حياك الله أستاذ: الوان الحياة ويسعدني جداً مرورك
أمين يارب العالمين ولجميع المسلمين
وآمل أن نصل في النهاية لتصور واضح حول التقويم الذي يفعل قدرات المتعلم ويجعل من التفكير الناقد والإبداعي الذي ننادي به في تعليمنا واقعاً ملموساً ، فالتقويم ركن أساس في التعلم الفعال ،وعلى قدر التقويم يكون التعلم
ولكن للأسف لدينا عتبة القفز منخفضة جداً جداً ، بل نائمة على الأرض أحياناً
وحان الوقت لنرفع عتبة القفز شوي أعلى، يقول علماء التربية إذا أردت أن يحصل المتعلم على تعلم جيد set the bar higher
أرفع حاجز القفز ، أرفع سقف توقعاتك ، فالطالب ليس له ذنب عندما يذهب ويشارك في المسابقات العالمية ويجد عتبة القفز على علو مترين ، وهو متعود يقفز على عتبة نائمة على الأرض أو حتى موضوعه على إرتفاع ( 20سم ) فكيف له أن يقفز ( 2م )طبعاً لا يستطيع
لنكمل الموضوع .....................
عجزت النظرية السلوكية عن الوصول إلى مستوى يرتقي بتفكير المتعلم ، وذلك بسبب إيمانها التام بأن التعلم يتم من خلال سلوك يمكن ملاحظته وقياسه ، ولهذا تجد التقويم الذي يبنى على تصنيف بلوم لا يرتقي إلى تفعيل مهارات التفكير الناقد أو الإبداعي أو التفكير فوق المعرفي أو الاستيعاب المفاهيمي الذي يتطلب من المتعلم الخوض في مشكلات حقيقية يمارس من خلالها التفكير المركب ، وذلك لأن مهارات التفكير المركب وممارستها تعطي نتائج ربما غير متوقعه فلذلك أنحصر التقويم في النظرية السلوكية على مستوى تذكر المعرفة وحفظ خطوات معينة لمشكلة محدد مسبقاً حلها ، فما على الطالب إلا أن يحفظ خطوات الحل ويعيد كتابتها حتى يصل لنتيجة ( موجودة على نموذج الإجابة ) محددة مسبقاً.
فتجد النظام التقويمي الذي يتبع مبدأ السلوكية من خلال تطبيق تصنيف بلوم ، دائماً يتراوح بين المستوى الأول ولا يستطيع أن يرتقي لمستوى الفهم ( علماً بأن الفهم غاية كبيرة تسعى النظم التربوية له ) والفهم الذي يقصده بلوم ليس الفهم العميق الذي تنادي مختلف المؤسسات التعليمية والجمعيات العلمية بالوصول له ، فاليونسكو عام 1996م نادت بأربع ومنها ( التعلم من أجل الفهم ) فهذا ( الفهم ) المقصود به درجة عالية من الإتقان.
( وقضية الفهم سنناقشها لاحقاً ، وماذا قال بلوم عن الفهم في تصنيفه).
فتجد حتى في أنظمتنا التعليمية عندما نضع جدول الموصفات للاختبارات نترك المستويات العليا في تصنيف بلوم ( ونضع مكانها صفر من الأسئلة ) لماذا؟ لأنها تخالف مبدأ السلوكية ، فالسلوكية تؤمن بالسلوك المحدد وهذا لا يتفق مع مبادئ التفكير الناقد والإبداعي الذي يترك للطالب حرية ممارسة مهارات التفكير ووضع المعايير وخلافه.
مثال على ذلك: عندما نطرح السؤال التالي:
قارن بين الخلية الحيوانية والنباتية؟
فهذا النوع من الأسئلة يعتبره السلوكيين غير واضح ، بل ويعتبره البعض منهم سؤال غامض.
لماذا؟ لأن الإجابة غير محددة .
ولكن عندما نقول قارن بين الخلية الحيوانية والنباتية من حيث : الشكل والنواة ؟
فيعتبرون هذا السؤال ممتاز . لماذا؟ لأن النتيجة محددة وواضحة تماماً وتتماشى مع نموذج الإجابة.
والفرق بين السؤالين كبير جداً من حيث إتاحة الفرصة للطالب لممارسة مهارات التفكير ، فالأول يمارس المتعلم في إجابته مهارات تفكير مختلفة ، أما الثاني : يحفظ إجابته مسبقاً ويضعها على الورق بدون تفكير ..........
نستكمل الموضوع إن شاء الله..................
لكم تحياتي
المفضلات