تحتفل مملكتنا الحبيبة هذا العام باليوم الوطني (81) والعالم العربي يموج في حالة من الثورات والقلاقل والاضطرابات ، جعلتنا نحن السعوديين ندرك حجم النعم من العطايا الربانية والهبات السماوية التي ننعم بها من أمن وأمان وخير وفير وعيش قرير .


والملاحظ أن اغلب هذه الثورات كانت وليدة ظروف معيشية قاسية وحياة قوامها الظلم والفساد والاستبداد والاستعباد ، وعدم توفير حد أدنى من الحياة الآدمية الكريمة للمواطنين في تلك البلدان العربية الشقيقة.


ولا يمكن لأي مجتمع من المجتمعات أن يخلو من الفقر أومن الفساد. ولكن المجتمعات الناجحة هي التي تعمل على تقليل الفجوة بين الفقراء والأغنياء ، وهي التي لا تدخر جهدا لتحقيق نوع من العدالة في التوزيع والمساواة في الحقوق والواجبات ونبذ الظلم وتطبيق الشرعية .


وقد تعالت بعض الأصوات المطالبة في الآونة الأخيرة بتحقيق بعض الإصلاحات في المملكة العربية السعودية ، وظهرت بعض الدعوات على الفيس بوك لتنظيم مظاهرات مناهضة للنظام ، إلا أنها سرعان ما تلاشت ؛ لأنها أصوات لا تعبر عن رأي السواد ألأعظم من المجتمع السعودي. واتضحت إنها تحريض وحسد من قبل الحاقدين الذين لا ينتمون لهذه البلاد


وفي الحقيقة - ومن دون أدنى مجاملة- فان غالبية الشعب السعودي ملتف حول قيادته الحكيمة وأولي أمره لا لشيء إلا لأنه على قناعة تامة ويقين راسخ بأن الفضل لله أولا وأخيرا ، ثم لهذه القيادة الرشيدة التي سخرت نفسها لخدمة هذا الشعب والسهر على راحته وحسن معيشته.



ولا أخفيكم سرا حينما أقول بأن هذه الثورات لم تكن محنة بما كانت منحة . نعم كانت منحة لأنها كانت بمثابة تجديد بيعة منا لحاكمنا الغالي – خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله.


فغالبية السعوديين يحيون حياة كريمة قوامها الأمن والأمان تحت مظلة صحية مجانية شاملة لكافة أفراد الأسرة ، ويتلقون تعليما بالمجان من الروضة وحتى الجامعة بل والدراسات العليا والابتعاث للخارج للحصول على الماجستير والدكتوراه ، ويجدون ما يأويهم من سكن مريح ، ويحصلون على وظائف تناسب مؤهلاتهم ، ويتقاضون مرتبات تكفيهم لحياة كريمة وتفي باحتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء وكساء.


ولا أتحدث عن المدينة الفاضلة أو دولة خيالية ، بل أتحدث عن واقع حياتي معاش ، وحقائق لايمكن نكرانها مهما شكك المشككون أو أنكر المنكرون.


كما أننا ولله الحمد نعيش في مجتمع محافظ ، يتمسك بالقيم والعادات الإسلامية ، ويقيم دولة الإسلام على الأرض ، وهذا في حد ذاته ن نعمة ، فلا تبرج ولا سفور ولا شرب للخمر جهارا ولا عري يخد ش الحياء أو يؤدي لارتكاب المحرمات


ولا أدعي الكمال بل أقول أننا يجب أن ننظر إلى من هم دوننا حتى نعرف فضل النعم التي في أيدينا.


كما أننا نتبوأ مكانة دولية وإقليمية وعربية وإسلامية متميزة ، ونقدم أيادي المساعدة والعون لكافة المنكوبين في كافة أقطار العالم . وهذه نعمة تستحق الشكر أيضا .


لا ننكر إننا نحتاج لبعض الإصلاحات المشروعة بل ومن حقنا أن نطالب بها ، ولكن العبرة بمدى استجابة القيادة السياسية لمطالب الجماهير وتفاعلها معهم ، وحرصها على الوفاء بالتزاماتها نحو الوطن والمواطنين.


إنني في هذا اليوم أدعو كافة السعوديين والسعوديات لتجديد البيعة لقيادتنا الرشيدة ، ولمضاعفة الجهد في العمل لدفع عجلة الإنتاج من أجل غد مشرق ومستقبل أفضل لنا جميعا.

إن عدد سكان المملكة 27 مليون نسمة لو كل شخص نبض بحب هذه البلاد واخلص في عمله لازدهرت 27 مليون مرة

وفي الختام أحبوا أوطانكم واخلصوا لها ، أعطوها كما أعطتكم ، واغرسوا في نفوس أطفالكم معنى الولاء والانتماء لهذا الوطن العزيزة أرضه علينا جميعا.


حفظ الله السعودية قيادة وشعبا وأدام عليها عزها وأمنها ووحدتها واستقرارها ، وجعل رايتها عالية خفاقة بين الأمم ، وكل عام وأنتم بخير.




بقلم / المدربة المركزية لمادة الرياضيات


عزيزة زعقان