السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في خضم مرحلة التغيير التي نعيشها الأن في مشروع العلوم والرياضيات ومع هذا الزخم التدريبي الذي نحاول من خلاله ان تستقر بنا سفينة التعليم رغم العواصف العاتية والمقاومة الشديدة لتيارات رفض التغيير إلا اننا نستبشر خيرا رغم كل هذه التحديات.
لقد مر التعليم لدينا بمراحل كانت تتناسب مع تلك الحقبة وتلك الظروف ولاشك ان هناك ايجابيات في تلك الفترة الزمنية ، ثم مرت بمرحلة سياسة المحافظة على الوقت الراهن لسنوات وهي مرحلة ان جاز التعبير مرحلة الخمول حتى حدثت العولمة واصبحنا ندرك اننا في اخر الركب .
لقد كنا ومازلنا نسارع الى كل ماهو جاهز وسريع التحضير ،فأنتشرت الوجبات السريعة وانتشر زوارها ومرتاديها واصبحت المطاعم التي تقدم وجبات عالية السعرات الحرارية قليلة القيمة الغذائية هي خيار ابناءنا دون التفكير بخطورة ذلك مستقبلا.
وعندما نقول التفكير ،فلا شك ان هذه الكلمة اصبحت ذات سعرات حرارية عالية دون قيمة لها سرعان ماتتحول الى طاقة حرارية تستهلك سريعا.
خلال العقود الماضية مر التعليم لدينا كما نعلم بأتجاه تدريس يرتكز على المعلم في تقديم محاضرة مباشرة يتناول فيها بعض الحقائق والمفاهيم ليقدم للطالب بعض المعارف ليشكل ثقافة لدى المتعلمين والمجتمع ان المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة وانه كلما قدم معارف اكثر كلما كان ذلك عنوانا لتميزه واخلاصه بينما نجد في الجانب الأخر ان المتعلمين ولأنهم لايعملون عقولهم فإنهم يهتمون كثيرا في عملية الحفظ كمهارة اساسية للتعلم ،،ومع مرور الوقت اصبح المعلم معتادا على هذه الثقافة السريعة التحضير دون عناء ودون تقويم حقيقي يستطيع من خلالها ان يغوص في اعماق عقول الطلاب ليعرف كيف يتعلمون.
بعد ذلك ونظرا لأن المهم هو حفظ هذه المعارف ،زاد اهتمام المعلمين بالملخصات التي بدأت تضمحل في اعداد اوراقها حتى اصبحت وريقات يحفظها الطالب ليسترجعها مرة اخرى في اختبار تقليدي وفق اختيار المعلم دون مراعاة لخصائص الإختبار الجيد.
اصبحت هذه الثقافة هي الرائجة والمتداولة في كل مدارسنا ثم انتقلت الى المجتمع ، وأن التعلم هو حفظ المعارف.
وانتشرت الملخصات ودفاتر التحضيركما تنتشر وجبات الهامبروجر .

فهذا طالب يسارع في الإتصال بزميله ليلة الإختبار طالبا منه العون ان يصور له تلك الوريقات التي أكد على أهميتها المعلم.
وأخر يطلب من المعلم ان يقلص من هذه الوريقات ليسهل حفظها.
بينما طالب اخر لايستطيع حتى الحفظ ليقوم ببرشمة تلك الوريقات هنا وهناك لعله يكتب شيئا في ورقة الإختبار.



وعندما ظهرت هذه المناهج كشفت القصور لدى المعلم والمتعلم
وكشفت الوجه الحقيقي لعملية التعلم ،،فهو ليست عملية حفظ فقط ،والأدوار لم يعهدها المعلم ،،وثقافة الفاست فوود تلاشت ولم تعد مجدية ،كشفت ايضا ضعف الأدوات لدى المعلم اثناء تصميم الدرس ، وكشفت ايضا ان الطلاب لم يتدربوا على ادوات تعينهم في تعلمهم.
فالمعلم لايمتلك كفايات التعليم الأساسية.
والمتعلم لايمتلك الأدوات التي تمكنه من التعلم خارج المدرسة ،بل وحتى داخلها.
هذا التغير الجذري احدث ردود فعل مقاومة طبيعية ،، لأن التغيير ينبغي ان يحدث ليتمخض عنه تغيير في الإتجاهات لدى معلمينا لنستطيع من خلالها تغيير ثقافة طلابنا نحو التعلم.

مانشاهده ومانسمعه من تذمر حول المناهج هو كما اسلفت نتاج طبيعي لأنه عملية شاقة والتعليم ليس بالأمر السهل عندما لاتكون لديك الكفايات اللازمة ،ولكن متى ماتوفرت لدى المعلمين تلك الأدوات والكفايات لاشك انها ستؤدي حتما الى تغيير نظرتهم نحو التعليم والتعلم . وتصبح عملية التعليم اكثر تشويقا ومتعة وتصبح البيئة الصفية جاذبة للتعلم .

امامنا مشوار طويل نحو التغيير ولكن حتما بدأنا نسير في بدايات الطريق الصحيح.
وفق الله الجميع