اسلوب ر ائع جذاب مشوق رائعة الحياة عندما نتعامل معها بهذه الطريقة كاتبه مذهله بحق
عرض للطباعة
اسلوب ر ائع جذاب مشوق رائعة الحياة عندما نتعامل معها بهذه الطريقة كاتبه مذهله بحق
جميل جدا ابداعك
استمري ...
فالحياة ليست الا عطاءات متجددة
بسم الله الرحمن الرحيم .
اليوم: الأحد .
التاريخ : 9 / 11/ 1432 هـ .
الصف : الخامس .
موضوع الدرس : لا أعلم بالضبط , لكنه يتعلق بالنباتات .
معنوياتي ليلة ذاك اليوم كانت عالية جدا , فكانت دافعيتي للعمل كبيرة .
بدأت تدوين أهدافي , ثم غرقت في آلية تحقيق ما أريد .
أريد الأفضل , وأجهل السبيل , فوقعت في دوامة التردد والتفكير , في ظل محدودية الدراية , وأزمة الموارد , والخشية من انقضاء الوقت .
قلقت من النشاط الاستقصائي , لخشيتي من عدم وضوح النتائج للطالبات وعدم توافر النبات المناسب للمشاهدة , ولكن لا مناص من إجرائه .
ضخامة المحتوى توقعني في هاجس آخر , أما التقويم فما زال غصة لم تندفع .
أدركني الوقت وأنا لم أصنع شيئا بعد , فكسرت حاجز القلق والتردد , عزمت أمري فتوكلت على الله .
بدأت في العمل , جهزت صورا احتاجها , وأعددت أوراق العمل , حاولت أن تفي بالغرض مع تمام اقتناعي بعيوب فيها , ولكن ضاق بي الوقت فلم أتمكن من تداركها .
اطمأننت , شعرت بأن دائرتي أصبحت أكثر وضوحا واكتمالا .
(حينما تغزوك لا يمكن باستمرار , فإنك ستصبح أسيرا في المستحيل )
صبيحة يوم الأحد كانت مختلفة عن سائر الأيام التي شهدتها في عامنا الدراسي هذا .
كالعادة وصولنا كان متأخرا, ولكن تفاجأت برؤية طابور الصباح فشككت في زمن الوصول , ودهشت باجتماع زميلاتي في غرفتي ( حيث سجل التوقيع ) فأيقنت أن هنالك أمر .
اجتماع المديرة بالطالبات في طابور الصباح تعقيبا لأحداث جرت في نهاية دوام يوم السبت .
وكان لنا اجتماع آخر , في غرفة المديرة كالعادة , ولكنه مفاجئ وفي توقيت مبكر .
ليس مستغربا ما ستقول , كنت أنتظر أن تسند إلينا بقية أعمالنا , لنكون على بصيرة أكثر بمهماتنا .
خرجت من تلك الغرفة مستاءة , فكنت في موقف اللامسؤل ذلك اليوم , لا لأجل ما أسند إلي , ولكن لأمر آخر .
تحينت وقتا لأحادث المديرة بأمري , وجود زميلة أخرى بذات المكان منعني التقدم , فمازدت أن قلت لها ( لم استطع عمل شيء اليوم ) .فهذا سيثيرها لتنتبه إلي .
في غرفتي , تسللت إلي بعض طالباتي من الصف الخامس , كانت الحصة الرابعة , وكن يستعجلنني بالحضور , وخاصة ممن لا أجد لها اهتماما .
قاطعتني سميرة في طريقي , لم تجد أكوابا لتجربتنا ,كانت تحمل قنينة ماء فارغة فسألتني إن كان بإمكانها قطعها عرضيا لتصبح كوبا , فأعطيتها الجواب .
انتظام في بيئة فوضوية , اهتمام لا معقول , وجدية في الأداء.
صورة أخطأت حين لم ألتقطها .
المجموعات انتظمت , على كل طاولة وجدت الملفات رتبت لتصبح في متناول اليد , الأدوات مجهزة , وكذلك الأوراق والأقلام للتدوين . شعرت بالارتياح والسرور , لأن هناك من يرغب في العمل بدافعية شخصية , وليس بإيعاز .
البيئة الرائعة التي صنعتها طالباتي , هذه المرة كانت هي المشجعة للأداء والعمل ولست أنا .
بأريحية تامة بدأنا نعمل ونتفاعل جميعا .
كان على المجموعات أداء مهمة , وهي اكتشاف مدى تأثير عدد الأوراق في طريقة نقل الماء للنبات ؟
لم تكن هناك إشكالية في التنفيذ , سوى الدقة في العمل , والإنصات الجيد للتعليمات .بمعنى آخر الطالبات كن مهتمات فقط بوضع الصبغة في الماء , ثم وضع النباتات في كل كوب دون دراية وفهم بالهدف المراد من تلك التجربة . فكنت أقوم كل مجموعة أثناء مروري بينهن وأصحح لهن ما وقعن فيه من خطا .
بداخلي اقتناع تام بالخلل العظيم الذي سيظهر في النتائج , لأن الطالبات العدد الأعظم منهن لم يكن لديهن فهم بالمراد ولا التوقع بما يمكن أن يحدث ( في إحدى المجموعات اكتفين بوضع أوراق النبات في الماء فقط ) .
انتهت فترة النشاط , وانتقلت بهن لموضوع آخر بالدرس متعلق بتصنيف النباتات .
وزعت عليهن أوراق العمل وعرضت بعض الصور المناسبة للموضوع , كنت قلقة في البداية , ولكن اطمأننت حين وجدت العمل يسير كما يجب .
عصافير الأحلام في توقعي كانت الأسوأ في المستوى والأداء ,
وفي الواقع : كن الأهدأ , الأشد انتظاما , الأسرع إنجازا , والأكثر تعاونا . ( فكان اختياري لسميرة قائدة لهن اختيارا موفقا ) .
فراشات الربيع , وزهور الربيع لم يخرجن عما هو مأمول منهن سوى في بعض العثرات البسيطة , ولا يكفر لهن تعاونهن وانسجامهن .
أما النجوم اللامعة ففي ظني ستأخذ نجوما عدة في سوء الأداء وسوء الانتظام والوفوضوية , وعدم احترام الغير .
كنت في حلم جميل , أفاقتني منه زميلتي ( معلمة الرياضيات ) بسرعة خاطفة .
انتهى الوقت .
ماشاء الله اسلوب سلس وجميل..
>متآبعه..
:)
بسم الله الرحمن الرحيم
حملت أدواتي , وعلى مكتب المديرة وضعتها , تركت لها رسالة قصيرة , ثم انصرفت راجعة إلى منزلي .
جلست على مقعدي في السيارة , وأوعزت لعقلي أن يستريح من دوامة التفكير اليومية , لقد سئمت .
ولكن برغم إرادتي تسللت كفي نحو خدي كي تستقر تحتها ,لأغرق واسبح في مجريات أحداث اليوم .
ألقيت جسدي على سريري لاستريح , فلاحت لي الصغيرة بدرية , لتزداد لائحة الحقوق .
على العشاء وجهت الخطاب لأمي أني اليوم عاقبت وأوجعت , أوضحت لها مبرراتي , علها تزيد من ثنيي عما صنعت فلا أعود , أخبرتها أني لا أريد ذلك فاغرورقت عيني وصمت .
لا استطيع أن أكمل على هذا النحو .
تلك كانت رسالتي لمديرتي .
مع تتابع نمط الأخطاء التي أقع بها يوميا , وصل المؤشر إلى درجة الخطر , فآثرت أن أتوقف وليتني أتوقف
لا أريد أن أتهور أكثر .
لقد أخطأت واعترف بخطئي .
ليس من طبعي أن أغضب بسرعة , وما أروع سجية الحلم التي كنت أتطبع بها , فما بالي افتقدها اليوم .
هذا ليس منهجي , وليست تلك طريقتي , فما الذي غيرها ؟
كثيرة هي الحلول السريعة لكنها غير مجدية .
صناعة الجيل وبناء الإنسان , أين أنا منها اليوم ؟
ما بال تلك الأحلام ماعادت تتراءى ؟
أصبحت تتوارى ,
فاعتمت صورة ذاك الإنسان .
بل صورتي أنا التي عتمت .
لست أما , وليس لدي أطفال .
من بين أحضان الأمهات انتزعن , ليقعن في أحضاني أنا .
نفد الزاد , وانعدم الدواء , وتعالت الصيحات ,
فكنت أما , بين صراعات الأنين وصيحات الأنا , تلك جوعى , وأخرى تنتظر المزيد .
فمن أجيب ؟
هوت يدي في لحظة الضعف تلك , وقسا القلب فلم يرأف بحال من انكسر بين يديه .
رن الجرس , وفرغ المكان إلا مني .
ألملم أدواتي في سكون , لا أسمع سوى أصداء ذاتي .
حملتها , وبقيتها ونبذتها عني ,
لأخبرها :
لا استطيع أن أكون أما .
بسم الله الرحمن الرحيم
جودي لنا مثل ذا اليوم ( خطاب صغيرتي فاطمة من الصف الثالث بعيد نهاية حصة العلوم )
المشتل المدرسي ( حالات طرد , أداء غير مرغوب )
(نجودها في البيت ؟ ) استفهام للهروب .
اليوم : الأربعاء
التاريخ : 25 /12 /1431هـ.
كان الضيف مسترسلا في حديثه عبر إذاعة القرآن الكريم , حاولت ألا أصغي لكثرة ما أسمع من تلك الأقوال , أدرت وجهي نحو النافذة , ولكن فشلت في السيطرة على أذني حين كانت تسترق السمع للمذياع :
الاعتزاز بالمنجزات الصغيرة , أكثر ما تغلغل إلى أعماقي من مقولة ذاك الضيف , تركت عقلي يتشربها وكأني في حال خدر لا أشعر بشيء حيال دخول هذا الغريب جسمي .
الصغيرة ( العنود ) تتهرب بذكاء حين تعرض لها مشكلة لا تستطيع حلها في مادة الرياضيات , فلا تتوانى أن تقول :
( إحنا نجودها في البيت ؟ ) تريد أن تخبرني أنها تعرف الحل ولكن تريد تأجيله لحين عودتها من المدرسة . إنها تتكاذى على مدرستها .
بشرى , عقبة كؤود بالنسبة لي , حين أجد وجهها تعلوه علامات استفهمام واستغراب تجاه ما ألقيه عليها من أسئلة , غير أنها ذات حس فني أراه في جودة تلوينها وتركيزها لدرجة الألوان .
نورة , أحبها حيث أرى جمال الطفولة فيها , لكنها أتعبتني بلامبالاتها , وشغفها الشديد للعلب , والأكل , وهي تحب الهدايا والجوائز .
صالحة , الطالبة العدائية , اشتكت منها تلك وتلك ,رغم هدوئها , لكني اعتقد أن ذلك ناشئ عن عدم إعارتهن إياها الأقلام والألوان.
سعيدة باللحظات التي أقضيها عند الصف الأول , لقد نجحت بفضل الله في السيطرة على النظام عندهن , حين يرين أصابع يدي تعد , وإذ بكل واحدة تعود مسرعة لمكانها ليعم الهدوء والنظام من جديد . قبل سنتين , لو عددت حتى الألف ما كنت أظن أن هذا الهدوء سيسود أبدا .
على السور في الطابق الثاني كنت أقف , خرجت الأختان من الصف الثاني يردن دورة الماء , شدني منظر الملابس المتسخة التي كانتا ترتديانها , استوقفت الصغيرة استفهمها :
_ لم ملابسك متسخة ؟
أجابتني : ليس عندنا صابون .
_ أين أبوك لم لا لا يشتري لكم ؟
_ أبي مات .
_ أليس لديك إخوة ؟
_ بلى ولكنهم صغار .
تركتها تذهب , دون تعليق .
كنت رائعة هذا اليوم , في مصالحة مع ذاتي ولحظات انسجام رائعة قضيتها معها .
هل السر في يوم الأربعاء ؟أو حديث المذياع ؟ أو فترة النشاط ؟ أم أنها باقة الورد ؟
كنت أتأهب للذهاب نحو درسي بعد حفل المعايدة الذي أقامته المديرة للمدرسة صباح هذا اليوم , لمحت طرقات خفيفة على باب غرفتي , فتحته لأجد باقة جميلة صغيرة من الورد بانتظاري , ليس هناك محلات للورد بهذا المكان , لقد جمعنها بأياديهن الطيبة , طوت بين أوراقها حبا , وفاح عبيرها صدقا , وحملت في رسالتها أعذب ما يكون من جميل المعاني , فكانت أجمل وأروع وأول باقة ورد تهدى إلي في حياتي من طالباتي (سابقا ) في الصف الأول متوسط ( تحفيظ) .
http://up.arab-x.com/Nov10/VsV80317.jpg
المشتل المدرسي :
قصة بدأت , ولم تنتهي .
فمن سيكون الغالب فيها , ومن سيفوز ؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
اليوم : الثلاثاء
التاريخ : 14 / 2 / 1432 هـ .
على غير العادة , وبرغم كل الظروف أقمت مع طالباتي الصف الثاني احتفالا حين وصلنا منتصف الطريق ,
أتعجب لأجل ذلك , خرقنا العادة إذ كان هذا على هامش ما وقعنا فيه من فشل وإخفاق !
ولكن كيف حدث هذا ؟
أدرس أربع مراحل مادتي العلوم والرياضيات , وكان اختصاصي مع الصف الثاني مقرر الرياضيات .
منذ البداية والثغرة موجودة , وكانت تكبر يوما بعد بعد يوم .سأحاول أن أسجل المسببات التي جعلت سيناريو الأحداث تجري على نحو لا يرضيني بالدرجة الأولى وكذلك المعنيين بالأمر بالدرجة الثانية :
- محتوى المقرر ودسامته
[*]عدم ملاءمة الخطة الزمنية للمقرر- عدد الطالبات وكثافتهن
- وضيق مساحة الفصل
- الافتقار للمتابعة المنزلية
- افتقار الطالبات للكفاية العلمية المؤهلة للتعامل مع المقرر الجديد
- ندرة الوسائل التعليمية وتوفيرها لكل طالبة
- عدم الانتباه واللامبالاة وضعف التركيز
- ضعف الاستيعاب للرموز والمفردات والجمل الحسابية
- التغذية
- عدم تمكن المعلمة من تقويم الطالبات بشكل جيد وإعطائهن التغذية الراجعة
- عدم توفر بيئة دراسية ملائمة للتعلم
- تشتت ذهن المعلمة بين مراحل عدة فلايسمح لها يالمتابعة الجيدة للمادة وللطالبات والإحاطة التامة بمشكلات التعلم وعلاجها
- فقدان الرغبة في العطاء من قبل المعلمة بسبب النتائج الغير مرضية
- عدم إشباع حاجات الطالبات النفسية وحاجتهن للعب إلى جوار التعلم
- سوء التنظيم والتخطيط من قبل المعلمة أحيانا ,
- عدم الإلمام الجيد بخصائص المرحلة العمرية للطالبات
- فقدان التصوير الجيد للمسائل المجردة والانتقال الهادئ المنسجم من عالم المحسوس إلى عالم التجريد
- ضغوط العمل وطلب الإنتاج الوفير في ظل إمكانات وموارد محدودة
- وربما عامل اللكنة وتباينه بين المعلمة وطالباتها .
في الحقيقة كنت أفكر في حلول لبعض المشكلات جربت بعضها , وأخفقت في بعضها , وحين أفلت مني الحبل لم أتمكن من فعل أي شيئ بعدها .فالوقت يداهمني ولا حيلة لي بشيء .
كنت أفكر في استدرار اهتمام الأهالي , والاهتمام بالتغذية الجيدة . فخاطبتهم في هذا الشأن ووجدت تجاوبا ملموسا , وإن كان هناك من يريد المساعدة ولكن لا يستطيع خاصة حين لا يكون هناك شخص متعلم في المنزل أو متفرغ .
لطالما خطرت في بالي إقامة مهرجان للرياضيات لحل بعض المشكلات الرياضية , لكني ترددت فليس لي خلفية جيدة بهذا الأمر , ثم الخشية من قلة المردود في ظل سوء التنظيم والإدارة والتخطيط له .
آخر الأمر اقترحت مشروعا تتبنى فيه الطالبات الكبيرات من المراحل العليا الاهتمام بالنمو المعرفي لطالباتي الصغيرات , بحيث تتبنى كل طالبة طالبتين على الأكثر , الهدف منه تخطي الحواجز الرياضية من قبل الطالبة الصغيرة , في ظل مساعدة من الطالبة الكبرى فتكون قادرة على تجاوزها بمهارة واتقان .
بدأ المشروع لكنه لم ينجح حاليا حيث بدأ في وقت قصير وزمن حرج لكلا الطرفين .
بقيت مشكلة التركيز والانتباه والفوضى التي تجتاح الفصل أحيانا , في ظل الظروف العصيبة القائمة , وعدم نجاح الوسائل المعتادة لجلب الانتباه , عدت لإشارة المرور , ولكن هذه المرة بغرامة مالية حقيقية عن كل مخالفة تقوم بها الطالبة .
استهجنها الكثير , ووافقني البعض , ورغم الاختلاف والاستهجان فإني وجدت غايتي :
الانتباه , التركيز , الهدوء والانتظام .
حتى الصغيرات يتهربن من دفع الغرامات ويتفلتن من المسؤولية, لكني عجبت من البعض حين وجدت فيهن الأمانة والاحساس بالمسؤولية .
قد انتهى فصلي هذا معهن , على لقاء قريب بإذن الله في الفصل الدراسي الثاني .