السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, تم بحمد الله ترقية المنتديات الى أخر اصدار .
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: مقال أعجبني للغاية

  1. #1
    مشرف الصورة الرمزية رياض البطشان
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,882

    افتراضي مقال أعجبني للغاية

    أمل بنت عبد العزيز الهزاني

    الحديث عن التعليم ومعوقاته كالحديث حول الصحة والمرض، يبدأ بالوقاية وينتهي بالكي.

    لطالما تحدث أهل الاختصاص عن تفنيد مشكلة التأخر في التعليم، راسمين حلولا بخطوط عريضة تحتاج إلى فك ألغاز، كخريطة الكنز التي لا يمكن أن تكون مباشرة وواضحة، بل تظل فيها إثارة الكتابة بالحبر السري، والكلمة التي تحتمل المعنى الضمني أكثر من الظاهر، وكون الخريطة حقيقية أو مزيفة، وكثير من الأسئلة الحائرة.

    في رأيي كأكاديمية، أننا حين نناقش مشكلة التعليم العالي أو نحاول إيجاد حلول استراتيجية فنحن مثل الذي يعالج الأوراق والثمار لتكون أجمل، ولكن لا قوة في العالم ستحسّن من جودة هذا الطلع إن ظلت الأرض التي تلد فقيرة أو بحاجة إلى استصلاح، علينا يا سادة أن نُصلح التعليم العام بموازاة التعليم العالي حتى يحق لنا أن نقول إننا في طريق الإصلاح.

    إن إدارة التعليم مثل أي إدارة في العالم تحتاج إلى أمرين لكي تنجح: المال، والعقول التي تدير.

    وفي بلد كالمملكة العربية السعودية الظن دائما أن المال لا يمثّل عائقا، وهو أمر واقعي حين نرى الإغداق المالي الذي تخصصه حكومة المملكة لمصروفات التعليم، إلا أن الحقيق من القول أن القيادة السعودية لن تضع ريالا واحدا على طاولة خاوية من المشاريع المستحقة، أو الأفكار الخلاّقة.

    أما القضية الكبرى، والتي أراها عماد المشكلة ومفتاح الحل، فهي طريقة إدارة التعليم. هناك ثلاث فرق تدير التعليم اليوم في المملكة: الفريق الأول هو الذي حمل راية التغيير، إيمانا به، وعن قناعة ودراية ودراسة لسوق التعليم، وأقول سوق لأن التعليم بضاعة تحتاج إلى صنّاع حرفيين، ومسوّقين مهرة، وهؤلاء نراهم اليوم بلمساتهم القوية يغيرون، وفي وقت قياسي، الحال القديم، ويرسمون واقعا جديدا، جميلا، ولكنه غير مستقر. أو هكذا هي المخاوف.

    الفريق الثاني، هم من أسميهم الحرس القديم، المتمسكون بأنماط التعليم التي سادت يوما ثم بادت، شاخت ولكنها لم تمت. هؤلاء ليسوا حرسا قديما في ما يتعلق بالعمر الفسيولوجي الجسماني، بل بالعمر الثقافي. هم حرس على أفكار إدارية قديمة أضافت نقاط احتكاكية على أرض المسير فتأخر التعليم في المملكة رغم الميزانية الهائلة، والطموحات الكبيرة.

    الفريق الثالث، هم المتفرجون، المستفيدون من التغيير، ولكنهم بمنأى عن المشاركة فيه لئلا يُحسبون على أي فريق.

    إن ما يحصل اليوم من تغيرات في إدارة التعليم في المملكة هو نتيجة التغيير الأكبر الحاصل في المجتمع السعودي عموما، فقفزت المؤسسات التعليمية التي في العادة ما تُمد المجتمع بالأفكار المولدة للتغيير والتحديث، لتستقي من هذا التحول وتنتفع منه، ليجد الفريق الأول الآنف الذكر مكانا في قيادة التعليم، رغم المعوقات الثقافية، وصعوبة فرض واقع جديد.

    ما يقلقني شخصيا، فكرة أن تكون التحولات الإيجابية المعتبرة التي صنعتها القيادات التعليمية الحديثة هي تحولات مبنية على الشخصية الفردية، لا على منهج ثابت لن يتغير بتغير الأشخاص القائمين عليه.

    هذا الشعور العام بعدم الاستقرار لن يعالجه إلا إحداث تغييرات جذرية في لوائح النظام التعليمي، من التعليم العام وحتى العالي، النجاح الحقيقي هو في تعزيز ثقافة التعلم في مبنى التعليم، من الطابق الأول وحتى مهبط الطائرات في أعلى البرج، حيث لا يمكن أن يستفيد التعليم العالي فائدة شاملة من استخدام هذا المهبط لاستيراد عقول الإبداع وأصحاب نوبل للوقوف على رؤيتهم العلمية والبحثية ونحن ما زلنا نناقش ضرورة تعلم اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، الأمر الذي أعتبره معضلة كبيرة وعازلا حقيقيا بيننا وبين العالم. كما لا يمكننا أن نتبنى مشاريع براءات اختراع في العلوم أو الهندسة إن كان أصحابها حالات استثنائية نجت بأعجوبة من ضعف التعليم العام لظروف خاصة، ومن غير المعقول أن نتشارك مع جامعات عريقة في مشاريع تعليم عملاقة ومنا من يشكك إلى اليوم في نفع التعليم الإلكتروني أو التعلم عن بعد.

    لا خيار أمامنا اليوم إلا الاستمرار في طريق التغيير، وعدم الالتفات إلى الخلف مهما بلغت قوة الجذب، لا خيار أمامنا إلا دخول سوق المنافسة على التعلم والتعليم، ومن الجذور، حتى نضمن جودة الثمر، بلا هدر لأموال تحسين الحصاد بعد فوات الأوان.

    إن المملكة التي اشتهر أبناؤها بقيادة المنطقة في مجمل الشؤون العامة، لديها من أبنائها الذين نراهم اليوم قادة حقيقيون في قطاع التعليم بعزم شديد وأمر رشيد، يعرفون ما يفعلون، وأهم مسؤولياتهم هي تأسيس بنية تحتية للتعلم. وإن بدا أننا تحركنا متأخرين ولكننا نملك من الدلالات على أرض الواقع ما يقول إننا سندخل سوق المنافسة إن حافظنا على هذه العزيمة، والطاقة الطامحة.

    وبالمقارنة مع شأن آخر، كالشأن السياسي مثلا، أفكر لو أننا نملك رؤية موحدة في التعليم كما هي الرؤية السياسية الموحدة، لأصبحت المملكة العربية السعودية الأقوى إقليميا، ونافست عالميا، في جودة مخرجات التعليم، ونتاج البحث العلمي.

    * نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية

  2. #2

    افتراضي شكراً لك رياض

    تشخيص واقعي للواقع الأداري
    فلك الشكر اخي رياض والشكر موصول للكاتبة

    تحياتي

  3. #3
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    194

    افتراضي

    لا خيار أمامنا اليوم إلا الاستمرار في طريق التغيير، وعدم الالتفات إلى الخلف مهما بلغت قوة الجذب


    صح لسان كاتبها .

  4. #4
    مشرف الصورة الرمزية رياض البطشان
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,882

    افتراضي

    شكرا لك أخي

    السراب

    أن منحت جزءاً من وقتك لقراءة ما أعجبني

    والمقصود

    أننا نستمر ولا ننظر للواراء

    مادام العمل فيه مصلحة لخدمة

    أبناءنا الطلاب

    والله من وراء القصد

  5. #5
    مشرف الصورة الرمزية رياض البطشان
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,882

    افتراضي

    الأعضاء الكرام

    أنا بانتظار الردود

  6. #6
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    79

    افتراضي

    مقال رائع

    شكرًا .. أمل بنت عبد العزيز الهزاني

    وشكر خاص للأخ رياض

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    19

    افتراضي

    نعم لا بد من التغيير في سبيل تطوير تعليمنا
    بحيث يكون مصحوبا بخطوات مدروسة ومتوافقة
    مع ثوابتنا الدينية والاجتماعية
    هناك فئة وهم قلة لا تريد التغيير متقوقعين
    فشكرا لكاتبة المقال أمل ، والشكر موصولا للعضو المتميز : رياض البطشان

  8. #8
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    madinah
    المشاركات
    904

    افتراضي

    لك الشكر والتقدير أستاذ رياض
    فعلاً واقع

    لكن التطوير قادم بإذن الله
    مشرف تربوي -تدريب - فيزياء
    عضو فريق التطوير المهني لمشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية
    عضو اللجنة الإشرافية(قسم المعلمين)بالجمعية السعودية للعلوم الفيزيائية

  9. #9
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المدينة المنورة
    المشاركات
    172

    افتراضي

    قال الله عز من قائل : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
    أولا يكفينا هذا القول العظيم للتغيير نحو الأفضل ، بإذن الله سنسير نحو القمة بتكاتف الجهود وتصفية النوايا وبالعزيمة والإصرار وقبل كل شيء التوكل على الله عز وجل 00
    لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس
    موضوع رائع بوركت كاتبته وبورك من قدمه لنا
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

  10. #10
    مشرف الصورة الرمزية رياض البطشان
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,882

    افتراضي

    الشكر الكبير

    أولاً لله عز وجل أن يسر للكاتبة هذا الكلام

    ثانيا للكاتبة على خدمتها للناس وحب النفع لهم

    ثالثا لكم الكرام الفضلاء في قراءتكم وتعليقكم

    وانا مختار للمقال لم أقدم إلا الاختيار

    وفقكم ربي وأسعدكم

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لقاء مع أسرة الطالبة
    بواسطة مشاعل العبيكان في المنتدى منتدى الأسرة والرياضيات و العلوم
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 04-22-2012, 12:16 PM
  2. لقاء جستن 15 (تطوير التعليم:رؤى ونماذج ومتطلبات )
    بواسطة وضحاء الشريف في المنتدى الجديد في التعليم والتعلم
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-04-2010, 02:05 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك