بسم الله الرحمن الرحيم
مهارات التفكير Thinking Skills) ) كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مهارات التفكير وأهميتها في عملية التعليم والتعلم ، فتجد المكتبات مليئة بـ الكتب العربية والأجنبية التي تعنى بمهارات التفكير وطرق توظيفها في التعليم ، وكذلك لانهمل التبني العالمي لمهارات التفكير والتعليم المعتمد على التفكير من قبل المؤسسات التعليمية في الدول المتقدمة كأمريكا وأوروبا واستراليا واليابان وغيرها ، وكذلك اعتمادها في التعليم العالي لكثير من الجامعات العالمية ، وهذه الدول لم تتبنى هذا الموضوع عبثاً ولكن من واقع دراسات وأبحاث أشارت إلى أهمية مهارات التفكير في مجال التعليم والتعلم .
السؤال الذي نريد أن نتعرف على إجابته : ماهي طبيعة مهارات التفكير ؟
بداية لابد من تعريف التفكير الذي نقوم من خلاله بممارسة مهارات التفكير
التفكير هو : نشاط عقلي منظم أو غير منظم يقوم به الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمس بغرض التوصل إلى نتاجات ذات معنى
نلاحظ : من التعريف أنه المعالجة التي يقوم بها العقل للمدخلات الحسية ، ولكن ما الفرق بين نشاط منظم وغير منظم ؟
نشاط غير منظم : كل البشر يفكرون ويستخدمون هذا النوع من التفكير وفي شتى مجالات حياتهم وهذا التفكير الطبيعي لأي شخص . ماذا يأكل ؟ ماذا يلبس ؟ يشتري هذا أو ذاك .................... الخ ؟
الذي يهمنا في موضوع التفكير هو النشاط العقلي المنظم
بحث العلماء كثيراً حول كيفية حدوث النشاط العقلي المنظم أو بصيغة أخرى كيف ننظم النشاط العقلي ؟
أو ماهي الأدوات التي يستخدمها العقل لمعالجة المدخلات الحسية بشكل منظم ينتج عنه نتاجات ذات معنى ؟
فوجدوا أن العقل يقوم بمعالجة المدخلات أو ( النشاط العقلي ) بواسطة مجموعة كبيرة من المهارات أُطلق عليه مهارات التفكير Thinking Skills) ) .
تعريف مهارات التفكير :
تعريف : عمليات محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد لمعالجة المعلومات .
تعريف آخر :هي تنظيم التفكير أو تنظيم الأنشطة (العمليات ) العقلية .
دعونا نتعرف على تعريف آخر يوضح العلاقة أو الفرق بين التفكير ومهارات التفكير :
التفكير هو عملية ذهنية يتفاعل فيها المتعلم مع ما يواجهه من خبرات ومواقف ويولد الأفكار ويحللها ويقيمها ويعيد تنظيمها وترميزها بهدف إدماجها في بنائه العقلي مستخدماً مهارات التفكير .
من الأمثلة على مهارات التفكير : مهارات التفكير كثيرة جداً ولكن هناك مهارات أساسية أو محورية مثل :
مهارة المقارنة والتصنيف والترتيب والملاحظة والتلخيص وووو..........الخ
العلاقة بين مهارات التفكير والتعليم والتعلم:
مما سبق نستنتج أن العلاقة كبيرة جداً، وتوضح أهمية مهارات التفكير في عملية التعليم والتعلم والتي لايمكن فصلها بأي حال من الأحوال شئنا أم أبينا .
فالمعلم الفعال: هو الذي يعلم أبنائه الطلاب من خلال مهارات التفكير ويستخدمها بوعي تام ( بقصد ) داخل الغرفة الصفية.
كذلك المتعلم الفعال : هو الذي يمارس هذه المهارات عن قصد ليعالج بها كل المعلومات التي يحصل عليه أثنا عمليتي التعليم والتعلم ، لانه يمتلك مهارات التفكير اللازمة لذلك .
لذا نريد معلم قادر على تعليم الطلاب كيف يتعلمون .
أي يستطيع أن يكسب المتعلمين :
( المعرفة + المهارات اللازمة لمعالجة المعرفة و اكتسابها وتوظيفها التوظيف السليم في الحياة بشتى مجالاتها )
لكي يتمكن المعلم والمتعلم من استخدام مهارات التفكير بكفاءة عالية يجب أن يتدربوا عليها ويمارسونها مراراً وتكراراً لتصبح جزء من سلوكهم الطبيعي .
النتائج المتوقعة من تدريب المعلمين والمعلمات على استخدام مهارات التفكير في عمليتي التعليم والتعلم :
بالنسبة للمعلم :
تجعل المعلم يخطط جيداً لعملية التدريس
تجعل المعلم يحقق أهداف الدرس بكفاءة عالية سواء من حيث ( درجة الفهم والاستيعاب أو زمن تحقيقها )
تجعل المعلم يوظف المهارات المناسبة لتقديم كل درس في المنهج بوعي تام مخطط له مسبقاً.
يطبق المعلم استراتيجيات التعلم الحديثة كالتعلم التعاوني والتعلم الذاتي وغيرها بكفاءة وفاعلية كبيرة جداً .
بالنسبة للمتعلم :
•يصبح المتعلم فعال ومحور للعملية التعليمية
•يصبح المتعلم متسلح بمهارات التفكير الهامة التي تعينه على التحصيل العلمي وما بعد التحصيل العلمي ( توظيف هذا العلم في مجالات الحياة الأخرى ) لأنه يرى معلم قدوة يستخدم مهارات التفكير في تدريسه ويعلم الطلاب كيف يستخدمون المهارة المناسبة في الموقف التعليمي المناسب .
•يبني المتعلم المعارف التي يتعلمها بنفسه ويكون شريكاً فعالاً في عملية التعليم ، وهذا يتوافق مع أشهر نظريات التعلم مثل " النظرية البنائية" ونظرية " التعلم ذا المعنى " .
•يصبح المتعلم يفكر ويمارس ما تعلمه
من هذا المنطلق :
•ينبغي أن يستمر تدريب المعلمين على مهارات التفكير وكيفية تطبيقها في المواد الدراسية المختلفة وذلك من خلال مجموعة من الحقائب التدريبية التطبيقية المبنية على الأسس العلمية التي تحقق أقصى فائدة من التدريب.
طبعاً تلاحظون أنني لم أقل عمليات العلم مع أن كتب العلوم تطلق على هذه المهارات أسم عمليات العلم ، سياتي التفصيل وذكر السبب لاحقاً لأن عمليات العلم جزء من مهارات التفكير و.................................الخ
وفي الحلقة القادمة سنفصل كثيرررررراً في إتجاهات تعليم التفكير وسنركز على الدمج
وترقبوا موضوع متكامل عن التفكير الإبداعي والناقد
وشكري للجميع
مشرف تربوي -تدريب - فيزياءعضو فريق التطوير المهني لمشروع الرياضيات والعلوم الطبيعيةعضو اللجنة الإشرافية(قسم المعلمين)بالجمعية السعودية للعلوم الفيزيائية
الله يعطيك العافية
استفدت منك كثير
وفي انتظارك
جزاك الله خيرًا أستاذ فهد على هذا الطرح الرائع
ونحن فعلاً في حاجة إلى القراءة والتدريب النوعي على التفكير ومهاراته وكيفية تطبيقها في حياتنا وتعليمنا ...الخ.
وأن استغرق ذلك عدة حلقات ... نحن في انتظارها فإذا كانت هذه البداية
"ماشاء الله " فكيف ستكون النهاية بالأكيد ستحدث الأثر المرغوب والتغيير المأمول.
إن توظيف التفكير في مقررات مشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية مطلب أساسي
؛ لذا يلزم دعم هذا الجانب وتعميقه في الميدان التربوي كما أنه من المناسب عرض مواقف صفية ثرية توضح التعامل مع التفكير ومهاراته في المقررات الدراسية الحديثة والأمل معقود على معلمينا ومعلماتنا المتميزين في إثراء هذا الجانب .
أسأل الله لك التوفيق والسداد
التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 06-05-2009 الساعة 01:11 PM
نشكر لك أستاذ/ فهد الرحيلي هذا الطرح الرائع نحن بإنتظار المزيد من مهارات التفكير وكيفية الدمج خاصة مع المقررات الجديدة
وفقك الله
شكرا لك أخي على هذا الجهد الكبير
وإليك ياغالي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الدعوة إلى التفكير ليست من الأمور التي ينادي بها الغرب بل ينادي بها الدين الحنيف وذلك من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..
فديننا يدعونا للتفكير والإبداع ..
مدخل ..
قال الله تعالى (( وماتلك بيمينك يا موسى ..قال هي عصاي أتوكأ عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ))
س : أبحر في التفكير .. واختبر قدرتك واذكر استخدامات العصى .. . ؟
ستجد الكثير من الاستخدامات وما عليك سوى الإبحار وسجل ما يجول به فكرك ..
وقفه : من الامثله التي ذكرها طلاب الدورة .. أداة من أدوات العقاب .. وسيلة للحماية .. تستخدم كقوس ..
الان .. سأذكر لك قصة .. وما عليك سوى الانتباه ..
صبي في الولايات المتحدة .. قرر أن يعمل في الصيف ..وبدأ البحث . عن عمل ولكن أغلقت الأبواب أمامه .
وكلما جاء لصاحب محل تجاري رفضه .. استمر في عرض نفسه كعامل مجد ومجتهد ولكن بلافائده...
وعندما أصيب بالإحباط .. عاد لبيته محمل بقدر كبير من الهم ..
وفجأة سمع أن ابن الجيران .. وجد عمل .. وأين .. عند ذلك الشايب الذي رفضه وقال له اني لا احتاج لعامل .. فغضب الصبي وذهب لصاحب المحل ..
وبدأ في الشتم بداية من اتهام العجوز بالكذب نهاية بثورة غضب عارمة .. نظر إليه صاحب المحل .. وقال .. أنت حضرت لي قبل أسبوع ولم أوظفك ,, وحضرة اليوم ولن أوظفك .. وحتى لو حضرت بعد أسبوع أو سنه لن أوظفك ..
تدري لماذا ..؟ لانك لم تصنع نجاحك بنفسك ولكن ذلك الصبي صنع نجاحه بنفسه ..
سكت الصبي .. وارتسمت علامات التعجب على وجهه .. واستمر العجوز في الكلام وقال ..
نعم .. لم يأتي ويقل أريد عمل .. ولكن جاء وقال .. لدي فكرة .. سأقوم بالذهاب لكل بيت في الحي وانظر ما يريدون وسأنقل الطلبات بدراجتي .. نعم فكرة جميلة .. هكذا قال العجوز وزادت المبيعات فكم من شخص بيني وبينهم عداوة .. ولكن الان اصبحوا يشترون من خلال هذا الصبي ..
نعم فكر في القصة .. وكلنا نستطيع أن نصنع نجاحنا ولكن عليك بالتفكير .. وقبل ذلك الدعاء.
قصة زمزم وفاطمة ..
كان هناك رجل فقير ... ليس لديه أي عمل أو وظيفة وكان في عوز وحاجه .. وكانت زوجته دائما تغضب منه ومن جلوسه بلا عمل حتى قالت له على الأقل اكفي نفسك .. فماذا فعل هذا الرجل ؟
ذهب حتى التقى مع قافلة متجهة لمكة فطلب منهم أن يأخذوه معهم .. وافقوا وطلبوا منه أجرة السفر .. لكنه ....
لا يملك شيء .. ولكن يملك عقل مفكر .. قال ساكون معكم .. وساكون خادم القافلة احمل الأغراض واسقي الإبل وغيره ..
نعم .. واشترطوا عليه انه يغادر هم إذا وصلت القافلة مكة فواقف ..
وعندما وصلوا لمكة .. احتار ماذا يعمل؟ .. جلس في مكان .. وكان هناك مشرب لزمزم مزدحم .. وهنا جاءته فكره!!
قال : لماذا لا ادخل في الزحام .. واملى كأسين من الزمزم واقوم ببيعها لمن لا يستطيع إن يدخل الزحمة وبسعر جيد . طبق الفكرة .. راجت .. كسب .. وجاء الليل .. أين ينام .. ؟؟ هذا هو السؤال ..
وجد هناك قهوة .. أو بمعنى مكان لتقديم القهوة والشاي وكذلك مبيت للمسافرين .. جلس في القهوة طلب العشاء .
وعندما جاء ليحاسب صاحب القهوة وجد عنده مال كثير .. فقال له من أين لك هذا .. ؟
خاف الرجل .. وحتىلايظنون انه يسرق الحجاج .. قال أنا متسول .. فقال له .. صاحب القهوة .. طيب ما رأيك أن استفيد من هذه الفكه .. منك فرفض حتى اتفق أن يبيت عندها ويأكل العشاء مقابل أن يعطيه الفكه . (( صرف )) ..
واستمر يجمع في المال ويجتهد حتى انتهاء الحج ..
وجاء السؤال ماذا افعل ؟؟ .. وهنا فكر مليئ ... وقال سأذهب مع الحجاج للمدينه وارى هنالك ما يمكن أن أقوم به .
وفي المدينة .. خطرت لديه فكرة .. نعم انه مفكر ..
اشترى له بغل .. وحمل عليه التمر .. نعم تمر عادي .. وذهب إلى الأماكن التي يزدحم فيها الشيعة .. وكان يقول:
تمر شجرة فاطمة رضي الله عنها .. وكان يبيع ما لديه ويعود للسوق وهكذا ..
هل تعلمون بماذا رجع لزوجته .. رجع بأربعين ريال . وكان هذا المبلغ في ذلك الزمن يعني الكثير والكثير.
قصة النقطة ..
أحد المشرفين التربويون أراد أن يقارن بين مستويات الطلاب في التفكير لعينه من الطلاب فجاء للطلا ب وهم في ا لمرحلة الابتدائية .. وكتب نقطه على السبورة وسأل ما هذا ..
وجد تفاعل كبير وأفكار جديده وغريبة منهم من قال نقطه ومنهم من قال صفر والكثير من الإجابات حتى جاء طالب من آخر الصف وقال هذي عامود تلفون ؟؟
تعجب المدرس وقال كيف : قال عمود تلفون تشاهده من الأعلى ... ؟
أحس المشرف بسعادة لمستوى الطلاب .. وعمل دراسة لنفس العينه لكن بعد فترة زمنية وكانوا في المرحلة الثانوية .. دخل الفصل وكتب نقطه .. سأل ما هذا ؟
لم يجب أحد .. واستمر الصمت .. حتى مرر عليهم السؤال واحد واحد ولم تكون الإجابة سوى إجابة واحده نقطه واخرين لم تكن لديهم إجابة .. ؟
ادرس هذه الكلمات وفكر ..
لــــــــغز .. ؟
شخص سافر من الرياض إلى جده في ساعة وثلث .. وعند العودة كانت مدة الرحلة ثمانون دقيقه . ما السبب في ذلك .. ؟
مقال رائع أخي فهد
وتفاعل من الجميع
نعم التفكير عندنا قيمة دينية لأن ديننا يدعو إلى ذلك ويحثنا على التفكير والتفكر
لافظ فوك أخي رياض
أخي رياض السبب لان ساعة وثلث = ثمانون دقيقة :d
شكرا لك أخي الغالي
مازلت أتعلم
اسم يدل على
التواضع
زادك الله علماً ورفعة
نشكر لك أستاذ/ فهد الرحيلي هذا الطرح الرائع نحن بإنتظار المزيد من مهارات التفكير وكيفية الدمج خاصة مع المقررات الجديدة
وفقك الله
سبحانك الله و بحمدك..أشهد أن لا إله إلا أنت..أستغفرك و أتوب إليك.
نعم استاذ فهد نريد المزيد لان المشروع الجديد في تعليم الرياضيات والعلوم الطبيعية ملئ بلمهارات التفكيرفي كل جزئية وفي مستويات التفكير المختلفة
السلام عليكم ورحمة الله
لنستكمل موضوعنا
أولاً : هل هناك فرق بين مهارات التفكير وعمليات العلم؟
حقيقة لا يوجد فرق جوهري فمسمى عمليات العلم هو اسم اشتهر لدى المهتمين بتعليم وتعلم العلوم
حيث قسموا أو صنفوا عمليات العلم إلى قسمين / أساسية : مثل الملاحظة ، التصنيف ، الترتيب ...الخ
وعمليات علم تكاملية : فرض الفروض ، التفسير ، التنبؤ ، الاستنتاج .....الخوالفرق بين عمليات العلم الأساسية والتكاملية يكمن في أن الثانية أكثر تعقيداً من الأولى وكذلك نحتاج أن نمتلك ونمارس عمليات العلم الأساسية حتى نتمكن من اكتساب وممارسة عمليات العلم التكاملية .نرجع لموضوع مهارات التفكير:
عندما تطور علم النفس وخاصة المعرفي بدأ الاهتمام بموضوع التفكير ، وتم تصنيف مهارات التفكير إلى :
1- تفكير أساسي ويتكون من مهارات التفكير أساسية
2- تفكير مركب ( التفكير الناقد والإبداعي ) ولكل منهما مهاراته الخاصة
والقادم سنتطرق لمهارات التفكير الأساسية ( المحورية ) وكذلك التفكير الناقد والإبداعي ومهارات كل منهما ، مع عرض المنظمات التخطيطية لكثير من مهارات التفكير
لكم تحياتي
مشرف تربوي -تدريب - فيزياءعضو فريق التطوير المهني لمشروع الرياضيات والعلوم الطبيعيةعضو اللجنة الإشرافية(قسم المعلمين)بالجمعية السعودية للعلوم الفيزيائية
المفضلات