دمعة يتيم
11-21-2009, 10:51 AM
(احتمالات الحياة المناظرة)
http://www.jas.org.jo/l2.gif
إن اقتران الطبق الطائر بالحياة الخارجية شغل أذهان الناس منذ أول طبق ظهر إلى حيز الوجود , أو على الأقل حيز الملاحظة. وحاولوا من خلال ذلك وضع تفسيراً لتلك الأجسام الطائرة, فهي ليست طيوراً ولا آلات من صنع الإنسان …. إذاً فما هي ؟؟؟
http://www.jas.org.jo/arabic/ar1.jpg
كل ذلك ظل حتى الآن في عداد المجهول بل وراح البعض يتناسى هذه الظواهر , وبالتالي أصبح الطبق الطائر من نصيب الخرافات أو أفلام الخيال العلمي . هنالك الكثير من الوقائع والأحداث التي أكدت أكثر من مرة تحليق جسم مسطح أو كروي بسرعات مختلفة , وعادة ما كان يصدر عنه إشعاعاً أثناء التحليق السريع . وبناءً على تلك المشاهدات جاء التفكير إلى إمكانية وجود حياة أخرى غير تلك على كوكبنا , وهي تحاول الاتصال بنا عن طريق إرسال مندوبيها بواسطة الأجسام الفضائية , أو المركبات المتطورة....
إن العلم يقف حائراً تماماً أمام هذه الأجسام المجهولة الهوية , وليس بقدور التحليل العلمي أن يأخذ على عاتقه ظاهرة ما دون أن يخضعها لقانون ينظم سلوكها , وتحليل كافة جوانبها لإعطائنا في النهاية وصفاً موضوعياً عن تلك الظواهر . وحيث أن التحليل العلمي عادة ما يعتمد أسلوب التجربة والحساب للقبول , لذاهل يمكننا اعتبار الظاهرة والمشاهدات الخاطفة للطبق الطائر التجربة المحددة لغرض التحليل العلمي المطلوب … ؟
http://www.jas.org.jo/arabic/ar2.jpg
إن الدلائل الموضوعة للآن تبين أن وجود حياة أخرى في هذا الكون الشاسع مازال أمراً غير مبرهن عليه , وكل ما هو بين أيدينا حتى هذه اللحظة سلسلة من الوقائع غير المعقولة … ! ما يحير بعض العلماء هذه الأيام هو اعتبار هذه الأطباق ضرباً من الخيال وبالتالي إعطاء الضوء الأخضر لأفلام الخيال العلمي كي تفسر وتحلل كما يرى المخرجون والمنتجون من أجل إظهار قصة فيلم ناجح أكثر إثارة . في رأي .. إن أفلام الخيال العلمي سـبباً أسـاسـياً لبعدنا عن الفهم الصحيح لتلك الظاهرة المجهولة ، فتجعل بدورها العلم عاجزاً أكثر فأكثر عن وضع أدلة ولو من الناحية المنطقية في محاولة لتفسير ما هي الحياة الأخرى.
* لنحكم المنطق:.
إن أسلوب الجدال أو المناقشة يجب أن يقوم أسـاسـاً على ما يكتسبه العقل من تجارب وخبرات تمكنه في مواصلة النقاش . فلا يمكن لأحد أياً كان أن يناقش في أمرٍ ما لم يكن له دراية مسـبقة تجعله يتبع نهجاً خاصاً به لأداء الحوار على أكمل وجه . ولكي يكون الحوار منطقياً يجب أن تترتب أفكاره في العقل بأسلوب يتوافق مع وتيرة التفكير وتسـلسـل دراية الإنسان للشيء المراد إقناعه به. تلك هي طبيعة العقل البشري، الذي يعتمد في تحليله للمسـألة على ما يكتسبه من خبرات يومية متنوعة. لكن قد لا يتكيف هذا العقل مع الظواهر الخارقة لأسـاسـه العلمي.
فالأمور الخارقة تعتبر بالنسبة لنا حواراً مبتوراً لا مجال للنقاش فيه، إذ من المعروف لدينا بأنه لا مدلول فيزيائي لأمرٍ خارق . فطالما ليس هنالك قانون رياضي أو حياتي ينظم ظاهرة ما، فإنه لا يجب أن نسلم بها . فالأمر الخارق أو الإعجاز هو كل ما يكسر قوانين الطبيعة ويتخطاها دون أي اعتبار.
إن السبيل الوحيد كي نجعل الخرافة حقيقة، هو أن نجد لها كافة الأدلة العلمية أو الفلسفية التي تؤكد وجودها وحتميتها على وجه التحديد. وبالتالي ربطها بقوانين الحياة حيث تتمكن الطبيعة في احتضانها بكل سرور. فهل يمكن تحويل خرافة الطبق الطائر أو الحياة الخارقة إلى حقيقة علمية لا تقبل للجدال ؟؟
http://www.jas.org.jo/arabic/ar3.jpg
* فيزيائيا :.
إلى الآن لا يوجد دليلاً فيزيائياً واحداً يؤكد بالصورة القاطعة وجود حياة عاقلة في مكان ما في هذا الكون. ونحن نقصد هنا حياة عاقلة على وجه التحديد كمقارنة بالحياة علي الأرض. لكن ماذا لو اتبعنا سيكولوجية مغايرة في وصف الحياة البعيدة والموجودة في أعماق الكون. إن ما يبعث على الاعتقاد لأن هنالك إمكانية ولو ضئيلة لوجود حياة أخرى هو مبدأ أساسي يتناساه البعض وهو إن حياتنا على كوكب الأرض ليست حالة فضلى على سائر بقاع الكون . إن اتساع رقعة الكون تعطينا انطباعا عاماً عن احتمال تواجد ظروف مشابهة تماماً لما هي على كوكبنا الأخضر . ومع تواجد هذه الظروف , يبقى السؤال المحير للأذهان … هل توجد كائنات حية غيرنا في هذا الكون … ؟ . إن كان هنالك احتمال توفر شروط ملائمة للحياة على كوكب ما … فهل هذا يوازي احتمال تواجد مخلوقات حية…؟ . ومادام لم يكشف بعد عن نقاب هذا الكوكب , فلا يجوز من جهة أخرى إنكاره , بمعنى مازال الاحتمال قائماً لتكرار نفس ظروف تشكل حياتنا نحن أو ما شابهها.
http://www.jas.org.jo/arabic/ar4.jpg
هذا هو الدليل القاطع كما يزعم البعض في إثبات الوجود الحيوي في الكون. الصورة تمثل جثة لكائن ميت نشرت من ملفات المخابرات الأمريكية إبان الحرب العالمية الثانية.
إن كل ما يهمنا هو إمكانية حصر أدلة معقولة لحل معضلة حتمية تواجد تلك المخلوقات في بقعة من الكون , بغض النظر عن المكان والزمان . إذاً كيف يمكننا تصور هذه المخلوقات تصوراً بعيد عن أفلام الخيال العلمي … ؟
إن الحالة الفيزيائية التي نعيشها نحن سكان الكرة الأرضية هي ممثلة بثلاثة أبعاد موضعية وبعد زماني واحد . حيث الأبعاد الموضعية هي الطول والعرض والارتفاع . ويرمز لها في علم الرياضيات (س، ص، ع)، وقد أضاف ألبرت أينشتاين في النظرية النسبية عام 1905 البعد الزماني المختص بالوقت. فأصبحت جملة الإبعاد التي تصف حياتنا نحن بالشكل (س، ص، ع، ز)، تلك هي الأربع أبعاد التي نخضع لها في حال كنا وسنكون , مادمنا أحياء نرزق.
http://www.jas.org.jo/arabic/ar5.jpgألبرت أينشتاين
إذاً البعد فيزيائياً : هو مصطلح يقوم بالأساس على وصف حالة ما في هذا الكون بغض النظر عن هذه الحالة أو هذا البعد ما دامت الحالة موجودة. فلا يمكن أن نحدد لجسم مختفيا أو معدم أبعاداً خاصة به لتعذر إمكانية تحديد موقعه في الفراغ أو تعيين وقت تواجده. لذلك نقول عن هذا الجسم أنه غير موجود أبداً. لذا يعد البعد هوية فيزيائية تعطي لكل ما هو موجود، وكل ما ليس له بعد غير محدد وبالتالي غير موجود . وكلما تعددت هذه الأبعاد زادت الدقة في تعيين الحالة أياً كانت .
الآن لنعد لمسـألة الطبق الطائر، وحتى نجد ثغرة تعطينا الأولوية في تحديد هوية مخلوقات أخرى خارج كوكب الأرض، يجب أن نعود في جديد إلى المبدأ القائل بأن حياتنا على كوكب الأرض ليست حالة فضلى . إن هذا من شـأنه أن يطور أفكارنا ويمنحنا إلزاماً لتوسيع مداركنا حول الكون الفسيح. فما دامت حياتنا على كوكب الأرض ليست الحالة المطلقة، فهل هذا يعني أن أبعادنا الأربعة أيضاً ليست المطلقة ؟؟ ومن جهة أخرى هل القوانين العلمية التي وضعناها في كوكبنا صالحة في أي نقطة في الكون ؟؟ هل هي قوانين دقيقة لدرجة كافية لتعميمها علي أقاصي الكون ؟؟ إن هذا يعد قصوراً في التفكير إذا ما قورنت حجم العلوم الأرضية بمسـاحة الكون غير المنطقية.
قد تكون هنالك حياة في مكان ما في هذا الكون ولكن … تملك حالة فيزيائية مغايرة تماماً لحالتنا نحن على الأرض، بمعنى إن هذه الحياة البعيدة تخضع لأبعاد تختلف كل الاختلاف عن أبعادنا المعروفة (س، ص، ع، ز)، وقد تكون متعددة الإبعاد أي تملك نفس أبعادنا بالإضافة لأبعاد مجهولة لا نعرفها نحن أم قد لا يمكن لإدراكنا العقلي أن يعلم بها. قد يأتي في هذا الجانب مسـألة الكائنات المتطورة. ولكن حتى أكون أكثر موضوعية، يقلقني أن نفكر بأن تطور هذه المخلوقات قد يكون في جوانب فيزيائية وليست تقنية. فالمسائل التقنية قد نقدر على تحليلها. ولكن التطور الفيزيائي أو حتى البيولوجي ماذا عسـانا أن نفعل أمامه ؟؟ ما يجب أن نعلمه هو إن التطور الفيزيائي أكبر خطراً من التطور التقني أياً كان. والمربك في الأمر هو كيف للبشر إدراك بعداً اَخراً لم يسبق لهم وأن تعاملوا معه…!
لنقرب المفهوم أكثر … في العالم المسطح الذي يخضع إلى بعدين الطول والعرض فقط . هنا لا تستطيع الدائرة فيه أن تقفز للأعلى أبداً لأنها تجهل ما هو الارتفاع , فهي ليس بمقدورها فهم ما هو الارتفاع مهما حاول أحدهم أن يشرح لها ذلك . بمعنى أنها لن ترى أي شيء يحلق في السماء عالياً . ونحن عالم الأربع أبعاد نعلم تماماً ما حدث عندما كشف اينشتاين النقاب عن البعد الرابع عام 1905 وما قابله ذلك من سخط وعدم فهم له في البداية . إذاً الفكرة هي بالفعل عملية تطوير الفهم من أجل بعد أخر مضافاً على الأبعاد الاعتيادية . فطالما لم يعتد العقل على البعد المجهول فلن يمكنه بسهولة التعايش معه .
تؤكد بعض النظريات الحديثة التنسيق في علم الفلك بأن العالم في بداياته السحيقة كان مؤلفاً من عشرة أبعاد , انشطرت لتكون عالمنا … عالم الأبعاد الأربعة , والباقي مفقود للآن ولم تسجل أي نظرية مثبتة وجودها حتى اليوم. إن الستة أبعاد الباقية كانت مجتمعة مع أبعادنا الأربعة فأين اختفت … ؟ وكيف هي موزعة في الكون …؟ وهل أجهزة رصدنا أعجز من التقاط واحداً منها لفهمه وتحليله …؟ إذاً ما هو السبيل أو النهج الصحيح للكشف عنها …؟ النقاش يبحث عن ستة أبعاد فقدت منذ زمن سحيق للغاية وطبعاً طريق البحث في نظري مسدود …! لأن وسيلة البحث تتم في أبعاد أربعة أي ضمن الجزء من الكل . فكما لن تتمكن الدائرة من رؤية الارتفاعات .
فنحن لن يكون بمقدورنا إدراك الستة أبعاد . ونحن أيضاً لا نعلم حتى الآن ما هي طبيعتها لندركها ونعلم ماهيتها. هل من الممكن أن تكون فئة من مخلوقات الله اكتسبت ثلاث أو أربع أبعاد وكونت مجتمعاً خاصاً بها …؟ أو أنها ملكت الستة أبعاد وعاشت بعالم فيزيائي غاية في التعقيد …؟
طبعاً هذا لا ينفي تلك المشاهدات وصور الغريبة والمباغتة المصاحبة للأطباق الطائرة , لكن أريد أن أوضح أن هذه المشاهدات ما تزال تفتقر للحسم والدقة في تحديد ما هو الطبق الطائر وماهية الحياة المناظرة. في النهاية يؤسفني أن أقول بأن الغزو الفضائي الذي تعنيه أفلام الخيال سيكون أعقد مما يبدو فيما لو كان من قبل كائنات تملك خمسة أبعاد على الأقل
http://www.jas.org.jo/l2.gif
إن اقتران الطبق الطائر بالحياة الخارجية شغل أذهان الناس منذ أول طبق ظهر إلى حيز الوجود , أو على الأقل حيز الملاحظة. وحاولوا من خلال ذلك وضع تفسيراً لتلك الأجسام الطائرة, فهي ليست طيوراً ولا آلات من صنع الإنسان …. إذاً فما هي ؟؟؟
http://www.jas.org.jo/arabic/ar1.jpg
كل ذلك ظل حتى الآن في عداد المجهول بل وراح البعض يتناسى هذه الظواهر , وبالتالي أصبح الطبق الطائر من نصيب الخرافات أو أفلام الخيال العلمي . هنالك الكثير من الوقائع والأحداث التي أكدت أكثر من مرة تحليق جسم مسطح أو كروي بسرعات مختلفة , وعادة ما كان يصدر عنه إشعاعاً أثناء التحليق السريع . وبناءً على تلك المشاهدات جاء التفكير إلى إمكانية وجود حياة أخرى غير تلك على كوكبنا , وهي تحاول الاتصال بنا عن طريق إرسال مندوبيها بواسطة الأجسام الفضائية , أو المركبات المتطورة....
إن العلم يقف حائراً تماماً أمام هذه الأجسام المجهولة الهوية , وليس بقدور التحليل العلمي أن يأخذ على عاتقه ظاهرة ما دون أن يخضعها لقانون ينظم سلوكها , وتحليل كافة جوانبها لإعطائنا في النهاية وصفاً موضوعياً عن تلك الظواهر . وحيث أن التحليل العلمي عادة ما يعتمد أسلوب التجربة والحساب للقبول , لذاهل يمكننا اعتبار الظاهرة والمشاهدات الخاطفة للطبق الطائر التجربة المحددة لغرض التحليل العلمي المطلوب … ؟
http://www.jas.org.jo/arabic/ar2.jpg
إن الدلائل الموضوعة للآن تبين أن وجود حياة أخرى في هذا الكون الشاسع مازال أمراً غير مبرهن عليه , وكل ما هو بين أيدينا حتى هذه اللحظة سلسلة من الوقائع غير المعقولة … ! ما يحير بعض العلماء هذه الأيام هو اعتبار هذه الأطباق ضرباً من الخيال وبالتالي إعطاء الضوء الأخضر لأفلام الخيال العلمي كي تفسر وتحلل كما يرى المخرجون والمنتجون من أجل إظهار قصة فيلم ناجح أكثر إثارة . في رأي .. إن أفلام الخيال العلمي سـبباً أسـاسـياً لبعدنا عن الفهم الصحيح لتلك الظاهرة المجهولة ، فتجعل بدورها العلم عاجزاً أكثر فأكثر عن وضع أدلة ولو من الناحية المنطقية في محاولة لتفسير ما هي الحياة الأخرى.
* لنحكم المنطق:.
إن أسلوب الجدال أو المناقشة يجب أن يقوم أسـاسـاً على ما يكتسبه العقل من تجارب وخبرات تمكنه في مواصلة النقاش . فلا يمكن لأحد أياً كان أن يناقش في أمرٍ ما لم يكن له دراية مسـبقة تجعله يتبع نهجاً خاصاً به لأداء الحوار على أكمل وجه . ولكي يكون الحوار منطقياً يجب أن تترتب أفكاره في العقل بأسلوب يتوافق مع وتيرة التفكير وتسـلسـل دراية الإنسان للشيء المراد إقناعه به. تلك هي طبيعة العقل البشري، الذي يعتمد في تحليله للمسـألة على ما يكتسبه من خبرات يومية متنوعة. لكن قد لا يتكيف هذا العقل مع الظواهر الخارقة لأسـاسـه العلمي.
فالأمور الخارقة تعتبر بالنسبة لنا حواراً مبتوراً لا مجال للنقاش فيه، إذ من المعروف لدينا بأنه لا مدلول فيزيائي لأمرٍ خارق . فطالما ليس هنالك قانون رياضي أو حياتي ينظم ظاهرة ما، فإنه لا يجب أن نسلم بها . فالأمر الخارق أو الإعجاز هو كل ما يكسر قوانين الطبيعة ويتخطاها دون أي اعتبار.
إن السبيل الوحيد كي نجعل الخرافة حقيقة، هو أن نجد لها كافة الأدلة العلمية أو الفلسفية التي تؤكد وجودها وحتميتها على وجه التحديد. وبالتالي ربطها بقوانين الحياة حيث تتمكن الطبيعة في احتضانها بكل سرور. فهل يمكن تحويل خرافة الطبق الطائر أو الحياة الخارقة إلى حقيقة علمية لا تقبل للجدال ؟؟
http://www.jas.org.jo/arabic/ar3.jpg
* فيزيائيا :.
إلى الآن لا يوجد دليلاً فيزيائياً واحداً يؤكد بالصورة القاطعة وجود حياة عاقلة في مكان ما في هذا الكون. ونحن نقصد هنا حياة عاقلة على وجه التحديد كمقارنة بالحياة علي الأرض. لكن ماذا لو اتبعنا سيكولوجية مغايرة في وصف الحياة البعيدة والموجودة في أعماق الكون. إن ما يبعث على الاعتقاد لأن هنالك إمكانية ولو ضئيلة لوجود حياة أخرى هو مبدأ أساسي يتناساه البعض وهو إن حياتنا على كوكب الأرض ليست حالة فضلى على سائر بقاع الكون . إن اتساع رقعة الكون تعطينا انطباعا عاماً عن احتمال تواجد ظروف مشابهة تماماً لما هي على كوكبنا الأخضر . ومع تواجد هذه الظروف , يبقى السؤال المحير للأذهان … هل توجد كائنات حية غيرنا في هذا الكون … ؟ . إن كان هنالك احتمال توفر شروط ملائمة للحياة على كوكب ما … فهل هذا يوازي احتمال تواجد مخلوقات حية…؟ . ومادام لم يكشف بعد عن نقاب هذا الكوكب , فلا يجوز من جهة أخرى إنكاره , بمعنى مازال الاحتمال قائماً لتكرار نفس ظروف تشكل حياتنا نحن أو ما شابهها.
http://www.jas.org.jo/arabic/ar4.jpg
هذا هو الدليل القاطع كما يزعم البعض في إثبات الوجود الحيوي في الكون. الصورة تمثل جثة لكائن ميت نشرت من ملفات المخابرات الأمريكية إبان الحرب العالمية الثانية.
إن كل ما يهمنا هو إمكانية حصر أدلة معقولة لحل معضلة حتمية تواجد تلك المخلوقات في بقعة من الكون , بغض النظر عن المكان والزمان . إذاً كيف يمكننا تصور هذه المخلوقات تصوراً بعيد عن أفلام الخيال العلمي … ؟
إن الحالة الفيزيائية التي نعيشها نحن سكان الكرة الأرضية هي ممثلة بثلاثة أبعاد موضعية وبعد زماني واحد . حيث الأبعاد الموضعية هي الطول والعرض والارتفاع . ويرمز لها في علم الرياضيات (س، ص، ع)، وقد أضاف ألبرت أينشتاين في النظرية النسبية عام 1905 البعد الزماني المختص بالوقت. فأصبحت جملة الإبعاد التي تصف حياتنا نحن بالشكل (س، ص، ع، ز)، تلك هي الأربع أبعاد التي نخضع لها في حال كنا وسنكون , مادمنا أحياء نرزق.
http://www.jas.org.jo/arabic/ar5.jpgألبرت أينشتاين
إذاً البعد فيزيائياً : هو مصطلح يقوم بالأساس على وصف حالة ما في هذا الكون بغض النظر عن هذه الحالة أو هذا البعد ما دامت الحالة موجودة. فلا يمكن أن نحدد لجسم مختفيا أو معدم أبعاداً خاصة به لتعذر إمكانية تحديد موقعه في الفراغ أو تعيين وقت تواجده. لذلك نقول عن هذا الجسم أنه غير موجود أبداً. لذا يعد البعد هوية فيزيائية تعطي لكل ما هو موجود، وكل ما ليس له بعد غير محدد وبالتالي غير موجود . وكلما تعددت هذه الأبعاد زادت الدقة في تعيين الحالة أياً كانت .
الآن لنعد لمسـألة الطبق الطائر، وحتى نجد ثغرة تعطينا الأولوية في تحديد هوية مخلوقات أخرى خارج كوكب الأرض، يجب أن نعود في جديد إلى المبدأ القائل بأن حياتنا على كوكب الأرض ليست حالة فضلى . إن هذا من شـأنه أن يطور أفكارنا ويمنحنا إلزاماً لتوسيع مداركنا حول الكون الفسيح. فما دامت حياتنا على كوكب الأرض ليست الحالة المطلقة، فهل هذا يعني أن أبعادنا الأربعة أيضاً ليست المطلقة ؟؟ ومن جهة أخرى هل القوانين العلمية التي وضعناها في كوكبنا صالحة في أي نقطة في الكون ؟؟ هل هي قوانين دقيقة لدرجة كافية لتعميمها علي أقاصي الكون ؟؟ إن هذا يعد قصوراً في التفكير إذا ما قورنت حجم العلوم الأرضية بمسـاحة الكون غير المنطقية.
قد تكون هنالك حياة في مكان ما في هذا الكون ولكن … تملك حالة فيزيائية مغايرة تماماً لحالتنا نحن على الأرض، بمعنى إن هذه الحياة البعيدة تخضع لأبعاد تختلف كل الاختلاف عن أبعادنا المعروفة (س، ص، ع، ز)، وقد تكون متعددة الإبعاد أي تملك نفس أبعادنا بالإضافة لأبعاد مجهولة لا نعرفها نحن أم قد لا يمكن لإدراكنا العقلي أن يعلم بها. قد يأتي في هذا الجانب مسـألة الكائنات المتطورة. ولكن حتى أكون أكثر موضوعية، يقلقني أن نفكر بأن تطور هذه المخلوقات قد يكون في جوانب فيزيائية وليست تقنية. فالمسائل التقنية قد نقدر على تحليلها. ولكن التطور الفيزيائي أو حتى البيولوجي ماذا عسـانا أن نفعل أمامه ؟؟ ما يجب أن نعلمه هو إن التطور الفيزيائي أكبر خطراً من التطور التقني أياً كان. والمربك في الأمر هو كيف للبشر إدراك بعداً اَخراً لم يسبق لهم وأن تعاملوا معه…!
لنقرب المفهوم أكثر … في العالم المسطح الذي يخضع إلى بعدين الطول والعرض فقط . هنا لا تستطيع الدائرة فيه أن تقفز للأعلى أبداً لأنها تجهل ما هو الارتفاع , فهي ليس بمقدورها فهم ما هو الارتفاع مهما حاول أحدهم أن يشرح لها ذلك . بمعنى أنها لن ترى أي شيء يحلق في السماء عالياً . ونحن عالم الأربع أبعاد نعلم تماماً ما حدث عندما كشف اينشتاين النقاب عن البعد الرابع عام 1905 وما قابله ذلك من سخط وعدم فهم له في البداية . إذاً الفكرة هي بالفعل عملية تطوير الفهم من أجل بعد أخر مضافاً على الأبعاد الاعتيادية . فطالما لم يعتد العقل على البعد المجهول فلن يمكنه بسهولة التعايش معه .
تؤكد بعض النظريات الحديثة التنسيق في علم الفلك بأن العالم في بداياته السحيقة كان مؤلفاً من عشرة أبعاد , انشطرت لتكون عالمنا … عالم الأبعاد الأربعة , والباقي مفقود للآن ولم تسجل أي نظرية مثبتة وجودها حتى اليوم. إن الستة أبعاد الباقية كانت مجتمعة مع أبعادنا الأربعة فأين اختفت … ؟ وكيف هي موزعة في الكون …؟ وهل أجهزة رصدنا أعجز من التقاط واحداً منها لفهمه وتحليله …؟ إذاً ما هو السبيل أو النهج الصحيح للكشف عنها …؟ النقاش يبحث عن ستة أبعاد فقدت منذ زمن سحيق للغاية وطبعاً طريق البحث في نظري مسدود …! لأن وسيلة البحث تتم في أبعاد أربعة أي ضمن الجزء من الكل . فكما لن تتمكن الدائرة من رؤية الارتفاعات .
فنحن لن يكون بمقدورنا إدراك الستة أبعاد . ونحن أيضاً لا نعلم حتى الآن ما هي طبيعتها لندركها ونعلم ماهيتها. هل من الممكن أن تكون فئة من مخلوقات الله اكتسبت ثلاث أو أربع أبعاد وكونت مجتمعاً خاصاً بها …؟ أو أنها ملكت الستة أبعاد وعاشت بعالم فيزيائي غاية في التعقيد …؟
طبعاً هذا لا ينفي تلك المشاهدات وصور الغريبة والمباغتة المصاحبة للأطباق الطائرة , لكن أريد أن أوضح أن هذه المشاهدات ما تزال تفتقر للحسم والدقة في تحديد ما هو الطبق الطائر وماهية الحياة المناظرة. في النهاية يؤسفني أن أقول بأن الغزو الفضائي الذي تعنيه أفلام الخيال سيكون أعقد مما يبدو فيما لو كان من قبل كائنات تملك خمسة أبعاد على الأقل