السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, تم بحمد الله ترقية المنتديات الى أخر اصدار .
صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 36

الموضوع: خربشات وردة

  1. #1
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    58

    افتراضي خربشات وردة

    هذه السنة الرابعة لي في مجال التدريس

    ما زلت غير راضية عن أدائي المهني خلالها , لكني أحاول


    عبر هذا المتصفح , سأبحر بكم في عالمي الخاص , عبر تأملاتي ومذكراتي المدرسية ,

    سأبدا بالقديم , ثم أضيف الجديد بعده يدون خطاي مع رحلة التطوير بإذن الله .



    أتمنى لكم رحلة ممتعة معي .



    وبسم الله أبدأ

  2. #2
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    58

    افتراضي ورد الصباح

    1425هـ
    تجربتي الأولى في التدريس .


    اشتقت لمعملي الصغير في مدرستي القروية ,برغم صغر مساحته وافتقاره لوسائل السلامة كما المعامل الكبيرة المتطورة, إلا أن بيني وبينه ود قد لا أجدها في تلك ,برغم ما حطمت فيه وخربت .



    لقد قامت طالباتي بترتيبه بطريقة رائعة جعلت العمل فيه ممتعا ومريحا ..تلك كانت سمتهن بنات القرية يحببن المبادرة والخدمة .


    في الربع الأول من القرن الخامس عشر الهجري ,تمت توليتي مهمات التدريس بمدرسة متوسطة وثانوية تحتضنها طبيعة خلابة .


    أذكر الطريق التي سلكناها لنصل إليها ,مستقمية معبدة ,مع انحناءات والتواءات ,منطقة ترابية تجعلك في وضع الاهتزاز ,ثم انخفاضات وارتفاعات مرورا بمنطقة الوادي المائية التي اتمتع فيها برؤية الماشية وهي ترد الماء ,وأخيرا نصل إلى بوابة المدرسة .مع تلك الحال أوشكت على التذمر ولكني تذكرت قول الدكتورة إيمان ونحن في الكلية (اخشوشنوا ) ,فخفف ذلك من معاناتي من تلك الطريق .



    كانت مهمتي وقتها إنهاء ست مقررات دراسية من الغلاف للغلاف لأربع مراحل في وقت قياسي وهو قرابة الشهر .إذ كان الفصل الدراسي الأول في نهايته ,ولكني كنت على وعد بتقاسم المهمة مع معلمة أخرى لم تحضر بعد .



    انتهى الفصل الأول بعد مكابدة .تنفست الصعداء لأبدا مشوار الفصل الثاني ,بالطبع سيكون مختلفا عن رفيقه الأول .



    في يوم النشاط خيرت بين نشاطين ,فاخترت الزراعة لا لأني أميل إليه ولكن لكوني استطيع النجاح فيه أما الآخر فأنا لم أحبذه بالكلية .
    بالطبع ستكون معلمة العلوم الأخرى بمشاركتي .




    اجتمعت الطالبات عضوات الزراعة بالمكان المخصص ,تم طرح الموضوع وفكرته وهو إنشاء حديقة مصغرة في المدرسة ( المدرسة مستأجرة ومساحتها جدا صغيرة ).

    تمت الموافقة ,وبقي التخطيط والتصميم للشكل طبعا بعد تحديد نوع النباتات التي سوف يتم زراعتها ,قسمن لمجموعتين وترك لهن حرية التصميم .بعد فراغهن من ذلك عرض النموذجان ليتم التصويت على أحدهما فتم الاختيار .
    انتقلنا لأرض المشروع لمباشرة العمل اليدوي .




    ولكن ,كانت هناك صدمتنا .




    الأرض لا تصلح للزراعة ,هذا ما قيل لنا وما تناقلته الأفواه فاضطربت مسامعنا بهذا النبأ المؤلم .
    كل المحاولات في السنوات الماضية لإنجاح مشروع الزراعة تفشل ! والسبب مجهول ؟
    نحن الآن في موقف حرج ولابد من اتخاذ القرار ,هل نمضي أم نتراجع ؟




    ولكن الغريب في الأمر أن هناك أشجار بالمدرسة ونباتات , فلا يعقل أن تكون الأرض غير صالحة .ولكن لماذا فشلت محاولات من كان قبلنا ؟
    لم تطل مدة التفكير ,تم اتخاذ القرار بسرعة !




    سيتم إنفاذ المشروع
    لا أدري أهو رغبة التحدي أم النجاح , أم عدم اقتناع باستحالة الأمر لأن هناك شاهد على أن الأمر ليس بمستحيل . وكل ما هنالك مشكلة تحتاج إلى حل .
    تم معاينة الموقع ,مليء بالأعشاب الضارة, وقطع أحجار البناء و الأرض كانت موقعا لأعمال البناء وتجهيز خلطات الأسمنت .
    فكانت المهمة الأولى , التخلص من الأعشاب الضارة وباقي مخلفات البناء , ثم نقوم بحرث الأرض .
    واجهتنا مشكلة لايوجد أدوات للحفر وحرث الأرض أو تقطيع الأعشاب .لن نتراجع لابد من التفكير في البديل
    .




    وجدناها ,لقد كانت أدوات المطبخ الخاصة بالتدبير المنزلي ,ملاعق وأشواك وأسياخ شوي ,هذا بالإضافة إلى قطع من الخشب قد غرست بها مسامير ,وكذلك الأحجار ,تلك كانت أدواتنا الزراعية .




    وبدأ العمل



    ,بالطبع ما كل المشتركات كن يعملن فكان لا بد من تحفيزهن , وتحريضهن . لذا قمت بمشاركة الطالبات أعمال الحفر فهذا يحفزهن أكثر على المواصلة والعمل .




    تم تهيئة الأرض لضيوفها أخيرا .بعد وقت طويل نسبيا من الإعداد لذلك , رسم التصميم على مساحتها ووضعت حدودها , وتبقى استقبال الزوار الجدد .




    كانت الطالبات سعيدات بهذا العمل ,حتى من ليس من نشاطنا , لذا رغب فصل الأول ثانوي الذي أدرسه تحدينا بزراعة الجانب الآخر من المدرسة ,وتم قبول التحدي ,وجرت المنافسة على قدم وساق . لقد سررت بهذا الموقف منهن فله مردوده الإيجابي بغض النظر عمن سيكون الفائز .


    أحضرت مجموعة من النباتات التي اتفق على زراعتها , كانت في مجملها نباتات عطرية تنبت في تلك المنطقة ,ريحان ونبات وبري نسميه (شار ) هذا بالإضافة إلى نوع من الورود التي تنتشر بشكل أفقي ( ورد الصباح ).
    تم غرسها وفق التصميم المعد سلفا .واتفق على جدول سقياها ومن سيتولى ذلك .
    بالنسبة للفريق المنافس فقد كان يعمل بجد , ويرمينا بعبارات التحدي , ولكن العبرة بمن يضحك آخرا .


    الركن الثاني من نجاح عملنا بذلنا فيه ما أمكننا , فيتبقى لنا الركن الأول ,

    إنه التوكل .


    علمت أن إحداهن , دعت الله أن ينجح العمل في آخر ساعة في ليلة من الليالي . وكما نعلم سهام الليل لا تخطئ .
    وبهذا تكون أركان النجاح قد أكتملت , وليس أمامنا سوى ترقب النتيجة .



    بعد انتظار , أصبنا بخيبة أمل .
    لقد ذبلت النباتات والشجيرات ,كان وقع الأمر أليما ,فهذا نبأ بفشل المشروع .وكل ما عملناه سيذهب هباء .مشاعر سلبية أصابتنا ونحن نرى منظر النباتات الذابل ,ولكن ما باليد حيلة تجاه هذا الأمر .



    انقطعنا عن المدرسة أباما بسبب الإجازة ثم رجعنا ,
    لنجد الأرض قد أصابها مطر السماء .




    ولامست قطراته ورق الشجر

    لنجد أن الله عز وجل لم يخذلنا , وتعب الأيام لم يذهب سدى ,كذلك الحال بالنسبة للفريق المنافس .


    ها هو الريحان قد استقام عوده , وتفرعت أغصانه ,وأخضرت أوراقه . والشار يسرك بملمسه الوبري وتزايد أوراقه , ولا أنسى ما أبهج مقلتي بجماله وروعة ألوانه

    إنه ورد الصباح .

  3. #3
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    67

    افتراضي

    رائع
    ماأجملها من خربشات ....ذكرتنا جميعا بالماضي
    لازلت بداية عهد بالتدريس فكيف هن القدم ؟؟؟؟؟؟؟؟
    اكملي.. كلنا عيون تقرأ
    السير نحو النجاح رحلة لانهاية لها ...
    توقف قليلا عن السير , وراجع ماقطعته في رحلتك .
    وصحح أخطائك...
    وطور مهاراتك..
    واشحذ همتك ..
    وانظر للحياة بتفاؤل وسعادة ..
    ثم أكمل رحلتك

  4. #4
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    58

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر العطاء مشاهدة المشاركة
    رائع
    ماأجملها من خربشات ....ذكرتنا جميعا بالماضي
    لازلت بداية عهد بالتدريس فكيف هن القدم ؟؟؟؟؟؟؟؟
    اكملي.. كلنا عيون تقرأ
    شرفني حضورك هنا .
    وسعيدة بتواجدك العطر

    فأهلا وسهلا .

  5. #5
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    58

    Smile بين أحضان الجبال

    رجعت للتدريس بعد قرابة الثلاث سنوات , حيث كنت على بند التعاقد مدة سنتين ثم لم يجدد العقد بعدها , لأعين رسميا معلمة في إحدى القرى في منطقة جبلية خلابة .


    شارف الفصل الدراسي الأول للعام المنصرم بالانقضاء حين تسلمت خطابي وتوجهت لمدرستي . كالعادة مقررات لم تدرس بعد تحمل على كاهلي من جديد فقد كلفت بتدريس الرياضيات , حتى أكون أبعد ما يكون عن تدريس الصف الأول الابتدائي إذ لا خيار أماي سوى الاثنين .




    يوم السبت كان اجتماعنا الأول ,فيه سيلقى على كاهلنا مزيد من أعباء مهنتنا .

    الورقة في يد المديرة ونحن حقلة حولها قد تشكلنا بانتظار قنابل المدفعية تصوب نحونا .

    كنت بانتظار سماع دوي انفجار القنبلة الخاصة بي .

    وهاهي ساعة الصفر قد حانت .



    ( فيفي )



    زهرات المدرسة الصغيرات قد أصبحن بين يديك .

    علميهن الأرقام , والصعود بها والهبوط ,لا تنسي الصفر فهو قيمة عظيمة .

    وأخبريهن أن الله واحد .

    ووالدينا اثنين ,

    وصلواتنا خمس ,

    وأيامنا سبعة ,

    وشهورنا تسعة .



    تلك كانت ................... مهمتي الجديدة , مع رياضيات أخرى .

    أظن في هذه المدرسة سيغير اختصاصي العلمي جبرا .




    خرجت من غرفة المديرة ,والبال مشغول مهموم , لم استطع معه شرح الدروس فقلبت الحصص إلى تقويم .



    عدت لمنزلي ,أجر معي همي وغمي , وفي فترة المساء جاورت أمي على شاشة التلفاز ننظر أخبار حملة الخير ,لأهلنا بالأرض المسلوبة المنكوبة .


    مشاهد إسلامية إنسانية رائعة ,صور للعطاء جذابة ,ممزوجة بأحاديث عذبة رقيقة تمس القلوب التي ما زالت تنبض بالحياة ,لتلين فتصدر الأمر للعين واليد أن جودا ولا تبخلا .


    حينها وجدت بالقلب رقة وحنانا ,وانجلى عنه همه وغمه ,فانقلبت نحو كتبي وأوراقي لأعد الدروس لزهراتي ليوم الأحد التالي,و الذي كنت انتقل فيه من حديقة لأخرى ,حتى وصلت أخيرا لتلك التي مازالت زهراتها جد صغيرات .



    دخلتها فوجدت أني في عالم آخر غريب ,يا الله هبوط شديد في المستوى العقلي .سبحان الله كنا كذلك ,كبرنا وكبرت معنا عقولنا .تأملتهن وكيف سيصبحن في المستقبل .عجيب أمر بني آدم سبحان الله .


    مواقف طريفة عايشتها معهن ,تلك تناديني شاكية فلانة أخذت ممحاتي ,وأخرى تشد تنورتي تحدثني بشكوى لم أفهمها وأنا أعيدها لمقعدها وإذا بها المسكينة لا تجد متسعا لها لتجلس فزميلاتها ضيقن عليها النطاق بطاولاتهن . وأكثر ما يزعجني كثرة الترداد على دورة المياه ففي الغالب هي حيلة للخروج يتبعنها ,سمحت لإحداهن بالخروج وحين أخبرتني بانعدام الماء أتخذتها حيلة لكل من أرادت ذلك .


    انتهت الحصة ,ولم تنته مغامرتي معهن ,اتجهت صوب غرفتنا نحن المعلمات بعد أن انهيت يوما دراسيا مكدسا بالحصص ,ولكن في الحقيقة .......................................كنت جد سعيدة .




    في يوم الاثنين كنت على مفاجأة مع الصف أول لم أحسب حسابها .
    الموعد هو الحصة الرابعة بعد فسحة الإفطار.



    درسنا عن الرقم تسعة,كنت قد أعددت وجوها تعبيرية عن الحزن الفرح والغضب لاستغلها في تعاملي مع عقول الصغيرات .

    دخلت عليهن ملقية السلام , ولم أكن أعلم أني سأخوض معهن حربا ضروس ؛

    لقد أتين للفصل محملات بطاقة هائلة من النشاط ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) .

    كانت الفوضى تعم المكان ,حاولت تهدئة الوضع فسكن قليلا ,وبدأت معهن فصول درسي .

    ولكن سميرة وصالحة لم تمكنناني من ذلك .

    سميرة : أستاذة , صالحة أخذت فطوري .

    سألت صالحة فأجابتني بالنفي , ولكن سميرة تؤكد وصالحة تؤكدالنفي ,ياإلهي ما أصنع ؟

    قلت لسميرة ساشتري لك فطورا غيره ,احتال عليها لأنهي الإشكال وأنهي درسي أيضا .

    ولكنها رفضت تريد فطورها الخاص بها .ومن أين آتي لها به الآن . حاولت الإقناع وعدت لضبط الفصل الذي عمته الفوضى ,كنت ما زلت في طور الهدوء . ولكن بدأ الدم بعدها بالغليان

    هددتهن بأن الرقم الضيف سيغضب منهن ووضعت تعبير ذلك على السبورة فاستجبن أخيرا وهدأن .


    تابعت عملي ولكن صالحة كانت في واد آخر هي وسميرة ,آه لو رأيتم وهن في حالة صفاء وود .

    أخذت أناديها (صالحة ) ولكنها ضربت بكل ما قلت عرض الحائط ولم تلق له بالا, ذهبت نحوهما لأنظر ما تفعلان إحداهما تلون في كتاب الأخرى ,أ(مر طبيعي لمثل هذا السن) حاولت جذب انتباههما بلطف نحو الدرس , لم تستجيبا وكانت صالحة هي مصدر الإشكال الأول فاضطررت لنقلها من مكانها .


    يا الله على شدة عنادها ورفضها , لم أقابل في حياتي كلها طالبة لا تستجيب لأمري وتصر على رأيها مثلك يا صالحة , فكانت تصر وأنا أصر , وتعالوا معي انظروا لفوضى عمت المكان برمته .


    حاولت مجددا التهديد بغضب الرقم منهن ,فكنت في موقف الأبله هذه المرة معهن ,فالحيلة لم تنطلِ عليهن ,فكيف لرقم أن يغضب .
    أسلحتي للمقاومة لم تفلح مع صالحة , حينها كان لا بد من استخدام نقطة ضعف العدو للانتصار عليه .

    إنه سلاح قوي يشل كل قوى العدو .................................................. ..............................الحلوى .

    همست في أذنها إن استجبت لمطلبي فسأحضر لك معي غدا حلوى ,على الفور أجابت أريدها الآن . (من أين لي بالحلوى الآن يا صالحة؟ )
    احتلت عليها حتى وافقت أخيرا وهدأت .



    ولكن سميرة ما زالت مصرة على أن تأخذ فطورها من عند صالحة.



    وأخيرا هدأتا,لتقوم أخيرتان بإشكال جديد .

    فلانة أخذت ممحاتي , وتذهب وردة الصباح لتفض النزاع بينهما , ولكن هناك من يناديها من الخلف فلانة ( طقت )فلانة وتتوالى الشكوى في ذلك . ويتعالى النحيب على الممحاة المسروقة .




    وأخيرا سمعت الصافرة ,خرجت من تلك (الحديقة الغناء ) لتدخلها واحدة غيري .

    ولم أنس حلوى صالحة .


    قلت للمساعدة أريد لقائي مع الصف الأول وهن لم يتفتحن بعد .

  6. #6
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    58

    افتراضي بين أحضان الجبال (2)

    هنا عودة لأحضان الجبال


    في الفصل الثاني للعام الدراسي المنصرم


    ولكن ليس مع زهرات صغيرات ,

    فقد ارتقيت قليلا .


    معلمة العلوم في إجازة طويلة , فقد وضعت مولودا جديدا ,

    لذا ينبغي علينا معلمات العلوم القيام بالتدريس نيابة عنها لحين مجيئها بإذن الله .


    كان من نصيبي تدريس العلوم للصف الثاني متوسط , لقد ابتهجت لأني سأخرج من الرياضيات التي جثمت على صدري .



    جميلة موضوعات الدروس , فهي تعنى بالبيئة


    دراسة نظام بيئي مغلق .




    موضوع ضمن مخطط الدراسة للفصل الثاني حول البيئة .


    ينبغي توفر نموذج حي حتى يتسنى للطالبات دراسة هكذا نوع من الأنظمة البيئية .

    الإمكانات المتاحة لعمل هذا النموذج غير متوفرة , وكان لابد من البحث عن بديل يحل محل الأول , بالطبع سيكون مرئيا مسموعا ولكن ليس ملموسا .


    حاولت البحث عن برامج حاسوبية تحاكي حوض الأسماك المائي المغلق المراد دراسته . حصلت عليه بعد عناء من البحث , فقد أهدته لي أختي الحبيبة نجمة ,


    ولكن كان ينقصه بعض العناصر حتى تكتمل كافة جوانب الدراسة .

    كنت مع لقاء متجدد مع الرائعة ست وفاء( معلمة كيمياء أردنية ) التي لا تألو جهدا في توجيهي وإثرائي بالمفيد , فجزاها الله عني ألف خير على كل ما تقدمه لي ,


    أطلعتها على الأمر ,فقالت مشيرة علي برأيها ( أن اجعلي الطالبات يصنعن تلك الأحواض ) .
    تبنيت الفكرة وخاصة أنها ستلقى قبولا لدى طالباتي .

    دخلت في دهاليز الدرس أريد الأبواب والمخارج , أصابني التيه فيه فحاولت جمع أفكاري الضائعة ,فقد أردت الخروج منه بأفضل النتائج , ولكن صعب علي التركيز ولملمة الأفكار المشتتة .


    كان علي توفير متطلبات العمل للطالبات , لم يتوفر لي سوى نوع واحد , عزائي إمكانية توفر الباقي في المدرسة .


    جاء يوم التنفيذ .


    جمعت الطالبات في المخبر حتى يتسنى لهن العمل ..
    وقفت أمامهن ,


    ألجمت وقتها عن الحديث والبدء بالدرس .!


    تأزم الحال , يا إلهي كيف أبدا وما أقول ؟
    فتحت حاسوبي لأريهن حوض السمك ( صعب علي توفير جهاز للعرض ) .


    دهشن بالمنظر الرائع .


    -وجهت الخطاب لمجموعة البيئة المائية بأنا سنحل ضيوفا عندهن اليوم .
    ولكن المكان الذي سنحل فيه ليس بحرا بل مجرد حوض سمك صغير مغلق .

    ثم توجهت للكل بأنا اليوم سنعمل نموذجا لحوض الأسماك بكل ما فيه من مقومات الحياة .


    أخبرتهن بأن متطلبات العمل لم تتوفر جميعها فعليهن تدبير أمرهن .


    بادرن بكامل حماسهن للعمل , ولم أجد بوادر للتردد سوى من البعض حول كيفية تحصيل أدوات العمل , ثم ما لبث أن زال عنهن ذلك .

    أعجبني سرعتهن في بدء العمل وعدم تحججهن بعدم توفر المواد اللازمة , بل سعيهن بأنفسهن لتوفير تلك الأدوات دون تذمر أو تكاسل .



    سرني خلية النحل التي تكونت بالمخبر ,ومدى مشاركة الجميع لإتمام العمل .


    أدهشني التكامل والانسجام الرائع وتبادل الرأي والمشورة في مجموعة البيئة المائية وما تميزن به من احترام لبعضهن عدا سرعة الإنجاز للمهمة .





    أزعجني فوضوية العمل في البيئة الصحراوية , ووصولهن لمرحلة النقاش الحاد ووجود خلاف بينهن , ولكن تلاشى ذلك بعد أن عاد الوفاق والاتفاق إليهن ,واحترمن وجهات نظر أخواتهن .


    هالني تبادل السباب وتسفيه العقول بين بيئة الصحراء وبيئة السهول , فوبخن لأجل ذلك .


    آلمني تأخر بيئة الغابات في إنجاز العمل ولكن كان يعجبني هدوؤهن واندماجهن التام في صميم العمل حتى أخرجن لنا أجمل نموذج لحوض الأسماك .


    مع متعة التأمل التي كنت فيها , إلا أني كنت منزعجة لعدم تمكني من تقويم أداء العمل بشكل مدروس مقنن .


    غابت عني معايير تقويم الأداء , كيف أنظمها وكيف أسجلها وكيف أدرسها ,وما نتائج دراستها .

    استنفذنا وقتا طويلا في العمل , وخرجنا عن الوقت المخصص للحصة , إذ ساعدنا غياب معلمتهن في إتمام النماذج .

    خرجت الطالبات مسرورات لما قمن بإنجازه وسررن أكثر حين علمن بأني سأصور إنجازهن .


    ولكن بالنسبة لي فقد خرجت بكومة أخطاء وقعت بها , برأيي لو تلافيتها مستقبلا فسيكون الأداء والنتائج أفضل .

    منها :

    1-سوء التخطيط والتنظيم للعمل .



    بالرغم من أني حاولت وضع الأهداف لكن كان ينقصني ترتيب أفكاري وتنظيمها وتحديد الزمن اللازم للتنفيذ , والتوقيت المناسب لتحقيق كل هدف .


    2-التقويم وأدواته .

    اعترف بأني مازلت أجهل الكثير عن طرائق التقويم المناسبة , وملاءمتها لكل هدف . ركزت فقط على الجانب المعرفي , وأهملت الجانب السلوكي والوجداني .فأدوات التقويم لها كانت معدومة .
    كان ينبغي إعداد وسائل التقويم وأدواته المناسبة لجميع أنواع الأهداف قبل الشروع في الدرس , مع الأخذ في الاعتبار دراسة النتائج وأدراج الحلول والمقترحات بعد عمليات التقويم حتى تؤتي ثمارها .

    3-ليس هناك أدوات لتقويم أداء المعلمة في حصتها :


    حتى تستطيع معرفة جوانب القصور والضعف عندها , وكذلك نواحي القوة لديها , ومدى قدرتها على تحقيق أهداف درسها , ومراعاتها لاختلاف طالباتها سواء من ناحية القدرة على التحصيل ومراعاة ميولهن وقدراتهن .
    فينبغي أن تكون لها أداة تقويم تناسبها حتى تقف على ثغرات الأداء لديها فتصححها , وتركز على جوانب القوة لديها فتعززها وتنميها .



    4-الوسيلة التعليمية وتجهيز أدوات العمل :


    يتم البحث عنها وإعدادها وجمعها بوقت قصير قبيل تنفيذ الحصة , مما يوقع المعلمة في حرج في حال عدم توفرها .
    لذا يبنبغي مراعاة توفيرها بوقت كاف , حتى إذا لم تتمكن من توفيرها فيكون أمامها البحث عن البدائل بوقت مناسب .


    مهنة التدريس ليست سهلة أبدا ,

    كثيرا ما أكون منزعجة لأدائي , أو محبطة لأجل أخطائي

    يتلاشى ذلك حين أرى بسمة قد ارتسمت ,

    تقول لي :




    أنت تجعلين لإنجازنا قيمة .


  7. #7
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    202

    افتراضي

    كم أنت رائعة ياوردة الصباح ..
    اسلوب مشوق .. وذكريات رائعة ..
    أكملي خربشاتك .. ففيها من القيم والتجربة الشيء الكثير
    أعجبني تعاملك مع الطالبات .. ومواقفهن ..
    أعجبني وصفك لحال الطالبات .. وصف ينقلنا إليهن ..
    بارك الله فيك وجعل عملك خالص لوجهه الكريم ..

  8. #8
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    67

    افتراضي

    لازلت متابعة .........
    اكملي
    فقد سحرني اسلويك ...
    السير نحو النجاح رحلة لانهاية لها ...
    توقف قليلا عن السير , وراجع ماقطعته في رحلتك .
    وصحح أخطائك...
    وطور مهاراتك..
    واشحذ همتك ..
    وانظر للحياة بتفاؤل وسعادة ..
    ثم أكمل رحلتك

  9. #9
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    58

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمونة مشاهدة المشاركة
    كم أنت رائعة ياوردة الصباح ..
    اسلوب مشوق .. وذكريات رائعة ..
    أكملي خربشاتك .. ففيها من القيم والتجربة الشيء الكثير
    أعجبني تعاملك مع الطالبات .. ومواقفهن ..
    أعجبني وصفك لحال الطالبات .. وصف ينقلنا إليهن ..
    بارك الله فيك وجعل عملك خالص لوجهه الكريم ..
    وإياك


    سرني إطلالتك الجميلة هنا
    وسرني أكثر إعجابك بخربشاتي .

    حياك الله بمتصفحي
    فأهلا وسهلا .

  10. #10
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    58

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر العطاء مشاهدة المشاركة
    لازلت متابعة .........
    اكملي
    فقد سحرني اسلويك ...

    شكرا جزيلا لك .
    وأعتذر عن تأخري .

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك