفاهيم و الإستراتيجيات التي تعينه على التغلب على تلك الصعوبات ؟!.
سأحصر حديثي هنا على المفاهيم العلمية و التصورات الخاطئة تاركاً باب الحوار مفتوحاً وابدأ ببعض التعريفات :
المفهوم العلمي يعرف " بأنه مجموعة من المعلومات التي توجد بينها علاقات حول شيءٍ معين تتكون في الذهن، وتشمل على الصفات المشتركة والمميزة لهذا الشيء "
ويعرف أيضاً المفهوم بأنه " بناء عقلي ينتج عن إدراك العلاقات الموجودة بين المعطيات، بحيث يوجد بينها أوجه تشابه. أي أنها تشكل وحدة ذات معنى، يمكن التعميم منها" .
للمفاهيم أهمية في ميدان التحصيل المدرسي، حيث يميل المتعلمون في الموقف التربوي إلى نسيان الحقائق والمعلومات المنفصلة أسرع من نسيان المفاهيم المرتبطة بالمقرر، لأن المفاهيم العلمية تسهل عملية التعلم من خلال إدراك العناصر المتشابهة بين المواقف الجديدة وما سبق تعلمه , .كما أنها تساعد في تنظيم تعلم المتعلم عن العالم الخارجي .
والمفاهيم العلمية هي الوحدات البنائية للعلوم وهى مكونات لغتها فالمفاهيم تجريدات يكونها الأفراد ليفهموا العالم من حولهم وهم عندما يفعلون ذلك ينظمون العدد الهائل من الوقائع في العالم المحيط بهم، وعن طريقها يتم التواصل Communication بين الأفراد داخل المجتمعات العلمية أو خارجها.
والمفهوم العلمي من حيث كونه عملية Process هو عملية عقلية .
*يتم عن طريقها تجريد مجموعة من الصفات أو السمات أو الحقائق المشتركة.
* يتم عن طريقها تعميم عدد من الملاحظات ذات العلاقة بمجموعة من الأشياء.
*يتم عن طريقها تنظيم معلومات حول صفات شئ أو حدث أو عملية أو أكثر ، هذه المعلومات تمكن من تمييز أو معرفة العلاقة بين قسمين أو أكثر من الأشياء .
والمفهوم العلمي من حيث كونه نتاج Product للعملية العقلية السابق ذكرها، هو الاسم أو المصطلح أو الرمز الذي يعطى لمجموعة الصفات أو السمات أو الخصائص المشتركة أو العديد من الملاحظات أو مجموعة المعلومات المنظمة .
وعموماً فمدلول المفهوم أو معناه أو تعريفه قد يتضمن كلمات بعضها لا يمكن إدراكه بالحواس أو بالملاحظة، كما أن عدد هذه الكلمات قد يختلف من مفهوم لآخر، وبالتالي قد تختلف الطاقة الذهنية المبذولة في تعلمها، ومن ثم يمكن النظر إلى المفاهيم من عدّة زوايا.
لننتقل الآن للتصورات البديلة والتي يطلق عليه المتخصصون في مجال التربية العلمية مصطلحات مختلفة مثل التصورات الخطأ Misconceptions أو الفهم الساذج Naive Conception أو التصورات القَبْلِيةPreconceptions أو الأفكار الخطأ Erroneous Ideas أو التصورات البديلة Conceptions Alternative.فما هي :
تعرف التصورات البديلة بأنها: " نتاج جهود تخيلية يقوم بها الطلاب لتفسير الأحداث والأشياء المجردة في بيئتهم والتي يمكن أن تتسق مع خبراتهم ، وذلك بالرغم مـن أنهـا تعد تفسيـرات جزئية وذات مدى محدود "
وتعرف التصورات البديلة : Alternative Conceptions" بأنها نماذج ذهنية خاطئة يكونها الفرد لكثير من الأشياء التي يريد أن يتعلمها " أو هي" وضع المفاهيم بعيدًا عن سياقها الصحيح ضمن فئة أخرى مختلفة عنها "
صعوبة تعلم المفاهيم العلمية:
تشير كثير من الدراسات العلمية أن صعوبات تعلم العلوم تعود إلى حد كبير إلى عدم إدراك المتعلمين للمفاهيم العلمية الأساسية .
ومن بين الصعوبات في تعلم المفاهيم العلمية ما يلي:
*طبيعة المفهوم العلمي، ويتمثل في مدى فهم المتعلم للمفاهيم العلمية المجردة أو المفاهيم المعقدة أو المفاهيم ذات المثال الواحد كما في: الجين ، DNA ...الخ.
*الخلط في معنى المفهوم أو في الدلالة اللفظية لبعض المفاهيم العلمية خاصة المفاهيم التي تستخدم كمصطلحات علمية وكلغة محكية بين الناس كما في: الزهرة ، الذرة ، النواة ... الخ.
*النقص في خلفية الطالب العلمية، فمثلاً عندما يدرس الطالب مفهوم الوراثة، فان تعلم هذا المفهوم العلمي يعتمد على بعض المفاهيم العلمية السابقة والتكيف معها كما في : مفهوم التغير الطبيعي.
*صعوبة تعلم المفاهيم العلمية السابقة اللازمة لتعلم المفاهيم العلمية الجديدة.
مصادر صعوبات تكوين المفاهيم العلمية :
أولاً: عوامل خارجية :
*المناهج الدراسية غير الملائمة :
*مقررات منهجية لا تراعى بدرجة أكبر الخلفيات المباشرة للطالب .
*قد لا تتمشى مفاهيم المناهج المقررة مع المستويات الحقيقية للطلاب.
*يمكن أن تتضمن نشاطات علمية قد لا تستطيع غالبية الطلاب القيام بها.
* توقع المسئولين والمعلمين وأولياء الأمور أن يتعلم الطلاب قدراً كبيراً من المفاهيم العلمية بسرعة مع عدم توافر الإمكانات المادية والفنية.
لغة التعليم :
تعتبر لغة التدريس من العوامل الخارجية التي تؤثر في استيعاب الطلاب للمفاهيم العلمية ، كما أن اللهجات التي يستخدمها المعلمون قد تؤثر أيضاً في تكوين واستيعاب الطلاب للمفاهيم العلمية.
طرق التدريس :
تؤثر طرق وأساليب التدريس السائدة في تكوين المفاهيم العلمية واستيعابها لدى الطلاب.
معلمو العلوم أنفسهم :
يرتبط هذا العامل بالمعلمين أنفسهم من حيث:
مؤهلاتهم العلمية ومدى فاعليتهم.
فهمهم أنفسهم للمفاهيم العلمية.
توافر الحوافز الداخلية عند المعلم ، ودافعيته وارتباطه بمهنة التعليم.
ثانياً : العوامل الداخلية :
من بين العوامل الداخلية التي تسهم في صعوبات تكوين المفاهيم العلمية واستيعابها لدى الطلاب ما يلي :
مدى استعداد الطلاب أنفسهم و دافعيتهم للتعلم بوجه عام وتعلم المفاهيم العلمية بشكل خاص.
مدى الاهتمام والميل نحو المواد العلمية وتعلم مفاهيمها.
البيئة والثقافة التي يعيش فيها الطلاب قد لا تشجع روح التساؤل والاستقصاء العلمي.
تعلم المفاهيم العلمية :
يتأثر تعلم المفاهيم بمجموعة من العوامل منها
عدد الأمثلة : فكلما زاد عدد الأمثلة عن المفهوم المستهدف كان تعلمه أسهل والعكس صحيح.
الأمثلة المنطقية وغير المنطقية : لكي يسهل تعلم المفهوم لابد من توفير النماذج أو الأمثلة المنطقية وغير المنطقية ، وإن لم تكن هناك إمكانية لتوفير الأمثلة المنطقية وغير المنطقية يكتفي بتقديم الأمثلة والإكثار منها.
الخبرات السابقة للمتعلم : يزداد تعلم المفاهيم بازدياد خبرات المتعلم البيولوجية والعقلية ، وقد تنشأ نتيجة لذلك فروق فردية بين الطلاب مما يؤدى إلى اختلافات في تعلم المفاهيم المستهدفة لديهم.
نوع المفهوم : فكلما كان المفهوم مجرداً أو أمثلته قليلة ، يجب التدخل بصورة أكبر في عملية تعلم المفاهيم المستهدفة ، أما إذا كانت المفاهيم المستهدفة محسوسة فإنه يتوجب توجيه الطلاب ومساعدتهم في الوصول إلى تعلم تلك المفاهيم.
وللحديث بقية في انتظار ردودكم وتفاعلكم .
المتأمل في واقع تدريس العلوم و المهتم بشؤونها لا يخفى عليه وجود العديد من التحديات التي تعوق تحقيق أهداف المادة ولعل من أبرز تلك التحديات تعلم المفاهيم العلمية وتعديل التصورات الخاطئة الموجودة في بنية الطلاب المعرفية وعلى الرغم من ارتباط ذلك بعديد من العوامل كالمنهج و المعلم و مصادر التعلم المختلفة و الإمكانات المادية و البيئة المحيطة ..ألخ إلى أن المعلم يظل حجر الزاوية , و العنصر الأكثر تأثيراً في العملية التعليمية بما يملكه من الخبرة و القدرة على التغلب على الكثير من المعوقات ,
ولكن هل لدى ذلك المعلم المعرفة النظرية -ناهيك عن الممارسة العملية –لبعض المفاهيم و الإستراتيجيات التي تعينه على التغلب على تلك الصعوبات ؟!.
سأحصر حديثي هنا على المفاهيم العلمية و التصورات الخاطئة تاركاً باب الحوار مفتوحاً وابدأ ببعض التعريفات :
المفهوم العلمي يعرف " بأنه مجموعة من المعلومات التي توجد بينها علاقات حول شيءٍ معين تتكون في الذهن، وتشمل على الصفات المشتركة والمميزة لهذا الشيء "
ويعرف أيضاً المفهوم بأنه " بناء عقلي ينتج عن إدراك العلاقات الموجودة بين المعطيات، بحيث يوجد بينها أوجه تشابه. أي أنها تشكل وحدة ذات معنى، يمكن التعميم منها" .
للمفاهيم أهمية في ميدان التحصيل المدرسي، حيث يميل المتعلمون في الموقف التربوي إلى نسيان الحقائق والمعلومات المنفصلة أسرع من نسيان المفاهيم المرتبطة بالمقرر، لأن المفاهيم العلمية تسهل عملية التعلم من خلال إدراك العناصر المتشابهة بين المواقف الجديدة وما سبق تعلمه , .كما أنها تساعد في تنظيم تعلم المتعلم عن العالم الخارجي .
والمفاهيم العلمية هي الوحدات البنائية للعلوم وهى مكونات لغتها فالمفاهيم تجريدات يكونها الأفراد ليفهموا العالم من حولهم وهم عندما يفعلون ذلك ينظمون العدد الهائل من الوقائع في العالم المحيط بهم، وعن طريقها يتم التواصل Communication بين الأفراد داخل المجتمعات العلمية أو خارجها.
والمفهوم العلمي من حيث كونه عملية Process هو عملية عقلية .
*يتم عن طريقها تجريد مجموعة من الصفات أو السمات أو الحقائق المشتركة.
* يتم عن طريقها تعميم عدد من الملاحظات ذات العلاقة بمجموعة من الأشياء.
*يتم عن طريقها تنظيم معلومات حول صفات شئ أو حدث أو عملية أو أكثر ، هذه المعلومات تمكن من تمييز أو معرفة العلاقة بين قسمين أو أكثر من الأشياء .
والمفهوم العلمي من حيث كونه نتاج Product للعملية العقلية السابق ذكرها، هو الاسم أو المصطلح أو الرمز الذي يعطى لمجموعة الصفات أو السمات أو الخصائص المشتركة أو العديد من الملاحظات أو مجموعة المعلومات المنظمة .
وعموماً فمدلول المفهوم أو معناه أو تعريفه قد يتضمن كلمات بعضها لا يمكن إدراكه بالحواس أو بالملاحظة، كما أن عدد هذه الكلمات قد يختلف من مفهوم لآخر، وبالتالي قد تختلف الطاقة الذهنية المبذولة في تعلمها، ومن ثم يمكن النظر إلى المفاهيم من عدّة زوايا.
لننتقل الآن للتصورات البديلة والتي يطلق عليه المتخصصون في مجال التربية العلمية مصطلحات مختلفة مثل التصورات الخطأ Misconceptions أو الفهم الساذج Naive Conception أو التصورات القَبْلِيةPreconceptions أو الأفكار الخطأ Erroneous Ideas أو التصورات البديلة Conceptions Alternative.فما هي :
تعرف التصورات البديلة بأنها: " نتاج جهود تخيلية يقوم بها الطلاب لتفسير الأحداث والأشياء المجردة في بيئتهم والتي يمكن أن تتسق مع خبراتهم ، وذلك بالرغم مـن أنهـا تعد تفسيـرات جزئية وذات مدى محدود "
وتعرف التصورات البديلة : Alternative Conceptions" بأنها نماذج ذهنية خاطئة يكونها الفرد لكثير من الأشياء التي يريد أن يتعلمها " أو هي" وضع المفاهيم بعيدًا عن سياقها الصحيح ضمن فئة أخرى مختلفة عنها "
صعوبة تعلم المفاهيم العلمية:
تشير كثير من الدراسات العلمية أن صعوبات تعلم العلوم تعود إلى حد كبير إلى عدم إدراك المتعلمين للمفاهيم العلمية الأساسية .
ومن بين الصعوبات في تعلم المفاهيم العلمية ما يلي:
*طبيعة المفهوم العلمي، ويتمثل في مدى فهم المتعلم للمفاهيم العلمية المجردة أو المفاهيم المعقدة أو المفاهيم ذات المثال الواحد كما في: الجين ، DNA ...الخ.
*الخلط في معنى المفهوم أو في الدلالة اللفظية لبعض المفاهيم العلمية خاصة المفاهيم التي تستخدم كمصطلحات علمية وكلغة محكية بين الناس كما في: الزهرة ، الذرة ، النواة ... الخ.
*النقص في خلفية الطالب العلمية، فمثلاً عندما يدرس الطالب مفهوم الوراثة، فان تعلم هذا المفهوم العلمي يعتمد على بعض المفاهيم العلمية السابقة والتكيف معها كما في : مفهوم التغير الطبيعي.
*صعوبة تعلم المفاهيم العلمية السابقة اللازمة لتعلم المفاهيم العلمية الجديدة.
مصادر صعوبات تكوين المفاهيم العلمية :
أولاً: عوامل خارجية :
*المناهج الدراسية غير الملائمة :
*مقررات منهجية لا تراعى بدرجة أكبر الخلفيات المباشرة للطالب .
*قد لا تتمشى مفاهيم المناهج المقررة مع المستويات الحقيقية للطلاب.
*يمكن أن تتضمن نشاطات علمية قد لا تستطيع غالبية الطلاب القيام بها.
* توقع المسئولين والمعلمين وأولياء الأمور أن يتعلم الطلاب قدراً كبيراً من المفاهيم العلمية بسرعة مع عدم توافر الإمكانات المادية والفنية.
لغة التعليم :
تعتبر لغة التدريس من العوامل الخارجية التي تؤثر في استيعاب الطلاب للمفاهيم العلمية ، كما أن اللهجات التي يستخدمها المعلمون قد تؤثر أيضاً في تكوين واستيعاب الطلاب للمفاهيم العلمية.
طرق التدريس :
تؤثر طرق وأساليب التدريس السائدة في تكوين المفاهيم العلمية واستيعابها لدى الطلاب.
معلمو العلوم أنفسهم :
يرتبط هذا العامل بالمعلمين أنفسهم من حيث:
مؤهلاتهم العلمية ومدى فاعليتهم.
فهمهم أنفسهم للمفاهيم العلمية.
توافر الحوافز الداخلية عند المعلم ، ودافعيته وارتباطه بمهنة التعليم.
ثانياً : العوامل الداخلية :
من بين العوامل الداخلية التي تسهم في صعوبات تكوين المفاهيم العلمية واستيعابها لدى الطلاب ما يلي :
مدى استعداد الطلاب أنفسهم و دافعيتهم للتعلم بوجه عام وتعلم المفاهيم العلمية بشكل خاص.
مدى الاهتمام والميل نحو المواد العلمية وتعلم مفاهيمها.
البيئة والثقافة التي يعيش فيها الطلاب قد لا تشجع روح التساؤل والاستقصاء العلمي.
تعلم المفاهيم العلمية :
يتأثر تعلم المفاهيم بمجموعة من العوامل منها
عدد الأمثلة : فكلما زاد عدد الأمثلة عن المفهوم المستهدف كان تعلمه أسهل والعكس صحيح.
الأمثلة المنطقية وغير المنطقية : لكي يسهل تعلم المفهوم لابد من توفير النماذج أو الأمثلة المنطقية وغير المنطقية ، وإن لم تكن هناك إمكانية لتوفير الأمثلة المنطقية وغير المنطقية يكتفي بتقديم الأمثلة والإكثار منها.
الخبرات السابقة للمتعلم : يزداد تعلم المفاهيم بازدياد خبرات المتعلم البيولوجية والعقلية ، وقد تنشأ نتيجة لذلك فروق فردية بين الطلاب مما يؤدى إلى اختلافات في تعلم المفاهيم المستهدفة لديهم.
نوع المفهوم : فكلما كان المفهوم مجرداً أو أمثلته قليلة ، يجب التدخل بصورة أكبر في عملية تعلم المفاهيم المستهدفة ، أما إذا كانت المفاهيم المستهدفة محسوسة فإنه يتوجب توجيه الطلاب ومساعدتهم في الوصول إلى تعلم تلك المفاهيم.
وللحديث بقية في انتظار ردودكم وتفاعلكم .