بعد سلسلة من حلقات الإشراف على معلمات العلوم المطورة للمرحلة الابتدائية والمتوسطة, سمعت ورأيت الكثير من المعلمات والطالبات المتذمرات من العلوم المطورة!!! لكثافتها تارة.. وصعوبتها تارة أخرى.. في البداية كنت محتارة!!أين الخلل؟؟
ولكن بعد مروري في التجربة وحضوري للمعلمات وتدريسي لأبنائي ومساعدة خبيرة في مجال برامج الموهوبات،.. اكتشفت الحلقة المفقودة( من وجهة نظري)(وهي عجز المعلمة من الخروج من صندوق النظرية السلوكية إلى عالم النظرية البنائية) فبدأت بدراسة على معلمات العلوم وقياس سلوك الطالبات ......
أخذت أتلمس موطن الخلل من خلال الأسئلة التي تطرحها المعلمة (كيف أكون معلم فعال؟..كيف أساعد الطالب على التعلم ؟..كيف أكون بيئة تعلم نشط؟..كيف اُفهم الطالب بأني لست مصدره الوحيد للتعلم وان مصادر التعلم كثيرة؟ ماهي المصادر؟؟ كيف أوظفها في تعلم الطالب؟.. ......والكثير من الأسئلة....والطالب يسأل..كيف أتعلم؟..كيف ابحث؟.. كيف استقصي؟...كيف أفكر؟...ماهي مصادرالتعلم الأخرى غير المعلم ؟..كيف أتعلم من مصادري الأخرى وكيف أوثق؟...
وبعد متابعة بعض الدروس المطروحة في الميدان, وفي المنتدى, والعروض التي قدمها المعلم والتجارب التي تعيده إلى الصندوق السلوكي ليصل من خلالها إلى المعلومة ثم نقلها لعقل الطلاب ولم يترك فرصة للطالب أن يتعلم(لتقديم محتوى المنهج الجديد بقالب النظرية السلوكية) ...
فلابد أن يكون المعلم ميسر لعملية التعليم قادرعلى توظيف الوسائل والطرق التي تنشط عملية التعلم, (وليس مسؤول عن نقل المعرفة من عقله إلى عقل الطالب، ويثبت انه المصدر الوحيد في عملية التعليم و التعلم) ، و عجز المعلم على أن يضع بيئة تعليمية يترك فيها الطالب مسئول عن الفهم وبناء ذاته واكتساب المفاهيم وتطبيقها واستخدامها في منظوره الشخصي ..
وكل ما نسعى له أن يحول المعلم نظرته من فهمه للمحتوى وتدريب نفسه على الاستيعاب وعرضها على الطلاب. .... إلى كيف يساعد الطالب على التعلم وأن يركز على العوامل الداخلية التي تؤثر في الطالب ذاته ...أي .ما يجري داخل عقلة (..مفاهيم..إدراك ....)كيف يكتسب المعارف ؟....كيف يستقصي لتصحيح المفاهيم الخاطئة؟.....كيف يبحث في المصادر الأخرى؟....... كيف يقرأ ؟ كيف يدون....وكيف....وكيف.....
ورسمت المعلمة رؤيتها حول تدريس العلوم المطورة من خلال الخريطة الذهنية التالية :ـ
ومن هذه الرؤية ركزت المعلمة في الميدان على الأدوات المساعدة فقط لتدريس العلوم المطورة كوسيلة مع جهل الغاية و الهدف منها متجاهله كيفية تنمية المهارات العقلية عند الطالبمن خلال النقاش والحوار حول إنجاز مشروع أو حل مشكلة، وتوجيه الأسئلة المفتوحة المثيرة لذهن المتعلم والتي تستدعي التحليل والمقارنة والاستنتاج،ومن ثم تدريبه على استخدام الأدوات المساعدة لتوثيق المفاهيم التي توصل إليها، .....ولكن المعلمة مازالت ملقنة للمعلومة وتنمي مهاراتها التعليمية غير مبالية بما يجري داخل عقل الطالبة ولا مبالية بمهارات التفكير لتنشيط المتعلم.لأنها مازالت تعتقد أنها المسئولة عن تلقين الطالب وعليه أن يحفظها و يسترجعها....ولازالت البيئة المدرسية عند الطالبة هي المصدر الوحيد لتلقي المعرفة دون الربط بما حولها......
وستظل المشكلة ما لم يكن هناك تدريب جيد مبني على احتياجات الميدان قائم على بحث علمي واستبيانات مطورة مواكبة للنظرية الجديدة, ترفع مستوى المعلمات في تدريس العلوم المطورة وتنتج طلاب متعلمين (وهو هدف الجميع)
و أتوجه بشكري وتقديري لإدارة التطوير التربوي التي تسعى لهذا الهدف فأقامت الدورات التدريبية لمدريين خبراء لتدريب المشرفين ثم طلبت ترشيح المشرفين الذين تم تدريبهم لإعداد حقائب تدريبية بإشراف القائمين على مشروع العلوم المطورة لتدرب المشرفين والمعلمين في الميدان ورغبة منها بمشاركة الإدارات التربوية لإعداد جيل متعلم...
ولقد كنت من المرشحين لذلك ولكن للأسف لم يلقى هذا الترشيح أيادي متكاتفة ولا تزال مشكلة الدوائر الإدارية حجر عثرة أمام تطوير عملية التعليم لدينا وللأسف.......
أتمنى من الله أن تصل رسالتي هذه للمسئولين في إدارة التربية والتعليم, وإدارة الموهوبين, وإدارة التطوير التربوي, للتكاتف وترشيح المطبقين في الميدان من مشرفين ومعلمين أكفاء مدربين من جميع الإدارات لإعداد حقيبة تساعد على تطوير العملية التعلمية .وإعداد جيل متعلم قادر على الإنتاج وصنع وتشكيل وصياغة مستقبل بلاده.... وذلك لأن البناء على أسس قوية, خير طريق للوصول للقمم..مع شكري وتقديري لتعاون الجميع .....,
وللموضوع بقية لكيفية تعديل السلوكيات الخاطئة من وجهة نظر خبيرة موهوبين.....
الأستاذة الكريمة ..
المهمّات والأدوار المطلوبة من المعلّمين في تدريس المقرّرات الجديدة عالية المستوى، والتربويون المنظّرون لهذه المهمّات بعيدون عن الواقع للأسف، لدرجة أنّني أحياناً أشعر بأنّنا بحاجة إلى علماء نفس وليس فقط معلّمين لتنفيذ تلك الأدوار!
تأمّلي هذا المقطع من مقالك الجميل:
"وكل ما نسعى له أن يحول المعلم نظرته من فهمه للمحتوى وتدريب نفسه على الاستيعاب وعرضها على الطلاب. .... إلى كيف يساعد الطالب على التعلم وأن يركز على العوامل الداخلية التي تؤثر في الطالب ذاته ...أي . ما يجري داخل عقلة (..مفاهيم..إدراك ....) كيف يكتسب المعارف ؟....كيف يستقصي لتصحيح المفاهيم الخاطئة؟..... كيف يبحث في المصادر الأخرى؟....... كيف يقرأ ؟ كيف يدون .... وكيف .... وكيف ..... "
وأتّفق معك تماماً في ضرورة توافر تدريب جيّد لتمكين المعلّمين من تدريس المقرّرات بالطريقة المثلى.
تقبلي شكري أستاذة الجوهرة فعلا نحن بحاجة شديدة إلى الوعي باهمية كيف يتعلم الطالب؟ لنحقق تعلما فاعلا و نخرج من الدائرة التي و ضعنا أنفسنا داخلها و نرسم دوائرنا الخاصة و أنا على ثقة بأن أبناؤنا أفضل بكثييييييير مما نتصور لكننا بحاجة إلى الوعي بحاجاتهم و حاجات العصرالحديث التي يجب تهيئتهم لمواجهتها
!!!
عندما يقود المشرف السفينة باتجاه التعلم الفعال فلا يمكنه ان يغفل الجانب النفسي للمتعلم عندما يريد اقناع المعلم بجدوى هذه الطريقة او تلك في احداث التعلم الفعال ، وليس من باب التنظير كما ذكرت ..
فالتعلم من المفاهيم الاساسية في علم النفس،،
لماذا نعتبر اطلاع المشرف على الجوانب النفسية بغرض الوقوف على افضل طريقة للتعلم من باب التنظير ؟!!
لنبدأ من البداية ..
يحتاج المشرف ان يقنع معلم بجدوى طريقة ما في التعلم ، ترى كيف سيقنعه ؟ لا يمكن لأحد ما ان يفرض على المعلم شئ خارج قناعاته ولا اظنك تخالفني الرأي انه لايمكن للمشرف ان يقنع المعلم بذلك دون المرور بالإرتباطات النفسية في حدوث التعلم الفعال
فمثلا :عندما اناقش المعلم في جدوى الوقوف على الخبرات السابقة للطلاب
والبناء عليها قبل حدوث التعلم الجديد فكيف تراني ساتمكن من اقناع المعلم دون مناقشته في كيفية بناء المتعلم لتصوراته الذهنية الخاطئة حول موضوع ما ، وكيف يكتشف المعلم هذه التصورات ( التي هي في ذهن المتعلم ) ويصححها حتى يبني المتعلم خبرته الجديدة من تراكمات مفاهيمية صحيحة ؟!!
يااستاذي الفاضل ،
لا يمكننا الفصل بين التعلم الفعال وبين كيفية حدوثه (على مستوى الجانب النفسي ) في ذات الوقت الذي نقول فيه اننا لا نحتاج ذلك اذا اصبحت ( الادوار المنوطة بالمعلم والعالية المستوى على حد قولك ) جزء من ممارساتنا التدريسية ..
سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماتهولا حول ولا قوة الا بالله
موضوع رائع وعرض موفق من الأستاذة القديرة الجوهرة
وتعليق عميق ومركز من الاستاذة نوف الدوسري
بمثل هذا النقاش والحوار نصنع الفرق
كم أنا فخور بما يطرح هنا من طروحات عميقة وناضجة تشعرني بأننا نسير في الطريق الصحيح
شكري وتقديري للأستاذ القدير عمر المغربي والاستاذ كشفي
حفظك الله أختنا الجوهرة0
قراءة موفقة ودراسة ناقده لبعض الاسباب حول عدم تفعيل المقررات المطوره، واثار النظريه السلوكية على سلوك المعلم إتجاه طلابه 0
تحليل اكثر من رائع للاخت نوف
اسال الله ان ينفع بكن الجميع
أبوعبد الرحمن
مشرف تربوي/ كيمياء
{ رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير }
شـــجاني حبها حتى بكيـــــت وفي قلبي لها شوقا"بنيت
فقالت:هل سعيت لكي تراني؟ فقلت: أنا لغيرك ماسعيتلأنـك ياجنة الفـردوس عنــدي أغــلى وأسمــى ماتمنيت
اشكر الجميع على تفاعلهم لمقالي .. وكل ما أهدف إليه ان نوصل رسالة لنا جميعًا ( مشرفين و معلمين ) اذا لم نكن قادرين على خلق الإثارة .. و توليد الفضول .. وإثارة الاسئلة .. والتنبؤ عند الطالب لاستيعاب معنى المفهوم و ادراكة في العلوم , فلن يستطيع المعلم ان يطلب من الطلاب التقصي و البحث لتحقيق فضوله وارضائة نحو المفهوم .
.. اذا فقد الطالب حب التعلم و إثارة الاسئلة و توليد الفضول هل تعتقد انه سيكون قادر على البحث و التقصي و تبادل النقاشات و تسجيل الملاحظات و الافكار ....
بارك الله فيك جهود موفقه
جزاك الله خيراً أنا معلمة وهذا ما نتمناه أن يتقدم التعليم لدينا ولكن كيف يحدث ذلك وأغلب المشرفات لم يفهمنا المطلوب من الكتاب المطور أصلاً وإذا قالت لها المعلمة شيئاً قالت أنظري إلى كتاب المعلم واتبعي المطلوب وحضرنا الكثير من الدورات الخاصة بالكتاب لكن دون الاستفادة لأن المشرفات أصلاً لم يفهمنا المطلوب وشكراً
أختي العزيزة رقيقة الأحاسيس إحساسك بالمشكلة والمسؤولية هو كل ما نريد فكم كنت اتمنى ردة فعل من أهل العلم للمساعدة ،فلعل تكاتفنا جميعا حول نفس المشكلة يوصولنا إلى الحل وسوف اذكر لك محاولتنا للوصول إلى فك شفرات تدريس العلوم المطورة ونتمنى مشاركتك ...
(وضعنا المشكلة أمامنا وهي (كيف ندرس العلوم الطبيعية المطورة؟)
وفرضنا أنه ( لابد من تغيير سلوكنا في التعليم ومعرفة احتياجات الطالب ليتعلم )
فبدأنا بالتغيير من أنفسنا كيف نوصل المعلومات إلى المتعلم ..؟وماذا يحدث بعد وصول المعلومات..؟
أولاً:- تغيير أسلوب التعليم (ما الفرق بين أن أُعلم ...وأن يتعلم )وبدأنا بوضع مقارنة بين النظرية السلوكية سابقاً و النظرية البنائية ..بالبحث والسؤال في المصادر المختلفة .
ثانياً:- نغير في كيفية تخطيط الدروس (ما الفرق بين نموذج خطوات التدريس سابقاً ونموذج دورة التعلم الخماسية...وبدأنا نبحث في المصادر عن الفرق بين (المقدمة والتمهيد سابقاً والتهيئة) ،...(العرض سابقاً والاستكشاف والشرح والتفسير)..من حيث المعنى والهدف والتطبيق........وماهي إستراتيجية البحث العلمي...
ثالثاً:- نغير الأسئلة الاستفهامية إلى الأسئلة المنتجة التي تنتج المعرفة ولا تستدعي المعلومة أو مفاتيح المعرفة ...وبدأنا في البحث عن أسئلة حل المشكلة...وأسئلة مهارات العمل في المختبر.....وأسئلة الاستدلال....وأسئلة ربط الأفكار
رابعاً : -البحث في الأدوات والتجهيزات المعينة على توصيل المفاهيم من خلال الربط بما حول الطالبة (في البيئة في المدرسة ، البيت،السيارة ،الألعاب ،طعامها ،رحلاتها ,.....)و كيف نستطيع أن ننمي قدرة الطالبة على الاستفادة وتوظيف ما تعلمته فيما حولها؟
ولعلنا بالبحث نحاول الإجابة على بعض الاستفهامات ووضع بعض الحلول المعينة ...، ولكن هذا لايغني عن مساندة أهل العلم فمهما قرأتا فنحن مثقفون ولسنا متقنين ...وأكرر للمسئولين بحاجتنا الماسة للتدريب على يد متخصصين مثال لا الحصر د/عبد الله الجغيمان
المفضلات