القاتل الخفي للابتكارات هو التحكيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
إن حكومتنا الرشيدة تهتم بالموهوبين والمبدعين والمخترعين على حد سوى , فلما التفرقة يا إدارات التربية والتعليم ؟
نعم , لم التفرقة بين الابتكارات العلمية فجعلتم ما يسمى بالمركز الأول والثاني والثالث وليكن إلى العاشر وأغفلتم بقية الابتكارات العلمية .
فلنتأمل قليلا !!!
تقام معارض الابتكارات العلمية بجهود الطلاب أولا وبمساعدة المعلمين وقد يكون في المعرض الواحد على مستوى إدارة التربية والتعليم الواحدة على أقل تقدير 20 ابتكارا , وفي نهاية المعرض ينسف ما يسمى بالتحكيم كل هذه الجهود ليجعل هناك 3 أو 5 مراكز هي الفائزة .
في هذا التحكيم مثلا تم قتل 15 ابتكارا البلد بحاجتها , فما بالكم بما يعرض من ابتكارات في إدارات التربية والتعليم الأخرى .
وأنا أتكلم عن الابتكارات الأصيلة والتي لم يسبق لها أحد , لماذا تقيم , ومن طلب منكم تقييمها ؟
وأنا أرفع راية (( نعم نعم للتكريم ولا لا للتحكيم )) .
لماذا التكريم و ليس التحكيم ؟
1) إن الابتكارات ليست مادة علمية يدرسها ويحفظها الطلاب ثم تقومون بتقييمها وتجعلون منها مراكز أول وثاني وثالث , وإنما هي في الحقيقة كلها تعتبر المركز الأول .
2) إن بلادنا العزيزة أحوج ما تكون إليه إلى ابتكارات أبنائها فهي نابعة من احتياجاتهم ومن إبداعاتهم واختراعاتهم فلا تقتلوها بمثل هذه المراكز .
3) إن الذي وضع هذا التحكيم منخدع بكلمة المعايير العالمية وتناسى أن المسرع الرئيسي لعجلة التطور في بلدنا هو مثل هذه الابتكارات التي أنت أهملتها لتطبيق مثل هذه المعايير .
إذا ما هو المطلوب ؟
المطلوب هو تكريم هذه الابتكارات تكريما يشجع نفسية المبتكر وتجعل منه الأول دائما , تكريما لا يكتفي بشهادة شكر فقط وميدالية .
المطلوب هو أن تحفظوا حقوق الطلاب بتسهيل تسجيل براءات اختراع لابتكاراتهم العلمية وتسريع إجراءاتها وليكن لكم دور يا إدارات التربية والتعليم في حفظ هذه الحقوق , وتشكيل قاعدة بيانات بكل الابتكارات العلمية . والتعاون مع الجهة المسؤولة عن ذلك .
المطلوب هو إقامة معارض للابتكارات العلمية بما تعنية كلمة ابتكار من أصالة وليس من محاكاة .
المطلوب هو تسويق مثل هذه الابتكارات وإيجاد الداعم لها من الشركات والمؤسسات , ولترى مثل هذه الابتكارات النور ولا تكون فقط للمباهاة والمظاهر بأن إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الفلانية حصلت على مركز كذا وكذا .
المطلوب دعم هؤلاء المبتكرين بالمادة لينفذوا أفكارهم وليتم عرضها في مثل هذه المعارض ( بمعنى يخصص استمارة طلب إعانة مادية أو علمية لكي يستفيد منها الطالب في عرض العمل إذا استطاع تنفيذه .
انظروا لهذه الأمور التي أتوقع أنها ستثير استغرابكم كما أثارت ذلك لدي :
إن من المستغرب أن طلاب المرحلة الابتدائية , لم يدخلوا ضمن هذه الابتكارات ثم تم استثناء جزئي لهم , والسبب هو التحكيم وخوفا من المساس بالمعاير العالمية .
كما أنه من المستغرب أن استبانه التحكيم التي وضعت وما فيها من شروط وبنود تخاطب طلاب جامعات وليس طلاب مرحلة متوسط وثانوية , فمثلا على سبيل المثال لا الحصر :
طريقة التسويق : كيف تسوق للفكرة ؟ وهل يمكن تطبيقها ؟ وهل اتفقت مع شركة أو مؤسسة لتسويقها ؟ وهل عملت دراسة جدوى ؟
وكأن الطالب درس في المواد الدراسية التي قدمتها له وزارة التربية والتعليم ( اقتصاد , ومحاسبة , و تسويق , وعلاقات عامة , وله القدرة على الاتصال مع شركات ومؤسسات وكأنه على دراية كافية بهذه المؤسسات والشركات و ... إلخ ) فيما يسمونه بالمعاير العالمية .
وأيضا من بنود التحكيم : أن يظهر الطالب عمله مستخدما برامج وبرمجيات معينة يتوجب على الطالب معرفتها مسبقا وياليت بعض الطلاب يجيد برنامج الوورد أو يستطيع أن يفتح البوربوينت ( مع احترامي لبعض من يتقن كثير من البرامج التي لا يتقنها كثير من المحكمين ) .
كما أنه من المستغرب أن يحكم الابتكار على طريقة إخراجه فقد يكون العمل جيدا لكن إخراجه لا يكفي بأن يعطيه ذلك الجمال وبالتالي الطلاب الذين حالتهم المادية غير جيدة سيتم تحطيمهم بالتحكيم مرتين .
وإني لاستغرب من أحد المحكمين في رده حينما سألته ما هو دوركم في حفظ حقوق الطالب وتسجيل ابتكاره فأجاب : يذهب الطالب يسجلها , نعم يذهب الطالب في المرحلة المتوسطة يسجل ابتكاره في المؤسسة .
كما أنني أستغرب من كلمة ( هل يمكن تنفيذه على الواقع ؟ ) وهذه من الكلمات التي تقتل الفكرة مباشرة ويسعد المحكم بها كثيرا لأنه سيضع عليها درجة , وكيف لبعض الطلاب أن ينفذوا أفكارهم وهم لا يتملكون قيمة ما يتفسح به في المدرسة , و ما أدرى الطالب بهل يمكن تنفيذ عمله أم لا على الواقع ؟
وأنا هنا لست من أجل نقد نقاط التحكيم لأني في الأساس لست مقتنع به وبما ورد فيه جملة وتفصيلا , وإنما يا إدارات التربية وا لتعليم علموا الطالب في دروات علمية كيف يتعلم ويطور في ابتكاراته و كيف يتعامل معها بشكل جيد ثم اعرضوا مبتكراتهم وكرمهم ولا تميزونهم عن بعض . فكلهم مبتكرين .
وإذا استمر التحكيم بهذه الطريقة فسترون النتائج بعد 5 سنوات وسترون ضعف الإقبال على معارض الابتكارات العلمية لأن البقاء فيها للأقوى بنظر المعايير العالمية التي ستنسف وتحطم نفسيات وعقليات الطلاب الذين نحتاج أفكارهم وعقلياتهم .
وإني أدعوا أن يكون التكريم بالأوسمة والتي تحمل اسم العلم الأول وأول من أشاد ورعى الموهبين والمبدعين والابتكارات وهو الملك عبدالله يحفظه الله ...
فيكون لمن حقق 10 ابتكارات ............ الوسام الذهبي
ولمن حقق 5 ابتكارات ................. الوسام الفضي و
ولمن حقق 3 ابتكارات .................. الوسام البرنزي
ولأول مرة ( مبالغ مالية لاتقل عن 5000 آلف أو جوائز عينية مجزئة )
وأخيرا :
(( نعم نعم للتكريم ولا لا للتحكيم ))
............................................
بقلم الأستاذ : فهد بن أحمد الأحمري .
الهيأة الملكية بينبع الصناعية .
