خاص جداً إلى كل معلم/معلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله
هذا الموضوع موجه لكل معلم /معلمة لشعوري بالألم الذي يعاني منه البعض في الميدان التربوي .
للأسف بعض الممارسات الإشرافية أدت إلى تدني المستوى الإبداعي لدى المعلمين والمعلمات ، وخنقتهم داخل قالب ضيق محدد المساحة ، ويعتبر الخروج عنه ضرباً من العبث التعليمي التعلمي ، وقبل أن أبدأ في كتابة بعض الإيضاحات حول فلسفة التعليم والتعلم الفعال سأذكر قصة قصيرة حدثت وتحدث يومياً .
ففي ذات يوم قدمت المشرفة التربوية وهي تحمل بين أوراقها نموذجاً محكم الصنع والإغلاق ويحتوي على ممارسات تعليمية تعلمية محددة الوقت والسؤال والنتيجة وتحركات المعلمة وهمساتها وكلماتها داخل الغرفة الصفية ، وقدمت هذا النموذج المكون من ( 4 صفحات لحصة واحدة ) بأن تنفذه المعلمة بكل ما فيه من صغيرة وكبيرة ، تنفيذا حرفياً كما أُنزل ، فسألتها المعلمة كيف؟ ماذا عن ؟ ماذا لوا ؟ طبعاً حول تطبيق النموذج المحكم الصنع . فقالت كما هو ، أعملي محاكاة للدروس الأخرى وفق هذا النموذج ( تحضير درس ).
وللأسف كان هذا القالب أو النموذج يمثل فلسفة أحد الاتجاهات العالمية في التعليم المعتمد على التفكير ( جميل ) ، ولكن الغير جميل بأن هذا النموذج معد لبيئة أخرى ، وهو مقترح مرن قابل للتغيير والتبديل وفق متطلبات الموقف التعليمي ، ويحتاج تدريب الطالبات/الطلاب على مهارات التفكير التي سيمارسونها أثناء التعلم ، كذلك يحتاج تدريب للمعلمة/المعلم على فلسفة هذا النوع من التعلم ( التعليم المعتمد على التفكير ) لمدة لا تقل عن أسبوع ، ثم تترك الحرية للمعلمة/المعلم أن يتخذ منه مرشد وموجه للتدريس وليس قالب ( مصمت ) ساكن يفرض عليه حتى الزمن المخصص لتوزيع الأوراق على الطلاب/ الطالبات في حالة تنفيذ الأنشطة ( طبعاً كما قلت سابقاً محدد فيه كل صغيرة وكبيرة حول الوقت ونوع السؤال ، وإجابته المحتملة .......الخ.
للأسف عدم فهم من قدم هذا النموذج لأفكار وفلسفة التعلم من وجهة نظر من أعده هذا النموذج جعلت من بعض التوجيهات الإشرافية قاتل للإبداع والتفكير المرن ، وقدمت إيحاء للمعلمة بأن المخرج ( المتعلم ) لا بد أن يجمع في عقله هذه المعلومات من خلال تنفيذ هذا القالب كما هو ، وأن التغيير فيه يعيق عملية التعلم ذا المعنى؟
الأخوة والأخوات الأفاضل : من أين أتى هذا الفكر التوجيهي أحادي التوجه ؟ لماذا يدعي شخص بأن نماذجه وقوالبه هي الأفضل في تنفيذ التدريس؟ وفي الجانب الأخر أتسأل أين فكر المعلمة التي قبلت بهذا ولم تناقش في مكوناته ومحتوياته ؟ لماذا لم تسأل عن مدى جودة نظرية التعلم التي تم بناء هذا النموذج من خلالها ؟ ......الخ
هل هذه الممارسة ستقود إلى إبداع طلابنا وطالباتنا ؟ هل هذا هو نقل الخبرة بين المعلمين والمعلمات؟ وهل وهل......الخ
سأبدأ بذكر بعض الفكر الفعال حول فلسفة التعليم والتعلم الفعال من خلال ملاحظات حول تطبيق استراتيجيات التدريس وطرائقه وأساليبه:
-النماذج والقوالب الجاهزة والملزمة للمعلم لا تصنع الإبداع ، وتعيق التعلم ذا المعنى.
-تقييد حرية المعلم بخطوات محددة يخالف فكر التعليم والتعلم الفعال ، فالتعليم والتعلم مواقف وقتية تحتاج مرونة عالية في استخدام الإمكانات المتاحة بطريقة فاعلة.
-لا يوجد استراتيجية أو طريقة أو أسلوب واحد نقول عنه أنه الأنجج والأفضل على الإطلاق.
-كلما أمتلك المعلم أكبر كم من استراتيجيات وطرائق التدريس أصبح أكثر قدرة على المرونة التي تتيح للإبداع أن يأخذ مجراه في التعلم الصفي.
-لا يوجد طريقة هي الأفضل ولكن يوجد منحى هو الأفضل ( التعلم النشط ).
-ممكن يمتلك المعلم عشرون طريقة تدريس ويمارس من خلالها تعليم تقليدي وأخر يمتلك نفس الطرق ويمارس من خلالها تعلم نشط.
-التخطيط الجيد ما يقوم به المعلم بنفسه ويكون مرن التصميم بحيث ينفذ حسب الإمكانات المتاحة.
-التنظير سهل ولكن التطبيق الحقيقي يحتاج وقت وتدريب عالي الكفاءة.
-نظريات التعلم هي المحرك الأساسي لطرق التدريس ، ووفق نظرية التعلم يختار المعلم الطرق المناسبة.
-مجال التعليم والتعلم مرن ومتغير دائماً
-من الأفضل أن يبني المعلم طرائقه واستراتيجيات وفق فهمه للتعلم ونظرياته، أي يصمم تدريسه بنفسه ( مرحلة متقدمة ولكن غير مستحيلة).
-كل طريقة تدريس تتبع نظرية تعلم معينة ، وفهم نظريات التعلم يجعل المعلم قادراً على المناقشة العلمية المنطقية حول الأفكار والآراء التي تطرح له حول طرق التدريس واستراتيجياته.
-الاستفادة من النماذج والقوالب مطلوب كمرشد ( فهو جيد ) و يقود إلى أفكار أكثر إبداعية أخرى ، وهذا هو المطلوب ، وليس المطلوب قبولها كما هي دون تمحيص وتدقيق وفهم لفلسفتها ونظرياتها التي بنيت عليها .
-ما يناسب المعلم ( ص ) ربما لا يناسب المعلم ( س ) من طرائق التدريس واستراتيجيات.
-ممكن ثلاثة معلمين ينفذون درس ولكل منهم طرائقه واستراتيجيات ولكن النتيجة جميعهم حقق التعلم النشط ، والاستيعاب المفاهيمي ، وامتلاك الطلاب لمهارات العلم وممارستها.
الأخوة والأخوات الأفاضل : هذا جزء بسيط من بعض نتائج فلسفة التعليم والتعلم الفعال ، فالتعليم والتعلم فكر ومهارة وفن يقود من خلال المرونة العالية إلى إخراج أجيالاً من البشر قادرة على التعلم الذاتي المستمر واستخدام وتطبيق العلم لمزيد من الإبداع والإنتاج الذي ييسر للبشرية حياة سعيدة
وأنتم السعداء إن شاء الله ، ولكم تحياتي