المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأوزون علاج الفقراء العجيب



فاتن البهكلي
01-01-2010, 08:42 PM
أخواني وأخواتي أعضاء المنتدى . .
أقترح توظيف المادة الإثرائية التالية في مرحلة الإثراء والتوسع عند تناول الدرس الأول ( قصة مادتين )
في كتاب الطالب للصف الأول الثانوي
وفي الصفحة (11) من الكتاب واقع الكيمياء في الحياة طبقة الأوزون
حيث يخرج الطلبة المادة الإثرائية بطرق مختلفة ( ملخص , عرض بور بوينت , مجلة , مطوية , . . الخ )
المادة الإثرائية من منتديات الكيمياء الحيوية للجميع .



الأوزون ... دواء الفقراء العجيب


في مواجهة جشع شركات صناعة الدواء العالمية الاحتكارية الكبرى, وأجهزة الدعاية التي تدور لتنشيط التسويق على حساب الانتقادات العلمية, تصعد موجة للبحث عن وسائل بديلة للعلاج تكون أكثر أماناَ وأقل كلفة, وهاهي (العربي) تضيف إلى إسهامها المتواصل في التعريف بهذه البدائل بديلا جديدا.


منذ زمن بعيد عرف صيادو الأسماك من الهنود الأمريكيين, ما قبل كولومبوس, أن الصيد يكون وفيرا في الليالي التي تعقب العواصف الرعدية, حيث يتشبع الهواء برائحة, لا تشبه رائحة اليود المعتادة, بل تشبه رائحة التبن الطازج في أجران الحصاد. وهو نفس ما لاحظه الإغريق القدامى وأطلقوا على هذه الرائحة اسم أوزين, ومن هنا جاءت تسمية الغاز الذي له هذه الرائحة نفسها والذي لم يكتشف إلا في القرن التاسع عشر باسم الأوزون . لم يعرف القدماء تفسير هذه الظاهرة على النحو الذي نعرفه الآن حيث يعتقد العلماء أن الشحنات الكهربائية الناتجة عن البرق المصاحب للعواصف الرعدية تؤدي إلى زيادة نسبة الأوكسجين في الطبقات السطحية من ماء البحر, ومن اتحاد ذرات الأوكسجين معا يتكون الأوزون ويزداد تركيزه في الطبقات السطحية من الماء وهو ما يجذب الأسماك إلى السطح فتمسك بها شباك الصيادين.


وفي قرن الأنوار وبداية الثورة العلمية وبالتحديد في أبريل من العام 1774 اكتشف الكيميائي الإنجليزي جوزيف بريستلي (1733-1804) غازا عديم اللون يساعد على الاشتعال ويؤدي إلى أكسدة العناصر. وبعد هذا التاريخ بخمس سنوات أي في العام 1779 أعطاه العالم الفرنسي الكبير لافوازييه (1743-1794) - مفجر ثورة الكيمياء وضحية الثورة الفرنسية - اسمه النهائي الخاطئ الذي نعرفه جميعا الآن (الأوكسجين) (أي مكون الأحماض, اشتقاقا من الكلمة الإغريقية القديمة oxus) والذي لم يصحح أبدا. وفي العام 1785 لاحظ الكيميائي مارتينوس فان ماروم الرائـحة المميزة لغاز الأوزون عندما قام بتسليط شحنات كهربائية على غاز الأوكسجين. وفي القرن التاسع عشر وبالتحديد في العام 1840 قام الكيميائي الألماني كرستيان فردريك شونبين أثناء عمله في معامل جامعة بازل السويسرية بتكرار تجارب فان ماروم وعزا الرائحة السابقة إلى تكوين غاز جديد من اتحاد ذرات الأوكسجين معا وأعطى هذا الغاز الاسم الذي نعرفه ( الأوزون ).


أما الأوزون , في الطبيعة, فهو غاز ذو لون أزرق باهت يشكل غلافا يحيط بالكرة الأرضية على ارتفاع يتراوح بين خمسين ومائة ألف قدم, يتكون من اتحاد ذرات الأوكسجين تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس. ويعتمد سمك طبقة الأوزون هذه على كمية الطاقة المنبعثة من الشمس, فخلال فترات النهار, أي أثناء الزيادة في نشاط الشمس يزداد سمك هذه الطبقة, بينما تختفي طبقة الأوزون من الجانب المظلم من الأرض, أي أثناء الليل, تدريجيا ليعاد تكوينها في صباح اليوم التالي مع إشراقة الشمس. وفي الشتاء المظلم الطويل الذي يغلف قطبي الكرة الأرضية شمالا وجنوبا, تختفي هذه الطبقة تماما, ولأن الأوزون أكثر ثقلا من الهواء فإنه يهبط باتجاه الأرض حيث يتحد مع ملوثات البيئة فينقي الهواء الذي نتنفسه, وعندما يلتقي الأوزون الهابط من أعلى الغلاف الجوي مع بخار الماء فإنه يتحول إلى مادة أخرى تسمى هيدروجين بروكسيد, تسقط مع المطر مانحة الجو تلك الرائحة المنعشة التي تعقب سقوط المطر وهذه المادة نفسها هي التي تمنح النباتات التي تعتمد على ماء المطر نموّا أفضل من تلك التي تعتمد على ماء النهر. لكن طبقة الأوزون لا تختفي مع حلول الظلام الطبيعي فقط, بل تختفي تحت تأثير العدوان اليومي الذي نمارسه نحن ضد الطبيعة من خلال زيادة نسبة الـ(كلوروفلوروكربون) الناتج عن أجهزة التكييف والثلاجات وغيرها, مما يسمح بمرور كمية أكبر من الأشعة فوق البنفسجية وزيادة مطردة في حالات سرطان الجلد. ومن جهة أخرى يتحد الأوزون في طبقات الجو المنخفضة بملوثات البيئة الأخرى التي تعرف بـ(الهيدروكربون) المنبعثة من عوادم ملايين السيارات التي تجوب شوارع المدن الكبيرة والصغيرة في أربعة أركان الكوكب, وتحت أشعة الشمس نفسها, فينتج عن ذلك دخان ضبابي كيميائي أكّال وهو ما يؤدي إلى هبوط المطر الحمضي وتلف المحاصيل, والعديد من أمراض الرئة خاصة المتعلقة بالتحسس, إضافة إلى أكسدة المباني والتماثيل التي كانت تزيّن الميادين!!



ابتكار ألماني :


عقب انتهاء الكيميائي الألماني شونبين من أبحاثه حول الأوزون في العام 1855 بدئ في استخدامه في تطهير غرف العمليات الجراحية في العام التالي مباشرة. وبالكشف عن القدرة الهائلة للأوزون على أكسدة العناصر وبالتالي قتل البكتريا والفيروسات وإزالة العديد من السموم, إضافة إلى الجسيمات الدقيقة التي تكسب الماء طعما غير مقبول ورائحة كريهة تم استخدام الأوزون في تنقية مياه الشرب في موناكو الفرنسية سنة 1860. لكن فاسبدن الألمانية سبقت الجميع وأنشأت أول محطة كبرى لتنقية مياه الشرب باستخدام الأوزون سنة 1901, وتبعها في ذلك العديد من المدن الأوربية الأخرى مثل زيورخ وبروكسل وباريس ومارسيليا وموسكو التي تمتلك أكبر محطة لتنقية مياه الشرب باستخدام الأوزون . ويوجد الآن أكثر من 2500 محطة من هذا النوع في أربعة أركان المعمورة. ومنذ العام 1950 يتم استخدام الأوزون في تنظيف وتنقية أحواض السباحة. وقد شهدت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي جرت في لوس أنجلوس في العام 1984 تهديد فرق السباحة الأوربية بالانسحاب من أنشطة الأولمبياد إذا لم يتم تنقية أحواض السباحة بالأوزون وليس بالكلور, كما هو معتاد في الولايات المتحدة. ومثلما اكتشف عالم فيزياء ألماني غاز الأوزون وخواصه, كانت بدايات استخدام الأوزون في الطب ألمانية, فالطبيب الألماني ألبرت وولف كان أول من استخدم الأوزون الموضعي سنة 1915 في علاج بعض الأمراض التي تصيب الجلد إضافة إلى الجروح والنواسير والتهابات العظام. واستفادت الجيوش الألمانية المشاركة في الحرب العالمية الأولى من ريادة وولف هذه وتوسعت في استخدام الأوزون في علاج جرحى الحرب خاصة الجروح الملوثة. وفي العام 1932 كان طبيب الفم والأسنان الألماني إ.أ.فيش يستخدم الماء المؤوزن, أي المشبع بالأوزون, في تطهير فم وأسنان مرضاه. وكان من بين مرضاه الجراح الألماني إروين باير الذي لاحظ على الفور الفوائد الطبية للأوزون. وبالمشاركة مع الطبيب الفرنسي أوبورج, تمكنا للمرة الأولى من حقن الأوزون عن طريق الشرج وذلك لعلاج التهاب القولون المخاطي والنواسير الشرجية. وفي العام 1945 كان باير نفسه هو أول من استخدم طريقة حقن الأوزون عن طريق الوريد كعلاج لاضطرابات الدورة الدموية. ثم جاء الطبيب الألماني زابل ليكون أول من قام بتجربة الأوزون في علاج بعض حالات السرطان 1950, وتبعه في ذلك العديد من الأطباء الألمان الذين انطلقوا في العقدين التاليين لهذا التاريخ, في استخدام الأوزون كعلاج للعديد من الأمراض المختلفة سواء كعلاج منفرد لهذه الأمراض أو كعلاج تكميلي للوسائل العلاجية المعتادة. ومع ظهور الإيدز في الثمانينيات من القرن الماضي حاول الطبيب (هورست كيف) استخدام الأوزون في علاج هذا المرض بدرجات لابأس بها من النجاح, وفي الوقت الحالي, يوجد في ألمانيا وحدها 8000 طبيب ومعالج يستخدمون الأوزون في علاج العديد من الأمراض, بينما مازالت الولايات المتحدة ترى فيه علاجا تحت التجريب لم تثبت فائدته بعد, وتمارس قدرا من الحظر على استخدامه داخل حدودها فيلجأ الأمريكيون للسفر بحثا عن الأوزون في بلاد أخرى.



***



يبدو من العرض السابق أن الأوزون يستخدم في علاج العديد من الأمراض التي تختلف عن بعضها البعض اختلافا كبيرا, ليس فقط من حيث العنصر المسبب للمرض (أمراض معدية, اضطرابات الدورة الدموية, التهابات المفاصل والعظام) ولكن أيضا من جهة طبيعة المرض, ودرجة القصور المصاحبة له, بل ونهايته المتوقعة. إذن, كيف يعالج الأوزون كل هذه الأمراض? وما الفلسفة التي ينهض عليها هذا الأسلوب في العلاج? وهل يستطيع دواء واحد أو طريقة واحدة في العلاج مهما كانت فاعليتها أن تؤثر في كل هذا الطيف الواسع من الأمراض المختلفة? أم هو البحث الدائم عن (وصفة سحرية) تعالج كل شيء? كيف يتم تحضير هذا الدواء? ما الطرق المتبعة في تعاطيه? ما نتائج تطبيقه, ونتائج الأبحاث التي أجريت عليه? ما الحالات التي لا يجوز فيها التعامل مع هذا العلاج? ما الآثار الجانبية الناتجة عن استخدامه? ولماذا تقف بعض الدول مع بعضها الآخر ضد هذه الطريقة في العلاج? وإذا كان لهذا ( الأوزون ) الفاعلية التي يدّعيها المقتنعون به, فلماذا لم تنتشر هذه الطريقة في العلاج رغم مرور أكثر من قرن على بدايات استخدامه في مجال الطب?


يتكون الأوزون من ثلاث ذرات من الأوكسجين, ووزنه الجزيئي 48 وتعادل كثافته ثلاثة أضعاف كثافة الأوكسجين, وهو عامل مؤكسد قوي لا يفوقه في ذلك سوى الفلورين. وهذه القدرة على الأكسدة الحيوية هي الأساس العلمي الذي ينهض عليه استخدام الأوزون في الطب. فمن المعروف أن العمليات الحيوية التي تتم داخل الجسم ينتج عنها بعض السموم التي يتم التخلص منها عن طريق الأكسدة أي التحول الكيميائي للمواد تحت تأثير الأوكسجين. وينتج عن هذه الأكسدة تحول السموم إلى ثاني أكسيد الكربون وماء يتخلص منهما الجسم بوسائله التي نعرفها من تنفس وتبول وإخراج. لكن إذا كان الجسم يعاني نقصاً ما في الأوكسجين نتيجة لتلوث البيئة أو التدخين وعدم ممارسة الرياضة, فإنه يفقد قدرته الطبيعية على التخلص من هذه المواد الضارة. وعلى هذا يهدف العلاج بالأوزون أو غيره من المؤكسدات الحيوية إلى إمداد الجسم بقدر كاف من الأوكسجين يغرق البكتريا والفيروسات, التي يمكنها الحياة دون اعتماد على الهواء, أو غيرها من الخلايا المريضة وينتج عن ذلك أكسدة هذه البكتريا والفيروسات وموتها من ثم, وعندما يتشبع الجسم بالأوكسجين فإن الخلايا الطبيعية تصل إلى حال من النقاء بعد تخلصها من هذه السموم. هذه هي إذن الفلسفة البسيطة التي تعتمد عليها فكرة العلاج بالأوزون. لكن كيف؟


يؤدي العلاج بالمؤكسدات الحيوية ومنها الأوزون عشر وظائف هي:


تحفيز إنتاج كريات الدم البيضاء, أي خط الدفاع الأول دون الغزو الميكروبي.
قتل الفيروسات, ورغم أن هذا التأثير معروف منذ أواخر القرن التاسع عشر, لكن ليس معروفا على وجه الدقة كيفية حدوث هذا التأثير, لكن المرجح هو تحلل الغلاف الدهني للفيروس مما يؤدي إلى موته.
زيادة قدرة الهيموجلوبين على توصيل الأوكسجين إلى الخلايا.
مضاد لنمو الأورام الخبيثة التي تعتمد في نموها على نسبة أقل من الأوكسجين, حيث تؤدي زيادة نسبة الأوكسجين داخل هذه الخلايا إلى أكسدتها وموتها.
أكسدة الهيدروكربونات.
زيادة مرونة خلايا الدم الحمراء.
تحفيز الجسم على تكوين المزيد من الإنترفيرون وعامل نخر الورم الذي يستخدمه الجسم في مقاومة الغزو الميكروبي والأورام.
زيادة قدرة الأنزيمات المضادة للأكسدة وبالتالي سرعة التخلص من الجذور الكيميائية الحرة والتي تسبب قدرا ملحوظا من الضرر لجسم الإنسان.
تسريع دورة حامض السيتريك وهي الدورة الأساسية لتكوين السكر والطاقة داخل الجسم, ومن ثم تسريع عمليات التمثيل الغذائي وتكسير البروتين والدهون والنشويات وإنتاج المزيد من الطاقة.
زيادة نسبة الأوكسجين في أنسجة الجسم.

( للموضوع تتمة )

اكسجينه
10-18-2011, 08:16 PM
موضوع رائع كروعتك استاذتنا الفاضلة بارك الله في جهودك

المعلم المغمور
10-20-2011, 06:57 PM
موضضوع رائع
ألف شكررررررررررررر