السلام عليكم ورحمة الله
أشكر المشرف العام الأستاذ: الشريف
فهذه دفعة معنوية كبيرة لاستكمال الموضوع
لنستكمل الموضوع:
وفعلاً حدث ما كان يتوقعه بلوم ، وهو بأن تفتيت الهدف إلى أجزاء صغيرة جداً أدى إلى تحويل العملية التعليمية التعلمية إلى مجرد تنظيم مجموعة من المعارف ونقلها ( حشوها في ذهن الطالب ) ، لأن أهداف التعلم أكبر بكثير من : أن يذكر ، ويعدد ..........الخ
نعم كانت مرحلة بلوم في وقتها ، وتعد من مراحل تطور التربية والتعليم والتعلم ، ولكن لكل مرحلة عمر زمني لا يمكن أن تقفز إلى مرحلة أخرى .
فبدأت الأنظمة التربوية وخاصة مع ظهور نظريات التعلم المعرفية والتي تركز على عقل المتعلم وليس سلوكه الخارجي كما فعلت السلوكية ومع اضمحلال نظريات التحليل النفسي أيضاً ، حيث ظهرت نظرية التعلم ذا المعنى ، والبنائية ( مع أن جذورها قديمة ) وظهور أمثال : برونر ، وجانييه ، وبياجيه وشواب وغيرهم من علماء النفس المعرفي ، بدأ يزداد الاهتمام بعقل المتعلم من خلال معرفة كيف يعالج المعرفة ويستوعبها ويربطها بمواقف تعلمية جديدة وكذلك كيف يطبقها ....الخ
وبدأ الاهتمام بالسلوكية ينحصر انحصاراً شديداً ( وهذه سنة الحياة فما كان صالحاً قبل ستون عاماً ربما غير صالح اليوم للاستخدام البشري ).
وأصبح التفكير يركز على نتاجات تعلم عالية وليس على ملاحظة سلوك متعلم ظاهري.
وبدأت الدراسات البحثية تبحث في مكامن الخلل في النظرية السلوكية ، ومنها:
1- إغفال عقل المتعلم وتفكيره ، والحد من قدرات المعلمين
2- ضعف قدرتها على التعامل مع المتعلم لتنمية تفكيره الناقد والإبداعي وفوق المعرفي ، لأنها تؤمن بأهمية قياس السلوك بدقة وبالتالي فإن مهارات التفكير الناقد والإبداعي تحتاج أن نتيح للطالب حرية كبيرة للتفكير وممارسة مهاراته العقلية في جو يخلوا من الأطر الضيقة .
3- تتوقع نتيجة مسبقة ومحددة بدقة للهدف ، مع العلم بأن الإنسان فاعل فنتاجات التعلم تختلف من فرد إلى أخر ، وبمعنى أخر نقوم بتحديد الأهداف ثم نحولها إلى أسئلة والأخيرة نحولها إلى نتاجات تعلم واضحة ومحددة ومعروفة مسبقاً لدى الطالب فما يتبقى سوى أن يحفظ الطالب هذه النتاجات ويخزنها في عقله حتى تأتي الأختبارات أو ربما نطلب منه يوماً أن ( يعرّف .... ، يذكر مبدأ ، أو يعدد خصائص ، أو يذكر نص ، أو يكتب صيغة قانون..............الخ. فكل هذا لا يحتاج إلى ممارسة تفكير بمفهوم التفكير الحقيقي ، وإنما يحتاج شخص قادر على أن يصنع من عقله مستودع لتخزين أفكار ومعلومات معينة في كثير من الأحيان لا يفهم ولا يستوعب معناها.
راجعين إن شاء الله
المفضلات