بعد مضي فصل دراسي على البدء بتطبيق المناهج المطورة على جميع المدارس، ومن خلال المشاهدات واللقاءات... أحببت أن أشارككم إخواني وأخواتي الكرام في هذا المنتدى المتميز...
المتميز بكم، والمتميز بطرح الأفكار والنقاشات العلمية في إطار مغلف بالود والمحبة.
أحببت أن أشارككم بشيء من واقع الميدان، وما أشد حاجتنا إلى اكتشاف الميدان.
وأبدأ باسم الله تعالى:
هل التقنية المناسبة أو الأنسب - ليس في تدريس الرياضيات والعلوم في المشروع، بل عموماً - هي فعلاً ما أصبح يتبادر إلى ذهن الكثير أنها الحاسب الآلي؟
لقد ارتبطت في الأذهان التقنية بالحاسب الآلي.
بل غالباً ما يُقتصر استخدام الحاسب الآلي على بعض التطبيقات فقط للحاسب الآلي وعلى رأسها البرنامج – الذي أظن أنه أسيء استخدامه – وهو برنامج البوربوينت
والذي أتأمل كثيراً في اسمه Presentation !!
وانتقل من برنامج العرض إلى برنامج يُظن أنه تفاعلي، يُظن أنه يقصد به إدخال التقنية في التعليم، أو توظيف التقنية في التعليم، أو دمج التقنية في التعليم...
شاهدت من يعرض الدرس كاملاً على ملف pdf ببرنامج أكروبات ريدر adobe acrobat reader
وقد يكتفي في ذلك بنسخة مجانية متوفرة للمقرر أو ... يستخدم التقنية؟!
وهي جهاز بريزنتر Presenter
وهذا الجهاز المتميز بالكاميرا الموجودة فيه
فيسلط المعلم الكاميرا على الكتاب، أو يثبت الصورة ويستمر في الشرح..
وكل هذه التقنيات تكتمل باستخدام التقنية التي طغت وهي جهاز العرض data show
وأتأمل في الاسم: داتا شو!!
وأصبحت غرفة مصادر التعلم ( كما تسمى ) محجوزة وعليها تنافس شديد،
وليس هذا الأمر بخطأ في حد ذاته.
لكن أقول: محجوزة على أيه؟؟
بل وجدت معمل الفيزياء في مدرسة ما – فيما مضى – تم وضع جهاز حاسب آلي على كل بنش ويشاهد الطلاب التجربة على شاشات الحاسب الآلي.
فتساءلت:
ما دامت المسألة عرض على الحاسب فلماذا لا نعرض التجربة في غرفة المصادر؟؟!!
وكان الرد: لأنه الطالب يغير جو لما يجي المعمل.
أليس من الأفضل أن يجري الطالب التجربة بنفسه، بيده، في ظل الإمكانات المتاحة فالتجربة تنمي المهارات العملية للطالب؟
وكان الرد:
حتى لو أجريت بالحاسب فهناك مهارات يتعلمها الطالب، مثل: مهارات التشغيل والتعامل مع الوسائط المتعددة...
إني أتألم - من قديم - وأنا أشاهد التجارب العملية
تنفذ حينما تنفذ على الشاشات، أو في الخيال...
تعرفون كيف في الخيال؟
يكتب المعلم في دفتر تحضيره: تجربة لتحديد درجة غليان الماء.
ثم عندما أحضر في الفصل، يكتب أثناء الدرس على السبورة: تجربة.
وإليكم المشهد التالي، حيث يقول:
لو أحضرنا كأساً، ووضعنا فيه ماء
ولو سخنا الكأس على اللهب.
ولو وضعنا الترمومتر في الماء.
فكم تكون درجة غليان الماء؟
هذه بعض المشاهدات التي لم أعرضها تعالياً على المعلمين..
بل لأني أظن أن هذا المنتدى الفتيّ هو من المصادر للباحثين عن الفكر، الجادين في تطوير أنفسهم،
الذين ينظرون إلى عملهم وكأنهم " محترفون "
ولأن هذا المشروع فرصة لنا أن نقوّم طرق تدريسنا وأساليبنا، وقبل ذلك نقوّم أنفسنا...
والله يحفظكم ويرعاكم،،،
مرحباً بالزميل العزيز
مميز يا أستاذ إبراهيم كماعهدناك ، ومتألق في الفيزياء
لقد أصبت أخي الكريم ...........موضوع يستحق النقاش الجاد
سيدي الفاضل هذه الثقافة السائدة الآن في الأوساط التعليمية التعلمية داخل المدارس
فكثير من مديري المدارس أول ماتزوره في المدرسة " يقوم يعدد لك كم جهاز داتا شو ركب " وهذا ليس سيء، ولكن الشيء الغير فعال هو أن تنسخ التجارب وتنفذ من خلال عروض بوربوينت.
وأعتقد أخي الكريم بأنها ثقافة جديدة مثل تقافة المدارس " السيراميكية " ولكن هذه الأخيرة سمعت بأنها قريباً ستتحول إلى عصر أخر وهو العصر " الرخامي " فربما تتغير مع قدوم هذا العصر نظرتنا إلى التقنية ونفهم معنى كلمة تقنية كما ينبغي أن تفهم
التقنية تشمل كل الوسائل المعينة على التعلم ولكن بسبب قصر الفهم وصلنا إلى ما نحن عليه الآن
أكرر شكري وتقديري لك على طرح هذا الموضوع ولي عودة أخرى ، ونترك المجال للأخوة الأفاضل
مشرف تربوي -تدريب - فيزياءعضو فريق التطوير المهني لمشروع الرياضيات والعلوم الطبيعيةعضو اللجنة الإشرافية(قسم المعلمين)بالجمعية السعودية للعلوم الفيزيائية
اخي ابراهيم
تحية طيبة
اشكرك على طرح هذا الموضوع الهام والذي يتعلق ببعض اللمارسات التدريسية في ميداننا الرحب الذي قام بعض رجالة بإحلال التقنية محل كثير من الممارسات التدريسية التي تؤدي الى استيعاب الطلاب للمفاهيم عن طريق وسائل تعليمية بسيطة وبمتناول الجميع
ان مفهوم التقنية اكبر واشمل من ان تكون جهاز حاسب او داتا شو انها كل وسيلة محسوسة تقرب المفهوم لذهن الطالب حتى ولو كانت بسيطة ومن مكونات البيئة
ولكن النظرة القاصرة لدى البعض حجَرة عليها كثيرا وجعلتها مقتصرة على الحاسب ومتعلقاته
وفقك الباري
حامد العلونيرئيس فريق خبراء التطوير المهني لمشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية( فريق الرياضيات )مدرب معتمد لتنمية مهارات التفكيرمشرف تريوي ـ رياضيات(( للمؤمن قلبان قلب يتألم وقلب يتأمل ))
إضافاتك دائما ثرية أخي فهد
فتجد بعض المشكلات التي نقع فيها تبدأ بغرض حسن وجيد، لكن سرعان ما تفقد هدفها فتصبح بدون روح، فلا يبقى منها سوى شكلها الخارجي المجوّف.
فمن تلك المشاهدات:
تسأل المعلم قبل الزيارة أين موقع الفصل الذي سأزورك فيخبرك أنه في المعمل، وأستبشر خيرا ، ويثني مدير المدرسة على المعلم فيقول: الحقيقة الأستاذ كل حصصه في معمل العلوم.
وفي الزيارة في المعمل أرى جهاز الداتا شو يعرض النسخة الإلكترونية لمقرر العلوم، وأصبحت هذه التقنية لا علاقة بها لا بالدرس ولا بالتجارب.
فأي تقنية أقبلها عندما يتم تحويل فصل الصف الأول الابتدائي إلى غرفة سينما من حيث: إضاءة معدومة، شاشة كبيرة، سماعات كبيرة... والمعلم المسكين دفع من جيبه عدة ألوف من الريالات
ولعل خلفه كان المشرف أو المدير أو أولياء الأمور... ثم نشاهد الطالب مستسلماً خاملاً يشاهد شريطاً أصفر يمر على الآية بصوت القارئ ... والمعلم جالس على الكرسي دون أي حراك.
أي استخدام مناسب للتقنية؟؟
أما هذا السيراميك فيستحق أن يفرد له موضوع كامل.
جوهر التعليم والتعلم وجوهر البيئة المدرسية الجاذبة ليس هو الداتا شو أو السيراميك ...
إنما هذه وسائل تثمر فقط إذا استخدمت بحسب ما هي له.
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم
تعقيبا على طرحكم الثري الذي حفزني للمشاركة معكم في موضوع مدى الفهم للتقنية في التعليم في الميدان التربوي...فأقول
إن محاولة تصحيح أي مفهوم للوصول إلى الرؤية المنطقية ,ومن ثم للممارسة الواعية, يستلزم الرجوع إلى أصول أدبيات علم تكنولوجيا التعليم.
لقد بذلت جمعية الإتصالات التربوية والتكنولوجيا ( AECT)
Association for Educational Communications and Technology
جهودا عظيمة ونشاطا مكثفا على مدى سنوات عديدة ولا تزال لمحاولة تعريف تكنولوجيا التعليم كنظرية ومجال ومهنة ,وقد صادق مجلس إدارة الجمعية على هذا التعريف لتكنولوجيا التعليم واعتبرته تعريفا رسميا لها , واخذت تعهدا على نفسها بمواصلة إعادة تقويم التعريف وتنقيحه لكي يعكس المفاهيم الجديدة وأي تغيير يحدث في المجال والمهنة والبحوث النظرية والتطبيقية .وهكذا جاء تعريف الجمعية لتكنولوجيا التعليم لعام 1994 على النحو التالي :
( هي النظرية والتطبيق في تصميم العمليات والمصادر وتطويرها وإستخدامها وإدارتها وتقويمها , من أجل التعلم )
ومن الجدير ذكره أن هذا التعريف لم ينطلق من الصفر, فلقد تطور من تعريفات سابقة للمجال والموضوع يحمل خلفية تاريخية يطول شرحها , ساهمت في بلورة هذا التعريف.
كما أن تعدد تعريفات مفهوم تكنولوجيا التعليم يرجع لأسباب عديدة , يأتي في مقدمتها الطبيعة التطورية للمجال نفسه وإرتباطه بحقول علمية ونظريات متعددة .
وأبرز ما يمكن ذكره ان كلمة - تكنولوجيا - في التعريف لا تعني الآلات والمواد فحسب ( مفهوم المنتجات Product Concept ) ,إنما تؤكدعلى
( مفهوم العملية Process Concept).
ويفترض التعريف الحالي أن الممارسة في هذا المجال تتصف بالسعي لتحقيق مخرجات تتسم بالكفاءة والتميز, فبالرغم من ان هناك أنشطة ينفذها المهنيون في تكنولوجيا التعليم كما ينفذها آخرون , إلا أن الفرق يكمن في ان المتخصص في المجال سيكون قادرا على التنفيذ بتوظيف اكثر كفاءة للمواد والمصادر البشرية .
والأمر الآخر.... أن تكنولوجيا التعليم قد تطورت من حركة إلى مجال ومهنة تستدعي الإرتكاز على القاعدة المعرفية لذا فهي مجال دراسة وتطبيق .
مكونات التعريف
طبقا لتعريف عام 1994 , فان تكنولوجيا التعليم هي :
*إن معنى التعريف مشتق من كل هذه المكونات,
- النظرية والتطبيق
- في تصميم
- العمليات والمصادر
- وتطويرها وإستخدامها وإدارتها وتقويمها
- من اجل التعلم . ( وليس من أجل المدير!! )
فالمهنة يجب أن يكون لها قاعدة معرفية لدعم التطبيق , وكل مكون من المكونات يشتمل على وعاء معرفي قائم على البحث والخبرة . والمجال يعزز العلاقة المتبادلة بين النظرية والتطبيق . النظرية تتكون من المفاهيم والبنى والمبادئ التي تسهم في تكوين الاساس المعرفي , أما التطبيق فهو توظيف تلك المعرفة في حل المشكلات ,ومن خلال المعلومات المكتسبة من الخبرة فإن التطبيق يعود ليغذي القاعدة المعرفية .
*(التصميم التطوير الإستخدام الإدارة والتقويم ) باختصار تشير إلى القاعدة المعرفية والوظائف التي يؤديها المهنيون في المجال .وهي تمثل المكونات الخمسة الأساسية لتكنولوجيا التعليم .
*المصادر ليست فقط الأدوات والمواد المستخدمة في عملية التعلم ولكنها تشتمل الأفراد والميزانية والتسهيلات , وباختصار يمكن ان تشمل المصادر أي شئ متوافر لمساعدة الأفراد على التعلم والأداءباقتدار .
*التعلم
أختيرت عبارة من أجل التعلم ...للتأكيد على مخرجات التعلم والتوضيح بأن التعلم هو الهدف بينما التعليم هو وسيلة للتعلم .
وختاما فمجال تكنولوجيا التعليم قد شكل بفعل قوى أصيلة تشمل الأبحاث والنظريات والقيم ووجهات النظر الفلسفية البديلة والتكنولوجيا ذاتها,
التي ميزت تأثيرها على المجال في محورين هما (أثر التكنولوجيا) و (الأثر مع التكنولوجيا ) , وعودة للقوى المؤثرة فإن مجال تكنولوجيا التعليم قد تطور من حركة التعليم البصري إلى مجال اكثر تعقيدا يجري تطبيقه في محيط واسع من بيئات التعليم والتعلم .
ومن المهم معرفة أن المجال في تكنولوجيا التعليم غير مقيد وإن رسمت حدوده , فلا مكان للحد من إبداع اعضائه فكثيرا ما ينظر إلى تكنولوجيا التعليم على انها علم وفن على السواء ,وهذه الخاصية ستحافظ على قابلية المجال للنمو والإستمرار .
للأستاذ ابراهيم مرغوب
للأستاذ فهد الرحيلي
خالص الثناء على إثارة الإنتباه لإشكاليات الممارسة في الميدان التربوي.
التحية والتقدير والإعتزاز للدكتور بدر عبد الله الصالح أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة الملك سعود مترجم كتاب (تكنولوجيا التعليم ) الذي تم إقتباس المشاركة منه .
دمتم بخير وعذرا على الإطالة .
تقنيه.
مشاركتك أخي تقنية على وجه الخصوص لها معنى مختلف فأنت تقنية
واختيارك لهذا الاسم لم يكن من فراغ
ولذلك لا يستغرب منك إضافتك الثرية لهذا الموضوع وتوضيح مفهوم التقنية
وننتظر منك المزيد فيما كتب في أدبيات التربية
وقد آثرت البدء من خلال مفهوم موجود في الأذهان رأيت انعكاساته في الميدان
بارك الله في جهودك ووفقك
الأستاذ ابراهيم مرغوب
شكرا لمروركم ...
شكرا لاهتمامكم...
حقيقة ... المنتدى مناخ رحب لممارسة النقاش والحوار العلمي الرصين ,لكل مهتم بالشأن التربوي ولكل باحث عن الحقيقة ... بفضل الله ثم بفضل جهودكم أنتم مشرفي المنتدى حفظكم الله ورعاكم .
المفضلات