.. إلى كل من سعى لتطوير الرياضيات والعلوم في المملكة ..
هذه شكوى مني ومن أغلب المعلمين والمعلمات الذين لديهم ضمير حي في تدريس مادتهم ..
لا أخفي ولا أنكر أن المحتوى العلمي لمادة الرياضيات المطور جيد ورائع .. وإذا طبق كما تعلمنا في الدورات فسوف يكون فعلا مطور للطالب والمعلم ..
ويشهد الله أني فرحت بتطوير المادة .. لكن للأسف عندما اصطدمنا بالواقع وجدناه عبأ كبير على عاتق المعلم والمعلمة ..
أولا ً : وُضِع المنهج وللأسف بدون دراسة لواقع المدارس والتجهيزات فيها .. لابد أن تكون المدرسة مجهزة بالوسائل الحديثة ( كمبيوتر / جهاز عرض / .. ) أيضا الوسائل التعليمية للمنهج غير متوفرة .. والمفروض أن تجهز غرفة خاصة للمنهج المطور .. سواء كان رياضيات أو علوم
طبعا أغلب المعلمات والمعلمين الذين لديهم كمبيوتر وجهاز عرض يكون على حسابهم الخاص !!!!!!!
ثانيا ً : بعد أسبوعين من المنهج أتضح أن إعطاء الدرس بالطريقة المتبعة بدليل المعلم والمطالبين فيها ( مسألة اليوم / التقديم / أسئلة التعزيز / فقرة أستعد / شرح المحتوى العلمي للدرس ثم مناقشة الأمثلة المحلولة ثم تأكد بالحل الانفرادي للطالبة ومن ثم مناقشتها على السبورة وتحديد مستوى الطالبة فوق ودون وضمن المتوسط ثم حل تدرب وحل المسائل التي لا تقل عن 12 تمرين وتقسيمه حسب المستويات ومن ثم حله على السبورة مع الطالبات وحل مسائل التفكير العليا لأنها على كلامهم من حق كل طالبة .. ثم التقويم التكويني كما في دليل المعلم واستخدم بديل التعلم وتنويعه وبطاقة مكأفاة أو تعلم لاحق وسابق وتقويم المفردات وتوجيه الطالبة لكتابة المطوية كملخص لها ولا أنسى كتاب التمارين هذا كله يحتاج لا يقل عن ثلاث حصص لكل درس وبعدين يبدأ تأخر المنهج وخذي حصص إضافية لتعويض المنهج لذا المنهج جدا جدا طويل
ثالثا : أليس من المفروض عند وضع المنهج أن يراعي عدد الحصص في الأسبوع لتغطية هذا المنهج مدارس العام 5 حصص رياضيات ومدارس التحفيظ 4حصص فقط وبنفس المنهج .. المنهج المطور يحتاج حصص إضافية التي أنهكت قوانا يوميا نأخذ حصص الاحتياطي لا تقل على حصتين فكم أصبح نصابنا في الأسبوع مع هذا المنهج المطور.. هذا بالإضافة للنشاط والإشراف على المقصف والمناوبة وأمور الإدارة المعروفة....
نحن وبصراحة لسنا ضد التطور ولكن لابد من دراسة هذا الوضع .. حتى لا تتكرر معاناة ومأساة التقويم المستمر ويصبح المنهج المطور مثله ..
الواقع المرير والذي لا بد من معايشته
نعم نحن لسنا ضد عملية التطوير والتجديد فهي مطلب وضرورة ملحة لمواجهة تحديات العصر الذي غلب الجانب العقلي على أساليب الحياة فيه , ولكننا بحاجة ماسة لتوفير كافة سبل نجاح المشروع ويأتي في مقدمتها الحيز الزمني المناسب لإنجاز المشروع وكذلك البيئة الداخلية للمشروع وهي المدرسة إذ لا بد أن يتوفر بها كل ما يخدم متطلبات المشروع وهذا لا يتوفر في مدارسنا بنسبة قد تتجاوز الـ 80% وهي نسبة تشير إلى أبعاد سلبية كبيرة جداً لتنفيذ المشروع هذا بالإضافة إلى تدني طموحات الطلاب لدينا وقلة الوعي الاجتماعي بأهمية العلم والتعليم لارتباطه الوثيق بالحصول على الشهادة ثم الوظيفة وضعف فاعلية الأسرة في التفاعل مع المدرسة وكذلك كثرة الأعباء التعليمية الملقاة على المعلمين والمعلمات كل ذلك من شأنه تقليل فرصة نجاح هذا المشروع .
ولكن أتصور أن خفض نصاب معلمي ومعلمات المشروع في الحصص وعزلهم عن جميع الأنشطة والواجبات المدرسية المصاحبة تعد خطوة جيدة للتفرغ والاهتمام بمحتوى المشروع وأبعاده وطرق تنفيذة وصولاً إلى قدر جيد من إنجاز المشروع بإذن الله .
هذا ما أحببت إضافته ... ولك مني جزيل الشكر على هذا الاهتمام والحرص على أبنائنا وبناتنا وأعاننا الله وإياكم ...