إني لأسأل والجواب معلق ***بالصمت فوق علامة استفهام!
أ. فهد الرحيلي
لك جزيل الشكر
لقد طرحت موضوعا شائقا (من التشويق ) وشائكا جدا .
لم أستطع تجاوزه دون أن أترك جزءا من تعليقي والباقي قد يأتي لاحقا :)
بداية أقول أننا مُدرسنا (مصطلح أعجبني كان يستخدمه المفكر البرازيلي باولو فيريري الذي نادى بالتربية اللامدرسية )
نعم مُدرسنا على قبول الخدمة كماهي ، نستنكر ونشجب ثم نتوقف (على الأقل أتكلم عن نفسي وبعض من أعرف ) ، فأنا غير راضية إطلاقا عن الخدمة التعليمية المقدمة لأبنائي فهدف التعليم مغيب عن أذهانهم والملخصات التي تقدم لهم عدد صفحاتها كل عام في تقلص ، ولأنهم أذكياء فهم يقولون من الغباء أن نضيع وقتنا في التركيز في الحصة أو المذاكرة والمعلم سيحذف لنا ويعطينا الملخص لنذاكره في الاختبار .:mad:
أ. الشريف
هل نحن من يقرر نوع التعليم الذي نريد ؟!
أنا كولية أمر وكمعلمة ثم مشرفة تربوية ثم مدربة أريد الكثييييييييييييير ، ولكن الواقع التعليمي الحالي يقرر نوع التعليم ( في المرحلة المتوسطة والثانوية )الواقع الذي يعتمد على الدرجات ، فالعلامات قيدت الممارسات التعليمية وجعلتها تقتصر على نقل المعلومات وحفظها واسترجاعها .
ذات مرة جاءني ابني بعد انتهاء الاختبارات بأسبوعين منبهرا من نفسه ومستغربا أنه لازال يحفظ تعريف أحد المصطلحات!
وهذا العام لم يفتح كتاب الوطنية إطلاقا قبل اختبارها بحجة أن درجاتها لاتدخل في المجموع .
من وجهة نظري الخاصة
أننا لم نجد الحل لأننا لم نولي مهنة التعليم الاهتمام الذي تستحقه ، ويكون ذلك في اختيار المعلم الجدير بمهنة الأنبياء ففي بعض الدول المتقدمة تعليميا مثل فنلندا ـ على ما أذكر ـ لايقبل في كلية التربية إلا أفضل 5% من المتقدمين لها وبعد ذلك يأتي دور التأهيل والتطوير وتوفير البيئة المحفزة له .
فحقا مهما توفرت المدخلات ( من مناهج وأدوات ) ومهما كانت جودتها فلن تغني شيئا عن وجود المعلم المتمكن الذي يستطيع تطويعها للنهوض بالعملية التعليمية .
وأتذكر قصتين حول هذا الموضوع
الأولى :
يذكر أنه كان لعمرو بن معد يكرب سيف يضرب به المثل في نفاذ حده ، يقال له الصمصامة ..مر به الوالي فقال له :ياعمرو أرني الصمصامة حتى أجربه ،فناوله إياه
وضرب به ضربة واحدة ثم أرجعه إلى عمرو وقال له :ليس له حد قاطع كما يصفه الناس
فأجابه عمرو : أيها الوالي
إنما أعرتك السيف ولم أعرك اليد التي تضرب به .:d
الثانية :
ذكرها لنا أستاذ الجودة
أ. عدنان الورثان
في إحدى برامجه المميزة عن الجودة ،قصة أثرت فينا كثيرا
يقول كان برفقة إحدى الوفود في إحدى الدول الأفريقية ووجد مجموعة من الصبية يتعلمون ومعهم معلمهم ،بدأوا يقرؤون القرآن بجودة وإتقان أبهرت الوفد بل أبكتهم وكان معهم الشيخ بصفر .
كل ذلك ..وكل مايملكونه فقط معلم متمكن معلم يدرسهم بالطريقة النورانية ،
سبورتهم رقاع معلقة على شجرة ، لافصل ولاكراسي ولا أدوات، والمُخرج طالب متمكن من القراءة والكتابة باللغة العربية بصورة تفوق تمكن أبنائها !!!